أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هشام القروي - التعذيب بالوكالة














المزيد.....

التعذيب بالوكالة


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1159 - 2005 / 4 / 6 - 11:32
المحور: حقوق الانسان
    


في جلسة خاصة في باريس مع بعض الاصدقاء العرب من الباحثين ورجال الفكر, جرى الحديث بشكل عفوي عن موضوع التعذيب, وتحدث أحد الحاضرين , فقال ان آخر البدع التي انتجها العقل الأمريكي في هذا المجال انه اوكل الى بعض الجلادين في دول عربية خاضعة لاتفاقات معينة بتعذيب أشخاص متهمين بالارهاب وقع اعتقالهم من طرف الامريكيين لانتزاع اعترافاتهم, لأن القانون الأمريكي يمنع تعذيب المتهمين. وراح الصديق يفصح عن معلومات مذهلة , ذاكرا لنا بالأسماء دولا عربية وأطرافا داخلها, قبلت أن ترعى وتنفذ هذه المهمة القذرة نيابة عن "رب العمل " الأمريكي. وعلى حد علمي, فلا توجد دولة عربية واحدة يسمح قانونها بهذه الانتهاكات. ولكن لعلم الأمريكيين بما يحدث داخل السجون العربية ووصول الجلادين العرب الى خبرة عالية في هذا المجال , تحت التدريب الأمريكي بلا شك, فقد تقرر تكليفهم بتعذيب الأسرى الذين قبض عليهم في أفغانستان والعراق وعدة امكنة اخرى من العالم.
والحقيقة انه رغم ما شعرت به في ذلك الوقت من احتقار لكل من يشارك في هذه العملية من الجانبين, فقد نسيت المسألة وانغمرت في حياتي العادية الى أن عثرت على تقرير امريكي يشير الى بعض وجوه هذه المسألة , مكررا ما قاله صديقي في تلك الجلسة الباريسية. التقرير خاص بأوضاع حقوق الإنسان في العالم؛ تصدره وزارة الخارجية الأمريكية سنوياً؛ وهنا انشر منه ما يتعلق بسوريا, الا انه يتعرض لبلدان عربية أخرى لا مجال لذكرها جميعا. وهو يتطرق إلى ما تعرض له معتقل سوري يحمل الجنسية الكندية للتعذيب خلال اعتقاله في سورية، ولم يتضح ما إذا كان يشير إلى ماهر عرار الذي سلمته الولايات المتحدة للسلطات السورية، أم عبد الله المالكي الذي اعتقل لدى وصوله إلى مطار دمشق، وكلاهما اعتقل في عام 2002، لكن أحدهما (المالكي) اعتقل في أيار والآخر (عرار) في تشرين الأول. واعتقل عرار من قبل السلطات الأمريكية لدى وصوله إلى مطار نيويورك في طريقه إلى كندا.

وكان عرار قد أفرج عنه في تشرين الأول 2003 وسُمح له بالمغادرة إلى كندا، بينما أفرج عن المالكي لكن دون السماح له بمغادرة سورية، حيث استدعي العام الماضي للمحاكمة أمام محكمة أمن الدولة.

وبينما لم يتضح ما إذا كان التقرير يشير إلى المالكي أو عرار، فإنه في كلا الحالتين تجاهل ذكر عرار بالاسم، الذي أعلن لدى وصوله إلى كندا عن تعرضه للتعذيب الشديد في فرع فلسطين التابع للمخابرات العسكرية في دمشق، كما أبلغ عن تعرض المالكي للتعذيب أيضاً.

ويشار في هذا الصدد إلى أن اسم عرار لم يرد في التقريرين السابقين لعامي 2002 و2003، رغم المعلومات المؤكدة عن تعرضه للتعذيب خلال اعتقاله في سورية.

ولم يُفهم سبب الامتناع عن ذكر اسم عرار المالكي، رغم أن التقرير كرر مرتين ذكر عبارة "مواطن سوري - كندي عاد إلى سورية لزيارة أهله"، كمثال على التعرض للتعذيب، رغم أن التقرير ذكر في مواضع أخرى أسماء كثيرة كنماذج على ما يورده من انتهاكات.

واعترف مسؤولون أمريكيون مؤخراً بأن السلطات الأمريكية رحلت عدداً من المعتقلين في سجن غوانتانامو إلى سورية، بحسب ما أبلغ مسؤولون أمريكيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في حين أشار معارضون سوريون إلى أن المعتقلين أرسلوا إلى سورية لانتزاع اعترافاتهم تحت التعذيب الذي تحظره القوانين الأمريكية. ويأتي تسليم المعتقلين إلى سورية رغم أن التقرير الأمريكي الجديد يشير إلى ممارسة التعذيب في المعتقلات السورية، باستخدام وسائل مثل الصدمات الكهربائية واقتلاع الأظافر ووضع أشياء في الدبر.

وأشار التقرير الأمريكي أيضاً إلى أن الحكومة في سورية تمنع أي معارضة سياسية منظمة. وأكد التقرير ممارسة الحكومة السورية التمييز ضد الأكراد في سورية، مشيراً إلى مقتل أكثر من 30 شخصاً على يد قوات الأمن خلال أحداث القامشلي الدامية في آذار 2004، كما اعتقل أكثر من ألف آخرين.

وقال التقرير الذي استشهد بمنظمة العفو الدولية وجمعية حقوق الإنسان في سورية إن ثمانية أشخاص ماتوا في السجن بسبب التعذيب أو سوء المعاملة على يد أجهزة الأمن خلال العام. وشملت أغلب الحالات مواطنين أكراداً اعتقلوا وعذبوا بعد أحداث القامشلي.
وكما ترون , فإن المسألة تستحق البحث لمعرفة الحقائق. فمن قبل, كانت بعض البلدان العربية تدان لمثل هذه الانتهاكات من طرف منظمات حقوق الانسان وهيئات قانونية أمريكية , ولكن ما العمل اذا كانت الحكومة الامريكية أو بعض دوائرها تشجع الجلادين العرب وتمدهم بما يحتاجونه من ضحايا ؟ كنا نعلم أن بعض دوائر المخابرات العربية لا تؤتمن, وها هي المعلومات ترسخ لدينا الاعتقاد أنهم جميعا سيان ... مجرمين واعداء للانسانية.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس وعصر ما بعد عرفات
- مفاوضات حماس وكتائب الاقصى
- هل تعهد بوش لشارون بالمساعدة في قضيةالاستيطان بالضفة؟
- الامبراطورية الصغيرة
- إذا رفعت أمريكا صوتها يسمعونها
- شهادة جو فضول أمام مجلس الشيوخ الفرنسي
- استعداد اسرائيلي لضرب ايران
- ظروف مصرية
- الحج الى اسرائيل
- مارس8 الاسرائيلي
- بهية الحريري كرئيسة حكومة
- شارون يعلن تجميد العملية السلمية
- مهمة بوش انتهت في العراق
- هل أوروبا تحتضر ؟
- حول الشراكة الاستراتيجية الاوروبية الامريكية
- الذين يكرهون الحرية يكرهون الانترنت
- بوش في أوروبا
- الفلسطينيون في المهجر الاوروبي
- تهديدات ارهابية جديدة
- لم يبق لسوريا خيارات سوى الانسحاب من لبنان


المزيد.....




- الخارجية الأمريكية: حددنا 5 وحدات إسرائيلية ارتكبت انتهاكات ...
- مصدر إسرائيلي يحذر: مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائي ...
- سبب مثير وراء اعتقال روسيا جنديا سابقا بجيش الاحتلال الإسرائ ...
- لماذا ترفض المملكة المتحدة قرار إيرلندا بإعادة طالبي اللجوء ...
- المندوبة الأمريكية: واشنطن لا تتدخل في عمل المحكمة الجنائية ...
- إسرائيل تستنفر سفاراتها تحسبا لمذكرات اعتقال بحق مسئوليها
- يديعوت أحرونوت ترجح صدور مذكرات اعتقال سرية بحق مسئولين إسرا ...
- ليبيا.. الحرب السودانية وأزمة اللاجئين
- نتنياهو ومخاوف أوامر الاعتقال الدولية
- -هيومن رايتس ووتش-: رد فعل رؤساء الجامعات الأمريكية على الاح ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هشام القروي - التعذيب بالوكالة