أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - إذا رفعت أمريكا صوتها يسمعونها














المزيد.....

إذا رفعت أمريكا صوتها يسمعونها


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1149 - 2005 / 3 / 27 - 13:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


هل ينبغي التخفيف من غلواء الذين يقولون ان الولايات المتحدة جاءت بجيشها الى الشرق الأوسط من أجل ازاحة من لا يعجبها من الحكام في البلدان العربية والاسلامية, بداية من العراق, بحجة أن حربها في هذا البلد لم تكن شعبية , وأنها ستلاقي عناء أكبر فأكبر إذا ما قررت القيام بعمليات مماثلة في ايران أو سوريا مثلا ؟ أم الرجوع الى موقف "الريالبوليتيك"-السياسة الواقعية – الذي يقول ان الساحة الدولية ليست سوى ترجمة أمينة لعلاقات القوة بين الأمم, وأن هذه الأخيرة تفعل كل ما في قدرتها من أجل ادامة الأوضاع التي تستفيد منها و محاربة الأوضاع التي ترى فيها ضررا, دون أن تلقي بالا للشعبية أو للحقوق , حيث أن الاحتجاجات الشعبية يمكن طمسها من خلال حملة اعلامية جيدة تلتقفها وتحتويها وتحولها عن مسارها ان أمكن أو تواجهها, وأما الحقوق فيمكن دائما الالتفاف حولها وايجاد الثغرات لتمرير ما يبدو مناسبا من قرارات , لا سيما وأن ماتتمتع به الدول العظمى حاملة الفيتو في مجلس الأمن الدولي , يكفيها في هذا المجال؟
يبدو لي أن الأحداث هي التي ستتكفل بالاجابة عن هذين السؤالين , ولكن طرحهما مهم, لا سيما وأنه يمكن أن نرى في الانسحاب السوري من لبنان مظهرا لم نشر اليه الى حد الآن , وهو المتعلق بمدى الاستجابة التي تبديها بعض الدول العربية للضغوط الغربية, بطريقة تجعلها تقلب سياستها رأسا على عقب بين يوم وليلة. صحيح, أن الأحداث تفجرت على اثر اغتيال رفيق الحريري رحمه الله, واتخذت هذه الفاجعة مبررا لتوجيه الاتهام الى سوريا من طرف قوى المعارضة اللبنانية ومطالبتها بالانسحاب من البلد. ولا خلاف حول الدور الرئيسي للقوى الاجتماعية الداخلية الذي لا يعوضه أحد ولا شيء آخر في اجراء التغييرات في أي مكان . ولكننا نريد أن نشير الى مظهر آخر مما حدث ويحدث. فالسياسة التي تمارسها بعض الدول العربية في الداخل أو في الخارج لها صدى في أمكنة أخرى بعيدة, ولها ردود أفعال كذلك, من ذلك أنه قبل أن يناقش مجلس الأمن الدولي قضية الوجود السوري في لبنان, كانت لجنة العلاقات الخارجية لمجلس النواب الأمريكي أصدرت قانون محاسبة سوريا وقانون استعادة السيادة اللبنانية في 2003.
وبالنظر الآن الى الوراء, يبدو واضحا أن القوانين الأمريكية هي التي كان لها تأثير على قضية كان يفترض أنها "عربية محضة" . وليس المقصود فقط ما يقال عن العلاقات "الخاصة والمميزة" بين سوريا ولبنان, وإنما التذكير بأنه اذا كان العرب هم الذين جاؤوا بالقوات السورية الى لبنان لمساعدة الأهالي على الخروج من محنتهم, فإن القوانين الأمريكية (والضغوط الفرنسية طبعا), هي التي كان لها أكبر التأثير في دفع النظام السوري الى اعلان الانسحاب بشكل سريع.
هذا الوضع مسيء للعرب على الأقل لأنه يعطي فكرة أنه كلما عانى الناس من الضغط في الداخل التفتوا الى الخارج لانقاذهم, لأنه لا توجد لديهم وسائل أخرى لمقاومة "الاحتلال الداخلي". وفي حين يذكرنا هذا الوضع بما حدث في العراق أيضا, فإنه حامل لمؤشرات تدهور كبير فيما يخص شرعية أنظمة لا تختص أهاليها بالاستشارة, وقد أصبحت تستجيب فقط للتهديد الخارجي. وهذه ايضا من نتائج ازاحة صدام , فأمريكا لا تحتاج الآن الى القيام بحروب أخرى. يكفي أن تحتفظ ببعض القوات على مقربة من المناطق المعنية, وترفع صوتها... ولكم أن تتصوروا البقية.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة جو فضول أمام مجلس الشيوخ الفرنسي
- استعداد اسرائيلي لضرب ايران
- ظروف مصرية
- الحج الى اسرائيل
- مارس8 الاسرائيلي
- بهية الحريري كرئيسة حكومة
- شارون يعلن تجميد العملية السلمية
- مهمة بوش انتهت في العراق
- هل أوروبا تحتضر ؟
- حول الشراكة الاستراتيجية الاوروبية الامريكية
- الذين يكرهون الحرية يكرهون الانترنت
- بوش في أوروبا
- الفلسطينيون في المهجر الاوروبي
- تهديدات ارهابية جديدة
- لم يبق لسوريا خيارات سوى الانسحاب من لبنان
- اغتيال الحريري مثال لثقافة العنف السياسي
- الخروج من الدائرة المقفلة
- تهديد لايران ومناورات في باكستان وشكوك في السعودية ومصر
- الانتخابات العراقية في نظر الفرنسيين
- هل تزحزح رايس شارون؟


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - إذا رفعت أمريكا صوتها يسمعونها