أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - بذور حرب اهلية في اسرائيل














المزيد.....

بذور حرب اهلية في اسرائيل


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1167 - 2005 / 4 / 14 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن كلام رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلي السابق داني ياتوم عن احتمال وقوع انقلاب عسكري في اسرائيل مفاجئا. فهو مبني على كون عدد كبير من الحاخامات يدعو الى عصيان جماعي للأوامر العسكرية, أي التمرد. وإذا كان العديد من الاسرائيليين يؤيدون خطة ارييل شارون للانسحاب من غزة وجزء من الضفة الغربية , فليس هذا هو حال المتدينين المتطرفين الذين قتل اسحق رابين على يديهم. والواقع أن هناك تقارير وتحليلات تشير منذ فترة الى بذور حرب أهلية في اسرائيل, بين العلمانيين والمتدينين. ويمكن أن تقرأوا على سبيل المثال ما كتبه الاسرائيلي أبيعزر ربتكسي عن "الصراع الثقافي بين المتدينين والعلمانيين في اسرائيل", وقد ترجم الى العربية من طرف المركز الفلسطيني للاعلام, وهو تحليل يرسم صورة قاتمة للمجتمع الاسرائيلي تجعل مشاكله شبيهة الى درجة ما بالمشاكل الداخلية التي تشل المجتمعات العربية لأنها تحول طاقاتها عن العمل العقلاني الى الصراعات الايديولوجية.
يقول ربتسكي مثلا في مقدمته: " تكشفت في السنوات الأخيرة في اوساط المجتمع الاسرائيلي خلافات لا تزال تنمو وتتعاظم حول قضايا الدين والدولة , القداسة والعلمانية, الشريعة والحرية, وقضايا التوجه الشخصي والجماعي. وفق وجهة النظر التي تتشكل بسرعة في الجدل الجماهيري, تظهر هذه الخلافات لتشكل بالضرورة وتكشف ميولا واتجاهات لانقسام ثقافي وانتقادات للهوية الجماعية, تهدد بتقويض الأسس الجوهرية للصهيونية التقليدية الى جانب النواة الاسرائيلية التي نبتت وتفتحت منها".

وليس خافيا أن أقوى الأصوات المعارضة لفكّ الارتباط، جاءت من مجتمع المستوطنين؛ كما جاءت أيضاً من داخل حزب الليكود ذاته. إن المرشّحين الذين ينتمون إلى معسكر "المتمردين" –وهو المصطلح الشعبي الذي يصف من يقفون ضد الخطة- قد ضمنوا مساندة 40 بالمائة تقريباً من أعضاء اللجنة المركزية التابعة لليكود في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 لمناصب الحزب العليا؛ وأكثر أهمية من ذلك أيضاً، فإن أغلبية من أعضاء الحزب صوتوا ضد الخطة لإعاقتها وإسقاطها في الاستفتاء الداخلي الذي جرى في أيار (مايو) 2004، وتعتمد المعارضة على مزيج معقّد من الهموم الأمنية والأيديولوجية والارتباط التاريخي بجذور الليكود والانتهازية التكتيكية. إن المعارضة المستندة إلى الليكود هي ذات أهميّة خاصة داخل اللجنة المركزية للحزب. كما أن اللجنة المركزية، وهي محافظة بدرجة أكبر بكثير وأقرب إلى مناصب الليكود التقليدية من الجمهور الذي أخذ الآن يصوّت معها –علماً أن العديد من الأعضاء ينتمون إلى التقليد الذي ينادي بالتعديل ويعتبرون أنفسهم كأوصياء على الليكود القديم- هي مؤسّسة قويّة للغاية. إن أعضاءها يحدّدون تصنيف مرشحي الليكود لمقاعد الكنيست (البرلمان) في نظام التمثيل النسبي للدائرة الانتخابية الواحدة في إسرائيل. وبكلمات أخرى، فإن معاداة ومقاومة اللجنة المركزية يمكن أن يعادل الانتحار السياسي. ومع ذلك، وحتى داخل اللجنة، هنالك علامات تدلّ على تغيير بطيء وشاقّ.
يوجد بين أفراد قاعدة الليكود من لديهم ارتباط عاطفي طويل الأمد مع المستوطنين ومع المستوطنات ذاتها، حيث عمل ذلك على تعقيد مهمّة شارون. وفي الواقع، فإن الشعور واضح وملموس، وحتى بين مؤيدي شارون الذين يدركون حتمية الانسحاب. لقد كانت الصفة العاطفية لهذه الروابط بارزة للغاية أثناء حملة مقاومة فكّ الارتباط التي سبقت استفتاء الليكود في آذار (مارس) 2004. وقد قام معارضو فكّ الارتباط بزيارة ما يقرب من 100.000 أسرة وناشدوا المصوتين على الصعيد الشخصي والوجداني. لقد تمّ توجيه حملة "اللا" نحو الأشخاص الذين جُرحوا في الحرب والأشخاص الذين فقدوا أطرافاً من جسمهم وأفراداً من عائلاتهم. وقد تم عرض صور مروّعة. كما مارسوا ضغوطاً دينية ونفسية شديدة للتصويت بكلمة لا".



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وولفويتز والعراق
- قراءة للخريطة الحزبية في مصر
- عدو مصر ... الفقر
- التعذيب بالوكالة
- حماس وعصر ما بعد عرفات
- مفاوضات حماس وكتائب الاقصى
- هل تعهد بوش لشارون بالمساعدة في قضيةالاستيطان بالضفة؟
- الامبراطورية الصغيرة
- إذا رفعت أمريكا صوتها يسمعونها
- شهادة جو فضول أمام مجلس الشيوخ الفرنسي
- استعداد اسرائيلي لضرب ايران
- ظروف مصرية
- الحج الى اسرائيل
- مارس8 الاسرائيلي
- بهية الحريري كرئيسة حكومة
- شارون يعلن تجميد العملية السلمية
- مهمة بوش انتهت في العراق
- هل أوروبا تحتضر ؟
- حول الشراكة الاستراتيجية الاوروبية الامريكية
- الذين يكرهون الحرية يكرهون الانترنت


المزيد.....




- كولومبيا تعلن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب الحرب ...
- السعودية تؤكد اصدار حكم بسجن مدربة رياضية 11 عاما في -جرائم ...
- مصر.. إحالة المتهم بقتل طفلة سودانية لمحكمة الجنايات
- السعودية.. السيول تقتلع النخيل وتغمر الأخضر واليابس في بعض م ...
- إعلام: الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي يمارسون ...
- بلينكن: لا وقت للتأخير وعلى حماس قبول المقترح ولا نؤيد هجوما ...
- قطة حية في طرد لشركة أمازون في أمريكا، ما قصتها؟
- يوزيف فريتسل.. الرجل الذي اغتصب ابنته طيلة 25 عاما وأنجب منه ...
- ما وضع قوانين الهجرة واللجوء في المجر اليوم؟
- الحوثيون: نمتلك أسلحة ردع استراتيجية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - بذور حرب اهلية في اسرائيل