أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - قراءة للخريطة الحزبية في مصر















المزيد.....

قراءة للخريطة الحزبية في مصر


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1162 - 2005 / 4 / 9 - 12:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


فيما تتأهب مصر لخوض انتخابات يعتقد أنها ستكون تعددية بحيث تعطي للبلاد روحا جديدة وتضعها على سكة التغيير الديمقراطي , يبدو لنا من المهم التذكير ببعض المعطيات التي ستخضع لها هذه الانتخابات , ولعل اهمها انها ستطبع بما يطبع الأحزاب السياسية المتنافسة سواء ايجابا أو سلبا,ونود ان نلفت الانتباه في هذا السياق الى الفترة الطويلة نسبيا التي استغرقها مطلب التغيير الى أن يقرر الرئيس محمد حسني مبارك مؤخرا ان يعطي لعملية الاصلاح معنى وامتدادا في الواقع. يتوقع البعض أن تتقدم أحزاب المعارضة بمرشحين في الانتخابات القادمة بعد تعديل الدستور. وتوقعت بعض الصحف أن رؤساء أحزاب التجمع والناصري والوفد والأحرار والغد والجيل والمرشد العام للإخوان المسلمين سينافسون الرئيس محمد حسني مبارك زعيم الحزب الوطني الديمقراطي في الانتخابات القادمة. ولكن البعض يرون أن الاحزاب المعارضة ضعيفة, وأن الحزب الحاكم قد يخرج المستفيد الأكبر من هذه اللعبة.
وبالرجوع الى الظروف التاريخية المحددة نطرح السؤال: ما الذي يميز الاحزاب المصرية ؟ وهنا قراءة أولى للخريطة الحزبية:
بدأت التعددية الحزبية فى مصر فى مارس 1976 بموافقة رئيس الجمهورية السابق على تأسيس ثلاثة منابر داخل التنظيم السياسى (الاتحاد الاشتراكى العربى) وذلك من بين 39 طلبا لتأسيس منابر. وتم تبرير هذا القرار بأن المنابر الثلاثة ستمثل التيارات الرئيسية الثلاثة بالمجتمع وهى اليمين والوسط واليسار, وهي :
-- منبر مصر العربى الاشتراكى (الوسط) برئاسة ممدوح سالم رئيس الوزراء
-- منبر الأحرار الاشتراكيين (اليمين) برئاسة مصطفى كامل مراد عضو جماعة الضباط الأحرار سابقا.ً
-- منبر التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى (اليسار) برئاسة خالد محى الدين عضو مجلس قيادة ثورة يوليو سابقا.
وفى نوفمبر 1976 أجريت الانتخابات البرلمانية وفاز منبر الوسط بالأغلبية الكاسحة لمجلس الشعب بينما فاز اليمين باثنى عشر مقعدا ومنبر اليسار بأربعة مقاعد.
وفى يناير 1977 تحولت المنابر إلى أحزاب سياسية مستقلة بقرار من رئيس الجمهورية أيضاً. ويبدو أن الرئيس السادات عندما قرر منفرداً تحويل المنابر إلى أحزاب لم يكن يهدف إلى أكثر من إقامة نوع من التوزيع الوظيفى الذى يخدم الحزب الحاكم- حزب الوسط- بحيث تصبح وظيفة حزب اليمين هى استكشاف المدى الممكن للتحول نحو اليمين. ووظيفة حزب اليسار هى أن تجنب الحكومة مسئولية ما قد يترتب على التحول نحو اليمين من خلل فى البنية الاجتماعية. ولأن خلق قنوات المشاركة السياسية الحقيقية لم يكن هو المقصود عند إنشاء تجربة التعددية فقد بدأت مظاهر التوتر عندما وضحت نية حزب اليسار فى أن يمارس دوره بوصفه حزب معارضة حقيقية رافضا أن يبقى فى إسار الوظيفة التى أرادتها له سلطة الدولة خاصة عندما نجح فى اجتذاب عناصر كثيرة من الناصريين والقوميين ولم يستمر حزبا للماركسيين كما أرادت له الدولة .
توالى بعد ذلك تأسيس أحزاب جديدة حتى بلغ عددها سبعة عشر حزبا. فقد تأسس حزب الوفد الجديد عام 1978، وهو إحياء لحزب قديم من بين الأحزاب التى ألغيت سنة 1953، ويمثل مصالح الطبقات والقوى الاجتماعية التى قامت الثورة بتصفية أملاكها وثرواتها وخاصة كبار ملاك الأراضى الزراعيين والرأسمالية الكبيرة. كما تأسس حزب العمل الاشتراكى سنة 1978 بمبادرة من رئيس الجمهورية الذى أمر 20 من نواب الحزب الحاكم فى البرلمان بالانضمام إليه ليكتسب شرعية طبقا لقانون الأحزاب لكى يوازن النفوذ المتزايد لحزب اليسار الذى اتجه إلى المعارضة الجذرية للحكم وسياساته الجديدة نحو الرأسمالية والصلح مع إسرائيل والارتباط بالولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الحزب هو أيضاً إحياء لحزب قديم الغى سنة 1953 هو حزب مصر الفتاة (أو حزب مصر الاشتراكى). وفى نفس العام أسس رئيس الجمهورية حزبا جديد هو الحزب الوطنى الديمقراطى على أنقاض الحزب الحاكم حزب الوسط.
وقد انبثقت أغلب الأحزاب السياسية التى شهدتها التجربة من بدايتها من داخل التنظيم السياسى الواحد. وقد جاءت قيادات هذه الأحزاب الثلاثة من النخبة السياسية لنظام ثورة يوليو 1952 (الضباط الأحرار). كما اتخذت كلها مواقف وسطية من جميع التيارات والاتجاهات الفكرية والسياسية، فضلا عن التصاقها جميعا بشرعية الانتساب إلى ثورة يوليو. ولذا فقد حملت برامجها السياسية والاقتصادية الكثير من عوامل التشابه والاختلاط. كما افتقرت إلى وجود قوى اجتماعية متجانسة تعبر عنها، أو أيديولوجية فكرية واضحة تدافع عنها. ولم يكن حزب العمل الاشتراكى الذى جاء بدوره بقرار من السلطة سنة 1978 أحسن حالا من الأحزاب السابقة عليه، فقد كان وريثا لحركة مصر الفتاة التى قامت فى الثلاثينيات بما عرف عنها من طابع شمولى وجمعت الكثير من التيارات المتناقضة اشتراكية وإسلامية وقومية مصرية.
وتعكس هذه الطريقة فى النشأة والتكوين للأحزاب السياسية حقيقتين:
الأولى ,أنها كانت تعبيرا عن الماضى وامتدادًا له، ولم تحمل أى طابع مجدد. والأخرى أن تشكيلها جاء بقرار فوقى أى بقرار من السلطة، فافتقدت منذ البداية قواعد جماهيرية تستند عليها. ورغم مرور أكثر من ربع قرن على وجود هذه الأحزاب إلا أنها لم تستطع إعادة تنظيم هياكلها الداخلية أو تطوير قواعد جماهيرية تتجاوز بها هذا القصور الذى ارتبط بطريقة نشأتها وتكوينها.
فقد كانت هذه الأحزاب بتشكيلها أقرب إلى التنظيمات الشعبوية أو الجبهوية التى تقوم على فكرة التوحد، وتتجاهل أى تناقضات أو اختلافات سياسية واجتماعية، وتقوم على تصور إمكانية تمثيل الحزب وتعبيره عن كافة التيارات والاتجاهات الفكرية والقوى السياسية والاجتماعية فى آن واحد من اليمين إلى اليسار. حتى بلغت المفارقة أن الحزب الذى أريد له أن يمثل اليمين فى بداية التجربة الحزبية سمى باسم حزب الأحرار الاشتراكيين أى أن الاسم كان ينطوى على تناقض واضح. وكذلك حزب التجمع الذى جمع كافة التيارات اليسارية من ماركسية وناصرية وقومية وشخصيات يسارية مستقلة مما جعله أقرب إلى الجبهة. أما حزب العمل الاشتراكى فقد ظلت خلفيته التاريخية لمصر الفتاة محوراً هاما لتوجهاته وممارساته الحالية والتى حملت معها طابعا شموليا. ولا يعد الحزب الوطنى الديمقراطى (الحاكم) استثناء من هذه الظاهرة، فمشكلة الحزب لا ترجع إلى صلته الوثيقة بالسلطة ممثلة فى مؤسسة الرئاسة، وهى سمة ورثها عن التنظيم السياسى الواحد، بقدر ما ترجع إلى الطابع البيروقراطى الغالب على الحزب والذى أثر كثيراً على أدائه السياسى، فضلا عن افتقاده منذ بداية إنشائه إلى الاتجاه الفكرى الواضح حيث أراد الحفاظ على التوجهات التقليدية لثورة يوليو بوصفها أحد مصادره للشرعية السياسية رغم اتخاذه مواقف عملية مغايرة منذ تأسيسه حتى الآن. فافتقد بذلك التميز السياسى اللازم وغلبت عليه نزعة شديدة المحافظة منعته من التبلور كحزب جديد يتفق مع مرحلة التغيير.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدو مصر ... الفقر
- التعذيب بالوكالة
- حماس وعصر ما بعد عرفات
- مفاوضات حماس وكتائب الاقصى
- هل تعهد بوش لشارون بالمساعدة في قضيةالاستيطان بالضفة؟
- الامبراطورية الصغيرة
- إذا رفعت أمريكا صوتها يسمعونها
- شهادة جو فضول أمام مجلس الشيوخ الفرنسي
- استعداد اسرائيلي لضرب ايران
- ظروف مصرية
- الحج الى اسرائيل
- مارس8 الاسرائيلي
- بهية الحريري كرئيسة حكومة
- شارون يعلن تجميد العملية السلمية
- مهمة بوش انتهت في العراق
- هل أوروبا تحتضر ؟
- حول الشراكة الاستراتيجية الاوروبية الامريكية
- الذين يكرهون الحرية يكرهون الانترنت
- بوش في أوروبا
- الفلسطينيون في المهجر الاوروبي


المزيد.....




- قطة تشق طريقها إلى ولاية أمريكية أخرى دون علم أصحابها.. شاهد ...
- صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد
- المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية
- الاحتجاجات تتصاعد ضد الحرب في غزة.. عشرات الطلبة يتحصنون في ...
- الولايات المتحدة: مقتل 4 ضباط شرطة في مواجهة استمرت 3 ساعات ...
- محامون حكوميون يحثون بايدن على وقف تسليح إسرائيل لإنتهاكها ا ...
- الحوثيون يهاجمون أربع سفن بالمحيط الهندي والبحر الأحمر
- اتصالات أميركية قبيل تسلم رد حماس بشأن وقف إطلاق النار بغزة ...
- قاعدة أميركية في الأرجنتين لتضييق الخناق على الصين!
- اجتماعات عربية أميركية في الرياض لبحث تطورات الحرب الإسرائيل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - قراءة للخريطة الحزبية في مصر