الاشتراكية الدولية في فلسطين

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية
(Hichem Karoui)

الحوار المتمدن-العدد: 1210 - 2005 / 5 / 27 - 12:32
المحور: القضية الفلسطينية
    

انطلاقا من 24 ايار/ماي الجاري تبدأ في قصر الضيافة في مدينة رام الله في الضفة الغربية، أعمال المؤتمر السنوي العام لمنظمة الاشتراكية الدولية الذي تستضيفه فلسطين. ويعد انعقاد مؤتمر الاشتراكية الدولية الذي يشارك فيه 20 رئيس دولة من مختلف دول العالم، ومجلس وزراء، بالإضافة إلى رؤساء الأحزاب الأعضاء في المنظمة، وما بين 400-500 مشارك، بمثابة دعم دولي قوي للشعب الفلسطيني وقيادته في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.
و يلاحظ أنه منذ طرح القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، فإنها لم تغب عن اجتماعات وأنشطة الاشتراكية الدولية، التي أكدت على كافة قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، لاسيما قرارات مجلس الأمن 242 و338. وتعتبر فلسطين أحد الأعضاء المراقبين في المنظمة الدولية المذكورة، وتمثلها في العضوية حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".

والاشتراكية الدولية، حركة عالمية ذات طابع سياسي تشمل مجموعة من الأحزاب السياسية الحاكمة والمعارضة بمختلف ألوانها وأطيافها السياسية الاشتراكية والاجتماعية والديمقراطية والعمالية، وهي حركة تهتم بالحرية والعدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي. ومن اهداف الاشتراكية الدولية تحقيق سلام عالمي يتمتع به الجميع، ويعيش فيه الفرد حياة ذات معنى، من خلال إيجاد قاسم مشترك بين الأعضاء حول القضايا السياسية الكبرى، والقضايا الساخنة.
و قد برزت منظمة الاشتراكية الدولية بين العديد من المنظمات العالمية فوق الإقليمية، في خضم المحاولات الحثيثة لفهم حركة التاريخ، ومأسسة وتشكيل النظام العالمي الذي افتقد آنذاك إلى الحرية والسلام. ولما كان العالم منشغلاً في ترسيم معالمه الجيو سياسية، كانت دول كثيرة تتطلع باتجاه تفعيل دورها وفرضه على الأجندة العالمية، حتى على حساب إرادة الشعوب.
وإذا كان العام 1894،شهد انشاء منظمة الاشتراكية الدولية، إلا أن العام 1951 يعتبر ميلادها الحقيقي ففيه تم تشكيلها بقالبها الحالي، حيث أعيد بناؤها بمؤتمر فرانكفورت، ومنذ ذلك الحين يتصاعد نشاطها وتتوسع قاعدة أعضائها، خصوصاً في عقد التسعينيات، حيث بلغ عدد الأعضاء162 حزباً ومنظمة دولية، وهي بذلك تعد أقدم وأكبر رابطة للأحزاب السياسية في العالم.
ويتوزع أعضاء منظمة الاشتراكية الدولية إلى 102 عضو كامل العضوية، 31 عضواً استشارياً، 16 عضواً مراقباً، فيما يبلغ المجموع 149 عضواً يحتلون 122 دولة من مختلف القارات، بالإضافة إلى 13 عضواً عيان عن منظمات واتحادات دولية.
و تشارك فلسطين في جميع أنشطة المنظمة، حيث تلعب الوفود الفلسطينية دوراً كبيراً على صعيد شرح وتوضيح أبعاد القضية الفلسطينية والمعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل .
وللمنظمة مواقف ايجابية تجاه الصراع في الشرق الأوسط، فهي تدعو دوماً إلى إنجاح العملية السلمية في المنطقة، وعلى جميع مساراتها، خصوصاً المسار الفلسطيني-الإسرائيلي، والى استئناف مفاوضات الوضع النهائي من أجل التوصل لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية.
وقد دعت إلى تنشيط عمل اللجنة الرباعية فوراً، لتطبيق خطة خارطة الطريق، وكذلك الى لاتخاذ اتفاقية الناتو المسماة شراكة من أجل السلام إطاراً يهدف إلى تحقيق حلول سياسية في المنطقة وبمساعدة كل مبادرات السلام والحوار النابعة بين الطرفين.
وللاشتراكية الدولية كذلك مواقف واضحة تجاه الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، فهي تطالب بشكل مستمر الحكومة الإسرائيلية بالتوقف الفوري عن أي نشاط استيطاني وإزالة كافة المستوطنات، إضافة إلى دعمها الحازم للفلسطينيين والإسرائيليين العاملين من أجل السلام.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تدعو منظمة الاشتراكية الدولية الى فتح المجال أمام فلسطين للانضمام إلى السوق الداخلية وفق خطة اتفاقية خاصة، ومساعدة السلطة الوطنية لترميم أجهزتها الأمنية.
ولا يقتصر موقف الاشتراكية الدولية تجاه الشعب الفلسطيني عند الدعم السياسي والاقتصادي فقد شاركت في أعمال الرقابة على الانتخابات الرئاسية، وذلك بوفد مكون من أربعة عشر عضواً، وترأس الوفد لويس آبالا، أمين عام منظمة الاشتراكية الدولية.

#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل