أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - هل نعود الى -حق الأقوى- ؟














المزيد.....

هل نعود الى -حق الأقوى- ؟


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1269 - 2005 / 7 / 28 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أوج موجة الغضب والاحتقان التي تهز العالم الغربي بسبب تفجيرات 7 يوليو/تموز في لندن, يتولى بعض الزعماء السياسيين صب الزيت على النار, وكأنهم يعبرون عن رغبة دفينة لديهم بإثارة حروب لا نهاية لها, تأتي على الأخضر واليابس, ولا تبقي ولا تذر. إنه امر مؤسف , ولكن يبدو أن الذي يحاول أن يعادل بدعوته دعوة أسامة بن لادن , له منصب في الكونغرس الأمريكي, واسمه توماس تانكريدو.
هذا السيد, وهو عضو الكونغرس الجمهوري عن ولاية كولورادو الأمريكية ، أدلى بتصريحات لا يفهم ولا يستوعب ما سيكون وقعها على ملايين المسلمين في العالم , لأنه لو كان لديه أقل فهم, لصمت ولزم الهدوء. لقد قال تانكريدو إنه في حالة مهاجمة الولايات المتحدة من قبل "مسلمين أصوليين متطرفين"، فإن أحد الردود المحتملة هو "تدمير مواقعهم المقدسة"، مشيراً إلى أنه يعني ضمناً مكة المكرمة أيضاً. كان ذلك خلال مقابلة أجراها معه برنامج إذاعي بولاية فلوريدا الأمريكية في الرابع عشر من تموز (يوليو) الجاري. وأفصح عضو الكونغرس عن التهديد بضرب مكة المكرمة رداً على سؤال من مذيع البرنامج بشأن ما ينبغي أن يكون عليه رد الفعل الأمريكي في أعقاب هجمات ضد أهداف أمريكية، وقد سأل المذيع النائب تانكريدو إذا ما كان يقصد "مكة" بالمقدسات الإسلامية، فأجاب تانكريدو "نعم".
وعاد تانكريدو لتأكيد موقفه ضمنياً مع شيء من التردد عندما أصدر بياناً في السابع عشر من تموز (يوليو) قال فيه إنه خلال المقابلة كان يحاول البحث عن أسلوب تتمكن من خلاله الولايات المتحدة من ردع هجمات مستقبلية، وأضاف في بيانه قائلاً "من بين الأشياء العديدة التي يمكننا فعلها لمنع مثل هذا الهجوم على أمريكا؛ هو أن نوضح أن هناك احتمال أن تتعرض هذه المواقع للتدمير"، على حد تعبيره.
ومضى تانكريدو إلى القول "أنا لا أروج لهذه الفكرة، يجب بذل قسط كبير من التفكير لفهم التبعات المحتملة لمثل هذا الرد المفزع".
وتعليقاً على تلك التصريحات ذكر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير"، أنه يعمل مع قادة مسلمي ولاية كولورادو لترتيب لقاء يجمعهم بتوماس تانكريدو، وهو ممثل الدائرة السادسة عن الولاية بمجلس النواب الأمريكي، لبحث التعليقات التي أدلى بها مؤخراً واقترح فيها تدمير مكة المكرمة. وقد طالبت "كير" قادة الحزب الجمهوري بالولاية وعبر الولايات المتحدة بإدانة تصريحات تانكريدو، كما طالبت النائب تانكريدو بالاعتذار فوراً لأبناء ولاية كولورادو ولمسلمي الولايات المتحدة على تصريحاته المسيئة، داعية إلى الاتصال بالحزب الجمهوري للمطالبة باعتذار النائب المذكور وإدانة تصريحاته المسيئة.
ندرك أن حرية التعبير مضمونة للناس في الولايات المتحدة, ولكن يفترض في المسؤولين الذين يمثلون حزبا حاكما, أن يلتزموا بحد أدنى من اللياقة في تصريحاتهم بشأن العقائد الدينية لملايين البشر, لا سيما وأن هناك اتفاقا بين جميع العقلاء من مختلف الديانات على عدم اقحام المواقع المقدسة في السجال السياسي والحروب. فحتى الحروب لها قوانين وأخلاق تضبطها, ودون ذلك , فبأي حق يحاكم المنتصرون المنهزمين؟ هل هو حق الأقوى؟ أم أن الصبغة الجوهرية لقوانين الحروب - والقوانين الجزائية بشكل عام - تتمثل في محاولتها أن تلتصق بالأخلاق وبما يعتبره الناس في كل مكان أسمى القيم الانسانية ؟



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتذارعن الأذى لا يبطل نتائجه ينبغي التعويض
- تصعيد أمريكي- ايراني
- من نتائج رفض الدستور الآوروبي الازمة بين لندن وباريس
- الإسلام السياسي والغرب
- 2/2لماذا عرقل الاسرائيليون خارطة الطريق؟
- مقارنة بين امريكا والامبراطوريات السابقة 2 من 2
- تقرير غربي يميز أنواع الاسلاميين
- مقارنة بين امريكا والامبراطوريات السابقة 1 من 2
- هل كل هذه الاعمال -استفزاز أقلية-؟
- خطط البنتاغون للحرب الاعلامية
- العميل بابل الذي أرق اسرائيل
- أوروبا والعراق وملف الارهاب
- دليل البقاء للصحفيين
- نساء مصر وبلطجية الحزب الوطني
- في كتاب هام للباحث حسن المصدق يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت ...
- المسلمون في الانتخابات البريطانية
- الاعلام المضلل
- الاشتراكية الدولية في فلسطين
- أين تتجه سوريا ؟
- -دار الحرية - والتمييز ضد النساء في الدول العربية


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - هل نعود الى -حق الأقوى- ؟