أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - إيران السؤال الصعب على العرب ألا يخافو من إيران كثيرا















المزيد.....

إيران السؤال الصعب على العرب ألا يخافو من إيران كثيرا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1332 - 2005 / 9 / 29 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إيران السؤال الصعب..
على العرب ألا يخافوا من إيران كثيرا
بداية إن إيران هي الرقم الصعب في المعادلة الأمريكية , وهذه الصعوبة تكمن في الوزن الحقيقي لإيران الدولة والنفط والاقتصاد والنظام الإقليمي ..الخ والكتابة في الموضوع الإيراني محفوفة بمخاطر كثيرة : أهمها الخوف العربي عموما والخليجي خصوصا من هذا الجار الذي لا يهدأ ولا يكل ولا يمل في إحداث نفوذا ملحوظ في النظام الإقليمي المزمع إنشاءه بعد العراق .. والذي يجعل الكتابة عن إيران خطرة لأنها تدخل في الإشكالية الإسلامية عموما .. هذا الخطر عبر عنه الكثيرين من المثقفين العرب والغربيين .. وكانت كلمة الأمير سعود الفيصل .. فيصلا في وضع الهم الإيراني خليجا على الطاولة وفي قلب أمريكا .. وهذا ما سبقه كثرة من الكتابات عن الدور الإيراني في العراق ونفوذها الذي يتعاظم يوما بعد يوم , دون أن يتحدث أحدا عن أولويات السياسة الإيرانية في هذه المرحلة التي نسميها المرحلة العراقية ..
على رأس هذه الأولويات الملف النووي الإيراني وليس الوضع العراقي كما يروج الكثير من الكتاب .. القيادة الإيرانية تدرك منذ زمن أن القضية الوحيدة التي تجعلها لاعبا إقليميا مهما بالمعنى الاستراتيجي : هو السلاح النووي وليس نفوذا قلقا بالعراق أو في لبنان أو في سوريا ــ المثلث الشيعي كما سماه الملك عبد الله ملك الأردن ــ وإن كان هذا النفوذ هو البوابة الإيرانية المابعد نووية ..منذ نهاية حربها مع صدام أدركت هذه القيادة أنها لن تكون لاعبا إقليميا ودوليا دون سلاح نووي كما كان يحلم صدام بالطبع ..وكما تحلم أية دولة في هذه المنطقة من العالم .. ولكن بين الحلم والواقع المعطى مسافة لايمكن قطعها بسهولة وخصوصا بعد مجيء أمريكا إلى العراق .. النفوذ الإيراني في العراق مؤمن ــ يتقدم أو يتراجع ولكن إيران باتت لاعبا أساسيا في الوضع العراقي ولكنه لاعبا قلقا كما قلنا ولا يمكن تثبيت هذا النفوذ دون هذا السلاح النووي كما هو واضح من حيثيات الملف النووي الإيراني وطريقة إدارة هذا الملف من قبل سلطة الآيات في إيران ..
هذه السلطة التي لا تجد مبررا لمشروعيتها أكبر من تحول إيران إلى قوة نووية , رغم أنها حاولت أن تلعب بأوراقها الإقليمية في لبنان وسوريا والآن في العراق كي تبعد الأنظار عن ملفها النووي ولكن الغرب يراقب هذا الملف جيدا ودون أن يغيب عن باله سعي القيادة الإيرانية إلى دور إقليمي ودولي : في مشروع إسلاموي ــ والذي يشكل وجه التناقض الذي تواجهه هذه القيادة الشيعية من رجال الدين في تصدير ثورة دينية شيعية إلى عالم سني !! وهذا التناقض بحاجة لبحث خاص في الواقع لأن هذا الهم الإيراني هو جزء مهما أيضا من مشروعية السلطة الإسلامية في
إيران .. إن السطوة دوما بحاجة إلى تبشير خارجي ونفوذ أكبر من الدولة الحاملة لهذه السطوة نفسها .. وإلا ما مبرر وجود رجال الدين في السلطة ؟؟ــ لا يقبل أن تتحول إيران إلى منطقة نفوذ أمريكي أو روسي أو أوروبي ..الخ وليس نجاح نجاد إلا تأكيدا على هذه المعادلة التي تحاول سلطة الآيات تكريسها إقليميا ودوليا , وبالمقابل من البساطة القول أن أمريكا يمكن لها أن تقدم هذا العراق هدية لإيران كما يتوهم بعض العرب .. فهي لم تأتي بجيوشها كي تمهد الطريق لإيران وروسيا والصين وحتى لأوروبا ولإسرائيل أيضا !! هذا وهم ناتج عن قراءة متسرعة للحظة السياسية و ميزان قوى آني : أمريكا فيه الآن في ورطة عراقية ليس إلا .. وأكثر من يعرف هذا الأمر هو السلطة الإيرانية دون أن يعني هذا فتح الجبهة العراقية على مداها بين الإيرانيين والأمريكان لأن
الغرب يلعب الآن في الملعب الذي تريد إيران أن تكون لاعبا وحيدا فيه وفي غفلة من انشغالات المجتمع الدولي بنتائج أمريكا في العراق وفلسطين والشرق الأوسط الديمقراطي ..!! فبينا هي الآن
الهدف الإيراني الاستراتيجي وليس العراق .. ــ دون التقليل من أهمية نفوذها في العراق و محاولتها تثبيت هذا النفوذ ــ
أن تتحول إيران إلى باكستان ثانية في هذه المنطقة وبسلطة رجال الدين هو الطموح الإيراني الآن وهو الملف الأصعب في الجهة المقابلة أوروبيا وأمريكيا .. في إيجاد مخرج قانوني لتدمير هذا الطموح الإيراني , واعتقد أنهم سيجدونه عندما ترفع روسيا الغطاء عن هذا الملف ..وهذا الوقت ليس ببعيد وما يبقيه بعيدا هو خسارة أمريكا في العراق , وأمريكا لن تخسر حتى لو فجرت حربا
أهلية في هذا العراق الدامي و المدمي .. وبالتالي إيران الآن تلعب في الوقت الأمريكي الضائع في العراق وفي المنطقة , وهذا ما يجعل حديث بعض العرب عن تأمر أمريكي إيراني هو عبارة عن
قصور في قراءة اللحظة السياسية وأبعادها المستقبلية ...
شرعية الآيات لا تأتي إلا من النفوذ الخارجي :
أن أهم ما يواجه مشروع السلطة في قم هو الانكفاء الإيراني نحو الداخل ومواجهة مستحقات هذا الداخل وتياراته , ومصالحه المتعددة وقواه التي تنتظر الفرصة السانحة لتغيير ولو بسيط في ميزان هذه القوى , وعلى ذلك إيران لعبت بالورقة العراقية من خلال دعمها للفدرالية الدينية ــ كما هي مطروحة في الجنوب الحكيمي والجعفري ــ إنها لحظة التواطؤ غير المباشر أو المباشر بين الأمريكان والإيرانيين من أجل ترحيل الخلاف حول العراق إلى مرحلة لاحقة وهذا أتى من مصلحة الطرفين , أما كيف سيكون شكل المعركة القادم بينهما على الأرض العراقية هذا مرتبط أولا بخلاص أمريكا بدون خسارة . وبتجريد مسبق لإيران من وسيلة الابتزاز النووية هذه ..حتى عندما تحين هذه اللحظة تكون شبيهة باللحظة التي تم تجريد النظام السوري من الورقة اللبنانية ..
وحتى لا يبقى الكلام في الحيز النظري : إيران لايمكن لها أن تتمدد في المنطقة إلا عبر الشيعة العرب وبلدان تواجدهم ــ نقصد إيران قم ــ العراق لبنان ..البحرين ..الخ
وهذا برأيي لا يجب أن يثير الرعب في قلب العرب !!! بالطبع أنا أثمَن ما قاله الأمير سعود الفيصل ولكن .. لو استطعنا حساب المصاحف التي طبعت ووزعت من قبل بعضا من النظام العربي الرسمي على أفغانستان وبقية الدول منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي .. لوجدنا أن الطريقة نفسها تحاول إيران استخدامها الآن في العراق وغيره من دول المنطقة .. وبالتالي إن النظم التي
لا تبحث عن حضور دولتها بل تبحث دوما عن شرعية لسلطتها هي التي تحاول تصدير أيديولوجيتها السلطوية بطريقة لا تعتمد المنافسة والقنوات القانونية للعلاقة بين الدول والشعوب , وهذه حالة تجربة سلطة الآيات في تجديد شرعيتها الإسلامية والداخلية ولكن بعد السعي لامتلاك السحر وليس السلاح النووي .. والفقر قاتل في إيران , وإيران التي شجعت الفدرالية في الجنوب العراقي على أساس السيستاني ومجلس الثورة الإسلامية وحزب الدعوة الإسلامي ..الخ ترفضها للأكراد في إيران وللعرب السنة في عربستان أو الأهواز !!! وبناء على ذلك العرض البسيط على العرب ألا يخافوا من إيران لا في العراق ولا في غيرها من المناطق لأن : البحث هنا جار عن شرعية سلطة استبدادية وليس عن شرعية دولة قانونية ..!! وهذا يذكرنا بالتجربة الصدامية مع محيطه وبالتجربة السورية مع لبنان والفلسطينيين ..الخ
أمريكا والمواجهة القادمة مع إيران على أرض العراق أو انطلاقا منها :
وهذا ليس سوى أحد السيناريوهات التي يتم الحديث عنها الآن بصمت !!! ولكن لن يعلو صوتها قبل إنهاء الملف النووي الإيراني ... فعلى العرب ــ أقصد النظام العربي الرسمي ــ ألا يخاف من إيران .. وإن هذا الخوف ناتج أحيانا عن أن المرء لا يخاف إلا من شبيهه.. والسلطة لا تخاف إلا من صنوها ..

غسان المفلح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخوان المسلمين في سوريا الجماعة بأل التعريف أم بدونها دع ...
- عذرا سيدي إنها دعوة للقتل
- إلى السيد جورج بوش العالم بين قاعدتين
- الخروج السوري من لبنان والدستور العراقي والانتخابات المصرية ...
- إلى هدى أبو عسلي مع الاعتذار لكل نساء سوريا
- الحركة الكردية في سوريا بين الواقع والطموح
- ميليس والانهيار الأخلاقي
- الخروج السوري من لبنان والدستور العراقي والانتخابات المصرية
- صمت مريب وخدعة قديمة تتجدد أبو ديب طي النسيان
- الوعي بين السلطة والتاريخ
- إلى العرب والكرد والسنة تحديدا في العراق
- الهوية السورية دعوة للعيش إلى أبو ديب في سجنه
- سوريا بعد ميليس هل هي الفاعل أم أحد الضحايا؟
- أمريكا ليست فوق التاريخ
- يوسف عبدلكي بين سمكة وحذاء نسائي تقف جمجمته حائرة
- بين السياسة وحقوق الإنسان وجهة نظر
- السيد الرئيس بشار الأسد
- رد على الطاهر إبراهيم نغمة تتجدد عند كل اختلاف
- الديمقراطية في سوريا
- الليبرالية خارج النص رد


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - إيران السؤال الصعب على العرب ألا يخافو من إيران كثيرا