أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - غسان المفلح - إلى السيد جورج بوش العالم بين قاعدتين














المزيد.....

إلى السيد جورج بوش العالم بين قاعدتين


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1325 - 2005 / 9 / 22 - 11:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لن أتحدث هنا بوصفي عربي وسوري بل بوصفي إنسان في هذا العالم , والمناسبة المباشرة لهذا الحديث هو القمة العالمية في الأمم المتحدة , وما يدور عن إصلاح أحوال البشرية عبر إصلاح الأمم المتحدة , هذا الإصلاح الذي تنتظره البشرية بشيء من عدم التفاؤل والاهتمام !! تنتظره شعوب العالم الفقير بشيء من الدم الجاري في أوطانها , ومن الفقر والمرض .. وأشياء أخرى سيادتك على علم بها جيدا .. عنف مختبئ في عباءات كثيرة ومتلونة بشتى البراقع والألوان .. بداية لابد من شكرك على إراحتنا من صدام حسين , وأحيي كل الذين سقطوا من أجل هذا الهدف :
فعليا وهو تحرير العراق .. والسؤال الآن : هل فعلا يا سيادة الرئيس العراق تحرر ..؟ رغم معرفتي أن العملية الديمقراطية ليست فقط قرار وإنما هي إرادة سلطة وثقافة تطول وتقصر تبعا لعوامل كثيرة , منها مثلا مصالح الفاعل السياسي وموازين القوى ..الخ أنا الآن لا يعنيني في الواقع إلا هذا الدم العراقي المستباح من قبل كل الأطراف وخصوصا : الإرهاب ..
أدرك أيضا أن كل الأسباب التي ذكرت كأسباب مباشرة لاجتياح العراق هي أسباب واهية , ومدرك أيضا لمشروع الهيمنة الأمريكي ... لقاعدتك من الأثرياء كما سميتهم أنت :
[ يقولون إنكم الأثرياء والنخبة وأقول أنكم قاعدتي ] هذا ما قلته أنت وأشكرك بالطبع على وضوحك , نحن ياسيدي أصبحنا الآن في العالم المعاصر بين قاعدتين :
تتصارعان واحدة كي تحول العالم إلى أرض محروقة كي تحقق خلافتها المزعومة .. والقاعدة الأخرى : كي تستولي على مقدرات هذا العالم بقوة السلاح والأيديولوجية والاقتصاد .. وكي لا تترك
مجالا حتى للمنافسة , فأي القاعدتين ستربح في النهاية , أظن أن العالم سيبقى مشغولا بهذا السؤال بينما القاعدة الأولى تزهق أرواح العراقيين والعرب والأوروبيين في لندن ومدريد ..الخ والقاعدة الثانية تلتهم الدولار التهاما لا أخلاقيا ولا إنسانيا .. مع أي القاعدتين يا سيادة الرئيس تريد للمواطن في العالم الفقير أن يقف ..؟
أظن من البداهة أن تطلب من هذا المواطن أن يقف مع قاعدتك أنت !! وغباء مني أصلا طرح هذا السؤال , ولكن الغباء هو الذي يصيب الإنسان أحيانا نتيجة للحضور الطاغي لرغباته في قراءته
لهذا التاريخ : القاعداتي .. رغبتنا بالطبع هي التي سبقتنا وطرحنا عليك هذا السؤال البديهي ..تخيل إذن المأساة في قوة هذه الرغبات والأوهام .. أن يتخيل المرء أمريكا تقود العالم بكثير من الحرية والتنمية وقليل من الجشع , نحن لا نطلب إلغاء الجشع ــ الذي يعتبر من الخطايا السبع لأحد أهم أفلام نجوم هوليود كيفن سبيسي وبراد بيت ومورغان فريدمان ــ وإنما نطالب بتخفيف عبأه ولو قليلا عن هذه الشعوب ــ المأساة .. هل يعقل أن دولة تمتلك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم .. وفيها كل هذا الفقر وهذا الدم المجاني : إنها العراق ..
ومع ذلك كل هذا مفهوم فقاعدتك لا تحتكم سوى لسوق البورصة والأرقام البنكية .. ولكن ماذا ستفعل هذه القاعدة بعد القضاء على قاعدة أسامة بن لادن .. أظن .. أن هنالك في الأفق ربما يكون
إرهابا أصفر أو أسود .. لا أعلم هل تعلم أنت يا سيادة الرئيس ؟؟ هناك من جهة الصين مثلا أو كوريا وربما أفريقيا .. من يعلم ..هل تعلم أنت ؟
في الواقع أنني في حيرة من أمري عندما تبادر هذا السؤال إلى ذهني : فعلا ماذا بعد الإرهاب...؟ وهل ستبقى القوات الأمريكية منتشرة في أصقاع المعمورة تحرس الديمقراطية كما تحرسها في العراق أو في الخليج مثلا ..؟
نحن لا نطالب رأس المال الأمريكي وغير الأمريكي بعدم الربحية مطلقا ولكن : بشيء من الإنسانية !! وأيضا كي ترتاحون سيادتكم : صحيح أنني مع عالم خال من السلاح , ولكنني لا أركض كثيرا وراء هذا الوهم , وأنا مع ألا تمتلك دولة أخرى سلاحا نوويا .. وتبقى الدول النووية مطمئنة على هذا الصعيد .. ولكن دعوا الهيمنة مشروعا فيه حدا أخلاقيا لمكافحة الفقر وغيره من آفات العالم الثالث المولدة للعنف ومساعدته على درجة من الاستقرار الإنساني والديمقراطي والمؤسساتي .. وهل ستبقى مشروعية التواجد الأمريكي محركها الأساس القوة العسكرية المباشرة ..؟
عندما كنت أشاهد فيلم المخرج المشاغب واللذيذ مايكل مور : وسمعتك تتحدث في أحد مشاهد هذا الفيلم إلى قاعدتك : أثرياء الولايات المتحدة الأمريكية لا حسد بالطبع فالأمة الأمريكية أمة عظيمة بنتاجها الحضاري , وقوية على ما يبدو بقاعدتها التي هي قاعدتك الثرية , وليس فقط بمايكل مور و توكفيل و أوليفر ستون , و الهيومان رايتس ووتش , , وهوليوود وتوماس فريدمان , لماذا لا تجعل أمريكا تحضر بوزنها هذا أيضا , لماذا لا تكون قاعدتك أوسع من هؤلاء الأثرياء الذين كنت تتحدث أليهم , إنها أمنيات إنسان ساذج من هذا العالم الذي تكتب مصيره الآن :
قاعدتان .... هل الأمر بهذه البساطة أم أنني أبسط الأمور في حدود فهمي لهذا العالم ؟
وأنا متأكد أن قاعدتك ستنتصر على قاعدة ابن لادن .. ولكن بعد هذا النصر : أين ستذهب جيوش قاعدتك ..؟
هذا هو سؤالي وبه أختم رسالتي الصغيرة .. وشكرا
غسان المفلح ــ كاتب سوري
سويسرا
16/9/2005



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج السوري من لبنان والدستور العراقي والانتخابات المصرية ...
- إلى هدى أبو عسلي مع الاعتذار لكل نساء سوريا
- الحركة الكردية في سوريا بين الواقع والطموح
- ميليس والانهيار الأخلاقي
- الخروج السوري من لبنان والدستور العراقي والانتخابات المصرية
- صمت مريب وخدعة قديمة تتجدد أبو ديب طي النسيان
- الوعي بين السلطة والتاريخ
- إلى العرب والكرد والسنة تحديدا في العراق
- الهوية السورية دعوة للعيش إلى أبو ديب في سجنه
- سوريا بعد ميليس هل هي الفاعل أم أحد الضحايا؟
- أمريكا ليست فوق التاريخ
- يوسف عبدلكي بين سمكة وحذاء نسائي تقف جمجمته حائرة
- بين السياسة وحقوق الإنسان وجهة نظر
- السيد الرئيس بشار الأسد
- رد على الطاهر إبراهيم نغمة تتجدد عند كل اختلاف
- الديمقراطية في سوريا
- الليبرالية خارج النص رد
- رسالة من مواطن سوري إلى حزب الإخوان المسلمين في سوريا.
- المرأة والحداثة .في أفق الماركسية.
- الدستور العراقي والحقيقة السورية.


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - غسان المفلح - إلى السيد جورج بوش العالم بين قاعدتين