أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غسان المفلح - الدستور العراقي والحقيقة السورية.















المزيد.....

الدستور العراقي والحقيقة السورية.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1298 - 2005 / 8 / 26 - 09:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما بعد الدستور العراقي الذي لم يعد حلما كرديا ولا تسابق أمريكي إيراني على جنوب العراق ولا استئثار سني جهادي على أرض طائفية مهجورة ومدعوة للدعم اللوجستي للنظام الإقليمي الرسمي هذا النظام الذي لن يكتفي فقط بالدم العراقي الذي سال من كل أبناء هذا البلد على اختلاف هوياتهم المنكوبة أصلا بداء اللا حداثة واللا استقرار, بل ينوي الإجهاز على ما تبقى من إمكانية
لأفق ما يضع شعوب المنطقة على طريق العيش كما هي شعوب بقية هذا العالم ..!! إن إنجاز الدستور العراقي رغم تحفظنا على الكثير مما جاء فيه , وكنا قد تعرضنا لبعض نقاطه في مقالة سابقة
لكنه انجاز وسيترتب عليه الكثير من النتائج عراقيا وإقليميا وعربيا : وأهم هذه النتائج وأكثرها ملحاحية هي التي تتعلق بالعنف داخل العراق , بعد موافقة غالبية الشعب العراقي على الدستور في
أكتوبر المقبل : سيتحول العنف سواء كان مقاوم أو إرهابي أو خلافه سيتحول إلى : خروج عن القانون بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى ..وبعيدا عن الحماس الكردي في صيغته البرزانية وعن
الحماس للوجه الشيعي الإيراني في الجنوب : إن الدستور هو بداية مقبولة وفق هذا التركيب السياسي والطائفي والعرقي للشعب العراقي وتداخلاته الإقليمية والعربية والدولية . بداية لكل القوى
العراقية العلمانية والديمقراطية لأجل انتزاع حقوقها سلميا ودون خوف , ومن أجل عراق ديمقراطي وعصري حقيقي , وهذا في الواقع ما لا تريده أيضا القوى التي تسمى سنية , فخلافها على هذا
الدستور مع الفرقاء عند الشيعة والكرد هو خلاف على المحاصصة وأشكال هذه المحاصصة وليس خلافا على عراق ديمقراطي عصري بالمعنى الفعلي للعبارة,هذا الأمر إن تطور سيكون صراعا
لن يخدم العراق بل يخدم القوى البائدة في المنطقة والعراق عموما ..وهذا الأمر هو على غاية من التعقيد .. لا يوجد دستور في العالم منذ لحظة صياغته وحتى إقراره والعمل فيه يحوز على رضى كل الذين يعيشون في كنفه : ومن حق هذا التيار في التصويت الذي يجب أن يكون حرا ونزيها أن يحشد ضد هذا الدستور من أجل إسقاطه سلميا , ولكن ليس من حقه التهديد باستخدام وسائل غير
سلمية , في هذه اللوحة العراقية التي توضحت في معمعة كتابة هذا الدستور العتيد : جعلت الأمريكان وكأنهم خارج الحلبة العراقية وهذا بالطبع غير صحيح , ليس من زاوية الشائع في الخطاب
السياسي : أنهم احتلال أو ما شابه ..الخ بل من زاوية منعهم للتقسيم على الطريقتين الإيرانية والخريطة البرزانية لإقليم كردستان , وحمايتهم لحقوق الأقليات من الشعب العراقي بما فيهم السنة
أنفسهم .. سواء أعجب هذا المنطق سنة العراق أم لم يعجبهم ولكنه هذا واقع الحال : فالخطاب الحكيمي والبارزاني : كان واضحا في الآونة الأخيرة لو تسنى له أخذ الموافقة الأمريكية , هو ترك
سنة العراق في غيتو فقير وبائس , بلا نفط وبلا سلطة ومع الزرقاوي والمقاومون العرب من عراقيين وخلافه ..إزاء هذا الذي دار لازال العرب السنة مصرين على التعامل بنفس النهج والمنطق!
ألا يدعو هذا للتساؤل والعجب ..لماذا .؟ وهنا يدخل النظام السياسي العربي والإقليمي ومصالحه على الخط السني لأنه داخله أصلا منذ احتلال العراق ...هذا الخط مهما كانت تصريحاته العلنية وغيرها من التمسح والتبريكات بحرصه على وحدة أرض العراق وعروبته إلا أنه : حريص على استمرار هذا المستنقع العراقي .. الأنظمة في المنطقة أنظمة باتت تعرف جيدا جدا أنها على أجندة التغيير والضغط الأمريكي الأوروبي وإحدى المعيقات المهمة لهذا الضغط هو بالضبط استمرار المستنقع العراقي وكانت السنة في العراق سواء الذين كانوا مع صدام أم حتى الذين كانوا في المعارضة كحال الحزب الإسلامي ..ما يهمنا هنا أن : الدستور العراقي في حال تم إقراره في تصويت أكتوبر وعلى الأرجح ستتم الموافقة عليه من غالبية أو أكثرية الشعب العراقي , سيكون له
انعكاساته على هذه المنطقة .أولى هذه الانعكاسات : أن الحكومة المنبثقة عن هذا الدستور هي الطرف الذي يجب التعامل معه , وأما غير ذلك فهو تعامل خارج الدستور والقانون العراقي أي
التعامل مع الخارجين عن القانون والديمقراطية !!لأن بعد هذا الدستور لم يعد الحديث عن احتلال أمريكي للعراق وما شابه من خطاب سياسي من حق أي طرف خارج العراق وتتحول المسألة إلى
تعامل واتفاق على جدولة الانسحاب الأجنبي بين حكومة دستورية وشرعية ومنتخبة دستوريا وشرعيا وبإقرار الأمم المتحدة وبين أطراف التحالف الدولي ..ربما تقوم هذه الحكومة بالتمديد لهذا
الوجود .. ما عسى الرفاق في البعث السوري أن يفعلوه في مثل هذه الحالة !!؟ وما عسى حلفائهم السنة أن يفعلوا أيضا هل سيبقوا مع المقاومة والتي لا تمثل غالبية أو أكثرية الشعب العراقي ؟؟
الحقيقة السورية هي : على مستويين : الأول هو الاستتباب الدستوري في العراق سيزيد من الضغوط الأمريكية على السلطة في سوريا هذا من جهة ومن جهة أخرى سيتحول هذا الأمر إلى مواجهة الوضع السوري الشبيه بالوضع العراقي في تركيبته الداخلية , ويبدأ مع الاستقرار ..الحديث عن النموذج العراقي رغم كل سلبياته .. وتلتفت الحكومة العراقية المنتخبة لأخذ دورها الإقليمي !! وهذا لن يكون من مصلحة اللاعب السوري ربما يكون من مصلحة اللاعب الإيراني !!ولكن بالقطع ليس من مصلحة اللاعب الإقليمي السوري ..إن العراق المستقر والديمقراطي هو بوابة جهنم على الوضع السوري سواء بحكم الأمر الواقع أو بحكم ما يمكن أن تنتهجه الدولة العراقية من سياسات إقليمية بالقطع لن تكون في مصلحة السلطة في سوريا .. وتصبح سوريا محاطة بلبنان والعراق والأردن ولا داعي للتعليق على هذا الأمر : لأن أمريكا موجودة في البؤرة المركزية بين دول الجوار هذه والتي ليست لها تاريخ محمود مع هذه السلطة في سوريا ..!!
حتى اللاعب الإيراني في الجنوب العراقي لن يسمح باللعب بورقته هذه مع الطرف السوري . بل يمكنه اللعب فيها مع الطرف الأمريكي أو الأوروبي وهذا من مصلحة السلطة الإيرانية بالطبع ..؟
سوريا معزولة بفضل سلطتها :
هذه الحقيقة السورية بعد الانتهاء من الإجراءات الدستورية وتشكيل الحكومة المنتخبة , وهذه العلاقة الواهية مع تركيا لا سقف لها في حسابات السلطة لآن تركيا حساباتها السورية هي حسابات
ضيقة وآنية !!ولن ندخل فيها الآن ..وإذا أخذنا بعين الاعتبار مسيرة الانحسار السوري إقليميا وعربيا ستصبح سوريا بعد ذلك منطقة نفوذ للاعبين الإقليميين وليس لاعبة إقليمية كما كانت في السابق ولا تزال رغم ــ الزنقة والورطة الآخذة في الازدياد , بعد التغير الجدي في الموقف الأوروبي عموما والفرنسي خصوصا , وهذا ما لم تمر فيه سوريا من قبل رحم الله السوفييت ..! وهذا ما يمكن أن يكون المستجد الأخطر على سوريا والسلطة السورية من استتباب الوضع العراقي .. وهذا الأمر يستلزم من السلطة السورية البدء جديا بمحاولة التغيير الفعلي والحقيقي لسلوكها السياسي على مستوى الداخل السوري وعلى المستوى الإقليمي والدولي , أما لعبة الشطارة والمساومات الأمنية الرخيصة مع الأمريكان وغيرهم والريعية السياسية في العلاقة الإيرانية كلها
أمور قد بدأ العد العكسي في أفولها .. وحتى الريعية التركية ــ الكردية هي ريعية باتت خاسرة في المدى المنظور لو تتبعنا تطورات الوضع التركي والكردي في تركيا.. فإذا كانت السلطة في سوريا قبل مجيء السيد الرئيس بشار الأسد إلى السلطة قد دخلت في نفق الانكشاف الدولي ..فأن عملية التطوير والتحديث التي تمت في السنوات الخمس الأخيرة أوصلتها إلى الانكشاف الأقليمي والعربي والحبل على الجرار ... وللحديث بقية...

غسان المفلح





#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفدرالية العراقية وشرق المتوسط من جديد.
- العلمانية مرة أخرى
- السياسة العربية وغياب السياسة
- الفدرالية العراقية بين سطوة الإقطاعية وولاية الفقيه
- مرة أخرى
- المشروع الغربي والإسلام السياسي
- العلمانية والإسلاموية في سوريا
- الديمقراطية الثقافة والتأسيس
- المرأة بين حقوق الإنسان وجاهزيات الجسد ... وجهة نظر ...


المزيد.....




- أول تعليق من قناة الجزيرة على قرار حكومة نتنياهو بإغلاق مكات ...
- عرض باليه بحيرة البجع في الرياض
- سكان غزة يترقبون مصير المفاوضات
- زعموا أنه صور في جامعة مصرية.. فيديو عزف وغناء ورقص يثير -جد ...
- نتنياهو يغلق مكتب الجزيرة في إسرائيل بزعم أنها شبكة -تحريضية ...
- ميزات عملية جديدة تظهر في Snapchat
- رومانيا.. احتراق كنيسة بسبب شمعة
- الخارجية الروسية: الولايات المتحدة تستغل الدين في أجندتها ال ...
- مقتل 4 لبنانيين بغارة إسرائيلية و-حزب الله- يرد بالكاتيوشا
- وصفتها بالخطوة الممعنة في التضليل والافتراء.. الجزيرة تستنكر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غسان المفلح - الدستور العراقي والحقيقة السورية.