أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جريس الهامس - الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ..- 6 النضال الشعبي ضد حكم العسكر والرجعية معا















المزيد.....

الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ..- 6 النضال الشعبي ضد حكم العسكر والرجعية معا


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1332 - 2005 / 9 / 29 - 11:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الخامس عشر من نيسان 1950 أنجز مشروع الدستور الجديد وطرح للنقاش في المجلس النيابي .. نظمت الظلامية الدينية بزعامة الشيخ الكتانيوالإخوان المسلمين بزعامةمصطفى السباعي و محمد المبارك حملة كبيرة لفرض دين الدولة الإسلام في نص الدستور وسيّروا التظاهرات من الجوامع للغرض نفسه وسار خلفهم عدد من النواب الإقطاعيين أمثال منير العجلاني وسامي كبّارة .. وكان رئيس الوزراء خالد العظم ووزير الدفاع أكرم الحوراني اّنذاك ضد هذا الشعار لأن الدولة لجميع مواطنيها من جميع مكونات المجتمع السوري ومعهما المتنورون من حزب الشعب أمثال الشيخ معروف الدواليبي . ولما أصر الإخوان المسلمون على تسيير التظاهرات لفرض شعاراتهم على الدستور أصدر الأستاذ الحوراني قراراّ يمنع التظاهرات الدينية .. وأعلن معروف الدواليبي في الصحافة تأييده لتسليح الجيش بأسلحة سوفياتية
بعد تكرار الإعتداءات الصهيونية على منطقة الحولة والبطيحة على ضفة طبريا الشمالية وتمنى أن تصبح سورية جمهورية سوفياتية ليصفع عملاء الإتحاد السوري العراقي من جهة وعملاء التحالف المصري - السعودي المقابل الذي صنعته أمريكا ووضعت سورية بين فكى المشروعين الإستعمارين
وبعد استقالة حكومة العظم - الدواليبي - الحوراني في نهاية أيار وتشكيل حكومة القدسي في الخامس ما حزيران 1950
أقر الدستور الجديد في 29 -7 - دون أن ينص على دين الدولة .. لكنه نص في مادته الثالثة : 1 - دين رئيس الدولة الإسلام 2 - الفقه الإسلامي المصدر الرئيسي للتشريع .. ولا بد من التسجيل للتاريخ أن قيادة بكداش كانت متخلفة عن المعركة بين الظلامية الدينية والديمقراطية العلمانية التي ناضل في سبيلها الأستاذ الحوراني ومعروف الدواليبي وخالد العظم حيث لم يصدر الحزب أي بيان أو نشاط على ما أذكر ضد أسلمة الدولة وقوانينها
وفي هذا العام بلغ النضال الطبقي بين الفلاحين الفقراء والإقطاع الهمجي أوجه في ريف حماة وحلب وإدلب واللاذقية وقام الإقطاعيون بالإعتداءات على قرى بكاملها وهجروا مئات العائلات من أرضهم في نفس الوقت الذي بدأت فيه إسرائيل تجفيف بحيرة الحولة وقضم المنطقة المجردة من السلاح خلال عامي 1951 - 1952 بإشراف الديكتاتور الشيشكلى الذي باع نفسه للمحور الأمريكي - السعودي - المصري الذي كان همه الوحيد القفز للسلطة وإنهاء النظام البرلماني كما سيأتي
أعود للشارع الوطني ... لم تنقطع التظاهرات الطلابية والشعبية طيلة عام 1950 ضد المشاريع الإستعمارية والرجعية
وفي مطلع هذا العام صدر مرسوم بتوزيع أراضي أملاك الدولة الزراعية على الفلاحين الفقراء لكن الإقطاع المسيطر على السلطة استغل المرسوم لمصلحته ولم يستفد منه الفلاحون الفقراء شيئا
وأذكر يومها كنت معلما إبتدائياّ في قرية ( حرّان العواميد ) في منطقة المرج شرقي دمشق وكانت إقطاعيات عائلات ( العجلاني والحسيبي والقوتلي والإيبش وغيرها ) تسيطر على المنطقة حينها قام الإقطاعي حسين الإيبش بالإستيلاء على بحيرة ( الهيجانة ) وهى نهاية نهر صغير يسمى ( الأعوج ) ينبع من جبل الشيخ وكانت هذه البحيرة التي تجف في فصل الصيف موردا للفلآحين البوْساء في صيد السمك في الشتاء وتربية المواشي وصمنعة القصب في الصيف
وقد أصدرنا بيانا ضد تجفيف هذه البحيرة واستيلاء الإقطاع عليها .. أذكر أن شباب القرية الذين نظمتهم في الحزب نسخوا البيان الذي كتبته بخط اليد ونقلوه على الدراجات ليلاّ إلى القرى المجاورة :.. كما أصدرنا نشرة محلية بإسم صوت الفلاّح كنا نكتب فيها قضايا الفلاّحين في المنطقة بخط اليد صدر منها عدة أعداد لم توافق القيادة البكداشية على إصدارها دون إذن منها واعتبرت ذلك خرقا للتنظيم وعندما سألتهم هل لكم ملاحظات أو انتقادات حول مضمونها صمتوا
هكذا كان النضال في منطقة بكر لم تعرف العمل السياسي والنضال الطبقي من قبل .. والقصة طويلة لها مكان اّخر
في الأول من حزيران من هذا العام بدأ العدوان الأمريكي الإطلسي على كوريا رغم فشلها باستصدار قرار من مجلس الأمن باستعمال الفيتو السوفياتي ودعت أمريكا حلفاءها للمشاركة في هذه الجريمة على أشلاء الشعب الكوري البطل استجاب لها من منطقتنا تركيا وباكستان فقط أرسلت كل منهما كتيبة عسكرية لم يعد منها أحد باستثناء بعض الجرحى والمعوقين وقد رفضت حكومة العظم السورية كما رأينا طلب أمريكا بإشراك الجيش السوري في هذه الحرب الإستعمارية بعد مظاهراتنا ضد هذه الحرب ... وفي الأول من حزيران مع بدء العطلة الصيفية كلفت مع المناضل يوسف نحلاوي بتنظيم تظاهرة حزبية ضد الحرب الكورية وضد الإنفصال بين سورية ولبنان وضد العدوان الصهيوني المستمر
في الخامس من حزيران ومن أمام شركة الكهرباء مقابل مقهى الهافانا كان موعدنا لبدء التظاهرة الساعة الخامسة بعد الظهر ... كان الحر شديدا والشوارع فارغة لذلك أجلنا البدء إلى السادسة موعد خروج الناس من دور السينما وتوسع الحركة في الشارع .. كنا نخبئ اللافتات لدى أحد الخطاطين في المنطقة والبيانات وقصاصات الشعارات في جيوبنا
في تمام السادسة انطلق الهتاف الأول : أيها المستعمرون الأمريكان إرفعوا أيديكم عن كوريا - تسقط القطيعة بين سورية ولبنان - تسقط الرجعية والصهيونية ...؟
إلتفت الجماهير حول اللافتات وسارت التظاهرة باتجاه جسر فيكتوريا - محطة الحجاز
فشلت الشرطة في منعنا من التقدم أمام جسر فيكتوريا بعد أن امتلأ الشارع بالبيانات والشعارات .. وأمام محطة الحجاز تمكنت سيارات الشرطة والشرطة السرية التى كان يطلق عليها اّنذاك ( التحري ) من تطويقنا وجرت معركة بيننا وبينهم بالحجارة والأيدي والعصي .ز جرح عدد منا ومنهم
وأذكر إحدى الرفيقات البطلات وهي ( المعلمة عفاف ملا رسول ) ضربت أحد الشرطة بعصا اللافتة وأنقذت أحد الرفاق من بي يديه ليتمكن من الفرار من الإعتقال
وكنت مع الرفيق يوسف نحلاوي بين المعتقلين . وبكل اعتزاز وحب أسجل أسماء الرفاق والرفيقات الذين اعتقلوا معنا يومها بعد أن أصبحوا جدّات وأجداد ليتعلم أبناء الجيل الجديد جزءا من تاريخه المطموس علما أن هوْلاء المناضلين لم يبق أي منهم تابعا للقيادة البكداشية التي باعت كل نضال الشيوعيين على عتبات التبعية والأنظمة الديكتاتورية
هوْلاء الرفاق والرفيقات هم : السيدات والسادة : عفاف ملا رسول - معلمة - منيرة عازار - عاملة نسيج - جميلة حلال - عاملة نسيج - -
يوسف نحلاوي - طالب حقوق - أحمد عزالدين - عامل نجّار - إبراهيم رزق - فلاّح - عبد الغني عرفات - طالب ثانوي - إدوار عازار - عامل نسيج - حنين أبو جمرة - عامل بناء - سليمان حلال - عامل نسيج
وضعونا في المهجع التاسع في سجن القلعة والرفيقات في سجن النساء أقمنا يومها أطيب العلاقات مع المعتقلين العاديين ضحايا المجتمع
كان سجن القلعة يشبه سجون القرون الوسطى موروثاّ من عهود الإستبداد المملوكي والتركي والفرنسي .. أترك وصف نضالنا داخل السجن وتفصيله لمكانه الطبيعي وأكتفي هنا بالقول بإيجاز جرت معركة بيننا وبين الدرك في المهجع رقم 9 عندما أصروا على إطعام السجناء طعاما عثروا فيه على جرذ كبير بين الطعام وقمنا بقذف الطعام إلى القمامة جرحنا منهم معاون مدير السجن وعدد من رجاله كما جرح منا ثلاثة رفاق ثم أعلنا الإضراب عن الطعام لمدة سبعة أيام ولم ننه إضرابنا إلا بحضور محاميي الحزب نصوح الغفري وهلال الفرزلي وإرغام مدير السجن يومها ( عبد المجيد التجار ) على تشكيل لجنة من السجناء تشرف على الطعام
المهم بعدها أحالونا إلى المحاكمة أمام المجلس العرفي الذي كان يرأسه القاضي ( حنا مالك ) .. كانت الصحافة الدمشقية تنشر كل شيْ عن اعتقالنا ومعاركنا داخل السجن ومحاكمتنا ... كانت المحاكمة منبرا ضد الحكومة وسياستها وطرحا لشعارات الحزب دون خوف أو تردد
... صدر الحكم علينا بتهمة ضرب رجال الدرك بالحبس لمدة شهرين فقط ثم منحنا حق وقف الحكم النافذ ( أي الإعفاء من ربع المدة ) وخرجنا من السجن في شهر اّب
ثم تابعت عملي في التعليم في مطلع أيلول دون أن يسألني أحد أين كنت أو يقطع راتبي كما جرى في عهود الإستبداد ( التقدمية ) اللاحقة ....؟

... لم تستطع حكومة ناظم القدسي الأولى التي مر ذكرها والثانية التي شكلها في 9 -9 - والتي استقال منها معروف الدواليبي وحسن جبارة احتجاجا على استمرا تواطوْ حزب الشعب مع بريطانيا - لم تستطع هذه الحكومة الموافقة على المشاريع الإستعمارية التى كانت تطوق سورية كالنقطة الرابعة الأمريكية ومشروع أيزنهاور - الفراغ في الشرق الأوسط - والهلال الخصيب - وسورية الكبرى ....الخ أمام الغليان الشعبي والتظاهرات المناقضة للأحلاف واصهيونية وكانت الوطنية صاعدة للقمة خاصة بعد صمود شبابنا على الجبهة واستشهاد إمرأتين من عرب ( الشمايلة ) قاتلتا الصهاينة على ضفة الحولة
في نفس الوقت كان الشيشكلى يقوم بتصفية منافسيه العقداء الذين أطاحوا بحكم الحناوي قام بتصفيتهم بكل نذالة الواحد تلو الاّخر ففي 31- 7 أغتال مساعده المجرم إبراهيم الحسيني قائد سلاح الطيران - العقيد محمد ناصر - على طريق مطار المزة وقد كتب الشهيد وهو يحتضر في مستشفى المزة العسكري إسم ابراهيم الحسيني وعبد الغني قنّوت ( كان يومها ملازما ) أمام المحقق العسكري .. وكان الشيشكلى وراء هذه الجريمة ووراء طمسها فيما بعد - راجع مذكرات الحوراني ج 2 ص 2456 -
وكلما كان النظام البرلماني يسير نحو التفسخ والعجز كان الشيشكلي يركز عصابته التي يتقدمها فوزي سلو وإبراهيم الحسينى المرتبط مباشرة بالمخابرات المركزية والعرش السعودي وقاسم الخليل اّمر موقع دمشق ..؟ وغيرهم كماسيأتي في الحلقة القادمة
يتبع



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرتيلاء الأسدية .. في اّخر أيامها
- الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم . -5 ..- الإنقلاب ...
- الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم .. - 4 - الإنقلاب ...
- الموْ سسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ..- 3
- الموْسسة العسكرية بين الأمس واليوم ...2
- الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم
- ماذا وراء زيارة ميليس لدمشق...؟
- هل أينعت روْوس نظام القتلة واللصوص في دمشق ..؟؟؟
- من غزة المحرّرة .. إلى الجولان المحتل
- منابع الإرهاب الحديث ...12 - شوري الراشدين
- منابع الإرهاب الحديث .. 11 - شورى الراشدين
- شورى الراشدين - عمر بن الخطاب بين خطين متصارعين
- منابع الإرهاب الحديث ... 8 - شورى الراشدين
- منابع الإرهاب الحديث ... 8 شورى الراشدين
- منابع الإرهاب الحديث .. بين الديمقراطية العلمانية والشورى ال ...
- منابع الإرهاب .. الحديث ... 6
- منابع الإرهاب الحديث ....5
- ويلاه من قحط الرجال .. ياوطني ..؟
- لن تنقذ نظام الجلاّدين الأكاذيب والوقاحة .... ؟
- منابع الإرهاب الحديث ...- 4


المزيد.....




- اخترقت جدار منزل واستقرت في -غرفة نوم-.. شاهد مصير مركبة بعد ...
- مصر تعلن اعتزامها التدخل لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أ ...
- -القسام- تفجر عبوة -رعدية- بقوة إسرائيلية خاصة وتستهدف ناقلة ...
- قصة الصراع في مضيق هرمز منذ الاحتلال البرتغالي وحتى الحرس ال ...
- هولشتاين كيل يصعد للبوندسليغا للمرة الأولى في تاريخه
- البحرين تدعو للتدخل الفوري لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة ومن ...
- طلبت منه البلدية إخفاء قاربه خلف السياج.. فكان رده إبداعيا و ...
- استطلاع: نصف الأمريكيين يعتبرون الإنفاق على مساعدات أوكرانيا ...
- حاكم بيلغورود: 19 شخصا بينهم طفلان أصيبوا بالقصف الأوكراني ل ...
- مشاهد جديدة لسقوط حافلة ركاب في نهر ببطرسبورغ


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جريس الهامس - الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ..- 6 النضال الشعبي ضد حكم العسكر والرجعية معا