أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - استفيقي يا أمة الحرب و الجرب !














المزيد.....

استفيقي يا أمة الحرب و الجرب !


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 19:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتب البروفيسور جيمس مونتغمري - الاكاديمي المعاصر في جامعة كيمبرج في مقدمة كتابه المعنون : (الجاحظ : في الاشادة بمؤلفاته) ، الصادر في ادنبرة عام2013 والذي جاء بـ 584 صفحة ـ يقول : كم من الكتب تطبع كل عام في وقتنا الحاضر؟ بما فيها الورقية والرقمية في النت والمواقع الشخصية والعامة وفي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ، فعالمنا يعج بالكلمات. بعضهم يقول:هذا الفعل ينتج معلومات لا تطاق ويسبب ازعاجا وبعضهم الاخر يقول : ان الناس غيروا طرائق تفكيرهم.
وقديما بعد تجاوز منتصف القرن الثالث الهجري بقليل حدث شي شبيه بهذا في بغداد. ( يقصد الحركة الفكرية والمعرفية التي أحدثها المأمون و التي لم يشهد لها مثيل في العالمين العربي و الاسلامي الى يومنا ) . هذا الباحث لم يقل ذلك مجاملة او انه كان مولعا بالكلام الانشائي ولغة الدعاية بل خاض غمار تجربة امتدت على مدى عشرين عاما مع كتابات الجاحظ حيث الثقافة والمعرفة التي انتجت في العصر العباسي . كنا اناسا وكنا بشرا يوم عرفنا ان العلم والمعرفة هما اللذان يبنيان الانسان ولكن مع الاسف كان ابن حنبل لهذه الحركة بالمرصاد فحمل معول الهدم (كما يحمل اسلافه المعاول اليوم لتهشيم حضارة العراق) بمساعدة صاحب المال والنفوذ السياسي الطاغية الجاهل المتوكل ليدخل العالم العربي و الاسلامي في دوامة الاستنساخ والتكرار والشرح لما تم انتاجه في تلك الحقبة فلم يضف جديدا الى يومنا هذا سوى الترقيع والتمجيد بما انتجته تلك الحقبة ، كما قال المستشرق نيكلسون.
لماذا استشهد بأقوال المستشرقين؟ هل اريد ان احصل على موثوقية اكبر ، لانهم المتحضرون والسابقون في العلوم والمعارف ؟ هل يدفعني الغرور الى التظاهر بمقدرتي بوصفي قارئا ومتابعا لما ينتج الغرب وبذلك استحق ان اوصف باني مثقف؟ أم اني افضل سياسة التبعية للآخر بعد شعوري بالعجز حين وجدت نفسي غير قادر على المنافسة ؟ لا ، ليس كل ذلك من يدفعني. وانما الذي يجعلني اميل الى استحضار اقوالهم والاستشهاد بهم لاني وجدت جيلا من المستشرقين الموضوعيين الذين قدروا حق التراث العربي الاسلامي ووضعوه بالمنزلة التي يستحقها بعد ان افنوا حياتهم كلها في البحث وخدمة ذلك التراث ، في حين ينام امراء الأعراب متنعمين بثروتهم النفطية على وسائد من حرير و ارائك من ذهب تاركين الخلق للخالق. وجدت جيلا كان من حقه ان يعيش مترفا متنعما بماله ووقته – مثل الأمراء الأعراب - ويترك ذلك التراث الضخم جانبا ولاسيما انه قد كتب بلغة اقل ما تستحق من الوصف انها صعبة المراس. من هذا الجيل المستشرق براون الذي فضل ان يترك دراسة الطب ويرفض النزول عند رغبة اسرته العريقة الغنية ليكمل دراسته في اللغات الشرقية الاسلامية الفارسية والعربية والتركية. ومنه ايضا نيكلسون ابن الاستاذ الجامعي العالم في جامعة كيمبرج والذي تقاذفت به اروقة كيمبرج باقسامها العلمية و الانسانية في كل حدب و صوب الى ان استقر به المطاف الى ركن هادئ وادع وجد فيه ضالته حيث الاستقرار الروحي والطمأنينة والمعرفة الحقيقية . فدرس لغات العالم الاسلامي الثلاث (العربية والفارسية والتركية). ثم جاء تلميذه اربري بعده ليمر بالمصير نفسه في تلك الجامعة العريقة فامضى سنتين متنقلا بين اقسام الاداب الكلاسيكية(اللاتينية واليونانية) واللاهوت ، فلم يجد فيها ضالته. ثم اشار عليه احد اساتذته الملحدين ان يذهب الى نيكلسون ربما يجد عنده حلا. جاء اربري الى نيكلسون بعد ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها وخرجت بريطانيا منتصرة في الحرب –كما يروي اربري- لكن الشباب الذي رجع من الحرب وجد دمارا وخرابا يحيط به من كل جانب فضلا عن البطالة . يقول اربري : عشت على افكار العقلانيين من المفكرين حتى وصلت الى نتيجة ان العقل هو المقياس الاول لكل القضايا الوجودية ففقدت ايماني القديم بالمسيحية وعشت شابا متذمرا يبحث عن الحقيقة الى ان تواجهت يوما مع نيكلسون و اقنعني بالانضمام الى قسم الدراسات الشرقية . وقلت في نفسي انني سأستفيد من تجاربي مع العقل والمناهج التجريبية الحديثة في تفنيد مزاعم الاسلام كما فندت تعاليم ومبادئ المسيحية. فقبلت العرض بهذا الدافع وبدأت مشواري في القراءة والبحث وغرقت في خضم تراث اللغات الثلاث. وبعدما قضيت شطرا من حياتي في البحث كانت المفارقة الكبيرة بانتظاري حيث لم اتوقع يوما ان الطريق الذي اتخذته في سبيل التخلص من الدين قادني من حيث لا اشعر الى الايمان بالله.
هذا تراثنا يا أمة الجرب اذا ما قرئ بعناية وتدبر وعقل واع فهو يهدي المفكرين والعلماء الى طريق النور والخير والسلام والاستقرار النفسي . واذا ما اسيئ فهمه حيث تتلقاه الادمغة المتحجرة والنفوس الحاقدة والعيون التي اعمتها الشهوات والمادة فهو يهدي الى الضلالة و الالحاد ويأخذ الشباب الى طريق الارهاب والانتحار. وتبا لثقافة الأعراب..



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خليفة ( نيوتن ) يطرد من ( كيمبرج )
- الاكاديمي المتحجر ديفيد كريستل !
- ثنائية الشيعة والسنة تكشف الاصل والمحاكاة
- خطاب ما بعد الأعراب : روايات الشيخ الأعرابي مثالا
- فايروس داعش يخترق نظام المراقبة اللغوية في عقل الجعفري
- الطلاب قادمون ..فهذا زمنهم وليس زمن الجاهلين
- يا وزيرنا الشهرستاني .. كن اديبا !
- حرب مؤجلة التعليم العالي تعجلها
- لغتنا هويتنا
- ملك السعودية ونظرية جديدة في الترجمة الفورية
- عندما يكون المثقف منافقا : كتاب ( العربية ) انموذجا
- السيسي يتكلم بلسان عصفور!
- ماذا يقصد المستشرقون بمصطلح (Orthodox ) ؟
- خطاب ما بعد الأعراب! : (الاستعمار والأعراب صنوان)
- الاستشراق السياسي يعيد انتاج الداعشية الوهابية
- اكذوبة اسمها : ( بنية العقل العربي )
- النفس الزكية يبكي على مصيبة بني امية !
- عذرا لك سيدتي : فيان !
- الداروينية وأنظمة التوريث الأعرابية
- همفر- بريده : همفري بريدو


المزيد.....




- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - استفيقي يا أمة الحرب و الجرب !