أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - لغتنا هويتنا















المزيد.....

لغتنا هويتنا


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 00:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك حوالي (6000) لغة حية في العالم , نصفها في الاقل مهدد بالانقراض ، هذا ما توصل اليه البروفسور ستيف سوثرلاند ( Steve Sutherland) من جامعة انجليا الشرقية عندما أكد بقوله: (( في الـ 500 سنة الماضية انقرضت او عدت من اللغات الميتة 4.5% من اللغات مقارنة مع نسبة 1.3% من الطيور )) وهذه الدراسة اعتمدت على مقياس الاستعمال اليومي للغات ، فوجود اللغة الحقيقي ليس في المعاجم ولكن الوجود الحقيقي لها في الاستعمال اليومي للناس ، وهناك حوالي 417 لغة في العالم مهددة بالانقراض لان مستعمليها قلة من الناس , فبعض اللغات مثل الباسكية واللاتينية والاغريقية التي كان عمرها اكثر من الفي سنة ، الان مهددة بالاختفاء اسرع من غيرها ...
ومن بين اللغات المهددة بالخطر- وا اسفاه – اللغة العربية ، حسب مصادر في الأمم المتحدة ، اذ هناك دعوات لاسقاط اللغة العربية من جدول اللغات الحية ، لان مواطنيها انفسهم لا يتكلمون بها ، واذا كانوا – الان - يكتبون بهذه اللغة مدوناتهم الورقية ، فان الوقت لن يطول لتختفي هذه اللغة من على صفحات الانترنت ، لان المحادثة ( الجات) وغرف النقاش ( البالتوك ) والمستطيل الحواري ! (الماسنجر) وما شابه ، دائما تكون باللهجة العامية وبين المثقفين أنفسهم .
ان المواقع الالكترونية اليومية ولاسيما العربية منها اشبه ما تكون بالمناطق القبلية التي عرفت في الجزيرة ايام الجاهلية ، هذه لغة عقيل وتلك لغة هذيل وثالثة لغة بلحارث وهلم جرا ، فالمواقع السعودية تتحدث باللهجة المحلية والمصرية كذلك والعراقيون يتحاورون بلهجتهم وهكذا مع الدول الاخرى ، فكل قبيلة تتحدث بلهجتها ، ولم ينفع الانترنت في الاسهام بتقدم اللغة العربية بل زاد من انحسارها بين اللغات في العالم ، واذا كانت لهجة قريش قديما هي اللهجة السائدة فان اللهجة المحلية الشامية الان هي السائدة على لغة الميديا ، واكثر الناس يتحدثون بها ، لدرجة ان متعلمي العربية من اللغات الاخرى يذهبون الى الشام كي تكون لهم ممارسات والفه يومية مع اللغة ، وهم مصرون ، على ان هذه اللهجة هي العربية السائدة ،وعلى سبيل المثال لا الحصر ، توفد بعض الجامعات البريطانية والاسبانية طلبتها الى سوريا ، لتعلم اللهجة الشامية و الجامعات الفرنسية الى لبنان او مصر ، فانتقلت عدوى اللهجات الى اوربا والعالم ، نحن ندرس طلابنا شرح ابن عقيل في النحو وهم يدرسون طلابهم مهارات لغوية لهجية ، فالطلبة الاجانب الان يتحدثون اللغة العربية الميسرة افضل من طلبتنا الذين يدرسون اللغة العربية الفصحى في الجامعات وفي حياتهم اليومية يتحدثون باللهجة المحلية ، لذلك نشاهد اليوم كيف تتقلص مساحة المتحدثين بالعربية الفصحى المعاصرة ، فكيف يكون الامر مع لغة النحو القديمة ، لا شك في انها ستصبح مثل اللغة اللاتينية والاغريقية في يوم قريب .
يضاف الى ذلك سرعة تطور بعض اللغات وهيمنتها على الميديا بمختلف انواعها بوصفها لغات تكنولوجية مثل الانكليزية التي استطاع الانكليز تسويقها بوصفها لغة موحدة للعالم والصينية التي يتحدث بها اكثر من مليار انسان ..
وعلى الرغم من هيمنة الانكليزية على مناطق شاسعة من العالم فضلا عن هيمنتها على وسائل التكنولوجيا والاتصال والمال والاقتصاد وغيرها إلا ان الانكليز انفسهم اليوم يخشون من انقراض لغتهم وانحسارها بسبب ما يحصل بين جيل الشباب في استعمال لغة ثانية تحتاج الى ترجمة لكي يعرفها الاباء والمعلمون في المدارس ،وهذه اللغة عبارة عن مختصرات ورموز وعبارات مشفرة يتداولها الفتيان والصبايا ! فيما بينهم ، هذا الامر يحصل في اللغة الانكليزية التي عرفت اسلوب الاختصار والترميز ( Acronyms and abbreviation ) ، لكن احدى المدرسات في اسكتلندا تفاجأت حينما قرأت الواجب البيتي لاحدى الطالبات ولم تفهم النص الاتي : ( My summer hols wr CWOT.we used 2go2NY2Cmy bro. ILNY ,its agr8ple. ) والترجمة الانكليزية له : ( My summer holydays were a complete waste of time .Before, we used to go to New York to see my brother .I love New York .It s a great place ) .
ان المحافظين والمدرسين واولياء امور الطلبة يخشون من ان الاجيال القادمة لن تفهم هذه اللغة ، الامر الذي سيؤدي الى دمار اللغة الانكليزية ، لان هذه الكتابة لا تراعي قواعد الإملاء والنطق وقواعد النحو ولا علامات الترقيم ، والشئ الغريب حقا ، ان علماء اللغة المعاصرين يرون عكس ذلك تماما ، فاللغوي المعروف ديفد كرستل ( David Crystal ) يدعو المتخوفين الى الاطمئنان وعليهم ان يشعروا بالارتياح ، فالنتائج ستكون عكس ما يتصورون تماما ، لان لغة التواصل في الانترنت ستطور شكلا جديدا من اللغة الابداعية والتي ستوفر لمستعمليها دوافع قوية لتعلم المهارات في القراءة والكتابة , وقد وافقه لغوي اخر من جامعة ستانفورد هو جيفري نونبري ( Geffery Nunbery ) عندما اكد : ان الناس سيتعلمون بصورة افضل بوساطة (الكتابة بالكتابة) كما ادعى : ان الكتابة المباشرة في المحادثة على النت ستمنح الشباب والصغار على السواء فرصة لم تكن معروفة سابقا ، ويعتقد: ان اليافعين من الصبيان الذي يستعملون الهواتف النقالة والانترنت في كتابة الرسائل سيتمتعون بقدرة على الكتابة أفضل من آبائهم ومن اي جيل على مدى التاريخ .
ان اللغويين يجادلون ويصرون على ان الرسائل الالكترونية يجب ان تكون وسيلة من وسائل التواصل ولا يحكم عليها بالمقارنة مع قواعد اللغة الفصحى في الكتابة ، فهي وسيلة جديدة تمتلك سمات الكلام واللغة الانكليزية ، ولكنها اكثر شيوعا من طرق الكتابة القديمة ، لان المتعلم لا يعاني من عقدة قواعد النحو اثناء الحديث او الكتابة .
وهكذا يرى كثير من علماء اللغة بمختلف توجهاتهم التطبيقية او النفسية ، ان الفتيان والصبيان واليافعين يجب ان يتركوا لممارسة هذا اللون الكتابي الجديد لانه في النهاية سيؤدي بهم الى طريق أفضل لتعلم اللغة الانكليزية وقواعدها !!
وليسمع أنصار النحو العربي الافتراضي القديم هذه الآراء ، لعل ، وليت ،وعسى ، ان تعطى الفرصة لا جيالنا الشابة من التعبير عن معاناتها الشديدة في تعلم قواعد النحو المدرسية المعقدة التي جعلتهم – مضطرين – الى استعمال العامية واللهجات المحلية في احاديثم وكتاباتهم عبر الانترنت ..

يقول احد الدارسين (Ani Rauhihi ) : ( اذا نشأت ولم تتكلم لغتك , فانك لا تعرف من أنت ؟.)
هذه ليست دعوة الى استعمال العامية ولكنها دعوة للحث على تيسير قواعد النحو و اللغة لتكون اكثر استعمالا في حياة الناس اليومية ، لان اللغة تموت ، مثلها مثل البشر ، ولا يحسب المرء ان وجودها في المعاجم هو حفظ لحياتها بل العكس هو الصحيح ، فكلما ازدادت المعاجم حجما تضخم المرض واستفحل ، فاللغة اللاتينية موجودة الان في المعاجم ، ولكن كم عدد الناس الذين يتحدثون بها ؟.



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملك السعودية ونظرية جديدة في الترجمة الفورية
- عندما يكون المثقف منافقا : كتاب ( العربية ) انموذجا
- السيسي يتكلم بلسان عصفور!
- ماذا يقصد المستشرقون بمصطلح (Orthodox ) ؟
- خطاب ما بعد الأعراب! : (الاستعمار والأعراب صنوان)
- الاستشراق السياسي يعيد انتاج الداعشية الوهابية
- اكذوبة اسمها : ( بنية العقل العربي )
- النفس الزكية يبكي على مصيبة بني امية !
- عذرا لك سيدتي : فيان !
- الداروينية وأنظمة التوريث الأعرابية
- همفر- بريده : همفري بريدو
- القران الكريم بترجمة أعرابية
- العرب و الأعراب : أين يكمن الخطر ؟
- لماذا يهجر الدواعش المسيحيين العراقيين من الموصل؟
- خطبة البغدادي ( Copy-Paste ) : محفوظة ( يا بط يا بط اسبح بال ...
- البغدادي والعربية ينهلان من المنبع نفسه
- قناة العربية تشهر افلاسها
- الدواعش مطية للمشروع السياسي الغربي
- الوهابية سلاح للدمار الشامل
- مصر تعود لمكافحة الاسلام الأعرابي


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - لغتنا هويتنا