أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - عندما يكون المثقف منافقا : كتاب ( العربية ) انموذجا














المزيد.....

عندما يكون المثقف منافقا : كتاب ( العربية ) انموذجا


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 19:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المنافقون الاوائل كتبوا عن جرائم الحكام والخوارج معا ودونوا كل ما سمحت به الرقابة السلطوية لكن الكتابة لم تكن موضوعية ولم تكن صادرة عن ضمير حي وخلق انساني فجاءت مضللة لسببين : اولا لان نقلها قد تم بوصفها اخبارا تاريخية طبيعية تحدث في أي مجتمع انساني بسبب وجود نزعتي الخير والشر في النفس البشرية. وثانيا لانها كتبت باسلوب مخادع يلفه الغموض والتلميح والدوران حول جدار الحقيقة دون مساس جوهرها. فمثلا يتم ذكر جرائم بني امية وما فعلوه لكن ذلك الذكر يأتي مغلفا باسلوب لا يدين صراحة ذلك الفعل القبيح ويجرمه او يفضحه كفعل مناف للقيم الانسانية بل يصوره على انه امر لصيق بالنفس البشرية ويمكن تقبله بشكل من الاشكال. فيتم تصوير القاتل السفاح يزيد – مثلا- انه كان مجتهدا في قتل الامام الحسين (ع) واخطأ ، والمخطئ حسابه مع الله تعالى (هذا اذا لم يكن له اجر على خطئه). و بهذا اللون من الكتابة يتم تدوين واقعة خالد بن الوليد مع بني نويرة في ما يسمى بحروب الردة. و الامثلة كثيرة على هذا الاسلوب (اذا لم نرد المبالغة في التعميم فنجعل كل الكتابة التاريخية وغيرها مثالا). ان هذا النمط من الكتابة التاريخية المنافقة ولّد نمطا اخر من المتلقين المنافقين عبر الاجيال الذين يرون جرائم الطغاة في مكان ما حروب عزة وكرامة وفي مكان اخر جرائم وحشية ، ولا ينظرون الى السمة الرئيسة المشتركة بينهما وهو الاجرام بحق الانسانية وقيمها. فالذي قتل مئات الالاف من الشعب العراقي وشرد الملايين وهجرهم يعد شهيدا والذي قتل الفا من الليبيين يصفونه بالكافر الذي سيخلد في النار.
لقد استمر هذا اللون من الكتابة وامتدت اثاره الى يومنا هذا فاولئك الكتاب القدماء خلفوا جيلا منافقا لا يستطيع ان يبوح بما يدرك او بالاحرى لا يستطيع ان ينظر الى الامور نظرة كلية بشكل موضوعي اما لانه محكوم بايدولوجية يدافع عنها او انه رهين لمنافع شخصية مادية او معنوية. ولناخذ مثالين من كتاب موقع قناة العربية المعروفين واللذين كتبا في موضوع واحد حول الجريمة البشعة التي اقترفها الضالون يوم امس في فرنسا.
فقد كتب عبد الرحمن الراشد مقالا تحت عنوان ( البحث عن عذر لارهابيي باريس ) ينتقد فيه الناس الذين يجدون اعذارا لمرتكبي الجريمة دون ان يشير الى هؤلاء المقصودين ، هل هم رجال الدين ؟ رجال السلطان ؟ الناس العاديون ؟ من هؤلاء الذين قصدهم الكاتب في مقاله ؟ المعنى في قلب الكاتب . وهكذا يصبح التعميم جزءا من الايهام والنفاق. اما النقطة الاخرى التي تكشف هذا النفاق وعدم الموضوعيه فذكره للجرائم التي اقترفها المتطرفون المسلمون من الدواعش وجبهة النصرة في سوريا والعراق. فقال : (لا يوجد فارق بين الذين قتلوا أولاد قبيلة الشعيطات السورية ، والذين سبوا نساء اليزيدية العراقيات ، والذين قتلوا حرس الحدود السعوديين قبل أيام ، وبين الذين قتلوا الصحافيين في باريس. الفاعل واحد ، فالتطرف والمتطرفون من مسلمينا. الجريمة مصدرها واحد ، وإن اختلفت الأماكن). كلام جميل ورائع فقد ذكر بعضا من الجرائم التي حصلت في سوريا والعراق والسعودية وفرنسا بوصفها جرائم ضد الانسانية ولكنه تعمد عن قصد عدم الاشارة الى اكبر جريمة حرب اقترفت في العراق مؤخرا والتي ارتكبتها الجهة نفسها . انها جريمة سبايكر التي راح ضحيتها اكثر من 1700انسان. ولم يشر الى الجرائم التي لا تعد ولا تحصى بحق العراقيين الاخرين طيلة المدة الماضية والتي ذهب ضحيتها الالاف مكتفيا بذكر(سبي النساء الايزيديات العراقيات). وكأنه بذلك يبرر للقتل في هذا الجانب ويدين الفعل نفسه بالجانب الاخر(فلان شهيد وعلان في الجحيم).
ومن الكلام الجميل والمنمق – ايضا- الذي يوحي للقارئ بان كاتبه موضوعي و انساني متحمس لافكار العدل والمساواة قوله : ونحن نمر بمحنة عظيمة ، وفي بداية نهر من العنف ، مصدره فكري ، وتنظيمه إرهابي ، ويده طويلة ، وربما سنرى جرائم أكثر دموية ما رأيناه ، ونراه كل يوم من قبل تنظيمات مثل (داعش) و( جبهة النصرة). نعم المسلمون يمرون بمحنة عظيمة مصدرها الفكري ابن تيمية والوهابية اللذين ترعرعا تحت افياء مملكتكم المحروسة يا سعادة الكاتب الكبير وهذا الذي لم تستطع قوله صراحة لانك كاتب منافق.
اما الكاتب فارس بن حزام فلا يرى إلا باريس و عرعر بوصفيهما مكانين لجرائم داعش ولا يذكر شيئا عن الاماكن الاخرى حيث الضحايا بالآلاف ليس في العراق وحده بل في نيجيريا و افغانستان وسوريا ومصر وغيرها. فهو لا يرى إلا ما يهدد امنه الشخصي او الذي سيعود بالأذى على امنه الشخصي . اما الاماكن الاخرى فليس لها وجود في ذاكرته. كلام جميل ايضا ذلك الذي يصدح به لسانه عندما يقول : أي كلمة تبرِّر ما جرى في باريس تعادل الجرم ذاته.. هذا ما يجب أن يعيه الجميع. الإرهاب واحد. لا تمييز بين قتل هنا وقتل هناك ، فأي تبرير للقتل في باريس يعادل التبرير للقتل في عرعر). هنا عرعر وهناك باريس وما عداهما الطوفان. ويواصل الكاتب الهمام حماسته بقوله : وأصل هؤلاء الأشرار الثلاثة المحرِّض. وهو شخص يتولى شحن المراهقين ، ويستغل الضعفاء والبسطاء لتحقيق أهدافه. يدفعهم إلى حافة الإرهاب ، وينسحب. هذا الشخص ليس غامضاً ، بل هو موجود أمام الرأي العام. يخطب في الجامع ، ويتحدث في الإعلام ، ويسيطر على المدارس ، ويقود تياره في الجامعات. وقبل ذلك ، يحفظ أبناءه من كل سوء).
ان الكاتب فارس بن حزام – هنا- يعرف لنا شخصية خيالية تمارس دورا في احد القصص او الحكايات الشعبية ولا يتحدث عن واقع تتم فيه صناعة الشخصية ، حيث يغيب المكان والزمان اللذين تمت فيهما الصناعة فضلا عن عدم ذكر الصانع. انه كلام تعميمي استهلاكي يعرفه كل الناس ويتحدثون به في كل ساعة وحين. لا شي جديد يمكن ان يستفيد منه القارئ سوى التكرار والكلام الانشائي فلا شي يصلح ذات البين او يتحدث عن الخلل ومصدره. وتلك بعض سمات الكتابة المنافقة.



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيسي يتكلم بلسان عصفور!
- ماذا يقصد المستشرقون بمصطلح (Orthodox ) ؟
- خطاب ما بعد الأعراب! : (الاستعمار والأعراب صنوان)
- الاستشراق السياسي يعيد انتاج الداعشية الوهابية
- اكذوبة اسمها : ( بنية العقل العربي )
- النفس الزكية يبكي على مصيبة بني امية !
- عذرا لك سيدتي : فيان !
- الداروينية وأنظمة التوريث الأعرابية
- همفر- بريده : همفري بريدو
- القران الكريم بترجمة أعرابية
- العرب و الأعراب : أين يكمن الخطر ؟
- لماذا يهجر الدواعش المسيحيين العراقيين من الموصل؟
- خطبة البغدادي ( Copy-Paste ) : محفوظة ( يا بط يا بط اسبح بال ...
- البغدادي والعربية ينهلان من المنبع نفسه
- قناة العربية تشهر افلاسها
- الدواعش مطية للمشروع السياسي الغربي
- الوهابية سلاح للدمار الشامل
- مصر تعود لمكافحة الاسلام الأعرابي
- التناغم الاعلامي يكشف الايدولوجيا الوهابية وصنيعتها الغربية
- حقوق الانسان (يافطة) لقتل الانسان الاخر


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - عندما يكون المثقف منافقا : كتاب ( العربية ) انموذجا