أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - النفس الزكية يبكي على مصيبة بني امية !














المزيد.....

النفس الزكية يبكي على مصيبة بني امية !


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4607 - 2014 / 10 / 18 - 16:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاستقطاب الايديولوجي يجعل على عيني المرء غشاوة عن ان تبصر الحقيقة الانسانية ويبعد القلب عن ان يستسلم للمشاعر الانسانية النبيلة. لكن النفس الزكية والروح السامية تعلو على وضاعة الشهوة والرغبات الشخصية الانية وبذلك تستحق ان توصف بانها زكية ونقية وطاهرة وقبل كل وصف تستحق ان تكون انسانية. حالتان انسانيتان متناظرتان قد تغلبتا على افق الايدولوجيا الضيق تعكسهما حكاية الشاعر الاموي ابي عدي العبلي مع الامام محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن (ع)الملقب بالنفس الزكية.
ابو عدي العبلي شاعر ينتمي الى البيت الاموي ، اسمه عبد الله بن عمر عاش في الحقبة الاخيرة للحكم الاموي وقد شهد سقوط دولة بني عمومته على يد العباسيين الذين نكلوا بهم و اباحوا حرمهم. لم يمنع انتماؤه الاسري الى البيت الاموي من ان يكون منصفا وموضوعيا في التعبير عن رأيه الصريح والمناوئ لافعال بني جلدته فمال الى البيت العلوي منددا بجرائم بني امية التي اقترفوها بحق اهل بيت الرسول (ع) . فقال شعرا كثيرا في التعبير عن ذلك ، الامر الذي تسبب بنفيه ومطاردته ومحاربته ، فتحمل المشقة والغربة والابتعاد عن العز والرفاهية تحت ظلال القصور الاموية مفضلا الالتحاق بزعامات البيت العلوي لانه يؤمن بقضيتهم العادلة. ولم يكتف بمدح اهل البيت بل راح يذم بني امية علانية في اشعاره كما في قوله:
- شردوا بي عند امتداحي عليا ورأوا في ذاك داء دويا
- فوربي لا ابرح الدهر حتى تختلى مهجتي لحبي عليا
- وبنيه لحب احمد انــــــــــي كنت احببتهم بحبي النبيا
- حب دين لا حب دنيا وشر الـ حب حب يكون دنياويا
- صاغني الله في الذؤابة منهم لا زنيما ولا سنيدا دعيا
- عدويا خالي صريحا وجدي عبد شمس وهاشم ابويا
- فسواء علي لست ابالــــــي عبشميا دعيت ام هاشميا
ان هذا الصوت المحب لنكران الذات ومدح الاخر لا تقره شرائع الايدولوجيا الاموية لذلك تمت محاربته و اعلان تكفيره. فعاش مشردا متنقلا بين الافاق الى ان الت دولتهم وسقطت على يد العباسيين فبكى اهله و ابناء جلدته بقصيدة سينية تفيض بمشاعر الفقد و الاسى على ما حل بهم وهو يعيش الى جوار العلويين في المدينة ، وفي اثناء قيامه بينهم طلب منه النفس الزكية ان ينشده اشعارا في رثاء قومه فقال من قصيدة اجاب فيها ابنته التي سألته عما اصابه :
- تقول امامة لمــــــا رأت نشوزي عن المضجع الانفس
- وقلة نومي على مضجعي لدى هجعة الاعين النعــــس
- أبي ، ما عراك ؟ فقلت : الهموم عرون اباك فلا تبلســــــي
- لفقد العشيرة اذ نالــــــــــها سهام من الحدث المبئـــــــس
فلما انتهى ابو عدي منها بكى النفس الزكية متاثرا بما سمع من مشاعر الفقد و الاسى التي حلت ببني امية متناسيا في لحظة الصفاء الانساني والسمو الروحي كل الخصومة القديمة والجرائم التي ارتكبتها هذه الاسرة بحق اهله ، مشاركا الشاعر في احاسيسه و وجدانه . وقد استنكر عمه الحسن بكاءه على بني امية قائلا له : اتبكي على بني امية و انت تريد ما تريد من بني العباس؟
السؤال نفسه قد طرح على العبلي سابقا ولكن بصيغة اخرى عندما كان امراء بني امية يستنكرون عليه مدحه لاهل البيت (ع) فيقولون له : أ تمدح العلويين و انت الاموي صليبة ؟
السمو الانساني والروحي كفيلان بكسر حجب الايدولوجيا مهما كانت سميكة وكثيفة ، ولكن من يستطيع ان يكون ساميا بانسانيته ؟ . ذلك هو السؤال البديل عن لماذا تمدح ؟ ولماذا تبكي؟.



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذرا لك سيدتي : فيان !
- الداروينية وأنظمة التوريث الأعرابية
- همفر- بريده : همفري بريدو
- القران الكريم بترجمة أعرابية
- العرب و الأعراب : أين يكمن الخطر ؟
- لماذا يهجر الدواعش المسيحيين العراقيين من الموصل؟
- خطبة البغدادي ( Copy-Paste ) : محفوظة ( يا بط يا بط اسبح بال ...
- البغدادي والعربية ينهلان من المنبع نفسه
- قناة العربية تشهر افلاسها
- الدواعش مطية للمشروع السياسي الغربي
- الوهابية سلاح للدمار الشامل
- مصر تعود لمكافحة الاسلام الأعرابي
- التناغم الاعلامي يكشف الايدولوجيا الوهابية وصنيعتها الغربية
- حقوق الانسان (يافطة) لقتل الانسان الاخر
- العودة الى الفيلولوجيا : بأي لغة تكلم السيد المسيح؟
- محور الأعراب - بنو الاصفر
- قناة العربية وأخبارها المرتبكة
- ماذا تعلمنا من الاسلاف الاجلاف ؟ : اغنية للأطفال !!
- قال وليم جونز ( رحمه الله ) : اطلبوا العلم ولو كان بالصين !!
- داعوش ، داعوشة ! ..التسمية و بداية الانهيار


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - النفس الزكية يبكي على مصيبة بني امية !