أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - فايروس داعش يخترق نظام المراقبة اللغوية في عقل الجعفري














المزيد.....

فايروس داعش يخترق نظام المراقبة اللغوية في عقل الجعفري


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4732 - 2015 / 2 / 26 - 16:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا لم يستدرك السيد الجعفري على نفسه في حينها و يبدل مفردة داعش بل استمر في حديثه وكررها مرة اخرى في مؤتمره الصحفي مع السيد وزير الخارجية الايراني؟
هذه هي احدى نتائج التعليم الملائي الذي يعتمد على الحفظ والترديد فلو كانت الخلايا المسؤولة عن التحكم اللغوي متمرسة على التعامل انيا مع الافكار الجديدة لم تستطع المفردة ان تتسلل الى سياق المعنى المتولد انيا. لان الخلايا المسؤولة عن ادارة التراكيب اللغوية في العقل ستكون متنبهة ومتيقظة فهي بمثابة الرقيب المتحكم بالملفوظات والتراكيب اللغوية لكن المفردة قد تسللت في ظل غياب تام لاجهزة الحماية المفعلة ضد الفايروسات. لقد صدأت تلك الاجهزة بسبب نظام الادخال الروتيني للمعلومات المتمثل بالحفظ. فكل الساسة العراقيين تقريبا يكررون المفردات والعبارات والتراكيب نفسها و كأنهم يتحدثون الى انفسهم ويتحاورون مع بعضهم البعض. انهم منقطعون عن التفاعل من الاحداث ومنفصلون عن الواقع اذا قال كبيرهم ردد الصغير قوله.
هذه ليست المرة الاولى التي يصيب الفايروس نظام المراقبة في عقل السيد الجعفري بل لقد سبق وان انتشر مقطع فيديو يتحدث فيه السيد الجعفري بكلام غير مترابط لغويا ومعنويا حتى يخيل للسامع ان الجعفري قد فقد السيطرة على لسانه الذي اصبح ينطق بالمفردات عشوائيا وهذا سببه ايضا اختلال في النظام اللغوي الذي لم يستطع ان ينظم الافكار المتولدة انيا في صياغات لغوية انية ليظهر الكلام موزونا ومفهوما. لقد اعتادت الخلايا المسؤولة عن انتاج اللغة ان تصدر قوالب جاهزة لافكار سبق ان تعاملت معها وحفظت حدودها تلقائيا ، لكنها لم تستطع ان تضبط حركة الافكار المتولدة الانية فاختل النظام اللغوي و اصبحت العشوائية هي التي تتحكم بالملفوظات لبرهة من الزمن.
ويبدو ان اللغة الاستعارية فضلا عن الاشتقاقات اللغوية التي يجنح السيد الجعفري الى استعمالها قد اتعبت تلك الخلايا. فهو شخص مستهلك للغة كثيرا ويتعب جهازه اللغوي عندما يوسع من دائرة حديثه بالاستطراد والكلام العام الفضفاض الذي لا يركز على موضوع محدد للحديث. ان السيد الجعفري بوصفه وزيرا للخارجية يجب ان يختار الفاظه بدقة وعناية فالمفردات يجب ان تكون موزونة والجمل والعبارات يجب ان تكون مركزة وان يبتعد عن الانشائيات والفذلكة اللغوية . نعم صحيح ان اللغة الدبلوماسية تتطلب نوعا من الصناعة البلاغية مثل التضمين والتلميح ولكنها ايضا تتطلب التركيز والدقة و الايجاز والوضوح الشديد.
وليس السيد الجعفري وحده من يتكلم بهذا الاسلوب الاستعاري بل ان معظم السياسيين العراقيين وغيرهم يستعملون الاسلوب نفسه. وتشكل اللغة الاستعارية خطرا كبيرا في ميدان السياسة لانها قد تخفي الحقيقة التي يجب ان يعرفها الناس. لذلك لا نستغرب عندما يشن بعض النواب البريطانيين في القرن السابع عشر حربا على الاستعارة ومستعمليها من السياسيين.
وهناك ظاهرة اخرى شبيهة بما يحصل للسيد الجعفري تنتشر بين الساسة العراقيين وغيرهم من البرلمانيين وهي التكرار للصيغ والعبارات والمصطلحات نفسها (مثل مفردة جنبة التي اذا سألت معظمهم عن معناها لا يستطيع ان يأتيك به ). فأصبحت قبة البرلمان مكانا للمحاكاة والتقليد ومدرسة الاواني المستطرقة للتقارب بين العقول والاستعمال المتبادل للصيغ والتراكيب اللغوية نفسها وبذلك تتحققت صحة المثل الذي يقول : المجالس مدارس.



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطلاب قادمون ..فهذا زمنهم وليس زمن الجاهلين
- يا وزيرنا الشهرستاني .. كن اديبا !
- حرب مؤجلة التعليم العالي تعجلها
- لغتنا هويتنا
- ملك السعودية ونظرية جديدة في الترجمة الفورية
- عندما يكون المثقف منافقا : كتاب ( العربية ) انموذجا
- السيسي يتكلم بلسان عصفور!
- ماذا يقصد المستشرقون بمصطلح (Orthodox ) ؟
- خطاب ما بعد الأعراب! : (الاستعمار والأعراب صنوان)
- الاستشراق السياسي يعيد انتاج الداعشية الوهابية
- اكذوبة اسمها : ( بنية العقل العربي )
- النفس الزكية يبكي على مصيبة بني امية !
- عذرا لك سيدتي : فيان !
- الداروينية وأنظمة التوريث الأعرابية
- همفر- بريده : همفري بريدو
- القران الكريم بترجمة أعرابية
- العرب و الأعراب : أين يكمن الخطر ؟
- لماذا يهجر الدواعش المسيحيين العراقيين من الموصل؟
- خطبة البغدادي ( Copy-Paste ) : محفوظة ( يا بط يا بط اسبح بال ...
- البغدادي والعربية ينهلان من المنبع نفسه


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - فايروس داعش يخترق نظام المراقبة اللغوية في عقل الجعفري