عندما يكون التحقيق علميا تتلاشى الأساطير.

احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4777 - 2015 / 4 / 14 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أسطورة: " أبو هريرة أكثر مَن روى عن النبي" تتهاوى أمام مجهر التحقيق الصرخي.

إن من ابرز ما يقال عن أبي هريرة هو كثرة الراويات والأحاديث التي يرويها عن النبي "صلى الله عليه واله وصحبه وسلم"، بل اُعتُبِر أكثر مَن روى عن سيد الكائنات، وهذه القضية يذكرها كبار العلماء وأئمة الحديث والمذاهب، وعُدَّت منقبة من مناقبه التي انفرد بها، حتى إن أبا هريرة نفسه أشار لهذه القضية في حديث له معللا، ذلك بكثرة ملازمته للنبي وانشغال الصحابة بأعمالهم وأموالهم وبوطنهم عن ملازمة النبي فقد جاء عنه في كتاب البخاري / العلم / الحديث 118 : ((حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَلَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا ثُمَّ يَتْلُو { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى إِلَى قَوْلِهِ الرَّحِيمُ }، إِنَّ إِخْوَانَنَا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمْ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ وَإِنَّ إِخْوَانَنَا مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمْ الْعَمَلُ فِي أَمْوَالِهِمْ وَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِبَعِ بَطْنِهِ وَيَحْضُرُ مَا لَا يَحْضُرُونَ وَيَحْفَظُ مَا لَا يَحْفَظُونَ)، فنلاحظ انه أعطى خصوصية لنفسه على حساب التعريض والنيل من الصحابة الأجلاء وبخس حقهم، وبقيت هذه الخصلة تلازم أبي هريرة تتلاقفها الأجيال والعلماء كالمسلمات دون نقاش ولا جدال ولا نظر ولا تدبر ولا تحليل ولا تدقيق.
هذه القضية تعرض لها وتناولها المحقق العربي الصرخي بحثا وتحليلا وتدقيقا في سياق المحاضرة الخامسة والثلاثين التي ألقاها مساء يوم الجمعة بتاريخ 10 نيسان 2015، عبر البث المباشر لقناة المركز الإعلامي علي الانترنت، حيث سجل عدة تعليقات وإشكالات على ادعاء أبي هريرة والرواية المنقولة عنه، متسائلا كيف يعقل أن أبا هريرة روى أكثر مما رواه الصحابة، وهو لم يعاشر النبي أكثر مما عاشره الصحابة، بل اعتبر سماحته أن هذا الإدعاء لوحده يعتبر إشكالا أعمق وأقوى وأشد بمعنى انه عندما يروي أبو هريرة هذا العدد الذي هو أكثر مما رواه الصحابة فهذا بحد ذاته يعد إشكالا باعتبار الفترة الزمنية القصيرة التي عاشر فيها النبي والتي هي اقل بكثير من فترة الصحابة فكيف تأتى لأبي هريرة ذلك؟!!!! ، وأشكل سماحته بإشكالين على هذه الرواية :-
1- أكثر الحديث، وباقي الصحابة أيضا أكثروا الحديث ، فهم أكثروا الحديث لأنهم صاحبوا ولازموا النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" لفترات طويلة، وأبو هريرة كيف أكثر الحديث وهو لم يعاشر النبي إلا فترات قصيرة لا تقارن مع صحبة ومعاشرة الصحابة الاخرين؟!!!!.
2- عندما يروي الأحاديث، ويروي العدد الهائل من الأحاديث الذي يفوق الصحابة، ويفوق ما رواه الصحابة الذين عاشورا النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" أكثر منه وصحبوه أكثر منه ، بل يفوق مجموع ما رواه الصحابة وأجلاء الصحابة والخلفاء وأهل البيت وأمهات المؤمنين !! هذا الإشكال أمر واحكم وأعمق !
يضاف إلى هذا ما سجله المحقق الصرخي من تعليقات وإشكالات أخرى على رواية أبي هريرة المذكورة آنفا ، حيث رد سماحته عليها بما ورد عن الخليفة الثاني "رضي الله عنه" حيث اعتبره دليلا قاصما لإبطال ما صدر من أبي هريرة وعلى ما يدافَع به عنه، فقد ذكر سماحته الرواية الموجودة في كتاب البخاري / العلم / الحديث 89 :- حدثنا أبو اليمان عن عبد الله ابن عباس عن عمر قال (كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة ، وكنّا نتناوب النزول على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ينزل يوماً وأنزل يوماً ، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره ، وإذا نزل فعل مثل ذلك،....).
حيث فند المرجع الصرخي ما آل إليه أبو هريرة بالتعريض للصحابة بقوله: ((يعني أليست هذه الرواية دليل قاصم لكل ما ذكره أبو هريرة، ولكل ما يقال، ولكل ما يمكن أن يدافع به احد الناس عن أبي هريرة بخصوص كثرة رواية الحديث ملازمة يومية، الآن فقط ذكرت الخليفة الثاني وجاره الأنصاري فكيف باقي الصحابة!!!! ))
لمتابعة تفاصيل النقاش من خلال الرابط التالي:
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=412531
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=412526
رابط المحاضرة:
http://www.youtube.com/watch?v=7jeWDO3l0Cs


بقلم
احمد الدراجي

#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل