أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - التعامل الجامد مع الروايات هو مؤنة تكفيريو التشيع والتسنن.














المزيد.....

التعامل الجامد مع الروايات هو مؤنة تكفيريو التشيع والتسنن.


احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 19:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن من أخطر التحديات التي واجهها الإسلام هو الطريقة الخاطئة التي يتم بها التعاطي مع الإرث الإسلامي الثقافي والمعرفي سواء على مستوى البحث والتنقيب والدراسة أو على مستوى التطبيق الأمر الذي انعكس سلبا على واقع الأمة الإسلامية بل على عموم الإنسانية، وألقى بغبار التشويه والتشويش على صورة الرسالة السمحاء.
تعتبر الروايات والأحاديث الشريفة من ركائز ذلك الإرث ومن أهمها لأنها احد مصادر التشريع وتحديد الوظيفة العلمية للإنسان تجاه ما يواجهه من وقائع وأحداث، ويرسم له المنهج السليم الذي ينبغي أن يسير عليه في الحياة بكل جوانبها ومجالاتها على المستوى الفردي أو الجماعي، ومن هنا كانت دراستها وعملية البحث و التنقيب عنها في غاية الخطورة والأهمية وهذا ما أكد عليه الشارع المقدس، فبالرغم من انه وضع الآلية الصحيحة في كيفية التعامل معها إلا أنها لم تسلم من الدس والتحريف والوضع، بل حتى ما ثبت صدوره منها تم توظيفه وتسطيحه وتفسيره بالصورة التي تنسجم مع توجهات ومصالح السلاطين والأنظمة الحاكمة ووعاظها، من الرموز الدينية النفعية الانتهازية، وهؤلاء هم الأشد خطرا على الإسلام والمسلمين، لأنهم يديرون لعبة مزدوجة بمعية الأنظمة الجائرة، لعبة الحفاظ على المناصب والمصالح المشتركة، فهي تهيئ الفتاوى وتعتمد الروايات التي تحافظ على وجودها ومكتسباتها الشخصية، لتبقى هي على عرش سلطة "الكهنوت" المدعومة من تلك الأنظمة والتي من خلالها تصدر أفيونها الذي يخدر الشعوب، وسمومها التي تفتك بها.
فتاوى طائفية وروايات مدسوسة موضوعة وتفسيرات مُسيَّسة وموظَّفة صدَّرتها واعتمدها رموز دينية (طائفية) تنتسب للتشيع، وأخرى للتسنن (والتشيع والتسنن منها براء)، تسببت في نشر وتركيز وتعميق وتكريس الطائفية والمذهبية، ونشر ثقافة التكفير والسب والطعن في رموز ومقدسات المسلمين، وممارسة القتل والحرق والتمثيل بالجثث والتهجير والسرق والنهب ،ارتكبتها المليشيات والتنظيمات الإرهابية تحت مظلة الفتوى والروايات المدسوسة والتفسيرات النفعية، خطٌ تكفيري مُتشيع، وخطٌ تكفيري مُتسنن،هذا يقتل ويجرم هنا، وذاك يقتل ويجرم هناك، كما نشاهده اليوم في العراق الذي تحول وشعبه إلى حطب نار الفتاوى والروايات التي لم يُعتَمد (في التعويل عليها) المنهج العلمي الموضوعي المعتدل.
من هنا برزت وتبرز الحاجة الملحة والضرورية في اعتماد المنهج القرآني التحليلي الموضوعي الحيادي في التعاطي مع الروايات، قائم على الدراسة الدقيقة، والتحقيق السليم، والقراءة الواعية، والدقة والعمق والإحاطة التامة بظروف وحيثيات الرواية، ودراسة أحوال رواتها ومناقشة متنها ومفرداتها بعيدا عن تأثيرات الشد والجذب الطائفي والنفعي، وهذا ما سار عليه، وتمسك به، ودعا إليه مرارا وتكرارا المرجع الصرخي الحسني، الذي استطاع أن يحدث قفزة نوعية، وثورة علمية لم يسبق لها نظير في عملية البحث والتحليل والتحقيق، وغاص في أعماق التاريخ الإسلامي الملغوم بالمدسوس والموضوع والمكذوب من الراويات والأحداث، ليكشف الكثير من الحقائق التي تم تغييبها عن علم وعمد، ويزيل الغموض والملابسات عن الكثير من القضايا الجوهرية التي ابتليت بها أُمة الإسلام، وميز الغث من السمين بصورة حيادية ومعتدلة متجاوزا الخطوط الحمراء التي وضعها الانتهازيون الطائفيون التكفيريون لكي يحافظوا على مصالحهم ومصالح الأنظمة الحاكمة المتحالفة معها.
فقد شدد سماحته مجددا على ضرورة الابتعاد عن الجمود في التعامل مع الروايات والكلمات والمعاني داعيا إلى معرفة تلازم المعنى والظروف المحيطة فيها، بقوله: (( لا نتعامل مع الرواية بالجمود فقط ، مع الكلمات والمعاني التي تطرح في متن الرواية ، ونتعامل معها فقط من ناحية المعنى ، علينا أن نعرف ما يلازم هذا المعنى كيف ذكر ومتى ذكر هذا المعنى ومن الذي كان حاضرا في وقت صدور هذه الرواية ))
وفي السياق ذاته أشار المحقق الصرخي إلى اعتماد الطريقة الصحيحة لمعرفة الرواية ومعناها وهل أنها كانت منسجمة مع منهج السلطة والحكومة والمليشيات والجهات التكفيرية التي له لعبت دورا كبيرا في التلاعب بالروايات وتفسيرها، فضلا عن صناعة الفتاوى المؤَمِّنة لسلوكها المنحرف، بقوله: ((...هل يتوافق مع السلطان او لا يتوافق ؟ هل توافق مع الرأي السائد أو لا يتوافق مع الرأي السائد ؟ هل توافق مع رأي وزارة أوقاف السلطان ، الوقف الشيعي أو السني عند السلطان ، مع السياسي المتصدي مع المافيا التي تتوغل وتتسلط وتحرك الوضع العام في الدولة وفي الحكومة وفي المملكة وفي الولاية ؟ هل يوجد مليشيات هل يوجد جهة تكفيرية شيعية او جهة تكفيرية سنية ؟ جهة تكفيرية شيعية تنتسب الى الشيعة تدعي التشيع او جهة تكفيرية سنية تدعي التسنن ؟ هل يوجد في ذلك الوقت عندما ذكرت الرواية ))،
جاء ذلك خلال المحاضرة الرابعة والثلاثين ضمن سلسة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي من خلال البث المباشر عبر النت وبتاريخ 3 نيسان 2015 الموافق 13 جمادي الآخر 1436
وختامة نقول ان عدم اعتماد المنهج العلمي الموضوعي المعتدل في التعاطي مع الروايات وإرثنا الإسلامي عموما، سيجعل منها مفخخات يستغلها الطائفيون والتكفيريون والمتطرفون لتمزيق امة الإسلام، بل انها ستطال الإنسانية جمعاء.



#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيادة الرسالية ليس لها عداء مع الأشخاص.
- احذروا منهج التكفير مُدعي التسنن، ومنهج التكفير مُدعي التشيع ...
- اتساع إمبراطورية -داعش-... وتخبط التحالف الدولي.
- ماذا كانت تنتظر الرموز من أمريكا؟!!!.
- أسباب فشل مؤتمرات الحوار بين الأديان وبين المذاهب ونتائجها ا ...
- آثار العراق بين معول داعش… وإهمال ساسة النفاق.
- المنهج الفرعوني والأفيون الطائفي.. سلاح منتحلي التشيع.
- الإستراتيجية الصحيحة لمواجهة داعش.
- منتحلو التشيع آفة تنخر في المذهب والعراق.
- لا خلاص للعراق وشعبه إلا ب
- العراق بين منهج علي...، وجحيم الطائفيين.
- إستراتيجية القضاء على المليشيات.
- رمتني بدائها وانسلت، داعش أنموذجا
- مَنْ جاء ب-داعش-؟!!!.
- ارض السواد صارت حمراء...أوقفوا سفك الدماء.
- نازحون مُعَذَّبون، وزعماء صامتون.
- رسالةُ نازحٍ.


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - التعامل الجامد مع الروايات هو مؤنة تكفيريو التشيع والتسنن.