أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - روحية النقاش العلمي ثمرتها المودة والتعايش السلمي.














المزيد.....

روحية النقاش العلمي ثمرتها المودة والتعايش السلمي.


احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 5 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحوار والمجادلة بالحسنى والنقاش العلمي هو القاعدة الأساسية التي اعتمدها الإسلام في الدعوة إلى الأيمان بالله وعبادته، وفي كل قضايا الخلاف بينه وبين الإيديولوجيات والثقافات الأخرى، ولم تكن النماذج الحوارية التي طرحها القرآن الكريم مجرد حالة عرضية، أو سر تاريخي، وإنما تعبر عن اهتمام كبير من قبل الشارع المقدس لتأسيس وإبراز المنهج القويم الذي ينبغي أن يُسلك في الحوار والنقاش، فعندما نُلقي نظرة تأملية في آلية المنهج الحواري نجد انه ينطلق من ثوابت ومعايير عامة (العقل والمنطق والعلم والدليل والحجة والبرهان)، ويتحرك في مساحة واسعة لحرية التفكير، وضمن مناخ هادئ ومعتدل بعيد عن التوترات والانفعالات، رافعا كل الخطوط الحمراء التي تُكَبِّل الحوار وتُقيِّد ديناميكيته، فلا مقدسات في الحوار العلمي كي لا تنسد أي باب من أبواب التفكير والمعرفة، وما يؤكد هذا هو ما ينقله لنا القرآن الكريم من حوارات جرت بين الأنبياء والكافرين دار فيها النقاش حول إثبات الخالق وتوحيده وصفاته وكيف أنهم أعطوا الحرية للخصوم في طرح ما عندهم حتى لو كان مرتبطا بالذات الإلهية، وكانوا يتعاطون مع هكذا طرح بسعة صدر، وافق رحب يستوعب كل ما يخطر في الذهن والفكر، ومن ثم مناقشته وإبطاله بأسلوب علمي قائم على مبدأ التدرج في النقض، فلم تكن ردود الأنبياء انفعالية أو عدوانية، ولم تكن مُختَزَلة في كلمة تثير ولا تستوعب، وتُبَعِّد ولا تستقطب، وتُنَفَّر ولا تجذب، وتدفع بالخصم إلى العناد.
فحوار خليل الله إبراهيم "عليه السلام" مع النمرود الذي ادعى الربوبية نموذجا واحد من نماذج الحوار الإلهي العلمي العقلي، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[البقرة:258]، فالملاحظ أن النبي لم يقابل الخصم بحكم وقرار مُختَزَل في كلمة واحدة، فلم يقل له : أنت كافر، أو ملحد، أو كاذب أو باطل رغم انه يستحق كل هذا، بل لم ينفِ عنه الربوبية كأنْ يقول له : أنت ليس برب ، أنت مدعي ...، وإنما تدرج معه في النقض وإبطال دعوته ، معرجا على الصفات التي ينفرد به الخالق ويفتقدها( المخلوق) النمرود.
إنَّ من ابرز وأجمل وأرقى ما يتميز به المنهج الحواري الإلهي هو انعدام روح الاستعلاء والتكبر والتسلط رغم أنه يمتلك القوة وله الأمر إلا انه "جلَّ شأنه" فتح باب الحوار معه وأجراه مع خلقه، مع الملائكة والبشر، بل حتى مع الشيطان "العدو المبين" وأعطاه الحرية في السؤال والنقاش ، وهذا ما سار عليه الأنبياء والأوصياء والمصلحون .
هذا المنهج جسده وسار عليه السيد الصرخي الحسني ودعا إلى التمسك به مرارا وتكرا، مشددا على عدم تحويل النقاشات والحوارات والخلافات في وجهات النظر إلى نقمة ومدعاة للسب والتكفير والتقتيل والقفز على العوامل والثوابت المشتركة التي تكفي لأن تكون جامعا تجتمع عليه الأمة الإسلامية بل البشرية جمعاء، بكل دياناتها ومعتقداتها وتوجهاتها كي تعيش نعمة السلام، مؤكدا على عدم توظيف واستغلال الفكر في إباحة الدماء وانتهاك الأعراض وتدنيس المقدسات وقمع الآخرين أو إلغائهم ومصادرة حريتهم في الفكر والعقيدة، حيث قال: ((نحن لا نعترض على الفكر وتبنيه، ولكن اعتراضنا على توظيفه في إباحة الدماء والأعراض والأموال...))
في المحاضرة الرابعة والثلاثين ضمن سلسة محاضرات "تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي" ألقاها من خلال البث المباشر عبر النت وبتاريخ 3 نيسان 2015 الموافق 13 جمادي الآخر 1436، دعا سماحته مجددا إلى سيادة روحية النقاش العلمي عند جميع المسلمين تكون نتيجتها المودة والرحمة والتعايش السلمي بينهم وبين نظرائهم في الخلق.
حيث قال : ((هذا المفهوم وهذه الروحية المفروض تكون سائدة عند جميع المسلمين، نناقش النقاش العلمي أنا وأنت أصحح ما أقول وأخطئ ما تقول تصحح ما تقول وتخطئ ما أقول، ينتهي النقاش تنتهي المناظرة بعد هذا نكون على ما نحن عليه من المودة والرحمة والأخوة وهذا النقاش العلمي يكون حجة عليّ أو عليك أو على من يسمع ويطلع ))



#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعامل الجامد مع الروايات هو مؤنة تكفيريو التشيع والتسنن.
- القيادة الرسالية ليس لها عداء مع الأشخاص.
- احذروا منهج التكفير مُدعي التسنن، ومنهج التكفير مُدعي التشيع ...
- اتساع إمبراطورية -داعش-... وتخبط التحالف الدولي.
- ماذا كانت تنتظر الرموز من أمريكا؟!!!.
- أسباب فشل مؤتمرات الحوار بين الأديان وبين المذاهب ونتائجها ا ...
- آثار العراق بين معول داعش… وإهمال ساسة النفاق.
- المنهج الفرعوني والأفيون الطائفي.. سلاح منتحلي التشيع.
- الإستراتيجية الصحيحة لمواجهة داعش.
- منتحلو التشيع آفة تنخر في المذهب والعراق.
- لا خلاص للعراق وشعبه إلا ب
- العراق بين منهج علي...، وجحيم الطائفيين.
- إستراتيجية القضاء على المليشيات.
- رمتني بدائها وانسلت، داعش أنموذجا
- مَنْ جاء ب-داعش-؟!!!.
- ارض السواد صارت حمراء...أوقفوا سفك الدماء.
- نازحون مُعَذَّبون، وزعماء صامتون.
- رسالةُ نازحٍ.


المزيد.....




- ترامب يعلن عن اتفاق بين إسرائيل وإيران على وقف مؤقت لإطلاق ن ...
- مسؤول عراقي: مسيرة مجهولة استهدفت قاعدة التاجي
- رئيس صربيا: أوقفنا بيع الذخيرة إلى إسرائيل
- مصادر توضح لـCNN موقف إيران وإسرائيل من إعلان ترامب عن وقف إ ...
- وزير الخارجية الأميركي يدعو الصين لثني إيران عن إغلاق مضيق ه ...
- السيسي يوجه الحكومة بـ-اتخاذ كل الاحتياطات المالية والسلعية- ...
- ما قصة المسيرة الإيرانية -شاهد 101- التي سقطت في العاصمة الأ ...
- إيران تفعل دفاعاتها الجوية وإسرائيل تحذر سكان طهران مع إعلان ...
- المرصد يتناول حرب السرديات بين إيران وإسرائيل
- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - روحية النقاش العلمي ثمرتها المودة والتعايش السلمي.