أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - معدان دوائر التجنيد














المزيد.....

معدان دوائر التجنيد


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4774 - 2015 / 4 / 11 - 21:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



مجتمع بسيط مثل الاهوار ، هو عالم من دون تعقيد ، ولأنه لا يحتاج الى إداريات معقدة مثل مجتمع المدينة فلم تولد لديهم هيبة وخوف من مدير دائرة أو مسؤول حزبي أو مفوض الشرطة ، وربما المدارس التي في القرى هي من كانت تمثل صورة الحكومة ،ولكنها الحكومة الطيبة والمثقفة والتي تعلم ابناءهم اقصى ما يتمنوه وهو قراءة رسائل ابناءهم من الجنود يوم ارعبهم مشحوف رجال دائرة النفوس الذي بدء بجرد البالغين وتبليغ التجانيد بأسمائهم ، وربما هناك بعض سنوات القحط من اجبرت ابناءهم ليتطوعوا ليكونوا جنودا ، وهم قلة ، حتى ان احد المعلمين من اهالي القرنة كان معلما معنا وخدم الاحتياط كاتبا في تجنيد القضاء اتى اليه ذات يوم احد الشباب مصاب بالذهول ويلتفت الى الجدران وصور البكر التي تملأها ويرمقها بخوف وحذر وسألته من اين انت :قال له من قرية ام كذله بهور الصحين ، وعرفت أنه يزور المدينة لأول مرة في حياته ليفاجئ بصورة رئيس الجمهورية المسؤول الاول عن البشر في هذه البلاد ، وشعر بأن عيون الرئيس تنظر اليه وتراقبه الى اي غرفة يرسلوه اليها ليختم ورقة او يبصم بإبهامه وهو يتساءل عن سر هذا الحبر الازرق الذي يصبغون بها اصابعه.
تذكرت رواية جورج اوريل 1984، وفيها الرفيق الذي يراقب الجميع في كل مكان حتى في غرف نوم لحظة المطارحة الغرامية بين أثنين .
لهذا كنت كلما اعيد قراءة الرواية واتذكر حكاية هذا الشاب الذي نزل الى المدينة واصطدم بحالة ذكر من الرفيق الكبير والمسؤول الاول ،اشعر ببدايات زحف الدولة بسلطتها صوب هذه المجتمعات البدائية والفطرية التي لم تتعود على شكل القيود والاضابير والاوامر منذ زمن الاسكندر وحتى قيام بعض وحدات الجيش بنصب مدافعها النمساوية عند اقرب بر لقرية ام شعثه ، وفجأة يقفز امامي هذا المقطع من راوية جورج أوريل :
(( إذ لم يكن من المرغوب فيه أن يكون لدى عامة الشعب وعي سياسي قوي ، فكل ما هو مطلوب منهم وطنية بدائية يمكن اللجوء إليها حينما يستلزم الأمر))
لا أدري اين انتهى الامر بهذا الشاب الذي اتى مع بدائيته الجميلة وبساطة روحه ونقاءها من قرية منسية في اعماق الهور الى غبار فرمانات السلاطين والقياصرة وامراء الافواج.
وربما علمته الجندية أن عيون الصورة التي شاهدها معلقة على حيطان التجنيد وتراقبه بحذر وصرامة ، هذا ذات العيون التي شاهدها بعد ذلك في لحظة توقيع ضابط التجنيد دفتر الخدمة او المصور الذي اجلسه على صفيحة دهن ليلتقط له صورة شمسية لذلك الدفتر او العريف الذي استلمه اول يوم له في ساحة العرضات في مركز تدريب الشعيبة ، أو ملك الموت الذي استقبله ليأخذه الى فردوس السماء يوم سجلته الحرب اول شهداء المعدان في هذه الحرب التي أتى اليها بصدفة ومات فيها بصدفة ايضا......!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفينة حنا مينه
- أقراط روزا لكسمبورغ
- لاخَبرْ وعُرسِ عَنبرْ
- تعال ايها الملك
- أيثاكا كافافيس وأيثاكا شغاتي
- جاموسة موشي دايان
- التوراة تسكن في قلعة صالح
- في فطرة المعدان خلاص العالم
- ذكريات الطير المسافر
- السوابيط ومنصات ناسا
- موزارت في قريتنا
- إسكافي الخيول والعريف ديغول
- هل لدى لينين حَظْ وبَخت ؟
- مدافع أم البنين
- هناك بريمر وهنا مطشر
- الفيمتو ينافس حليب الجاموسة
- المشحوف وحصان دون كيشوت
- الرقصة الغجرية في حرب نجم والي
- مدافع نافارون وصرائف أم شعثه ..!
- أيتاليو كالفينو في الكحلاء


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - معدان دوائر التجنيد