أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن حسن - أمثال لا محل لها من الأعراب














المزيد.....

أمثال لا محل لها من الأعراب


محسن حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1328 - 2005 / 9 / 25 - 06:32
المحور: كتابات ساخرة
    


جلست نورا الدندشي قبالة وديع الهادي وأخذت تثرثر بكلمات وجمل مأثورة حفظتها عن أبويها لكثرة التكرار.........
فسليم الدندشي كان يطلق أمثال شعبية على كل موقف يتعرض له من قبل زوجته البتعة,وكانت البتعة ترد على زوجها بأمثال مشابهة على مبدأ العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم, سواء انطبق المثل على الشيء الذي يكون قد جرى, أم لم ينطبق, وكانت أذنا نورا الشطورة تلتقط تلك الأمثال وتحفظها صماً دون أن تعلم لماذا تضرب وعلى أي قفاً يجب أن تستقر....
تنحنح وديع الهادي ليشعر نورا بأنه موجود ويجب أن تترك له فرصة ولو صغيرة يصّوب من خلالها بعض الأخطاء التي سقطت فيها, علّ وعسى يكون للحديث طعم حواري, وليس ترديد ببغائي لما هو محفوظ دون فهم, قال بعد إن مسح جبينه بمنديل ابيض :الأمثال ابتكرتها الأجيال نتيجة أحداث ومواقف لتكون عظةً لمن يريد أن يرتكب حماقة ما ... يُذكّر أو يتذكر المثل المطابق لتلك الحالة فيُصرف النظر عنها أي عن الخطأ الذي كان سيرتكبه هذا الشخص أو ذاك, وهناك أمثال أيضا تحفّذ على الجهد والمثابرة, وأخرى على عدم المكابرة, ناهيك عن الزمّ والقدح والهجاء والمدح أما الفخر لا عدّ له ولا حصر (فالأمثال على قفا مين يشيل), وهكذا لكل مقامٍ يا عزيزتي الدندشي مقال......
وأردف يقول وديع ابن الهادي: وهنا الذكرى تنفع المؤمنين فقط اللذين يتّعظون ومن أخطائهم يتعلمون, ليس كمن يتذكر الحِكم المطابقة للأحداث ولا يعمل بها, فمن يحفظ أطناناً من تلك الأمثال التي جُمعت في مجلّدات ورُكنت في تلافيف الذاكرة دون أن يعي صاحبها الحكمة التي تكمن من ورائها فهو كالحمار الذي يحمل أسفار.............
وغالباً ما يستظهرها غيباً, ليتباها بها أمام الناس على انه مثقف ولديه الكثير من المخزون الأدبي, وأظنك تشاهدين الكثير من تلك الظواهر على الفضائيات العربية هذه الأيام , لذا ينطبق عليهم قول الشاعر:
يا من تدعي علماً ومعرفةً****حفظة شيأً وغابت عنك أشياء
صرخت نورا دون أن تتنبّه لما كان يغمز إليه وديع كعادتها عندما تطلق أحكاماً على إنها الصائبة والصحيحة , فهي لم تترك لنفسها مساحة من التفكير لتعلم عن ماذا ولماذا كان يدور الحديث,قائلةً:( انفشو وشوف ما اجحشو) لكأنّ وديع كان يتكلم عن شخصٍ ليست لها علاقة به, فأحبت أن تدعم محدثها بالشواهد المناسبة وأتت بهذا المثل (الحميري) , ومن ثم روّكب لسانها على ثلاثة أمثال متتالية لا علاقة لها بالموضوع أطلاقاً... بلغ السيل الزُبى, سبق السيف العزل.....
ذهب الحمار بأم عمرٍ**** فلا رجعت ولا رجع الحمار
وأخيراً وليس آخراً أطلقت مثلاً شعبياً دوّى في أذنيّ الهادي لكأنه الطلقة (ما بتشرب من راس النبع إلا العنزة الجربانة), وقبل أن تنتهي من كلمة جربانة -خود بالك-.....
انتصب وديع الهادي من مكانه كمن عقصته عقربةً, وقال: عن أذنك فأنا تذكرت الآن موعد مهم جداً (مع إن كلامك لا يُملّ ولكن ما باليد حيلة) عليّ أن أغادر اللحظة, قبل أن يفوتني ناقوس الموعد, وأنت خير من يحفظ الأمثال,أليس هناك من يقول: الذكرى ناقوسٌ يدق في عالم النسيان.....
شيعته نورا الدندشي بعيون العطف مبيّنةً من خلال تقاطيع سحنتها, الخسارة الكبيرة التي منيّ بها, لعدم تلقيه المزيد, والسبب موعد تافه كما تمتمت شفتيها الساخرة.
يقال بعد أيام من لقاء الدندشي مع الهادي شوهدت عنزة تجّتر بعض الأمثال المكتوبة على ورقةٍ بيضاء قبالةَ حملٍ وديع قرب المكان الذي كانا يتحاوران فيه.....................



#محسن_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرةٌ في مقهى
- قفشات5
- قفشات 4
- غفلة
- السر الباتع
- تأوهات ببغائية
- أفواه مغلقة
- استغفر الله سيكس
- شعرك عورة يا ميساء
- الخيبة
- فرمان جديد
- قفشات 3
- فتيات للعرض
- قفشات2
- ضحكت لبيبة وساد الصمت
- تكشيرة وقصيدة
- قفشات
- نشرة رعب
- لقطع دابر أي فكر من بلدان الكفر عابر
- خمسة بعل افضل من عشرة سقي


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن حسن - أمثال لا محل لها من الأعراب