فرمان جديد

محسن حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1308 - 2005 / 9 / 5 - 09:58
المحور: كتابات ساخرة
    

جن جنون مظهر الشاعر عندما علم بأنَّ المدير الجديد ينوي إغلاق باب المديرية في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً, وكل من يأتي بعد هذا التوقيت يكون في حكم الغائب قانوناً, وعليه أن يتحمل مسؤولية التأخير... وكما يقول المثل قال المدير: تكون على نفسها قد جنت براقش, إلا إن مظهر لم يعجبه هذا القرار, سيما وبيته بعيد جداً عن مكان العمل, وليس لديه واسطة نقل, حتى ولا حمار حديدي, يعني بالمشرمحي—بسكليته--,والدنيا زحمة ولا حولا له ولا طول, أن يكون في الدائرة قبل الساعة الثامنة والنصف صباحا..ً التي قضى بها نيّفاً وعشرينَ عاماً, دون أن يُغلق باباً واحداً في وجهه... وهكذا قرر بينه وبين نفسه أن يذهب إلى المدير الجديد, ويتظلّم له, علاّ وعسى يرقّ قلب- البيك- ويستثنيه من هذا الفرمان الجديد , إلا إن المدير نظر إليه بازدراء وقال: بلا علاك مصدّي, العمل ما في لعب, خود الباب بوشك وانت مولّي,رجع مظهر الشاعر خطوتين إلى الوراء, وهو يحدّق في تلك القسمات الحادة, التي ارتسمت على سحنة المدير, والذي من خلالها يريد أن يقطع رأس القط من أول يوم له بالإدارة , وقبل أن يلتفت إلى الوراء شعر بدوار هائل يغزل بسرعة جنونية في تجويف جمجمته الصلعاء ,وسقط مغميّاً عليه.

#محسن_حسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات