أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن حسن - نشرة رعب














المزيد.....

نشرة رعب


محسن حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1292 - 2005 / 8 / 20 - 11:08
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد إن شاهدت نخرة الأشباح على شاشة تقطيع المفاصل ذهبت أفكاري إلى مكان مقفر خالي من كل شيء إلا الوحوش الكاسرة التي دائما ما ترى أنيابها الدامية من خلال تكشيرتها المستمرة والمتواصلة, والتي تنم عن جوع متجذّر...
استرعى انتباهي كما أسلفت ,عدد من الضباع تقف قبالتي متوثبة تكشف عن أسنان رهيبة,و تهمّ بالانقضاض على هامتي, لكأني غزال شارد تاه في غابة كان يعرفها جيداً...
لا داعي للتنويه عن مكان الغابة ودروبها الشائكة , فمن كان يعيش فيها سترتسم ابتسامة ساخرة على شفتية الناشفة , ,المهم حاولت أن افرّ وأطلق لساقايا العنان قبل أن تنطلق تلك الضباع دفعة واحدة باتجاه الهدف بغية الوصول إلى رقبة ملساء بضه وقصيرة , لتغرز أنيابها المدببة والطويلة في شرايينها البارزة, فأغدو لقماً سائغة في أفواه وفكوك لا ترحم...
إلا إن أعصابي خذلتني وجمّدت الدم في عروقي...........
فلم استطع أن أحرك ساكنا لكأني صنماّ جاهلياً تاهت عنه فأس إبراهيم, ولست ادري إن كانت الضباع قفزت والتهمتني, أم مازلت حياً اكتنز اللحم والشحم وأحرك بنصري وخنصري كباقي البشر ....لكني وبكل رعب شعرت كمن سقط بهوة سحيقة تسحبه إلى قاع عميق دون أن يرتطم بأرض لكأنها أمعاء خاوية أو معدة خوّرها الجوع سقطت فيها لقيمة صغيرة جداً..
ولّنكن منصفين بعض الشيء
فالجوع كافر كما يقولون و الضباع لم تكن مؤمنة في تلك الدقيقة.... سيّما -وعصافير بطنها ما فتئت تزقزق طوال يوم وليلة-
وربما كانت تلتهم آخر عضو من أعضائي عندما انتفضت كالطائر المذبوح وأزحت غطاءً خلته جبلاً عن صدر ما فتئ يلهث تحت وطئته الثقيلة طوال دقائق النوم التي حسبتها لن تنتهي ....
وأخذت اركض وأركض في ارض الغرفة كجندي في معركة غير متكافئة يطمح أن ينفد بجلده والسلام... أو كمن أصابه مس من جنون عندما شاهد العدو يقترب وبيده حربة يريد أن يقطع بها رأسه المتدلي من الرعب , مثلما كان يشاهد على شاشة التلفاز كيف كانت الرأس تتدحرج كأنها الكرة عندما يجتزّها إرهابي من بين أكتاف الرهينة.. بحجج واهية وتحت مسميات عديدة من بينها الجهاد.
وهكذا أخذا العرق يتطاير من جبهتي ويتساقط رزازاً ساخناً على خدود باردة كثلوج سيبيريا, ولك أن تصدق أو لا تصدق في هذه الحالة من الهلع الشديد والحيرة تساءلت ,بيني وبين بيني, طبعاً بعد إن تبلل سروالي بمياه دافئة , هل هو مجرد كابوس جاء في المنام نتيجة فراش غير مريح, أم هي حقيقة وطن صيّره البعض كابوساً دائم. وووووووووووو
ثمة من يقول لا هذا ولا ذاك أنها مجرد اضغاس أحلام تأتي عادة عندما يكون المرء متعب وعليه ضغوط كبيرة.



#محسن_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقطع دابر أي فكر من بلدان الكفر عابر
- خمسة بعل افضل من عشرة سقي
- عندما تستعر النيران
- كلام الليل مدهون بزبدة متى طلعت عليه الشمس ذابا
- الحرمان وراء كل عّلة
- ان تضيء شمعة افضل من ان تلعن الظلام
- شر البلية ما يضحك
- الديكة تختال الآن
- هو عيد الأبطال
- عيد العمال لنا نحن العمال
- لا تذهبوا بعيدا في أخيلتكم
- حكى بدري
- معمعة حامية الوطيس
- اسئلة تحتاج الى اجوبة
- تيتي متل ما رحتي جيتي
- تطابق الحريات بين الحضارات
- العالم يحكي عن حق قد طبق في بلد السودان
- الحقوق العجائبية للمرأة الشرقية
- حنين
- الخرافة مازالت سائدة


المزيد.....




- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن حسن - نشرة رعب