أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن حسن - الخيبة














المزيد.....

الخيبة


محسن حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:33
المحور: كتابات ساخرة
    


أخذ المطر ينهمر بغزارة قبل موعده المحدد , وكانت أمينة النحس تشمّس مونتها من البرغل على سطح جارتها حياة...
فالبيت الذي تقطنه طابقي وسطح البناء عندها مشاع لأولاد الحارة, يلعبون علية كرة الشراطيط ,متى شاءوا ...
هبّت أمينة واقفة عند سماع أول زخة تنهمر وأخذت تعدو باتجاه ضالتها...
فالبرغل إذا بللّته الميا ه, عجّن فوق بعضه ونفش, ولم يعد صالحاً لطهي المجدّرة, وما إن وصلت الباب حتى تراجعت حياة ورأسها بين قدميها قائلة بخجل: أهلاً بالجارة, خير اللاهما اجعلو خير, ماذا أصابك لتكوني ملهوفة إلى هذه الحد, صاحت أمينة الم تري المطر الغزير لكأنّه في كوانين...
هيا اتبعيني إلى السطح بسرعة, كي تساعديني في لملمت البرغل وتغطيته...
زاد احمرار وجنتيّ حياة, مما جعل أمينة تتوجس شراً ..
وقبل أن تنبث ببنت شفة, عاجلتها قائلة:
لا عليك فالمطر جاء بغير موعده والذنب ليس ذنبك أنه ذنب الطبيعة, وأخذت تصعد السلّم ,كل ثلاث درجات دفعة واحدة, لكأنّها عدّاءه من الطراز الأول ...
كانت تلهث عندما مسحت عيناها بأقل من لحظة أرضية السطح , فلم تجد شيء يسمى برغل, ارتاحت للوهلة الأولى, ظنا منها بأن حياة حثّت زوجها جميل على تنزيله عندما شاهدت السماء ملبّدة بالغيوم, ووضعه في مكان آمن بعيد عن بلاوي الطبيعة ...
هبطت مسرعة, لكن هذه المرة وطئت قدميها درجات السلم بالكامل, وقبل أن تبادر بالشكر والامتنان, قالت جارتها: لا تواخذيني الله يخليكي, شو بدي قلك ما بعرف ,هذا المضروب على عينو زوجي, أخد البرغل بغفلة مني, وباعو بسوق الجمعة, ليشتري بحقّو ضّراب السخن –عرق-, ابتسمت أمينة بأسى بعد إن ارتسمت على وجهها علامات الخيبة ,وهي التي كانت قد اطمئنت على مئونة الأسرة هذا العام سيما وفصل الشتاء باتت روائحه على الأبواب....
ربّتت على كتفيّ حياة وهي تومئ برأس من أكل كماً, لم يكن ليتوقعه بهذا الطول, دون أن تتفوّه بأي كلمة, وأخذت تمشي الهوينا عائدةً إلى منزلها, متحديةً زخات المطر, التي أخذت تبلّل عباءتها المقلوبة.



#محسن_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرمان جديد
- قفشات 3
- فتيات للعرض
- قفشات2
- ضحكت لبيبة وساد الصمت
- تكشيرة وقصيدة
- قفشات
- نشرة رعب
- لقطع دابر أي فكر من بلدان الكفر عابر
- خمسة بعل افضل من عشرة سقي
- عندما تستعر النيران
- كلام الليل مدهون بزبدة متى طلعت عليه الشمس ذابا
- الحرمان وراء كل عّلة
- ان تضيء شمعة افضل من ان تلعن الظلام
- شر البلية ما يضحك
- الديكة تختال الآن
- هو عيد الأبطال
- عيد العمال لنا نحن العمال
- لا تذهبوا بعيدا في أخيلتكم
- حكى بدري


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن حسن - الخيبة