أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام الطائي - المتحولون














المزيد.....

المتحولون


هشام الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 4772 - 2015 / 4 / 9 - 15:20
المحور: كتابات ساخرة
    


المتحولون
يحكى أنه في حين مضى من الدهر كانت هناك إحدى الجُزر وكانوا أهلها مدمنين على أكل الجزرْ وعبادة البقر وحدث ما حدث من أمر مستطر . أمرً يختص بالبشر فلقد كانت هذه الجزيرة آمنة مطمئنه يحكمها نظام العشيره التقدمي ((الوراثي))وكان شعبها راض عن الملك وأسرته المالكة تمام الرضا رغم ما يمتازون به من بيروقراطيه ُمملّه واستهتار بمقدرات البشر وهذه المهزلة التأريخيه يعيشها معظم سكان الجزر .فلا ريب إذن مما بَدَر
وكان هناك نهرٌيجري فراتٌ ماؤه , سائغٌ شرابه, يشق الجزيرة الى أرخبيلين ساحرين غطت ضفتيه أشجار الموز والتفاح والرمان وورود من أصناف شتى ملئت بشذاها الزمكان وكان الناس يشربون منه ويأكلون رغدا مما تزرعه أيديهم من الثمرات على ضفافه وهكذا كان الناس يتفاخرون بنوعهم البشري وبإرثهم الديني و الحضاري ومنذ زمن بعيد كانت هذه الكتل البشريه المتناميه تعكف على عبادة ملوكهم ملك بعد ملك وخلفا بعد سلف ويأتمرون بما يفتون المرتزقة اللذين يلحسون قصاع خدام الملوك... حتى حدثت ((المحنة الكبرى )) و((التحول المهين)) واليكم سادتي موجزها:
من سخرية الأقدار وخطب الخطوب أن تلوث هذا النهر بلوثة عجيبة غريبة حيرت الباحثين وأذهلت بصائرهم سميت فيما بعد بجرثومة ((الخبال))وهي عباره عن جيوش جرثوميه لا ترى بالعين المجرده قتفع في شباك الصيادين ليصطادوها, فكان كل من يغترف الغرقة من الماء ينمو له ذيل قصيروتخرج له آذان طويله ويتحول جسده مايشبه ((صنف الخيليات الهادئه)) وهجر ماكان يأكل وأصبح يقتات على لحاء الأشجار وأوراقها وإما لونه فأصبح رماديا باهتا ونسي المتحولون الجدد لغتهم الام وأصبحوا يتنادون بلغة منكره(( بالنهيق والزعيق )) صعبه .... يا للهول... صار الناسُ حميراً واختفى من الجزيرة عطرها وشذاها فوقع الشعب في دوامه وحيرة في الأمروملامه فالماء لا يستغنى عنه وان حصل فالموت عطشا لا محاله فكثر الحمير في البلاد وعاش ممن لم يحن دوره بالتحول في صراعات ذهنيه وفقهيه مع من تحول واستحمر وبدا تسلسل الاحداث يتنامى سريعا و مهولا حيث اختلطت الحمير داخل العائله الواحده ويالهذه الصاخة الكبرى فقد ضاعت ((الانواع المعتاده)) للناس فأمر الملك وزيره ان يجلب ابرع الاطباء وعلماء البحار والانواء الجويه والمؤسسه الكهنوتيه لكن دون جدوى حيث تحول جميع الكهنةوالعلماء والاطباء الى حمير واستمر الحال على ما هو عليه و وصل اسماع الملك ومن خلال منظومة المخبر السري ان المتحولون الحمير أجتمعوا على كلمة بينهم والقيام بثورة حمراء تحز بها الرؤوس وتستباح بها الحرمات ((حرمات الاقليه)) وأنهم اي الحمير ينظرون الى تلك الاقليه (( ممن بقى بشرا))على أنها فئة باغية فاجرة وان جهادهم واجب غير مستحب والتعايش معهم عسير وسحقهم يسير فجندوا المراهقين والمراهقات من الحمير للقيام بعمليات استحماريه داخل العمق للعدوا وتدربوا على حرب الشوارع والحارات ووضعوا الخطط الاستراتيجيه وأنشأوا مصانع للاسلحة الجرثوميه ووضعوا لهم سلاما ونشيدا وطنيا ورفعوا راية لهم هي عباره عن ذيل حمار معقوف
فحار الملك وداخ وأصابه الذهول ودارت عليه المحول ((جمع المَحْلُ : الشِّدَّةُ )) فلم يبقى معه رجل عاقل يحارب معه وتحولت جزيرته إلى أكواخ مهجورة وذيولا سائبه حيث يجتمع المتحولون الجدد حول المستنقعات والأراضي السبخة وفي أسفل قيعان الوديان وأمكنة ((الطمر الصحي)) .. هذا هو المشهد العام والحياة اليوميه القذره الذي يتراءى لذي كل لب . ولمّا لم ينجو من المستشارين اللذين لم يتحولوا إلا الوزير وأفراد العائلة المالكة وذلك انهم كانوا يستخدمون محطات حديثه لمعالجة المياه بالاوزون .
وذات يوم وفي خضم تلك المتناقضات يجلس الملك متربعا على كرسي العرش بتاجه الماسي كعادته يقلب الامورلعله يجد مخرجا او يتنفس من فسحة وإذ دخل عليه الوزير متعثرا بخطواته وقد اصابه الهلع :
جلالة الملك المعظم واني انقل لكم هول ما رأيت وفحش ما سمعت فاغفر لي أن انقل لكم ما يعكر مزاجك ويذهب بصوابك الامثل
الملك: مالخبر ايها الحمار
الوزير : سيدى يبدو ان الداء وصل الى جلالة الملكه
الملك: كيف؟
الوزير: يبدو ان جلالتها خرجت دون علمكم
الملك: وولي العهد؟
الوزير : هو الآخر وللأسف سيدي قد استحمر واستذيل
هنا أطرق الملك رأسه الى الأرض وخلع تاجه الملكي وقال له:
اذن ... لم يبقى إلا أنا وأنت ؟
الوزير : نعم سيدي
حسنا هاتني كأساً من الماء لأروي ظمأى وتمتع انت بما تبقى لك من آدميتك بكرسي العرش وتاجه



#هشام_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب داعش وابن .........
- خليلات العبد
- ((سبيتي)) الشاطر
- من باع من؟
- ميد ان داعش
- دموع صديقتي
- داعش وحز الرؤوس
- حب ارهابي قصه قصيره
- اوراك
- تحية حب الى ابا صابر العراقي
- تحيه لك ابا صابر
- أبا بكر أيها المتبغدد
- الكتله الاكبر ... الضرع اللبون
- رساله الى خليفة المسلمين
- جنة الدواعش
- سقوط الحدباء وهروب الجبناء
- النظر من خرم الابره المستورده
- رسالتان عراقياتان
- هوية النائب العراقي


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام الطائي - المتحولون