أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - ثورة تحت الرماد














المزيد.....

ثورة تحت الرماد


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4772 - 2015 / 4 / 9 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرابعة رحلت دامية و قاسية و الخامسة ابتدأت باستعادة راية الثورة و هذه لرمزيتها الوطنية تعطي اشارات جيدة لما حملته الثورة السورية من قيم و أهداف هي الراسخة اليوم في الضمائر الحرة وسط رياح السموم التي تعصف بالوطن.
إن عملية مسح جيوسياسية على امتداد الوطن السوري, قد تعطينا مؤشرات سيئة و حزينة و لمستقبل سورية ساهمت قوى دولية و اقليمية و محلية في تحويل الحالة الثورية الشعبية التي قام بها سوريون نسوا انسانيتهم لعقود طويلة و فجأة شعروا بذواتهم و بوطنهم و بتقاطع مصالحهم مع بعضهم و مع قيم الحرية و الكرامة و العدالة التي نادوا بها فطرياً عام 2011, إلى حالة تداعي و انهيار للوطن.
تلك القوى صارت لها مصالح مشتركة في استدامة التدمير البنيوي لسورية و بنفس الوقت تتقاطع في حرصها, حالياً, على وجود النظام المتمثل برأسه تحديداً ضماناً لشرعنة تدخلها و تأمين مكتسباتها في الجسد السوري و من ناحية أخرى هي حريصة على بقاء التنظيمات القاعدية و المتطرفة شماعةً لتدخلها.
اليوم و بمقاييس السياسات الدولية و ربما بالمقياس الوطني السوري, ليس هناك سيناريو قدري التحقق لمآلات الحدث السوري, فبقاء النظام الأسدي أو سقوطه بما يعني سقوط متلازمة مؤسسات الدولة و النظام في مقابل الحالة العبثية العسكرية و السياسية القائمة على الأرض و هو معنى وحيد لفشل الدولة السورية و لوقوعها تحت رزح قرارات اممية ملزمة قادمة سوف لن تخرج منها سورية لعقود.
نعم, و بقدر ما نكون صادقين مع انفسنا و بقدر الصدمة, علينا أن نرى ببصائرنا مصائر دول الربيع العربي بحكم أننا نتقاطع كثيراً كدول و شعوب, هذا إذا استبعدنا نظرياً جميع التدخلات الدولية, حيث يمكن ربط كل سيناريو بتجربة دولة من دول الربيع العربي:
- إن غياب رأس النظام الأسدي اليوم عن سورية سيصل بنا إلى حالة أكثر دموية من الحالة الليبية بسبب الكثافة السكانية و تنوعها و طبيعة سورية الجغرافية إضافة لانتشار التنظيمات المتطرفة و نصف المتطرفة على كامل الخارطة السورية و تواضع وزن القوى الوطنية العسكرية بعد حصارها و عزلها من قبل النظام و الدول الفاعلة و حتى المعارضات الخارجية الطامعة بالسلطة كهدف مباشر.
- إن بقاء رأس النظام في سورية سيصل بنا لحالة أكثر عنفاً و طائفيةً من الحالة اليمنية حيث الامكانيات المالية الضخمة و ارتباطات عائلة و نظام الأسد سوف لن تدع السوريين يهنأوا بيوم سلام واحد كما يفعل الرئيس علي عبد صالح باليمن.
- إن غياب رأس النظام و بقاء النظام بتركيبته الأمنية البوليسية سوف تصل بنا للحالة المصرية حيث سيستخدم النظام العسكري قدراته و يفرض حالة دولة تحت الحكم العسكري و الأمني من جديد.
- إن تغير جذري في النظام و غياب العائلة الأسدية عن المشهد السوري سوف يعوم الحالة الاخوانية التي عملت سنين طويلة في المنفى و تعمل منذ اربع سنوات على تثبيت قواها على الأرض عسكرياً و سياسياً متمثلةً في الائتلاف الوطني و المجلس من قبله و تطرح نفسها كإسلام معتدل مقبول امريكياً مقابل اسلام متطرف منتشر و دموي, سيصل بنا إلى الحالة التونسية الاقصائية التي حاولت القوى الاخوانية فرضها قبل الانتخابات.
إن العامل الذاتي لاستمرار الثورة هو جمرها القابع تحت رماد المدن و القرى و الاحياء المدمرة يظهر بين الحين و الآخر بمظاهرات السوريين بين استراحات القصف الجوي الأسدي و اقتحامات القوى المتطرفة, اللتان تشتركان في نشر العنف و الرعب بين المدنيين.
ستشهد سورية ثورات عديدة حتى بعد سقوط رأس النظام أو النظام نفسه, بدءاً بثورة الجياع و انتهاءاً بثورة الهوية... وحده وجود الاجندة الوطنية الحقيقة, لأي قوى سياسية من رحم الثورة تضطلع بمهمة القيادة, هو الشراع الذي سينقذ سورية و السوريين من عواصف قوية قادمة.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امتحان إدلب الصعب
- ائتلاف, بلا عطارين
- البعد الوطني و صراع الاحلاف
- المزاودة, تبرر شلال الدم السوري
- كرة الثلج الارهابية
- من الثورة السورية الكبرى 1925 إلى الثورة السورية 2011
- إلياس مرقص, من أجل الانسان الفرد و الحرية.
- متى نتعلم من جوهر الاسلام؟
- تونس تمد لسانها لشهداء سورية
- خراب لعبة الأمم
- شهادة وفاة
- تركيا, دروس في السياسة
- بيضة القبان
- من أورشليم إلى دمشق
- من فكرة الأصفار إلى مبدأ المعادلات
- محاكمة العصر
- سوريون دائماَ و لا نخجل
- عيد جيش الوطن
- رجال الغوطة
- -لابد من فعل شيء-, ديغول سورياً


المزيد.....




- السعودية.. إحباط تهريب حوالي 29 كيلوغراما من الكوكايين -مخبأ ...
- فيديو لوزير إسرائيلي -استهزأ- فيه بمروان البرغوثي يثير غضبًا ...
- -انسحابنا سيغضب الله-.. سناتور أمريكي: دعم إسرائيل واجب ديني ...
- ناشط مؤيد لإسرائيل في فرنسا: تل أبيب تخسر حرب السرديات على و ...
- كيمياء العلاقات ـ هكذا يتحكم -هرمون الحب- في عواطفنا تجاه ال ...
- حزب الله يتهم الحكومة بتسليم لبنان إلى إسرائيل
- بعد رفض الحزب تسليم السلاح.. ما تداعيات القرار على الداخل ال ...
- من هارلم إلى الخليل.. تاريخ طويل من تضامن السود مع الفلسطيني ...
- القصة الكاملة عن اختفاء صحفي أميركي في سوريا منذ 13 عاما وحت ...
- استمرار مكافحة حرائق الغابات في سوريا


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - ثورة تحت الرماد