أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - البعد الوطني و صراع الاحلاف















المزيد.....

البعد الوطني و صراع الاحلاف


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4735 - 2015 / 3 / 1 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في هذه المقالة سأتناول ثلاثة نقاط اشكالية تتقاطع في الحالة السورية و ترسم مستقبلها في آن واحد:
* الواقع و الفكر
لا يختلف اثنين أن الفكر هو ابن الواقع و ان انفصال الفكر عن الواقع يصب في وقوع الاثنين في سلبية النتائج. الفكر البعيد عن الواقع لا يؤثر به و لا يؤدي مهمته الانسانية في التوعية و التوجيه و وضع احتماليات و طرق الوصول لاستراتيجية متكاملة وطنية, تعطي حلول آنية و مستدامة و متطورة للموضوعات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية للمجتمع. هنا نتحدث عن الواقع بموضوعية التطور الطبيعي غير القسري بمعنى الحالة الطبيعية التي لا تتخللها تحولات جذرية قسرية كحالة ثورة أو انقلاب أو احتلال أو حرب أهلي, أو التصدي لعدوان خارجي أو تغييرات اقتصادية كبيرة تفرضها حكومات ذات برنامج تحول جوهري.
في الحالات القسرية للتغيرات الجذرية يكون الواقع في حالة غير طبيعية و غير مستقرة حيث تتصف عادةً بالعنف و الفوضى و التداخلات المعقدة و السؤال هنا: هل تنطبق مقولة الفكر ابن الواقع في الحالات القسرية؟, بمعنى آخر هل الفكر مرتبط بالواقع بحيث أنه يتحول في حالات العنف والقسر إلى فكر عنفي و قسري دون أن يتلازم مع القيم الانسانية و الاخلاقية و الوطنية؟
أعتقد, ان الفكر هو ابن الواقع و لكنه لا يكون فكراً انسانياً و اخلاقياً و وطنياً ما لم يرتبط بتلك القيم بمعنى أن الواقع السيء كالواقع الذي تعيشه سورية حيث الفوضى و التسلح و الأسلمة و التطيف و الشروخ الاجتماعية و التدخلات الدولية الهدامة لا يعني أن الفكر سيكون استنساخاً لها بأن يتحول لعنف و فوضى و دعوة للقبول بمآلاته بل هو دعوة للتحرر من العنف و الفوضى و التعصب و التطرف لتغيير الواقع إلى حالة وطنية و اخلاقية و انسانية, وإلا ما وظيفة الفكر بالاساس إذا كانت نتيجته الخراب العام.
* البعد الوطني للثورة
الحراك الوطني الذي قام به الشعب السوري لم يكن ذو بعد ثوري بقدر ما كان له بعداً وطنياً و اخلاقياً و انسانياً عفوياً, بمعنى أنه لم يكن له ايديولوجية ثورية ذات معالم سياسية اقتصادية اجتماعية, بل كان يتحدث بالتحرر من طغمة الاسد الحاكمة و بناء سورية حرة و كريمة و عادلة لجميع بناء الشعب السوري. كان من المفروض من القوى السياسية القديمة المتأخرة بخطوات عن الفعل الشعبي و القوى المنتجة من فعل الحراك نفسه أن تتبوء سدة القيادة و لكن عنف العمل السلطوي و دمويته و تخاذل القوى التقليدية لأسباب عديدة, دفع بقوى تطرفية و عنفية و دموية لاحتكار المشهد و تحويل الحراك الوطني حسب اجندات الممولين الخارجيين و أهواء بعض المعارضين السلطويي الأهداف نحو العنف من أجل العنف الذي تحول عفوياً لمصالح و ارتباطات و من ثم لامراء حرب و ملوك طوائف.
الحراك تقهقر أمام السلاح و الفوضى و العنف فتحول الواقع إلى حالة دمار ذاتي للوطن تغذيه روح الانتقام و التعصب و العبث لكثير من السياسيين و الاعلاميين و قادة العمل العسكري و هذا التحول يكون ذاتي التدمير بقدر ما يكون شامل التدمير, أي ان مجمل التنظيمات العسكرية التي لا تحمل قيم وطنية و اخلاقية و انسانية ستقضي على بعضها البعض كما تقضي على مقومات الوطن و الدولة و المجتمع, المستفيد من كل ذلك نظام متداعي و مهترء و مجرم و قوى اقليمية و دولية طامعة و متحفزة للنهش من الوطن.
اعتقد جازماً, أن استعادة البعد الوطني للحراك, أو الثورة مجازاً, هو ليس مطلب بقدر ما هو واجب على كل سوري حتى السوريين الذين لم يقفوا مع هذا الحراك بالأصل أو الذين يقفون ضده. فالصراع عندما يخرج بهذه الطريقة الدراماتيكية عن حدوده الوطنية لن يكون إلا صراع دول و مصالح و أجهزة عالمية ليست هي بوارد تحقيق الحرية و الكرامة و العدالة للشعب السوري بقدر ما يهمها من تحقيق مصالحها و مشاريعها في المنطقة, أي اننا كسوريين من كل الانتماءات معنيون بهذا الصراع و واجبنا أن نعمل لاستعادته للوطن و لو كنا بحالة عنفية بين قوات نظام و قوات معارضة. إن حالة الحياد في موضوع وطني بانتظار حلول امريكية روسية أو ايرانية سعودية تركية أو استدعاء العطف الاسرائيلي لكشف الغطاء عن نظام الأسد كل هذا يقدم رقابنا كسوريين لمذبح المصالح الدولية و سنكون قرابين اتفاقيات دولية تغتصب سيادتنا الوطنية لعقود طويلة و ستؤسس لحروب أهلية لن نخرج منها إلا مشوهين و عنفيين و انصاف بشر.
* الاحلاف الدولية و سورية
منذ استقلال سورية, تمحور عمل قادتها السياسيين على إلحاقها بالمحاور الدولية و الاقليمية و كانت الانقلابات العسكرية المتلاحقة في تاريخ سورية مرتبطة بمحور قائم متزامن معها. في عهد حافظ الأسد تم تضخيم حجم الفعل السوري في معادلات المحاورالدولية بالمقارنة مع حجم دول اقليمية كمصر ذات حجم سكاني ضخم و كالسعودية كحجم مالي ضخم و كإيران و تركيا و العراق كحجم سكاني و مالي و كاسرائيل كحجم سياسي و دولي فاعل. تعاطي سورية مع الاحلاف قديم و متفاوت بين تغليبه بالبعد الوطني أو بابتعاده عنه و لكن بكل الاحوال كانت سورية تتعامل ككتلة واحدة تخدم مصالحها احياناً و تخدم مصالح القادة السياسيين احياناً أخرى. الآن, سورية هي محور تحالفات العالم الاقليمية و الدولية فلذلك فإن دخول كيانات من سورية في هذا اللعبة الخطيرة سندفع ثمنه غالياً إذا لم نضع أهداف و استراتيجيات هذه الاحلاف على ميزان وطني مرهف الحساسية. صحيح, أن نظام بشار الأسد يتربط موضوعياً بحلف مصالح روسي ايراني في المنطقة و بحلف محوره ايران كدولة شيعية ترتبط معها قوى سياسية و عسكرية في عدد من الدول العربية و لكن هل من مصلحة القوى المعارضة لنظام الأسد أن تتحالف من الأحلاف المناوئة كالحلف الامريكي الاسرائيلي أو الحلف السني السعودي المصري التركي المزمع قيامه قريباً؟
الحلف الامريكي الاسرائيلي, مستبعد التحالف معه من الكثير من القوى المعارضة السورية رغم عمل بعضها مع هذا التحالف من تحت الطاولة و لمشاريع ما بعد سقوط النظام.
الحلف السعودي التركي المصري, بجوهره الطائفي السني, يضع سورية على حافة الانهيار الشكلي المجتمعي الداخلي اولاً و الكياني ثانياً حيث ستكون سورية ارض لهذا الصراع الدامي و القابل للاستدامة و الانتشار و سيدفع كل السوريين اضغاف مضاعفة لفاتورة مصالح طرفي صراع سني شيعي لدول تملك من امكانيات الضخ البشري و المالي و التسليحي لهذه الحروب إلى ما شاء الله, فمالعمل؟
للإجابة على هذا السؤال الكبير, لنبدأ من الحراك الوطني الثوري الذي تحول بمراحل ضغط عنفي سلطوي إلى الشكل العسكري و لبداية الانشقاقات من صفوف القوات النظامية لتقف مع ضميرها و اخلاقها و وطنيتها لحماية المدنيين و الأرض من عبث و تشبيح قوات رسمية و شبه رسمية اسدية بحق سوريين و حاضنة شعبية لم تعد تقبل بنظام متسلط دموي. التغييرات الكبيرة التي أحدثت ظهور تنظيمات عسكرية منها اسلامي و منها متطرف لم تستطيع حتى هذا اليوم من إلغاء البعد الوطني لبعض القوى العسكرية الثورية و لو كان الشكل الظاهر هو شكل اسلامي عفوي كأي حرب تحريرية وطنية و هنا تكون الجبهة الجنوبية الحورانية الأكثر تمثيلاً لهذه القوى حيث يدرك النظام أن خطر هذه القوى سيكون كبيراً عليه ما لم يسحقها بسياسة الارض المحروقة.
أعتقد, أن الاجابة على السؤال الكبير, هو بعدة جوانب:
1- دعم الجبهة الجنوبية و التأكيد على بعدها الوطني و نشر هذه التجربة على كافة المناطق السورية ابتداءاً من محيط الجبهة الجنوبية في كل من جبل العرب و القنيطرة ثم القلمون و الغوطة الشامية.
2- العمل من قبل ما تبقى من القوى السياسية العاملة في الشمال السوري على تخفيف رجحان البعد الطائفي للصراع القائم هناك و تقنين الدعم بحيث يرتبط بالشكل الوطني. كما كان الدعم و التقنين مرتبط بالبعد الديني السلفي في بدايات العمل العسكري لبعض قوى المعارضة.
3- اتفاق جميع القوى السياسية و العسكرية الثورية على ميثاق عهد وطني للعمل من أجل سورية و مواطنيها و تأجيل الخلافات الايديولوجية لمرحلة ما بعد الحكم الانتقالي حيث تكون صراعاً سياسياً مدنياً و ليس عسكرياً و أن يتضمن ميثاق العهد الوطني اخراج كل العناصرغير السورية من دائرة الصراع و من كل الاطراف و معاملة المخالفين كأعداء للشعب السورية و غزاة مهما كانت نواياهم.
4- إن التجربة الحورانية في الاعتماد قدر الامكان على التمويل الذاتي للعمل العسكري و عدم قبول التبعية لأي داعم خارجي يمكن تعميمها على الجميع فسورية غنية و معطاءة و تكفي تجربة داعش في استغلال الثروة النفطية السورية لتمويل هذه المنظمة الارهابية, لنعرف كيف نستفيد من ثروات و امكانيات سورية و أهلها لصالح العمل الوطني الثوري.
هذه هي بداية خلق قوة سياسية عسكرية وطنية تغير موازين القوى لأي حلف متدخل بالقضية السورية و بأزمتها الحالية حيث نكون طرف في هذا الحلف أو ذاك و ليس كشاهد عليه.
إن دخول القوى الثورية الوطنية السورية في أي حلف دولي أو اقليمي كشهود أو كأحجار شطرنج دون قيمة أو وزن وطني قوي على الأرض و دون ميزان وطني حقيقي هو من الخطورة بمكان يرمي بسورية و شعبها جثثاً على شطآن بحرالمتوسط كما يحدث للكثير من المهاجرين السوريين, حيث تستنزف الأموال و الارواح و يضيع الوطن, فكيف بحلف طائفي امريكي - اسرائيلي الجوهر, اقليمي الشكل.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المزاودة, تبرر شلال الدم السوري
- كرة الثلج الارهابية
- من الثورة السورية الكبرى 1925 إلى الثورة السورية 2011
- إلياس مرقص, من أجل الانسان الفرد و الحرية.
- متى نتعلم من جوهر الاسلام؟
- تونس تمد لسانها لشهداء سورية
- خراب لعبة الأمم
- شهادة وفاة
- تركيا, دروس في السياسة
- بيضة القبان
- من أورشليم إلى دمشق
- من فكرة الأصفار إلى مبدأ المعادلات
- محاكمة العصر
- سوريون دائماَ و لا نخجل
- عيد جيش الوطن
- رجال الغوطة
- -لابد من فعل شيء-, ديغول سورياً
- مبروك لمخيم اليرموك الصامد
- باسل و محطات من السفرجل الأسدي
- افتتاح مونديال الشعوب الفقيرة


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - البعد الوطني و صراع الاحلاف