أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - من الثورة السورية الكبرى 1925 إلى الثورة السورية 2011















المزيد.....

من الثورة السورية الكبرى 1925 إلى الثورة السورية 2011


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4709 - 2015 / 2 / 3 - 08:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في 23 تموز 1925 قاد الزعيم الشعبي سلطان الأطرش معركة الكفر, بالقرب من جبل العرب جنوب سورية, ضد قوات الاحتلال الفرنسي, أبيدت فيها الحملة الفرنسية التي حددت مهمتها بالقضاء على الثورة من مهدها. المعركة و إعلان بيان الثورة الذي أصدره سلطان الأطرش و نادى :(إلى السلاح إلى السلاح أيها العرب), حظي القبول و الاجماع الوطني السوري و كان لشعار الثورة (الدين لله و الوطن للجميع) الحافز الكبير في توحيد صفوف السوريين و في توليه قيادة الثورة السورية الكبرى في خطوة وطنية تنم على مدى الوعي و الحنكة السياسية لقادة الحراك السياسي و العسكري ضد المحتل الفرنسي متجاوزاً محاولات الاحتلال اللعب على الوتر الطائفي و الديني للمكونات السورية.
كانت دعوة قائد الثورة السورية سلطان الأطرش واضحة و صريحة بقيام دولة سورية موحدة لكل السوريين و تعيين حكومة شعبية تجري انتخابات مجلس تأسيسي لوضع قانون أساسي يقوم على مبدأ سيادة الأمة المطلقة و القانون و العدل و حقوق الانسان التي نصت عليها الثورة الفرنسية و قيام جيش وطني, و هذا ما شكل استراتيجية الثورة و هدفها النهائي.
لم تكن هناك حساسية طائفية كون القائد سلطان الأطرش من طائفة الدروز الموحدين و لم يكن تواضع التحصيل العلمي له, عائقاً لباقي قادة و ثوار سورية على كامل التراب السوري طالما كان الهدف وطنياً جامعاً و ليس إقصائياً تحت ستار ديني أو طائفي لذلك وقف تحت قيادته ثوار حوران و دمشق و غوطتها و حماة و جبل الزاوية و جبال الساحل و دير الزور و القامشلي...فكان الانتصار و التحرير و إعلان قيام الدولة السورية المستقلة في 17 نيسان 1946.
قد لا نحتاج لفراسة المحللين السياسيين حتى نعتبر جميعنا, أن نظام الأسد و منذ استيلائه على السلطة في سورية, و هو يمارس سياسة دموية لنظلم الاحتلال, إذا قارنا بين ما قامت به من مجازر و بين ما قام به نظامي الأسد من مجازر على كامل التراب الوطني منذ سنة 1970 و حتى اليوم, لنخلص لاستنتاج منطقي للغاية بأن النظام الأسدي هو نظام احتلال لا بل هو أوضع أنواع الاحتلالات التي شهدها العالم المعاصر و من أجل ذلك يفترض أن تقوم اسس استراتيجيتنا الحالية على النضال و الجهاد ضد هذا الاحتلال الأسدي و نضع أهدافنا انطلاقاً من مسلمة أننا شعب ثار ضد محتل و هدفنا النهائي هو بناء دولة حرة مستقلة تحمل إلى حد كبير شعارات بيان الثورة السورية الكبرى عام 1925.
على الخارطة الحالية للثورة السورية و بعد قيامها منذ أربع سنوات, و مع كل المعارك المفككة و المشرزمة و المحدودية الهدف و النتائج, تبرز الجبهة الجنوبية كإحدى أفضل الساحات الوطنية القابلة لأن تكون المكان المناسب لإعلان قيام الثورة السورية الكبرى بنسختها الوطنية 2015 و ذلك للأسباب التالية:
1- الثورة السورية 2011 انطلقت من درعا مركز منطقة حوران التي كانت تعتبر لعقود خزان قومي عربي استفاد منه حزب البعث في بناء قواعده الشعبية و استفاد النظام الأسدي في بناء منظومات أمنية قمعية لباقي افراد الشعب السوري و لذلك كان من حسن حظ السوريين أن تنطلق الثورة من حوران و مطالبة أهلها بالحرية و الكرامة لكل السوريين.
2- بحكم انضمام أهل حوران للمنظومة العسكرية و الأمنية للنظام السوري و انشقاقهم عن هذه المنظومة بعد قيام الثورة انتصاراً لأهلهم و لأخلاقهم و وطنيتهم فإن الكثير منهم يعملون ضمن صفوف الجيش الحر و التنظيمات العسكرية غير المتطرفة و يحملون هماً وطنياً و ليس هماً حصرياً, دينياً أو طائفياً أو عشائرياً إضافة لأنهم يؤمنون و يعملون, إلى حد ما, بانضباط عسكري و ليس بعفوية قد تكون قاتلة و مدمرة.
3- عمل النظام دائماً على إزكاء الصراع الطائفي بين أهل حوران كسنة و بين أهل جبل العرب كدروز و السيطرة على هذا الصراع من أجل منظومة اللعب على التوازنات الداخلية لتثبيت حكمه و زاد على الصراع الطائفي صراع مدني بين الأشقاء بشكل حضر و بدو و قد تجلى ذلك في أحداث سنة 2000, إضافة لمحاولاته الدؤوبة لتأجيج هذا الصراع مرات عديدة خلال الثورة الحالية و لكن حكمة و عقلانية شرفاء المنطقتين استطاعت أن تضيع الفرصة على النظام و أزلامه.
4- قدرة الجبهة الجنوبية على التواصل مع الخارج عن طريق الحدود الدولية مع الاردن و تواجد خزان بشري ثوري في مخيمات العزلة و الذل هناك.
5- قدرة أهل حوران على الاعتماد الذاتي على أنفسهم في تأمين الحاجات الغذائية و الحياتية لهم و لاحتضان الثورة و الثوار لفترات زمنية طويلة.
6- محدودية السيطرة و التحكم لقوى إقليمية أو دولية على القوى السياسية و العسكرية في الجبهة الجنوبية و حتى قوى سياسية سورية ايديولوجية دينية كتنظيم الاخوان المسلمين و بعض القوى الدينية المتطرفة كجبهة النصرة القاعدية, ذلك بحكم الطبيعة الانسانية و الاخلاقية لأهل حوران و أهل جبل العرب, أيضاً.
7- قدرة القوى السياسية و العسكرية لمنطقة حوران على التعامل و تحمل عبء وجود قوى متطرفة دينية و تحاشي المواجهة معها رغم كل التحرشات و التجاوزات التي تقوم بها جبهة النصرة و خاصة تحرشها بالقرى الدرزية.

التحول الكبير
النقطة الاساسية هنا, أن يحدث التحول الكبير في مسيرة الثورة السورية و في تاريخ سورية بأن تتوحد القوى الوطنية و القوى الثورية على كامل مساحة المنطقة الجنوبية, حوران, جبل العرب كنواة عمل سياسي و عسكري وطني يتبعها مناطق الجولان و القلمون و غوطة دمشق, كخطوة لاحقة. السؤال الحاسم اليوم, كيف؟
1- قناعة جميع من يعمل على الأرض بأن توحيد الخطاب الوطني هو الأساس في هذه الخطوة و البناء على تاريخ وطني بين المنطقتين و إصرارهما على الشراكة في المصير لصالح الوطن السوري و ليس للمنطقتين و حسب.
2- (سوريا أمنا) من أرقى و أجمل ما صدحت به حناجر أهل جبل العرب متمثلة بالشيخ وحيد البلعوس, مسقطة بذلك مقولة علمانية نظام الأسد و حمايته للأقليات و البناء على هذه الشعار كمقولة (الدين لله و الوطن للجميع) و شعار (الشعب السوري واحد) الذي هتفت به حناجر أهل حوران و باقي المناطق السورية.
3- ضرورة لقاء القوى الوطنية و الثورية في المنطقتين و اتفاقهما على استراتيجية وطنية مطورة لبيان قائد الثورة السورية الكبرى 1925 تخرج بقيادة موحدة و بيان موحد و استراتيجية وطنية واحدة موجهة لكل السوريين.
4- حتمية التمويل الذاتي للثورة من منطقتين غنيتين بالموارد الاقتصادية و البشرية و الكوادر العلمية و الادارية و العسكرية مع خطاب إعلامي وطني عقلاني يخاطب السوريين و يخاطب العرب و العالم.
5- وضع هيكليات قضائية و سياسية و عسكرية و أمنية قوية و منضبطة في التعامل في الازمات الداخلية و الخلافات الفردية و الجماعية لها قدرة التدخل و فض النزاعات و فضح الاختراقات من قبل النظام أو التنظيمات المتطرفة أو من قبل الأجهزة الاستخباراتية الدولية.
6- التواصل مع القوى الوطنية و الثورية في المناطق السورية كافة و استقطاب الشخصيات السياسية و العسكرية و الادراية الوطنية لانخراطها مع معركة تحرير سورية و تحقيق أهداف الثورة الوطنية.

إن تحقيق هذا التحول, لن يكون فقط ذاك المنعطف الوطني الذي سيوقف المأساة الدموية السورية و حسب و إنما سيعيد الكيان السوري إلى جوهره الوطني و يسحق عبث التنظيمات المتطرفة و يسحب البساط من تحت أقدام التدخلات الاجنبية في سورية.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلياس مرقص, من أجل الانسان الفرد و الحرية.
- متى نتعلم من جوهر الاسلام؟
- تونس تمد لسانها لشهداء سورية
- خراب لعبة الأمم
- شهادة وفاة
- تركيا, دروس في السياسة
- بيضة القبان
- من أورشليم إلى دمشق
- من فكرة الأصفار إلى مبدأ المعادلات
- محاكمة العصر
- سوريون دائماَ و لا نخجل
- عيد جيش الوطن
- رجال الغوطة
- -لابد من فعل شيء-, ديغول سورياً
- مبروك لمخيم اليرموك الصامد
- باسل و محطات من السفرجل الأسدي
- افتتاح مونديال الشعوب الفقيرة
- الحرية تليق بكم
- عودوا, الأرض حنت لكم
- الثورة السورية و بعدها الوطني و الأخلاقي


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - من الثورة السورية الكبرى 1925 إلى الثورة السورية 2011