أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - تركيا, دروس في السياسة















المزيد.....

تركيا, دروس في السياسة


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركيا لها مصالحها و طموحاتها و هذا مشروع دولياً و لكن لنفهم شيء مهماً أن تركيا تعمل كدولة و ليست فردية القرار و التدخل العسكري ليس قراراً اردوغانياً أو أغلوياً إنما هو قرار سياسي يقرره رجال دولة فيها المؤسسة العسكرية لها وزنها في دولة علمانية.
كل الضغوط التي تتلقاها تركيا من الولايات المتحدة الأمريكية و التحالف الدولي و قوى سياسية كردية تركية و إعلام عربي للتدخل العسكري البري في الداخل السوري يدخل ضمن خارطة طريق مصنوعة في مكاتب الغونكرس و البنتاغون حصراً لأهداف بعيدة المدى قد نستطيع وضع معالم لها عندما نرى كسوريين المصلحة الوطنية السورية.
تركيا كدولة لا تمانع في التدخل العسكري البري في سورية من أجل كوباني – عين العرب و غيرها و لكن هناك شروط و ثمن تريد أن تقبضه لهذا التدخل, و هذا أيضاً مشروع دولياً, كضمانات بعدم قيام كيان كردي على حدودها الجنوبية مع سورية و تضمين إسقاط نظام الأسد في سلة أهداف التحالف و زيادة نفوذها, اقتصادياً على الأقل, في سورية بعد سقوط النظام و قد يكون هناك شروط أخرى لا ندركها بعد. كل ما ذكر لم يتحقق حتى هذه اللحظة و حتى هذه اللحظة تقاوم تركيا و لن تتدخل.
نحن السوريين ماذا نريد؟ هل نريد تدخلاً عسكرياً برياً تركياً أو غير تركي, أم ماذا؟
- لو فرضنا أن ما يسمى بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة و الثورة يمثل شيئاً على الخارطة السورية فهو بالمطلق مع تدخل عسكري أجنبي بنى عليه سياسته منذ أيام المجلس الوطني كطريق سالك إلى القصور الرئاسية في دمشق, و هذا ليس مقياس لسياسة وطنية تمثل ثورة أولى أهدافها الحرية و الكرامة, فلا حرية و لا كرامة و هناك قوات أجنبية على الأرض السورية.
- المعارضة التقليدية في الداخل ترفض أي تدخل اجنبي بالمطلق و ليست ضمن واقع أن سورية صارت جملة معقدة من التدخلات الأجنبية سياسياً و عسكرياً و استخباراتياً و لا تتوانى عن تذكير الجميع بما قالته و حذرت منه منذ بداية الثورة في متوالية مملة من التذكير و الاستذكار.
- المعارضات الداخلية الثورية و رغم حسها الوطني العالي فهي تعاني كل أشكال العنف من النظام و من سطوة التنظيمات العسكرية التي تفرض أجندتها بقوة السلاح و قوة التمويل و بالمجمل المعارضات الداخلية الثورية هي هدف الجميع و جسر عبور الجميع لتحقيق أجندات المال السياسي و هي مشرزمة و غير قابلة واقعياً للقاء, فكيف بالتوحد, و تشكيل قيادة عمل سياسي داخلي رغم المحاولات الحثيثة و اليومية لتحقيق ذلك. أعتقد أن مجمل المعارضات الداخلية الثورية تريد بصيص أمل للحالة الكارثية التي تستمر تصاعدياً في البلد و على نشاطها.

أعتقد, أن المصلحة السورية الوطنية تستوجب دراسة الاحتمالات المستقبلية للتدخل العسكري القائم المتمثل بالضربات الجوية لطيران التحالف الدولي ضد داعش و أيضاً للتدخل العسكري البري لأي قوة عسكرية لأجنبية تركيةً كانت أن غيرها و دراسة الامكانيات التي قد تفيد الثورة و الأهداف الوطنية, طالما أننا جميعاً و للأسف حتى هذا اليوم نمثل العنصر الغائب عن قرار التدخل أو عدمه و نحن العنصر الذي سيدفع الاثمان القريبة و البعيدة:
* المصلحة الوطنية السورية تفترض أن الضربات الجوية للتحالف الدولي لقوات تنظيم الدولة في العراق و الشام (داعش) مفيدة و مهمة للحد من توسع هذا التنظيم الارهابي الذي أصاب السوريين و الناشطين الثوريين و الاعلاميين كما أصاب منهم النظام الأسدي و أكثر, و لكن أجندة التحالف الدولي ,الذي تملك الولايات المتحدة الأمريكية قبضة القرار فيه, ضبابية و غير واضحة في تحقيق عنصر اساسي و مطلب رئيسي للثورة و هو إسقاط النظام الأسدي و محاسبته على جرائمه و مجازره بحق السوريين و بحق الوطن و مستقبله و الشكوك قائمة بأن هناك تعاون قائم بين النظام و أمريكا في مواضيع كثيرة رسخها تاريخ تعاون كبير ظهر في الثورة منذ اليوم الأول. بالاضافة إلى أن الضربات الجوية الدولية لتنظيم داعش لا تقوض انتشار هذا التنظيم لا بل على العكس تزيد توسعه و باعتراف القادة العسكريين الأمريكيين و كأننا أمام تنظيم أقوى من تحالف يضم قوى عظمى و هذا ما لا يقبله العقل و المنطق. و بالتالي فالسوريين لا يثقون بهذا التحالف و يرون فيه خطراً مطلقاً و حقيقياً على وطنهم و مستقبلهم و إضعافاً لقوى ثورية عسكرية تقاتل النظام الخطر الأكبر على سورية و لكن عليهم اليوم مقاتلة عناصر داعش المنتشرة في الصحراء و الشرق السوري الواسع.
* المصلحة الوطنية السورية تفترض النظر بعين الشك للقوى الكردية الانفصالية التي تملك الآلة الاعلامية لحشد العالم من أجل معركة كوباني – عين العرب السورية بينما يتغافل الجميع عن معارك أشد ضراوة في حلب و الغوطة و القلمون و حوران, و لا تستطيع تلك القوى الكردية الانفصالية من التكتم عن أحلامها بضم الجزيرة السورية لدولة كردستان, على اعتبار الجزيرة السورية غرب كردستان في تعبير ظهر بعد سنتين من قيام الثورة السورية, و هذا مالا يمكن للسوريين قبوله كأمر واقع كنتيجة لأزمة وطنية قائمة. لأن حل المسألة الكردية في سورية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال حل الأزمة الوطنية السورية ككل في دولة المواطنة و إلا فإننا بذلك نؤسس لصراعات مستقبلية لن تتوقف و حروب دموية سيدفع ثمنها الأشقاء, السوريين الأكراد و السوريين العرب.
* المصلحة الوطنية تفترض أن لا نرحب بأي تدخل أجنبي من حيث المبدأ و لكن يمكننا في أضعف الايمان أن نطالب بتدخل مشروط يضع ضمن استراتيجيته أهداف وطنية و أهداف الثورة منها:
1- إسقاط النظام أو كف يد النظام الجوية التي تقتل و تقصف المدنيين.
2- أن تتعهد كل دولة بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية و مؤسسات الدولة فيها و تسليمها لقوى وطنية, تخرج من الداخل و هي قوى تحتاج لدعم الجميع لتوحيدها و تسليحها و ضبطها.
3- عدم فرض شكل النظام و شكل الدولة على السوريين و إنما المساعدة قدر الامكان على تشكيل قوى وطنية حقيقية لقيادة المرحلة الانتقالية ضمن مدة زمنية محددة تعمل هذه القوى على التأسيس لدولة المستقبل السورية و على أساس دستور وطني جامع و ليس دستور محاصصات طائفية أو إثنية.
4- المساعدة في إعادة بناء البنية التحتية للوطن دون إغراق الاقتصاد السوري بالديون ثم التبعية المستقبلية و المساعدة في عودة النازحين السوريين إلى مدنهم وقراهم و في إعادة العجلة الاقتصادية الوطنية من جديد.
5- التعهد الواضح بمنع أي أعمال إنتقامية شخصية أو جماعية و التأسيس لقيام قضاء سوري وطني يحاكم على الجرائم بكل أشكالها التي حدثت منذ آذار 2011

إن هذه المطالب يمكن أن تقوم بداية بأشكال شعبية ثم تقوم مبادرات لتجميع و توحد هذه الاشكال الشعبية لتأسيس رأي عام وطني يخرج معه بشكل مرحلي و تصاعدي قوى وطنية تكون صوتاً للسوريين و لطموحاتهم و في مستقبل وطنهم الجريح و الصامد.
لكن بالمقابل ماذا سيقدم السوريين للعالم و للقوى التي صارت فاعلة على أرض الواقع؟ و هل بإمكانهم وضع ميزان وطني لما سيقدموه لا يطال السيادة الوطنية؟, ليست كتقديمات يتلقاها العالم دائماً من نظام الأسد الذي يبيع كل سورية من أجل بقائه و يجاهر و بكل فجور, بضرورة التنسيق الدولي معه للاعتداء على الوطن.
العالم ليس جمعية خيرية و علينا أن نفكر جيداً بما يمكن تقديمه له بالمقابل, طالما نحن الحلقة الأضعف حتى الآن, في هذا الصراع الذي استدعى فيه النظام و أطراف من المعارضات الخارجية التدخلات الأجنبية و لكل أسبابه التي تكون دائماً على حساب الوطن و الشعب.
من ناحية أخرى, على السوريين أن يدركوا أن كل الدول الفاعلة اليوم في الأزمة السورية ستعمل بكل قواها على منع قيام أي رأي عام وطني فكيف بقيام تكوين أو جبهة ثورية وطنية تمثل الحد الأدنى من الاجماع الوطني السوري, تقلب الطاولة عليهم و تغير معادلات الصراع لصالح الثورة و لصالح المصير الوطني لسورية القادمة.
إن المبادرة لبناء رأي عام صار واجباً وطنياً حقيقياً و عند تحقيق ذلك يمكن الانطلاق للعمل على تشكيل ذاك التكوين الوطني الثوري الذي سيكون مصدره و نواته القوى الثورية في الداخل متكاملة و متممة بسوريي الخارج و ليس العكس.
و كما تقاوم تركيا الدولة الجارة , الطامعة و الطامحة, محاولات دول التحالف و غيرها في إغراقها في الصراع السوري بشكل مباشر بإرسال قوات عسكرية دون تحقيق مصالحها كدولة فإن على السوريين أن يتعلموا أن لا يفرطوا بمصالح وطنهم مهما كانت الظروف, و الاستفادة من تناقضات الآخرين لتحقيق المكاسب الوطنية في الوضع الضعيف الراهن, هي أولى مبادئ السياسة الدولية.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيضة القبان
- من أورشليم إلى دمشق
- من فكرة الأصفار إلى مبدأ المعادلات
- محاكمة العصر
- سوريون دائماَ و لا نخجل
- عيد جيش الوطن
- رجال الغوطة
- -لابد من فعل شيء-, ديغول سورياً
- مبروك لمخيم اليرموك الصامد
- باسل و محطات من السفرجل الأسدي
- افتتاح مونديال الشعوب الفقيرة
- الحرية تليق بكم
- عودوا, الأرض حنت لكم
- الثورة السورية و بعدها الوطني و الأخلاقي
- الدكتوراه قبل القيادة و المناصب
- سورية: إقليمياً, دولياً بعد 38 شهر من الثورة
- ثورة من أجل الثورة
- قذائف هاون ... على الأهل
- المزاودة في سيكولوجيا العقل السوري
- قتلة تروتسكي في صفوف الثورة السورية


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - تركيا, دروس في السياسة