أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - رسالة من شيعي عراقي إلى حوثي يمني














المزيد.....

رسالة من شيعي عراقي إلى حوثي يمني


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4769 - 2015 / 4 / 6 - 22:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة من شيعي عراقي إلى حوثي يمني
جعفر المظفر
أولا لا بد وإن أحييك متمنيا لك ولكل اليمن من خلالك, بكل أطيافه ومدارسه الفقهية والسياسية, خروجا آمنا من محنة بدأ الحق الإنساني والوطني فيها يتراجع لصالح الطائفي التشذرمي والمتخلف, بما لا يبشر بنهايات موفقة لجميع ابناء اليمن وفي مقدمتهم الحوثيون أنفسهم.
وبمعزل عما إذا كان خصمك اليوم المتمثل بالتحالف العربي العسكري, الذي يشن حربه ضدك تحت مسمى عاصفة الحزم, على حق أو على باطل, أو أن له غايات لا علاقة لها مع الصالح اليمني العام بل بمصالحه الذاتية الصرفة, فإنك مدعو لمراجعة ما إذا كنت أنت أيضا على حق, وما إذا كانت الطريق الذي إخترتها سوف تضمن لك الوصول إلى ذلك الحق بطريقة سليمة وآمنة.
وإذ لا سبيل للفصل ما بين الهدف الأخلاقي وطريقة الوصول إليه, فإن الحق قد يضيع في زحمة الطرق الضالة للبحث عنه, بما يؤكد على أن طريقة الحصول على الحق إنما تتقدم على طبيعة الحق نفسه, فالطريقة الباطلة غالبا ما تحول الحق إلى باطل.
وإنني لم أمنح نفسي حق توجيه رسالتي إلا تأسيسا على محبتي لليمن أولا, وإلا لإعتقادي إنني كعراقي بت أفضل من غيري في تقديم رسالة النصيحة هذه, إذ ان تجربتنا مع إختيار طريقة الحصول على الحق قد منحتنا نحن العراقيين القدر الكافي من التجارب الدامية والمؤلمة التي ضيعت بالنتيجة قيمة هذا الحق نفسه, لا بل واوصلتنا إلى أن نحصل على النقيض منه تماما, اي على الباطل ولا شئ غير الباطل, فها نحن, وإذ زال عنا صدام حسين, بكل ما قيل عن قسوته ودمويته, فإن ما حصلنا عليه لم يكن بافضل منه, بل لعله اسوأ بكثير, فالبلد قد تمزق وتخلف وصار مهيأ في اية لحظة لإنقسامات تنال من كيانه السياسي وجغرافيته, إضافة إلى اشكال الفساد التي يعجز القلم عن وصفها, أما قراره السياسي فقد أصبح موزعا على جهات إقليمية تتصدرها إيران, وصار من المؤسف حقا ان يصل بلد ذا عمق تاريخي كالعراق إلى وضع الإمعة الحالي, وإن وجود اليمن على ذات الطريق سوف يقوده إلى ذات النقطة, إذ سيصبح كما العراق مثالا لوطن ظلمه أهله قبل ان يظلمه عدوه.
ربما يستطيع غيري من أنصار الإسلام السياسي الطائفي في العراق أن يقنعك بوجود تاريخ طويل من الإضطهاد السياسي والإجتماعي الذي كان موجها ضد الشيعة طيلة التاريخ الذي سبق سقوط نظام صدام حسين, وسوف لن أعترض على ما يقولون, لأن أيا من الحالتين, الإختلاف والإتفاق, سوف لن تغير من جدلية العلاقة ما بين الحق وطريقة الوصول إليه.
وهل سأكون مخطئا لو إذا قلت أن الحق يكمن تماما في طريقة الوصول إليه, , فإذا كان خصمك متهما بالطائفية فإن خيارك للرد الطائفي سوف يجعلك تماما مثله, مثلما سيجعلك تضيع المشيتين تماما مثلما أضعناهما نحن أهل العراق, فلا نحن من حقوقنا ولا نحن من وطننا.
لا يكفي يا اخي ان يكون غيرك على باطل لكي تكون أنت على حق, بل ان باطلك سيكون أكثر من باطله إذا أنت لم تختر طريق الحق للوصول إلى الحق, وما من باطل اشد من باطل الطائفية ذاتها, وما من حق أحق من الطريق الوطني للوصول إليه



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي حينما يعترف
- في المأزق اليمني : لا يكفي أن يكون خصمك على باطل لكي تكون ان ...
- إنسانية الشيعي هي في علمانيته
- علاقة الفساد بالدين والسياسة
- قصة الدشداشة والعقال وما جاء في الأخبار حولهما
- همسات بصوت مرتفع
- أهم من التحليق في الفضاء المشي على الأرض
- عن معركة تحرير تكريت أتحدث
- ضد الدولة .. مع الوطن
- جريمة المتحف .. من ذبح العراقيين إلى ذبح العراق
- داعش تطهر العراق من أصنامه
- يوم تنجح العملية ويموت المريض
- وهل سيحلها الزاملي .. عن قصية ضياع نينوى أتحدث
- علمانيون ولكن ضد العلمانية (2)
- مطلوب رأس الإعتدال
- حول جريمة شابل هيل وطريقة التعامل معها
- علمانيون ولكن ضد العلمانية
- ليس دفاعا عن الإسلام .. ولكن !
- هل داعش لوحدها من يتآمر على الإسلام
- العلمانية عراقيا .. حاجة بقاء وليست حاجة تطور فقط


المزيد.....




- ممثلة أميركية تتألق في البندقية بفستان من إيلي صعب عمره أكثر ...
- إيران تكشف تفاصيل عن ضربة إسرائيل على سجن إيفين
- لماذا ترغب بريطانيا في شراء مقاتلات F-35A؟
- قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت ...
- هجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب ا ...
- ترامب: -لن نتسامح- مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم فساد
- لماذا تشعر بالتعب وقد نمت 8 ساعات؟
- ضحيتها السائقون والمستخدمون.. -أوبر- اعتمدت على سياسة مشبوهة ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تقتحم سلوان
- مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهر ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - رسالة من شيعي عراقي إلى حوثي يمني