أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - جرغد امي














المزيد.....

جرغد امي


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4764 - 2015 / 3 / 31 - 21:48
المحور: الادب والفن
    


( جرغد امّي)
محمد الذهبي
لم اكن مقاتلا، وفارقت البندقية منذ نهاية حرب العراق وايران، لم اكن حزبيا لاني تعلمت انك تغلل فكرك، وتستلب ارادتك حين تنتمي لتكتل او حزب، تصادر حريتك، ويصبح سجانك منك وفيك، تسير في طريق متعرج وتدعي انه طريق مستقيم، تصدق الاكاذيب وانت لاتعلم انها محض افتراءات، وحتى عندما تكتشف انها اكاذيب تستمر في الدفاع عنها وكأنك مؤمن بها، وتستغرب للذين لايؤمنون بك، لكنني ربما اتجهت اتجاها بفعل العاطفة وانتبهت لنفسي في بداية الطريق، فاخترت حريتي، على اعتقالي لعقلي، فاصحاب العقل المعتقل لايبدعون، وانما يستدرجهم الفكر ومفكروه، فيضيعون وسط لجة كبيرة، لايستطيعون مغادرتها عاطفيا.
لم اكن متدينا فانا اكره اجتماع المتدينين، ولذا آثرت ان ابقى بعيدا عن كل الحركات الاسلامية، لا اعتقد ان الدين بالمتغيرات التي طرأت عليه يستطيع ان يمنع تجزئة بلد او تقسيمه، لم اكن اعلاميا ولذا لم يستطع اي رئيس تحرير ان يستدرجني للعبته السمجة، في افتتاح صحيفة ومن ثم تنشئة العلاقات مع المسؤولين والدخول في الدائرة التي لايستطيع احد مغادرتها، حيث الببغاوات التي تقلد الاصوات من كل القياسات والالسن.
لم اكن معمما، ليستدرجني منبري باتجاه واحد لا اغادره ولا استطيع مغادرته، وساكرر نفس المعلومات سنويا ونفس الاحداث التي تدعو للتمسك بي ومغادرة الآخرين، لم اكن فيلسوفا لاتلاعب بالالفاظ واول شيء اتناوله في فلسفتي المبتدئة، انني انفي وجود الله، لاسلك خطى نيتشة وماركس وغيرهم، ولم اكن فيلسوفا اخلاقيا لامنع الحب واعتبر الزواج هو المؤسسة المنتجة الوحيدة، وادع والى حفظ النوع، لم اكن جاهلا لاذهب للعمل ثم اعود لاتجامع وانام، واستيقظ لاعيد ذات الدورة من الحياة البليدة، لم اكن سياسيا لأتعلم الكذب والتزوير والغش والضلال، ولم اكن نائبا لأسرق اصوات المتعبين لافوز بحفنة دولارات.
احب المتدينين الواعين البعيدين عن الاضواء والتنطع بالاقوال المثيرة، واحب الشيوعيين الذين يحبون اوطانهم، حتى الذين غادروها بعذر شرعي، لم اكن زير نساء لكنني ادعو الى الحب، واحاول ان انشره بين الناس، حتى انني ربما شجعت الطلبة على الحب، حب العدو والصديق، ان تمتلك قلبا يستوعب العالم، خير من ان تمتلك دنيا فارغة تقضيها بالمؤامرات والخداع، اكره المسؤولية، وبذات الروح تقبلت ان اتسلم شحنة من الاغذية، لاذهب بها الى تكريت، اسمي احمد، لم اسمح لاحد بان يذيع الامر او يهرج بعيدا عن غايته الاساسية، وصلت هناك ولم احمل بندقية، كان دوائي معي، سلمت الشحنة التي تألفت من تبرعات الطلبة في المدرسة، واطلعت قليلا على امر القتال، رأيت الجنود والحشد الشعبي متلونين بلون الارض، عندها فقط صدقت انهم مقاتلون، لم يكونوا بلون السياسيين، وحتى المتدين منهم لم يكن بلون المتدينين، الارض فقط هي من تفصح عنهم، ولانني بحال مزرية وبجسد متهالك، اصطحبني احد افراد الحشد من ابناء تكريت الى منزله.
تركنا كل شيء، تناولنا الطعام معا، وشربنا الشاي، لم نسمح لانفسنا بطرح اي قضية دينية، فقط كنا نتناول احوال الحياة، عائلته كانت تحيط بي، وكان متقصدا ليجعلني اشعر بالالفة، وانا شعرت بها عندما رأيت والدته تضع (الجرغد)، الذي يشبه الى حد كبير ( جرغد والدتي)، ذات الخيوط المنمقة، والسواد البراق، حيث تتدلى الخيوط على الجبهة، فيكسب المرأة حنانا كبيرا، ذهلت، ماهذه الالفة العجيبة، لم اسأل عن العشيرة ولا الدين ولا المذهب، وخجلت ان اجيب عن اي سؤال يتعلق بذات المفردات، عاد الى واجبه في الحشد وتركني في الدار مع عائلته، فكنت وسط اهلي واخوتي.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعضي سيقتل بعضي
- يوم عيد الام: ستة اولاد قد دعاهم الله
- اقليم الله
- اعترافات داعشي متمرد
- سيّاف مبتدىء
- سرّ من رأى تعرفني
- السياسي الأخير
- عن نهاية الليل وبدايته
- امرأة اسمها نينوى
- الاموات في احلامي لايتكلمون
- ابصق بدولار
- مدرس ينتظر التقاعد
- الصوت المبحوح
- ارض للبيع
- المرأة الآلية
- قطار الثورة
- الزوج الثاني
- نفايات
- الشيوعي الاخير في محاكم التفتيش
- ضيعت قلبي في الديار


المزيد.....




- مستقبل السعودية..فنانة تتخيل بصور الذكاء الاصطناعي شكل الممل ...
- عمرو دياب في ضيافة ميقاتي.. ما كواليس اللقاء؟
- في عيد الأضحى.. شريف منير -يذبح بطيخة- ليذكر بألوان علم فلسط ...
- ممثل مصري يشارك في مسلسل مع إسرائيليين.. وتعليق من نقيب المم ...
- فنانة مصرية تبكي على الهواء في أول لقاء يجمعها بشقيقتها
- فيلم -Inside Out 2- يتصدر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية مح ...
- أحدث المسلسلات والأفلام على المنصات الإلكترونية في العيد
- السعودية: الوصول لـ20 مليون مستفيد ومستمع لترجمة خطبة عيد ال ...
- ولاد رزق 3 وقاضية أفشة يتصدر إرادات شباك التذاكر وعصابة الما ...
- -معطف الريح لم يعمل-!.. إعلام عبري يقدم رواية جديدة عن مقتل ...


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - جرغد امي