أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - تصحيح مفاهيم ... الإرهاب والإرهابيون:















المزيد.....



تصحيح مفاهيم ... الإرهاب والإرهابيون:


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4761 - 2015 / 3 / 28 - 12:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سألني الأخ عماد ضو في تعليق له على موضوعنا السابق (لسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر ... ومَا أنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيْل) قال فيه: ((... ما الذي فعلته داعش ولم يكن قدوتها الرسول محمد أو صحابته؟ ولك تحياتي على هذا الكم من الكتابة التي أشك ان أحدا قرأ منها شيئاً...)), نرد عليه فيما يلي فنقول له:

أخي عماد,, من المؤسف أن المسلمين أنفسهم أو المحسوبين عليهم هم الذين يروجون إلى ما يريده أعدائهم لهم, وهو إن لم يكن بالقناعة فعلى الأقل بالتشكك الذي في كثير من الأحيان قد يبلغ درجة القناعة إمَّا لدى الخائنين المأجورين الجبناء المخترقين, أو من المرجفين والحاقدين والجهلاء,,, وذلك إدعاءاً منهم بأن الإسلام مصدر للإرهاب أو مارس الإرهاب في يوم من الإيام (بالمفهوم الغبي السائد الآن), وهذه الإدعاءات والبهتان المخطط له يعتبر بلا شك من الإستراتيجيات الماكرة الخبيثة التي إبتكرتها المجموعات الإرهابية (بالمفهوم الغربي) التي من بينها, بل ومؤسسها وراعيها عدوة الإنسانية,, تلك الدولة المنتجة والمروجة والمصدرة للإرهاب والفساد والإفساد في كل بقعة من بقاع الأرض ومنذ عقود خلت لو أخذنا في الإعتبار فقط تاريخها الحديث.

تلك الدولة وشركاءها والتابعين لها "قهراً" وترويضاً وتدجيناً, التي لا تتورع في أي لحظة من إفراغ الكرة الأرضية تماماً من الجنس البشري إن كان ذلك في مبلغ ظنها انه يخدم أو يحقق هاجس أمنها القومي ومصالحها الإستراتيجية بغض النظر عن ثمن ذلك من إزهاق للأرواح وتمريغ الكرامات الإنسانية في الرغام, وإفساد البيئة والمناخ،،،, ناهيك عن مصالح الغير إن كانت قومية أو إنسانية أو أمنية. فالحسبة لديهم التي قد تثنيهم عن ذلك هي توفير التكاليف والإنفاقات اللازمة لهذه الإبادة, والتي في الغالب تكون على حساب الضحية نفسها, ثم ترتيب أولوية التنفيذ فيتحول - "بقرار طائش" - إستقرار الأمم الآمنة إلى ضياع, يبدأ بالفوضة العارمة والفتن بين القوميات المتعايشة تلك الإستراتيجية الماحقة التي إختاروا لها إسماً إستفذاذياً ساخراً بأن أطلقوا عليها "فوضى خلاقة".
إن إعتدال والسلوك الإسلامي الأخلاقي القويم المضبوط والمضمون بضمان وأمن الله تعالى وخشيته, والوقوف في وجه الظلم والظالمين والدفاع عن الضعفاء والمستضعفين جهاداً في سبيل الله و فداءاً ونصرة لهم بالنفس والنفيس والجهد والعرق,،، صوروه للبسطاء والسذج والغافلين بمكر وخبث على انه جاء ضدهم وأن الذين يناضلون من أجلهم ويجاهدون ظلم الظالمين بأنهم هم الإرهابيون المدمرون المبيدون وأنهم يقوموم بإرهاب وأصولية وعودة بالإنسان إلى الوراء.

لأنهم يعلمون أن هذه الثقافة وهذه المفاهيم والتشريعات الربانية, وفلسفة الجهاد لو فهمها الناس "كل الناس" على حقيقتها ستكون كافية لسحب البساط من تحت أقدامهم لأنهم يعلمون أنهم هم المعنيون بها لأنهم قطعاً هم الجبارون والمعتدون في الأرض بكل ما تحمل هذه الكلمات من معنى, لذا تعتبر أي نزعة لإحقاق الحق والعدل أو تلفت نظر الناس إلى حقوقهم وتعري عدوهم المتربص بهم هو بلا شك يتعارض مع إستراتيجياتهم المجرمة الفاجرة, وبالتالي فمن البديهي أن يعتبر – في ثقافتهم المعتدية - حجر عثرة في طريقهم ومساعيهم الأساسية المبنية على الظلم والقهر "والغطرسة والكبر", ونهب ثروات ومقومات الغير, وتاريخهم وأعمالهم المستمرة تشهد عليهم بذلك, ولا أظن هناك عاقل يخفى عليه هذا الواقع المرير, وذلك التعالي على الآخرين معتمدين في ذلك على إستعدادهم الفطري وإمتلاكهم كل وسائل القهر والدمار والإستئصال والإبادة الجماعية وتفريغ البلاد من العباد كما حدث مع الهنود الحمر ونهب خيراتها وثرواتها, وما نراه الآن في العراق والشام ثم في ليبيا... الخ.

فهناك أسئلة مهمة يجب أن يطرحها كل عاقل (حر يحترم نفسه وعقله), بل وينبغي عليه أن يقضي باقي عمره باحثاً عن إجابة لها, منها مثلاً:
1. ما هو الإرهاب إبتداءاً؟ .... أبحث وتقصى عن ذلك في النيت وفي الكتب والمراجع المتخصصة والقواميس والتقارير العلمية والإخبارية "النزيهة", ومن كل التعاريف الكثيرة والمتنوعة عن معنى ألإرهاب في العالم كله بصفة عامة, وبالنسبة للغرب بصفة خاصة, ليس شرطاً أن تتحصل على كل شي عن الإرهاب, وإنما فقط قم بتحديد أسوأ عشرة صفات له يكون قد أجمع عليها كل الناس وأمَّن عليها الغرب نفسه وقبلتها إسرائيل,

2. بمنتهى الأمانة والشفافية والموضوعية قم بترتيب كل المنظمات والحركات التي تُصنف وتُتَّهم على أنها إرهابية, بما في ذلك القاعدة وداعش والحكومات المتهمة بالإرهاب في العالم كله والمعارضة السورية والليبية المتصاعة, بما في ذلك أمريكا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا وغيرها,

3. قم بإعطاء كل صفة إرهابية من تلك الصفات السيئة تدرجاً ذو عشر نقاط تبدأ من صفر إلى تسعة,
4. قم بالتحري عن تلك الصفات العشرة المؤكدة والمتفق عليها للإرهاب لتمييزها في سياسات وأعمال وفظائع تلك المنظمات والدول الإرهابية، وأعطي كل منظمة أو دولة إرهابية عدد من النقاط عن كل خصلة إرهابية تجدها متورطة فيها,
5. قم بجمع النقاط التي أعطيتها لكل من الكيانات الإرهابية التي أخضعتها للتقيم,
6. قم بترتيبها تصاعدياً من أعلى نقاط إلى أدناها ثم أعط كل منها رقماً لرتبتها في مدرج الإرهاب rank number,
7. إن كنت دقيقاً في عملك ودراستك ونظرت بموضوعية خلاصة بحثك فإنك ستفاجأ بأن الذي يحتل المرتبة الأولى وأحرز أعلى النقاط (إن لم تكن كلها) النقاط لكل الخصل الإرهابية فلا أظنك ستجدها أحدى تلك المنظمات أو الجماعات إنما ستجدها "دولاً" تدعي الحضارة ورعاية حقوق الإنسان وهي في الواقع تمرغ حقوق وكرامة الإنسان في الوحل, لذا فهي تفوق في ذلك أي منظمة إرهابية في التاريخ البشري, بما في ذلك عصابات المافيا وغسيل الأموال وبيع الأسلحة والأعضاء البشرية والدعارة المنظمة.

بعد هذه العملية البسيطة التي يستطيع القيام بها أي شخص "يبحث عن الحقيقة", فإنها ستقدم لك أكثر من إجابة على سؤالك الذي طرحته علينا وأنت نفسك تعرف الإجابة والكيان الإرهابي الذي أنت تعرفه هو بالطبع يعرف نفسه جيداً بل ويريد أن يُعرف بهذه الخصلة ليوفر لنفسه الهيبة والرهبة وعلى نفسه الكثير من الجهد في إرهاب الناس عملياً لأن ذلك سيترك أثراً على أوضاعه الإقتصادية غير مرغوب فيها في الوقت الحالي.

فلنكن موضوعيين, ونسأل أنفسنا,,, هل حقيقةً أسامة بن لادن كان في الأصل إراهابياً, وكان يعمل ضد الإنسانية وضد البشرية - كما يقول الإعلام الغربي - الذي تبنته ببغاءات وإمعات الإعلام العربي المأجور المقهور أو المتواطيء. بمعنى آخر, هل كانت أهدافه في الأصل هي إرهاب الناس الآمنين لترويعهم ونهب أموالهم وممتلكاتهم, أو لإحتلال أراضيهم والإستئثار بها وتنصيب نفسه حاكما أو إمبراطوراً عليها؟

أم كان هو ثائراً على ظلم وإستعلاء هؤلاء الذين لم يكتفوا بإنتاج وتفعيل كل أسلحة الدمار الشامل والإبادة الجماعية,,, بل تطلعوا أيضاً إلى حرب النجوم,, وما خفي كان أعظم. أولئك الذين ينظرون إلى كل البشر من دونهم على أنهم زيادة عدد لا لزوم لهم ويشاركونهم في كنوز وخيرات الأرض التي هم الأولى بها, فصنفوهم بأنهم أهل "العالم الثالث", وهم من دون سواهم من البشر يعتبرون أنفسهم أهل "العالم الأول", وغيرهم عبيد لهم, ولنتذكر ما فعلوه في الأفارقة وإقتتيادهم لهم كالمواشي عبيداً إن رغبوا في البقاء على قيد الحياة, أو جيفاً وطعاماً للحيتان إن إعترضوا على العبودية ولم ينصاعوا لها أذلةً صاغرين.

فلو أخذنا لمحة من واقع وحياة أسامة بن لادن مثلاً,, ونظرنا إليها بموضوعية وصدق مع الذات, لظهرت لنا حقائق عديدة هامة تساعد في الإجابة على ما طرحناه من سؤال سابق.
معلوم أن هذا الرجل كان والده مليارديراً, وقد نشأ في حياة رغدة ترفة ناعمة, وكان متعلماً, يحمل درجة علمية, بكالوريوس في الاقتصاد أو علوم الإدارة, وقد بلغت ثروته التي ورثها من والده ثلاثمائة مليون دولار.

فعمل على إستثمار هذه الأموال في أعمال المقاولات وفي نشاطات إستثمارية أخرى غيرها. فهذه المعلومة وحدها تعتبر كافية لأن تنفي عنه تماماً إمكانية تفكيره فيما يمكن أن يعبر عنه بالإرهاب لعدم وجود الباعث والمحرك لفكرة الحصول على المال والجاه وغيره من حطام الدنيا لأن ما لديه من قدرات مالية عالية, وما نشأ فيه من مستوى حياة رغدة وسلطان وافر, ويسر في ظل وكنف والده الثري المليارديراً, وبعد وفاة والده من ميراث ضخم بكل المقاييس, لا يترك لصاحبه فرصة للخروج من نعيمه لأي سبب, هكذا يقول المنطق ما لم يكن صاحبه إما معتوهاً أو كانت له أهداف عليا أخرى أكبر وأسمى وأقدس من هذا النعيم.

وقد أجمع الكل على كمال شخصيته وأخلاقه, فقالوا عنه:
1. إنه قد نشأ نشأةً صالحةً, وكان متديِّناً منذ صغره وتزوج عندما بلغ السابعة عشر من عمره, وقد كانت دراسته الجامعية في علم الإدارة العامة أو لعلها الإقتصاد.

2. تميزت طفولته بالتواضع, والخجل, والثقة بالنفس المبنية على العناد. ويقول ذلك عنه أستاذه (بريان فايفيلد شايلر) في مقابلة له مع جريدة الصن البريطانية - (وهو الأستاذ الذي درسه اللغة الإنجليزية) – قال: إنَّ أسامة كان تلميذاً هادئاً وخجولاً ولكنه غامضاً.

3. إن هذا الصبي الذي أصبح أهم الأشخاص المطلوب اعتقالهم في العالم كان يتصرف بشكل طيب ويؤدي كل عمله في الوقت المناسب وأنه كان لطيفاً أكثر من أي شخص آخر في فصله الدراسي. وأضاف فايفيلد شايلر أن أسامة كان متميزاً بين زملائه لأنه كان الأطول والأكثر أناقة ووسامة من معظم الصبية الآخرين كما أنه كان مهذباً ومؤدباً بشكل ملحوظ وكان لديه قدر كبير من الثقة بالنفس (ويغلب على ملامحه الحزن ونادراً ما رآه أصحابه يضحك بصوت عالٍ, وأحيانا يبتسم).

هذا الشخص, كتب عنه المخلصون من الذين إعتبروه عدواً لهم وقد وصفوه بهذه الصورة الإيجابية, ولم يصفه أحد منهم بالسفه أو الرعونة أو الطيش أو التهور,, أو يقلل من قواه العقلية أو يقول بأن هذه السمات التي عرفت عنه منذ طفولته انها قد تغيرت فيما بعد. بل والذي يستحضر صوره وأحاديثه طوال حياته وحتى مماته يجد أن شخصيته تلك التي عرف بها لم تخرج من السمات التي وصفه بها أعدائه مثل التواضع, والخجل, والثقة بالنفس, وهدوء الطبع, والتبسم دون الضحك وسمة الحزن الملازم له طوال حياته, وقد وصفه أستاذه بأنه كان لطيفاً أكثر من أي شخص آخر وقال إنه كان مهذباً ومؤدباً بشكل ملحوظ... الخ

التقرير عن هذا الشخص يقول بكل وضوح،، إنه قد « نشأ نشأةً صالحةً », وكان « متديِّناً » منذ صغره وتزوج عندما كان سنه سبعة عشر عاماً وكانت دراسته في الجامعة في علم الإدارة العامة. معنى هذا أنه لم يكن من ضمن برنامج حياته أن يتجه إلى الصراعات السياسية أو الإتجاهات العسكرية ولو كان كذلك لأعد نفسه من البداية في إتجاه آخر كأن تكون دراسته سياسية أو عسكرية أو العلوم الأخرى التي تجعله أكثر فعالية من دراسته للإقتصاد وعلم الإدارة التي تشهد بأنه قد أعد نفسه إعداداً كاملاً لحياة مدنية ينمي فيها قدراته الذاتية ويستثمر فيها ثروته التي تضمن له ما يتوق إليها ويتمناها أي شاب آخر مثله يتحلى بهذه المواصفات ويملك من المال ما يوفر له حياة الترف والرفه والسعادة.

إذاً,, ما الذي دفعه للخروج من الهناء إلى الهجير؟ ومن القصور إلى الكهوف والجحور, علماً بأنه لم يتعرض في شخصه ولا أسرته إلى ظلم أو إضطهاد أو غبن يجعله يزهد فيما عنده من ترف ورفه وإستقرار. ,,, ولكن لعله كان يرى ما حوله من الإعتداءات والمظالم التي حركته وجعلته يزهد في كل ذلك الهناء ويشارك المغبونين شقاءهم دفاعاً عنهم حتى لقي ربه. فهل مثل هذه الشخصية يمكن أن يكون لها أي دافع لإرهاب غيره من البشر لغرض شخصي؟

نعم,, هذا الشخص وأمثاله من الذين ضاق صدرهم بما تقوم به الدول الإستعمارية الإستعبادية بظلم وإحتقار أهله وبني ملته والسخرية من دينه،،، بالنسبة لأمريكا ولأتباعها هو عدو لهم كما هم أعداء له وبينهما مواجهات وتحديات ومواقف متباينة يدافعون فيها عن أنفسهم وكراماتهم, وخصمهم يعمل على قهرهم وتدجينهم أو إزالتهم من الوجود بوسائلة ويده الطولى وعملائه.. وليست هناك غضاضة في أن يطلق العدو على عدوه صفة الإرهاب, ولكن الغريب في الأمر هو موقف أولئك الرعاع والأقذام الذين لا يعرفون من هو عدوهم ومن هو صديقهم فيرددون ما يريده منهم ذلك العدو وهم يقومون بذلك الدور ببلاهة وتدله ويحسبون انهم يحسنون صنعاً.

الم يسألوا أنفسهم بأمانة وحيادية عن المجرم الحقيقي الذي يعمل ليل نهار من أجل تحويل أبناءهم الطيبين المسالمين إلى هذه الصورة الظالمة التي يوصلونهم إليها فقط من أجل مصالحهم وأمنهم, فيدفعون بالشباب إلى أتون مطامحهم ومطامعهم التي يسعون من أجلها إلى إخضاع وإذلال كل من في وجدانه شيء من شموخ وعزة نفس ونخوة وإيمان بالحق والعدالة والندية والمساواة, فيجندون أنفسهم لرد إعتبار ذويهم وأمتهم.

ولكن تعمل كل تلك الجهات المارقة على تشويه مقاصدهم ثم تحويلهم إما إلى أموات بصورة مادية برجمهم من مقاتلات بلا طيارين أو بحرقهم بالنابالم أو كتم أنفاسهم وحرق وإذابة جلودهم وجماجمهم بالأسلحة الكيميائية, أو بقتلهم معنوياً إما بتحويلهم إلى مطلوبين بدعوى انهم إرهابيين, أو إلى جمع من المحبطين المقهورين, والمدمنين المخمورين المخدرين, وشواذ ومثليين وسحاقيات،، ثم يأتي هؤلاء الأموات الذين هم (على قيد الحياة إحصائياً), فيتطاولون ويقيمون أناساً عاشوا رجالاً أحراراً وماتو أشاوس ذوي مباديء, يرفضون الضيم والحياة الرغدة المرفهة المنعمة إن كانت تحت هجير وسعير العبودية والإستعباد والإحتقار, حتى إن كان ذلك لغيرهم من إخوانهم في آدم.

ثم,,, هل الجماعات المسلحة في كل بقاع الأرض كلها إرهابية وهدفها إلحاق الضرر بالناس وترويعهم ونهبهم؟
وهل كل الجماعات التي تدعمها دول الفيتو (أعضاء مجلس إدارة العالم), وتمدها بالمال والسلاح هي حقيقةً مجموعات ثائرة ومعارضة سياسية حقيقية تتضمن أجندتهم المرسومة لهم شيئاً من مصالح بلادهم التي يدعون بأنهم يعملون لصالح شعبها؟؟؟ أم أن لكل منهم قضيتة التي قد تكون عادلة من وجهة نظرهم, كما قد تكون جائرة من وجهة نظر آخرين.

ولكن العدل يقتضي - ليس فقط النظر إلى السلوك مجرداً عن الإعتبارات الأخرى - ,, ولكن يجب النظر إلى الدوافع التي بلغت بهذه الجماعات ما بلغته من تصرفات غير مفهومة ولكنها متسقة تماماً من البيئة التي خلقتها وأوجدتها دولة الإبادة الجماعية, ومروجة الفتن ومصدِّرة المصائب للشعوب الآمنة, التي حولت هؤلاء المواطنين الآمنين إلى وحوش يحرك مشاعرها الغبن والغل والشعور بالظلم والمهانة, فتتولد لديهم الرغبة الجامحة في الإنتقام دون إستطاعتهم معرفة وتمييز من يستحق الإنتقام منهم لأن كل ما حولهم مشكوك فيه ومتوجس منه.

فالعنف منهم مبرر لأنهم مقهورون عليه كبديل وحيد لتوفير البقاء على الحياة, والصراع من أجل الدفاع عن النفس وإستعادة شيء من الكرامة المهدرة بعد أن فقدوا الوالد والولد والصاحبة والصديق والجار والأمن وأساسيات مقومات الحياة الأخرى بقرار من معتوه صاغه بمباركة ومشاركة سفلة ووحوش بشرية ضربوا به, وبعرض الحائط كل قوانين الدنيا والآخرة وتجاوزا حتى مجلسهم الأمني الذي يسيطروا عليه تماماً بحق النقض الجائر الغامط لحقوق الضعفاء. فالسؤال البديهي هو:

1. وهل كانت هناك بدولة العراق مثلاً مليشيات أو جماعات أو منظمات إرهابية أو غير إرهابية قبل أن تجتاحه تلك الدول الظالمة المجرمة بأكذوبة مخزية لمن يعرف معنى الخزي والعار, لم يستطيعوا حتى الآن إيجاد أي شيء يحفظ لهم ماء الوجه (إن وجد أساساً), فتحول نهار ذلك البلد الكريم ليلاً غائماً سرمدياً ظلمات بعضها فوق بعض ولا تزال تزكي نار الفتن بين الأخوة والأصدقاء والأرحام فتحولهم من مواطنين آمنين إلى أشباح فقدوا روح الإنسانية مع من فقدوه من أهل وأحبة إندثروا كلهم أو أغلبهم تحت الثرى والركام والإختطافات والتعذيب والإغتصاب والمهانات التي لا يمكن أن يبقى المتعرض لها من بعدها على إنسانيته سليمةً ومشاعره حيَّةً بعد أن سلبه المغتصب كل ما يريد أن يبقي على الحياة من أجله,,,

كل ذلك وغيره من أفعال عدو الإنسانية ذلك المخبول الذي كان فأل شؤم على الدنيا كلها,, وكل الفتن التي تراها الآن هي نتاج طبيعي لتلك الأعمال الإجرامية المخطط لها بدقة والآن تنفذ بدقة أيضاً وإصرار, ومع كل ذلك لا نزال نرى الخور والسلبية التي تردى فيها أحفاد الأشاوس والفرسان كرماد لنارهم وغثاء لسيلهم وصواعق في صَيِّبِهِمْ الواعد, وهم يرزحون تحت كوابل الخور والخنوع وعشق الوهن وإلتزامه فهانوا في أعين بغاث الطير وحثالة البشر ... ألا (لا نامت أعين الجبناء).

وها هو ذا الخريف العربي بدأ يتبلور في شكل حكومات وأنظمة غير تلك التي خرجت الشعوب لبلوغها, فلم ينلهم شيء من ثوراتهم سوى القتل المادي والمعنوي بالإحباط والحرمان من الحرية بإيداعهم السجون للتعذيب والموت البطيء والحرق أحياءاً وأمواتاً بإشعال النار في جثامينهم على أيدي الذين يفترض أنهم إخوانهم,,, وعلى أيدي مغتصبي إرادتهم بأجندة أجنبية وتمويل مذل,, فمثلاً آخر هذه الأوراق التي أسقطها الخريف العربي وهي اليمن الذي قد إستلمته أمريكا لتوكل عليه الحوثي الذي قالت إسرائيل عنه إنه من أصل يهودي, فإذا أضفنا إليه توجهه الشيعي الإيراني,, وأن أمريكا قد إعترفت بأنها قد دعمته حتى أوصلته إلى غايتها كما فعلت مع أفغانستان وجاءت بحامد كرازاي، وبالعراق فجاءت برجالها أمثال نور المالكي وغيره. ولا ننسى ما حدث بالسودان وتجزئته إلى دولتين لتحقيق مصالح غيرهم, وكذلك ما حدث في مصر حتى الآن وما سيحدث بها وبغيرها.. الخ

لذا ليس المهم السؤال عن داعش أو غيرها فكل العرب بصفة عامة والمسلمين منهم بصفة خاصة والسنيين منهم بصفة أخص هم جميعاً ضحايا ذلك المارد الذي قد أعد لهم مستقبلاً اسوداً خطط له بعناية والآن يتم تنفيذه بدقة وإلتزام لا يعيقه شيء, بل يعمل ضحايا السابقين واللاحقين على تمكينه وتثبيته بالإشاعات والإتهامات والأحقاد والتواطوءات, وغداً لناظره قريب, فالآن أمامنا حالتين في الأجندة الخفية هما سوريا وليبيا, فلا ندري من الرجل الذي أعد ليستلم الأمر في كل منهما بعد أن يستقر دولاب الشر على ما يريده مخططوا الشر ورواده.

فلنتذكر معاً قول الرئيس الأمريكي إنها حرب صليبية, ولنتذكر أيضاً وزيرة الخارجية التي أطلقت عليها "فوضى خلاقة", وها نحن ذا في الفوضى الخلاقة لهم والتي مشروعها هو "الشرق الأوسط الجديد" لإزالة العوائق أمام مشروع العولمة التي تحقق أمن إسرائيل وهيمنتها على المنطقة بأسرها.

إنتبهوا جيداً أيها العقلاء الحكماء الإستراتيجيون لما يحاك لكم وضدكم,,, ودعكم من تبادل الإتهامات,, فالتخطيط الشيطاني الخبيث على ما يبدوا هو للقضاء عليكم بكاملكم,, بغض النظر عمَّا إذا كنتم معتدلين أو مسالمين أو إرهابيين. أما داعش فلتكن لكم الجرأة والمعرفة العلمية والآلية التي تصلون بها إلى حقيقة غاياتهم وهويتهم ومبرراتهم وقضيتهم وأهدافهم من السلوك والأعمال التي تتداولها وسائل الإعلام وحصاد الأقلام من فظائع لا يقبلها العقل, فإن صدقت عنهم تلك الأقوال فلا يقبل منهم فيها أي مبرر مهما كانت غايتهم وأهدافهم وقضيتهم حتى إن كانت عادلة, وذلك إن تضمنت أجندتهم شيئاً من ترويع أو قتل الأبرياء ولو بالنذر اليسير, سواءاً أكان ذلك لإختلاف دينهم أو لتوجهاتهم العقدية السلمية,, فالله تعالى خلق الإنسان وجعله حراً في إختياره لدينه ومعتقده, ولكنه لم يترك أحد من البشر غافلاً بل كشف لهم ما يتبع إختيار كل منهم من ثواب أو عقاب.

هنا لي سؤال أرجوا التمعن فيه جيداً قبل الإجابة عليه.
أولاً: هل حكى التاريخ أو السيرة أن هناك دولة إسلامية أو جماعة مدعية الإسلام كان إسمها عبارة عن مجموعة حروف عبارة عن إختصارات لإسم الدولة كما هو الحال في (الدولة الإسلامية للعراق والشام: د. ا. ع. ش)؟ كما هو الحال في الدول الغربية والأوربية,,, مثلا (الولايات المتحدة الأمريكية U.S.A), و (المملكة المتحدة U.K), و (الأمم المتحدة U.N), وهذا أسلوب عرف عنهم ولم يعرف عن العرب ولا المسلمين قط,,, فما الذي حدث وكيف إستطاع الأغبياء تمرير هذه السقطة والهفوة عليكم؟؟؟

ثانياً: ألا يلفت نظركم التناقضات والمؤشرات الظاهرة التي تشير كلها إلى أسلوب ونمط جهة محددة عرف عنها بدون أدنى جدال؟ ألم تلاحظوا أبداً هاماتهم الطويلة نسبياً وأجرامهم الضخمة, وأيضاً أسلحتهم وعتادهم وسياراتهم وإسلوب الإعدامات والذي الذي يلبسونه للضحايا, وطريقة التنفيذ ... الخ ما خطبكم أيها الناس؟
هل مجرد وضع الشهادتين كخلفية لرجال "ماثمون" يعني ذلك بأن هذه اللوحة المفبركة "السيئة الإعداد" أنها لمسلمين, وأن هؤلاء يتأسون بالرسول صلى الله عليه وسلم؟ هل أنتم مسحورون؟؟؟

الشرع الإسلامي يحمي ويؤكد على حرية إختيار الناس لدينهم والتبرير واضح للمعتدلين, لأن الأحمق لا يمكن أن يضم إلى صفوفه مقهورين ثم يعتمد عليهم ويعطيهم ظهره ويغمض جفنه وهو مطلوب منهم ولن يسلم من غدرهم وإنتقامهم. لذا فالذي يختار الكفر عن قناعة منه ودون ضغوط عليه, فهو لم يفعل ذلك خارج مشيئة الله تعالى ولكنه إختار ما لا يرضاه الله له و لا يحبه, لذا فالذي يقهر الناس على تغيير دينهم هو الخاسر في الدنيا وفي الآخرة حيث يتبرأ الله تعالى ورسوله منه.

ويجب أن يعلم الناس جيداً أن الإسلام ليس لشريحة أو عرق معين من البشر, وإنما هو نظام حياة كامل متكامل مكتمل،،، ومتاح لكل من أراده ورغب فيه ليكون منهجه وصدَّق به وسعى إلى ما عند الله تعالى جزاءاً عليه, وهو لا يقبل الناس كماً وإنما يقبلهم نوعاً ووفق مواصفات دقيقة لا تتحمل أي نقص أو تنقيص.

ومن ثم فلا يوجد أي منطق أو مبرر ولا سند لأي قدر من العنف على الناس لجبرهم على إعتناقه أو التضييق على الراغبين عنه, كما يدعي المبطلون الكافرون, لأنهم ببساطة لن يعجزوا الله شيئاً فهو قادر عليهم وعلى قهرهم على ما يريد إن شاء ذلك لأن مشيئته أن يقبل عليه الناس إختياراً. فجريمة الذي يفعل هذا وفق هواه فكأنما يصف الله تعالى "عامداً متعمداً" بالضعف وانه يحتاج إلى من يدافع عنه ويقهر الناس على عبادته التي أضنته وغلبته (تعالى الله عن كل ذلك علواً كبيراً).

إن وصف داعش أو غيرها بالإرهاب دون التفكير في الإرهابي الحقيقي الذي فجر كل هذه الفتن إنما هو غفلة وغباء وتدليس بل وتستر متعمد للجاني والمجرم الإرهابي الحقيقي والاساسي. ومعروف من هو المسئول عن كل نفس أزهقت منذ الإجتياح الامريكي المشئوم الذي قام به معتوهها فحول الإستقرار إلى ضياع والإخاء إلى عداء والصفاء إلى جفاء, والنفوس الطيبة الرحيمة إلى قلوب ملئها الحزن والخوف والتوجس والكراهية.

فالذي يتوقع من العراقيين أن يعودوا إلى حالتهم الطبيعية الأولى "قريباً" يكون واهماً, فأكثر من عقد من الزمان يعيش هؤلاء المنكوبين في خوف وهلع وتوجس لا يستطيعون تحديد وجهته ولا مصدره فالموت هو الحقيقة التي لا يختلف عليها إثنان, والبقاء على الحياة هو الإستثناء, لأنه لا يوجد أي ضمان لإستمرارها, وهذا يعني أن المُسَلَّم به هو إنتظار مصيبة الموت المتوقع في أي لحظة على صفيح ساخن فهم يموتون موتاً متراكباً ولا يدرون متى يقع بهم؟ ولا كيف,, ولا لماذا؟ فإن ثبت عليهم ما يوصفون به فلننظر إلى المستفيد منهم حقيقةً. فإن كانت داعش عراقية فليس هناك مبرر إلى ذكر بلد آخر هو الشام ضمن مساعيها, وكذلك الحال إن كانت شامية. فالذي غزا العراق لا يمكن أن يخرج منها دون أن يحقق ما جاء من أجله وبذل فيه مليارات الدولارات إنتبهوا أيها العقلاء حيداً.

وعلى ذلك,, فلست أنا ولا الإسلام هو الذي ينبغي أن يسأل عن داعش أو داحس أو الغبراء أو غيرها فلربما هم أنفسهم أو بعضهم لا يعرفون كل شيء عن أي شيء,,, وإنما أهل العراق الذين لم يعوا الدرس بعد,, ولم يسعوا إلى إيقاف نزيف الدم والسعي الجاد إلى قبول الآخر على علاته حتى يفوتوا الفرصة على عدوهم المتخفي المندس بينهم فتستقيم الحياة ولم يفعلوا ما يجب عليهم للدفاع عن بلدهم الكريم ولم يتصدوا للأجندة الخفية التي تسعى لإذلالهم وتحقيرهم ونهبهم, والتي يتخفى العدوا الحقيقي خلف داعش وغيرها لتصرف الأنظار عن جرائم العصر التي إرتكبها ويرتكبها على مدار اللحظة والثانية والساعة.

وحتى يضمن بقاء نار الفتنة متأججاً وبهذا فقط يضمن نجاح إستراتيجية "الفوضى الخلاقة", حتى الوصول إلى حوثي آخر يكون من أصل يهودي ولاهوتي هذه المرة ليتولى أمر العراق الذي مات شبابه وجدانياً فتركوا الحبل على القارب للإرهابي الحقيقي الذي لن يقف عند حد ما دام أن هناك بشر لا يزالون يتنفسون (إلا من رحم ربي).

وأنا في ظني أن داعش وغيرها إن لم تكن صنعة أمريكية لتنفذ بها أجندة خفية فإنها بلا شك هي المتسببة في بروزها لإعتبارات يصعب حصرها, المهم في الأمر أن أمريكا وأوروبا مسئولون مسئولية مباشرة عن كل ما يجري من تداعيات مأساوية خلقت بيئة يصعب فيها معرفة الظالم من المظلوم والإرهابي, راعي الإرهاب المبرمج والمدعوم ومحروس بالأسلحة الفتاكة التي تكفي لإخراج الأرض من مدارها.

فالذي نقوم به نحن حقيقةً (بعيداً عن السياسة), هو حرق الأوراق التي يلعب بها هؤلاء الشياطين وأولئك المجرمين, ليبهتوا الإسلام بما ليس فيه, فعندما يرى الناس هذه الفوضى المنكرة, ثم يُبْهَتُ بها العدو الإستراتيجي لأمريكا والغرب "بعد الحرب الباردة", وهو الإسلام (المنافس الوحيد في الساحة) الذي لديه كل مقومات الظهور والهيمنة على الفكر السليم لبني آدم, والذي بذلك يشكل خطراً على كيان رأسمالي متهالك, كان لا بد لهم من أن يستخدموا السلاح الفتاك وهو وصفه بالإرهاب وتحميله وزرهم هم كإرهابيين حقيقيين, ومن ثم يتم تمويل هذا التوجه الشيطاني بسخاء ما دام أنه يجعل المسلمين يتناحرون فيما بينهم ويعودون كفاراً بضرب بعضهم رقاب بعضٍ.

وقد حذرهم النبي الكريم من مغبة التخالف والإختلاف والفتن فيما بينهم,, وبين لهم بأنهم بذلك ستذهب ريحهم, ولكنهم لم يستمعوا إلى قوله ويعملوا به, فتركهم الله ليفترسهم الإعلام الأمريكي والغربي فخسروا أنفسهم في الدنيا ولعلهم سيخسرونها في الآخرة, ومن يكن الشيطان له قريناً فساء فريناً.

نحن لسن لنا أجندة خفية, ولا أهداف سياسية, ولا نتمبع لجماعات بعينها, كل مسعانا أن نعرض القرآن الكريم على الناس بكل آياته ليعلم العدو قبل الصديق أن منهج الإسلام وآيات كتاب الله وسوره كلها تتضمن كل الحلول للمشاكل المعقدة التي يعاني منها إنسان اليوم والغد. لذا سنسكت الأفواه ونخرسها بعرض آيات القرآن الكريم للقراء بالتدبر, وأمامم مباشرة ليكون تكذيباً عملياً وموضوعياً لأي إدعاء لهؤلاء المبطلين وغيرهم تكذيباً مادياً مقام عليه الدليل لأنه سيكون بعيد عن شطحات المذهبيين والطائفيين والمشعوذين والمفسرين والمتفلسفين الذي جاءوا بما يتناقض مع نصوص آيات الله تعالى وسوره وتشويهاً لروحه التي في جوهرها سعادة البشرية جمعاء. فالقرآن الكريم هو الوحيد الذي يستعصى على أي أحد أن يقول عنه بغير ما قاله الله تعالى فيه بلسان عربي منبين.

ولو تلاحظ يا أخي عماد, أننا أبطلنا "بالقرآن فقط" شبهات طالما تغنى بها أعداء الإسلام فجعلها الله تعالى لهم بآياته هباءاً منثوراً. ونحن بإذن الله تعالى (في سلسلة مواضيعنا القادمة) سنعمل على تفنيد ودحض أكبر شبهة ألحقها جهلاء المسلمين من المتعلمنين وذلك فقط بالقرآن الكريم الذي بهته هؤلاء المدعون بآية السيف الناسخة لروح القرآن وذروة سنامه وهي (الرحمة للعالمين), وذلك بأهوائهم ومخيلاتهم المتناقضة مع روح القرآن الكريم وبعيداً عن إلتزام ما أمرهم الله تعالى به وهو "التدبر" والإستماع مع الإنساط.

حينئذ سيعلم الناس أن الجهل والسفه لا يمكن أن يتماشيا مع كتاب الله تعالى الذي فصله تفصيلاً ولا يحتاج منا إلى تفسير, لأن القول بالتفسير يقتضي أن يكون المفسَّرُ به عوجٌ وبالتالي يلزمه تفسير حتى يزال عنه ذلك العوج, ولكن الله تعالى قال وأكد بأن القرآن "عَرَبِيٌّ غَيْر ذِيْ عوج", وقال بأنه "قُرآنٌ عَرَبِيٌّ مُبِيْنٌ", ولا شك في أن ذلك التفسير سيجعله "مُبَانَاً" بعد أن كان مُبِيْنَاً.

لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم,,, فهلا وعي الشباب والعقلاء ما يجب عليهم عمله لإنقاذ بلدهم من براثن الغزاة الطغاة المتجبرين لرفع العار عن أجيالهم القادمة التي ستلعن من سبقها إلى هذه الدنيا وأطَّر لها كرامتها.
وعرضنا لآيات وسور القرآن الكريم خلال كل المواضيع التي نشرناها حتى الآن, والتي نحن بصددها إنما الغاية منها أن نؤكد للقاصي والداني بأن منهج الرسول الكريم كبيره وصغيره لا ولن يخرج بأي حال من الأحوال أو يتعارض مع القرآن الكريم,, وما دام أن القرآن متاح للجميع بكل شفافية ووضوح إذاً لن يكون للمغالطات والإدعاءات وجود إلَّا في قلوب ورؤوس وألسنة السفهاء الذين لا ولن يقيم أحد لهم وزناً.

فسؤال الأخ عماد عما إذا كان ما فعلته داعش له علاقة بالرسول محمد وأصحابه, وما إذا كان قدوة بهم,, نقول له هذا السؤال أو غيره إذا طرح بغرض الحصول على الإجابة الصحيحة يكون سؤالاً في غير محله للآتي:
أولاً: أنْ يدَّعِيَ أحد بأنه مسلم, فالإسلام ليس عنده آلية بأن ينفي عنه ذلك الإدعاء لأن أي إنسان من حقه أن يدعي ذلك, ولكن,, هناك مؤشرات كثيرة مادية وإستنتاجية, تحرك هذا المدعي من شريحة إلى أخرى وفقاً لسلوكه وتصرفاته الظاهرة قياساً بالمعايير التي وضعها القرآن الكريم لكل شريحة, وبالتالي قد تدل مؤشراته على أنه مؤمن, أو ينضوي تحت لواء من ألوية النفاق العديدة التي فصلها الله تعالى في سورة التوبة التي قد تتجاوز الكفر إلى الشرك أو الإلحاد أو التمجس...

ثانياً: الذي يدعي انه يقتدي بالرسول أو أصحابه العدول,, لن يؤخذ منه هذا الإدعاء إن تعارض من آية من آيات القرآن الكريم كلياً أو جزئياً. فالإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم لن يتحقق إلَّا إذا شهد القرآن للمدعي بذلك.

ثالثاً: أنا لا أملك المقومات الكافية والقدرة على تقييم أي جهة سواءاً أكانت داعش أم غيرها, فلا يعلم بالسرائر إلَّا الله تعالى. ولكن من خلال بعض المؤشرات يمكن إنتقاد التصرفات وليس الحكم عليها بشيء سلباً كان أو إيجاباً ما لم تكتمل المعلومة التي تدين أو تزكِّي المعني وتؤيد الحقيقة أو تنفيها, وحيث أن حقيقة هذه الجماعات وغيرها يكتنفه كثير من الغموض وكل المعلومات عنها مصدرها وسائل الإعلام المشبوهة, بما في ذلك وجود تصرفات من مدعين بأنهم مسلمين, وفي نفس الوقت ليس هناك من الأدلة القطعية والبراهين على أنهم ليسوا أعداءاً له, مدعين ومتربصين, ويتخفون وراء أقنعة ويضعون وراءهم خلفية مكتوب فيها (لا إله إلا الله محمد رسول الله), وما دون ذلك لا يلحظ المرء أي شواهد تدل على روح الإسلام الحقيقية,,, هذا وحده يقوي شبهة إبعاد أي إحتمال لأن يكونوا متأسين أو مقتدين لا بالنبي الكريم ولا بأصحابه العدول.

وأنا شخصياً (بهذه التخفيات وتغطية الوجوه) ارجح أنهم يقومون بأجندة خفية تخدم كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بصفة خاصة:
أولاً: لأن الذين يبيعون لله أنفسهم وأموالهم, ويعلمون أنهم على حق لن يسلكوا هذا السلوك, لأنهم لا يخشون سوى الله وحده, وبالتالي سيكون من أساسيات سلوكهم ومنهجهم هو الشفافية والوضوح والمصداقية والعدل حتى مع الشنآن.

ثانياً: كما أن الذين يقطعون رؤوس الناس ويتخفون وراء الإسلام, لن يستطيعوا أن يمرروا هذه الخدعة, لأن القرآن سيلفظهم, لأنهم يعملون على تكذيب القرآن عياناً بياناً, ويعصون أمر الله تعالى الذي لم يجعل لكل أنبيائه ورسله بصفة عامة ولا لنبيه ورسوله الخاتم بصفة خاصة أي سلطان على أحد فيما يتعلق بالعقيدة, وقد نفى عنه وأشهده على نفسه بأنه ليس عليهم بوكيل, وأن الله تعالى لم يجعله عليهم حفيظاً, وهذا ينسجم مع هدفنا من عرض آيات القرآن الكريم عبر كل المواضيع الطويلة التي نشرناها. فالذي له أجندة شيطانية يريد أن ينسبها إلى الإسلام لن يستطيع ذلك ولن يخدع بها سوى الذين عشقوا خداع أنفسهم وأدمنوا المهانة والسفله.

ثالثاً: بنظرة عامة فاحصة وسريعة نجد أن المستفيد الأول والأخير من ردة الفعل على هذه الأعمال التي يحرص الغرب وأعداء الإسلام على إبرازها والتركيز عليها وتصويرها بهذه الدرجة من الفظاعة هم أولئك الذين يريدون تشويه صورة الإسلام وتثبيت شبهة الإرهاب به وجعلها تتحول من شبهة إلى تهمة وتجريم, ليس ذلك فحسب, بل جعل منافقي الأمة ابواقاً يروجون لهذه الفرية حتى تخفي هذه الدول الإرهابية جرائم الإبادة الجماعية والدمار الشامل الذي تقوم به في الشرق الأوسط وأفريقيا, ولا ندري إن كان المصير الذي أعدوه لنا سيكون تكراراً لمصير الهنود الحمر أم سيكون أسوأ من ذلك ,, الله أعلم,, فلننتظر حتى نؤكل عندما يؤكل الثور الأبيض.

تحية طيبة للقراء والقارءات الكريمات

بشاراه أحمد


عفواً.. السادة إدارة الحوار المتمدن,,, بعد التحيةنفيدكم علماً بأننا لأحثر من ستة مرات نرسل لكم مادة هذا الموضوع. ومن جانبنا راجعنا كل تعليماتكم ورشوطكم فلم نجد به مجافاة لها, ومع ذلك لمن يتم نشره مع أنه في كل مرة يأتينا تعزيزاً بأنه قد تم حفظه. أرجوا التكرم بالإفادة عن سبب تأخير النشر, وما إذا كان لديكم ملاحظات أو تحفظات عليه.على أية حال لقد قمت هذه المرة بتغيير عنوان الموضوع السابق وهو: (من هو الإرهابي الحقيقي؟؟؟), ظناً مني بأنه قد يكون لسبب أو لآخر غير مقبول لديكم "تحسباً" فقط. أرجوا تفضلكم بإجراء اللازم حياله وشكراً.تفضلوا بقبول وافر التحيةالكاتب بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر ... ومَا أنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَك ...
- هل القرآن حَمَّالُ أوْجُهٍ؟؟؟ (ب):
- هل القرآن حَمَّالُ أوْجُهٍ؟؟؟ (أ):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟- ج (تصحيح مفاهيم1 ...
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (ج):
- عناصر الإرهاب الشرعي ... والإبادة الجماعية-أ (تصحثح مفاهيم):
- عناصر الإرهاب الشرعي ... والإبادة الجماعية (أ):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (تعليقات):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (ب):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (أ):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (6):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (5):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (4):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (3):
- تكملة ... عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (2):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (1):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13س (ملخص آل عمران ومريم):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13ع (ألم، كهيعص2):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13س(ألم، كهيعص1):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13ن (آل عمران):


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - تصحيح مفاهيم ... الإرهاب والإرهابيون: