الاسلام السياسي إلعوبة الرأسماليه

فولتير كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4760 - 2015 / 3 / 27 - 13:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الاسلام السياسي إلعوبة الرأسماليه
تحول الاسلام و منذ إنشاء جماعة الاخوان المسلمين في مصر عام1928 على يد الشيخ حسن البنا الى إلعوبه بيد كل من يريد ان يتدخل بشؤون دول العالم العربي و الاسلامي .
بدأ نشاط جماعه الاخوان المسلمين السياسي قبيل الحرب الكونيه الثانيه و اعلن مؤسسها و مرشدها حسن البنا خطابه السياسي الديني في ما يُعرف "بالمطالب الخمسين" و الذي أعلن فيه عدائه للاحزاب السياسيه (لانها مستورده و لانها أحزاب الشيطان) و أكد بوضوح أن لا حزبيه في الاسلام (هو اعتقد ان جماعته ليست حزب لان اسمها جماعه).
جماعة الاخوان المسلمين فرّخت خلال مسيرتها الطويله الكثير من التنظيمات و الاحزاب و الحركات الاسلاميه منها ما إندثر و مات و منها مازال حي يُرزق.
يمتد طيف الحركات الاسلاميه بين المعتدل المنادي بالوسطيه و يكتفي بأن تكون الشريعه الاسلاميه المصدر الوحيد و ربما المصدر الرئيسي لقوانين الدوله مع الحفاظ على بعض حقوق الاقليات الدينيه (إن وجدت) و لكن هذا الطيف الاسلامي يتوحش ليصل الى حدود الله الداعشيه و الطلبانيه و التي جرمت كل ما عداها و كل من عاداها.
الخطاب السياسي الديني للجماعات الاسلاميه يعتمد بشكل اساسي على كتب الشيوخ أمثال ابن تيميه و ابن القيم و عبد الوّهاب النجدي.
و بما ان الاسلام صالح لكل زمان و مكان و ان تعاليمه خارج مفهوم الزمان و ان قوانينه يمكن تطبيقها في اي زمن, كان لزاما على الجماعات الاسلاميه ان تستقي الاسلام من مصادره السلفيه شكلا و مضمونا و بما ان ذلك يخلق صعوبه في التطبيق كان لا بد من التضيق على البشر بقوانين تُرجع الانسان الى عصر لم يعتاد عليه.
ما حدث مع الاسلام السياسي أنه جعل الشعب يعيش الحاله الدينيه على الدوام و لم يعد الدين تعبيرا عن حياتنا الروحيه فقط بل اصبح الدين كل حياتنا.
الدين هيمن على حياتنا الروحيه و النفسيه و الاجتماعيه و السياسيه و الثقافيه و العمليه و النظريه, الدين سيطر على حياتنا الجنسيه و الماليه و الاقتصاديه , الدين تدخل باسلوب حياتنا و طريقة دخولنا و خروجنا و حديثنا.
الدين حولنا الى وحوش عنصريه هدامه...كل هذا حصل بفضل الحركات الاسلاميه السياسيه الدينيه و التي أخذت على عاتقها تفسير القرآن و الحديث حتى اصبح تفسير النص اهم بكثير من النص الالهي نفسه.
بفضل الحركات الاسلاميه الدينيه تحول الاف بل الملايين من الشباب المسلم الى قطعان يرددون ما يسمعون... يحفظون لا يفهمون.... قساة قلوب برابره ينفذون أوامر شيوخ أسلموهم عقولهم و قلوبهم و حياتهم.
دور الشيوخ من زمن المرشد الاول الى اخر خليفه للدولة الاسلاميه مرورا بالخليفه المغيب الملا عمر الطلباني كان دورا يحقق بعلم او غير علم مصالح الدول الاستعماريه و الرأسماليه .
لقد استورد الغرب الاسلام و اعاد إنتاجه ليصبح اكثر بدائية بعد ان جردوه من كل الروحانيه فتحول الاسلام الى طائفه دينيه متشدده (ليس دين) تهدد بدل ان تنصح ...تخرب بدل ان تبني... تفرق بدل ان تجمع... من ثم تمت اعاده هذا الدين الاسلامي الامريكي الى موطنه الاصلي مزودا بجوقه من الشيوخ يملكون حلول سحريه لكل مشاكل المجتمع.
لقد حول الغرب الاستعماري من خلال الاسلام السياسي جزء من شعوب اي دوله الى طابور خامس ينفذ مصالحه او الى قنابل موقوته تنفجر على توقيت الغرب بوجه كل من يخالف الشريعه الامريكيه.
بفضل هذه القنابل الموقوته سنبقى في حالة إعمار دائم لمدننا و بلداننا إلا إذا تم تطبيق الشريعه الامريكيه و كل جوله تخالف الشريعه الامريكيه تعاقب بتطبيق الشريعه الاسلاميه فيها بالقوه من خلال هؤلاء الاسلامسسن المنتشرين في بلدانهم او في المهجر.
بفضل هؤلاء الاسلاميين و ذاك الدين و جوقة الشيوخ و أولئك الانتحاريون لقد اصبح الاسلام إلعوبه بيد الرأسماليه و الاستعمار.

#فولتير_كاظم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات