أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ملاحظات يتلمسها المرء حول المشروع المصري















المزيد.....

ملاحظات يتلمسها المرء حول المشروع المصري


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4757 - 2015 / 3 / 24 - 23:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مروان صباح / في عجلة الإنماء الحديثة التى يريد إحداثها الرئيس السيسي في مصر ، ثمة ، بعدان ، احدهما أو كلاهما يتعلق بالذاكرة المصرية ، البعد الأول ، مشروع عبدالناصر ، الناقص ، والأخر ، مستقبلي يتعلق دائماً بالأجيال المتعاقبة ، حيث ، يلاحظ المرء بأن الرجل حريص كل الحرص على أن يشهد عصره المنظور انجازات بحجم دول عظمى ، وهذا بالطبع ، اشارت إليه النتائج الأولى ، لملتقى الاقتصادي الأول الذي انعقد في شرم الشيخ بتاريخ 13 / إلى 15 / من اذار 2015 م بمشاركة ما يقارب ال 100 دولة وأكثر من 25 منظمة دولية وإقليمية ، وقد تكون بالفعل مصر في طريقها إلى الخطوة الأولى في اعادة بناء اقتصادها لما تمثل تلك المشاريع المبرمة من فرص عمل وتشغيل ، وأيضاً ، حيوية لسنوات طويلة ، بالإضافة ، إلى عنوان كبير ، هو ، اخراج القاهرة إلى قاهرة أخرى بضعف المساحة ، على أقل تقدير ، وبالتالي ، تعتبر واحدة من الأزمات الكارثية التى تطوق رقاب سكان القاهرة ، حيث ، يعيشون في مربع وعلى جزء صغير من مساحة العاصمة الإجمالية .
يستذكر المرء تلك المرأة التى كانت تصطف بين أحد طوابير الخبز الصباحية ، في ضواحي القاهرة الشعبية ، أواخر عهد مبارك ، عندما توجهت بسؤال عبر قناة فضائية ، متى يعود حكم العسكر ، والثابت على الأقل حتى الآن ، بأن مصر في العقود الأخيرة ، من حكم السادات إلى مبارك ، في قالبهما المزعوم بالمدنية ، لم يشعر المواطن في الفترتين بالأمن المجتمعي ، لا على الصعيد الاقتصادي ولا النهضوي ، بل ، مورس بحقه أبشع الانتهاكات حتى وصل الأمر إلى أن يتمنى رغيف خبز خالي من الحصى ، وأن جاز القول بأن الرئيس السيسي ، حسب ما أظهر من نوايا بالتأكيد هي صادقة حول اتفاقيات وقعت مع دول وشركات عالمية وأخرى كبرى ، تهدف أولاً وأخيراً إلى انقاذ البلاد من التدهور والانعطاف به نحو الخلاص ، لكننا ، نضع النوايا التى لا يعلم بها إلا الله ، جانباً ، لننتقل إلى واقع كثيف ، يشير بأن الحكومة والجيش معاً يواجهان ، جيش أخر من البيروقراطيين ، الذين كانوا ومازال على مدار العقود السابقة عائق صريح في التنمية أو في تنفيذ مشاريع ضخمة ، وفي جانب أخر ، لا يقل أهمية ، هناك تدهور في الوضع الأمني الذي يشكل التهديد الأخطر، كونه مسلح ، هو لا سواه ، يتخذ من البيان خط ، صحيح ، بطيء ، إلا أنه ، مؤثر ، يتصاعد ، وقابل إلى التوسع ، بالإضافة ، للعوامل الخارجية التى تُبيت نوايا خبيثة أقلها غير راغبة على الإطلاق أن تعيد مصرعافيتها مرة أخرى .
وللتذكيرالمفيد ، مجدداً ، ودائماً ، فإن مجيء السيسي إلى رئاسة الدولة ، تماماً ، كما هو حال مرسي الموقوف ، يشابه الفترة التى ، تكمن فيها عبدالناصر من تولى السلطة ، كانت مصر كما هي الآن ، خارجة من حقبة الظلام والفساد الأخلاقي ، حيث ، اعتبرت ثورة 1952 م ، بأن الأولوية في سلمّ اجندة أعمالها ، توفير الرخاء لأبنائها من خلال مشاريع متنوعة وعلى رأسها السد العالي الذي بدوره يوفر المياه وبها تزداد رقعة الزراعة ، إلى جنب ذلك ، معالجة التصحر وتوليد الطاقة الكهربائية بدل ما كانت تذهب هدراً ، لكن ، وهذا ما سجله التاريخ ، كواقع لا أحد يكمن انكاره ، بأن الغرب والبنك الدولي على الأخص ، وضع شروط قاسية ، حيث ، أراد المساس بالسيادة المصرية عندما كان للدول سيادة ، شيء يشابه لما حدث مع الخديوي اسماعيل عندما عزم الرجل لحفر قناة السويس ، أنتهى الأمر باستباحة البلاد ، ويخطئ من يعتقد بأن ما يجري في مصر كأنه مجرد صراع مؤقت لجسم يتعافى ويمضي نحو الخلاص ، بالرغم ، أن المعادلة بالتأكيد مختلفة عما سبق ، نقصد هنا ، صيغة التحالفات والتمويل التى قدمتها دول الخليج هذه المرة ، هي ، العنوان الأبرز والأهم في دعم المشاريع الاقتصادية ، وهي أيضاً ، لا سواها ، وفرت ضمانة مالية ونفطية لأي استثمارات دولية ، مثل ألمانيا ، التى قررت تنفيذ مشاريع كالطاقة الكهربائية وغيرها .
ولكي يتحاش المصريين ما وقع في الماضي ، لابد من احراز تقدم ، في منطقة ، لم يطرق بابها منذ العدوان الثلاثي في 29 / تشرين الثاني 1956 م ، هو ، أخطر وأعمق استراتيجياً ، وقد تكون الخطوة الأولى التى بادرت بها الحكومة في الآونة الأخيرة عندما خصصت مبالغ كبيرة ل سيناء بهدف اعادة بناء البنية التحتية ، تشمل جميع المرافئ ، هي ، ضرورة ملحة حتى لو جاءت متأخرة ، وهي ، بالتأكيد نقطة على أول السطر بالاتجاه الصحيح ، لأن ، سيناء تعتبر المفترق الأهم لجغرافية مصر لما تشكله من موقع جغرافي يربط بدول مهمة ومحمورية ، كما أنها تشكل من مساحة الجمهورية 6 % وتحتوي على 30 % من مياهها ، فالمخرج الوحيد لإبعاد الهجمات المطمعية ، الدائمة والمستمرة ، منذ 1956 م ، إنشاء عاصمة في قلب الصحراء باتجاه شرم الشيخ ، قادرة على استيعاب خمسة ملايين إنسان يتم نقلهم بخطة تدريجية ويستحسن أن يتم اختيارهم من القوات المسلحة ، والأمر الثاني ، الذي لا يقل شئناً ، التحرك على الفور دون ابطاء أو تلكؤ إلى اعادة زراعة القمح ، ضمن مشروع استصلاح الأراضي ودعم فئة الشباب على طريقة الاستفادة والطَّائلة من الاثنين ، الأرض والفرد ، بالطبع ، يخصص دعم موازي يوازن بين الحكومة والمنتجين ، حيث ، تغطي الحكومة سنوياً تكلفة الناتج بأسعار تشجيعية بالإضافة إلى تزويد المجال العربي بالقمح ، بأسعار منخفضة ، وبأسعار تنافسية إلى العالم ، هذه الخطوة ستكون تاريخية ، إذا ،انشغلت على المستوى الذي يُليق بمصطلح النهوض ، كما أنها تتيح اخراج مصر من دائرة الاتباعية إلى الاكتفاء الوطني وتحرير المحيط القريب والأبعد ، من التحكم الدولي ، لأن ، دائماً كان المطلوب ، أولاً وأخيراً ، تحيد مصرعن المجال العربي طالما استعصى تفكيكها ، وقد يكون الجيش المصري ، على الأقل ، في المرحلة الحالية استطاع احكام سيطرته على المؤسسات الدولة ويسعى بنقل الجغرافيا من رخوة إلى أكثر تماسكاً ، إلا أن ، ما يجري حول حدودها ، وأبعد عمقاً ، يجعل التهديد مستمر والمستقبل مجهول .
لا أعرف ما هي حكمة السيسي من قرار تبرئة رجال نظام مبارك من تهم ، هو ، لا سواه ، في أكثر من مناسبة اشار عن حجم تورطهم ومساهمتهم ، بتدمير البلاد ، وقد أحدث الرجل شرخ في جدار القضاء ، أولاً ، ليصبح مكانته موضع شك وريبة ، للأغلبية ، وثانياً ، أن هؤلاء القوم ، يمتلكون أرصدة مالية كبيرة ، بالإضافة ، إلى أدواتهم المتغلغلة في جسم الدولة ، وأيضاً ، بين مجموعات متوارية داخل العشوائيات ، تحت مسمى البلطجية ، تماماً ، لا ينسى المرء ، حجم امتداداتهم على مستوى عالي داخل دوائر الاستخبارات العالمية ، هؤلاء هم الحلقة الأخطر وعلى أتـم الجهوزية والاستعداد لوضع جميع العصي الغليظة ، المتوفرة والمستدانة داخل عجلات المشاريع القادمة ، في المقابل ، هناك خطورة أخرى ، لا تقل عن الأولى ، طالما ، الرئاسة مازالت غير معنية حتى الآن ، إيجاد صيغ جديدة أو مبادرات تفكك تلك الخلافات التى نشبت مع المكونات السياسية في غضون السنوات الأربع الأخيرة وعلى رأسهم الاخوان المسلمين ، فالتقسيم والإقصاء أمرين لن يأتين بالفائدة ، المرجوة ، في المنظور القريب ، بل ، سيدفع الاقصاء إلى اندماج تلك الفئات الشبابية وانخراطهم في الصراعات القائمة ، هي دون أدنى شك ، أصبحت شاملة وتتصاعد احتدامها يوم بعد الأخر ، طالما ، إيران تتوسع وتسيطرمع مليشيات شيعية مسلحة في دول ومناطق عربية .
في غمرة الأحداث المصرية المعقدة والعربية المركبة ، بمقدور المرء التلمس ملاحظة مفادها بأن عبدالناصر جاء بنائب له ، أدى إلى سحق مشروعه ، تماماً ، أيضاً ، السادات الذي ، هو الآخر، جلب من عكرّ مياه النيل ، وليس فقط ، ما تبقى من مشروع ثورة تموز 1952 م ، يبدو الرئيس السيسي ، هو ، أيضاً ، في طريقه إلى فعل ما فعله الرجلين عندما يعيد من هم خلف قضبان العدالة إلى الحياة العامة بكل نفوذهم ،، أحم أحم .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل والبطيخة
- استعادة الضمير ..
- انقلاب كوني يستدعي إلى اعادة ترتيب المنطقة
- اختيار الصديق
- تحولات بشرية دون اعتراض إنساني
- استبدال الأشخاص ،،، بالعزلة
- الصهيونية بعد مائة عام ،، إلى أين
- غسان مطر منحوت كالرجل الروماني ، مروان خسر رجل اخر .
- اللدغ الذاتي في حلقته الجنونية
- اليسار المتجدد مقابل اليمين المتجذر
- عربدة إسرائيلية في عز الظهيرة
- اندفاع بشري على حمل الأمانة ولعنة الضمير
- الصدق طريق إلى الخير
- المباهاة بالأسلاف والانفصام من العروة
- استراتيجية الحزام الأخضر تتحقق بكفاءة
- التباس بين الفساد المالي والإداري
- العربي يحلم بحدائق بسيطة ،، لا معلقة
- تحديات أوروبية تنتهي بالاستجابة للماضي
- المحذوف والثابت
- المخدرات بأقنعة،، مهدئات نفسية


المزيد.....




- أوباما: الولايات المتحدة -قريبة بشكل خطير- من الاستبداد
- نتنياهو: لدينا القدرة على ضرب كل المنشآت النووية الإيرانية و ...
- ترامب يُحدد المدة الزمنية قبل اتخاذ قراره بشأن التدخل العسكر ...
- من الصين وروسيا إلى باكستان.. هل تصمد تحالفات طهران أمام الح ...
- صاروخ سجيل.. ما مميزات السلاح الذي أطلقته إيران لأول مرة على ...
- ترامب لبوتين: -توسط في شؤونك الخاصة-.. ردا على عرضه التوسط ب ...
- إسرائيل وإيران: هل تتّسع دائرة التصعيد بعد الضربات الأخيرة؟ ...
- تحرك طائرة -يوم القيامة- الأمريكية
- وفق القانون الدولي - تنسيق أوروبي أكبر لمكافحة -أسطول الظل- ...
- صحة غزة: 84 شهيدا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ملاحظات يتلمسها المرء حول المشروع المصري