أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - أساتذتي 1- وفاء الزيادي الشيوعي الوديع














المزيد.....

أساتذتي 1- وفاء الزيادي الشيوعي الوديع


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 17:07
المحور: الادب والفن
    


أساتذتي
1- وفاء الزيادي الشيوعي الوديع
في كل زيارة إلى العراق أقضي كل وقتي بما يشبه خطة عمل، لا وقت لدي، أبحث في المكان والشخصيات ومن تبقى في المدينة وأتابع أخبار الشخصيات التي غادرت إلى الأبدية قصتهم، أخر أيامهم، فأستطعت رسم وتصور ما جرى في غيابي.
من الشخصيات التي لم أصادفها رغم أني أقضي وقتي وسط الديوانية بين المقاهي والسوق والدكاكين والمكتبة أستاذي الذي درسني في اعدادية الزراعة (وفاء الزيادي) وبفضل الفيس بوك تحادثنا وسأنقل رسالته لي وجوابي وهنا أروي عنه هذا التفصيل الذي ظللت أتذكر ه كل العمر وشّربْتُ هذه الخبرة لأبنائي:
( في اول درس عملي لي في أعدادية الزراعة 1970 وكنت وقتها في السادسة عشر. طلعنا بصحبته إلى حقولها الشاسعة كلٍ يحمل مسحاته، وفي سواقي الأرواء الصغيرة طلب منا قياس عشرين ربد (الربد= طول المسحاة) والبدء بالكراء. كنت وقتها مشتعلا بالقراءة والماركسية والروايات والأحلام والعناد والشكس، ومن عائلة مدنية قطعت صلتها بالريف والعشيرة منذ اكثر من 100 سنة، بينما غالبية زملائي من أصول فلاحية. أنهمكوا في العمل بهمة. حاولت كان قاع الساقية مليء بالحلفاء، عانيت جدا كي أجعل المسحاة تنغرز في التراب. كان أستاذ وفاء جواري ينظر لي مبتسماً، قلت له:
- يعني أحفر كل هذه المسافة أستاذ!
كنت يائساً، لا بل من المستحيل علي أكمال الكري بالوقت المطلوب:
قال:
- أي سلام هو هذا الدرس!.
- ما علاقة الكري بدراسة الزراعة يستطيع أي فلاح عملها
رددت، فأجابني:
- أن هذا الدرس يعلمك الكثير ويجعلك تحس معاناة الفلاح وصعوبة حياته!
كان شيوعي الفكر ومنفتح وبسيط، طول القامة، وديع الملامح، هادئ جدا، خفيض الصوت، لم يعلو صوته أبدا طوال الثلاث سنوات التي قضيتها في الأعدادية، قلت له وكنت شكساً لا اعير اهتمام لا للمعلم ولا للمدرسة ولا للمجتمع ولا للعائلة:
- لا أستطيع!.
وتركت المسحاة تسقط من يدي. رسمت بسمة خفيفة وجهه الوديع وقال جملته التي سترافقني كل العمر وتعلمني الكثير الكثير:
- سلام ليش انت يائس.. لو تبدأ، فهناك مثل صيني يقول (مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة)!.
طبعا وقتها حملت المسحاة (كرك) وتركت الصف، وهو ينادني بصوته الخافت:
- هاي وين رايح سلام!.
ولم يرني فقد كنت رياضيا وألعب بفريق المدرسة لعبتي قدم، سلة وتكفل -كاظم حلاوي- مدرس الرياضة بتدبير أعفائنا من العملي
سأخوض الحياة والصعاب في جبهات الحرب، وبين الثوار بالجبل، وفي التشرد بين الدول، وجملته ترن برأسي وتصبرني، واكثر موضع أفادتني فيه هو عند شروعي بكتابة رواية، فأتذكره وأقول كلما أصابني الأعياء:
- هيا ياسلام قالها أستاذك وفاء بوقتٍ مبكر.. هيا أخطو الخطوة الأولى
طوبى لأستاذي وفاء الزيادي
طوبى للمعلم الذي يترك أثرا في نفس تلميذه يستمر مدى العمر
طوبى وصلاة لك أستاذي الحبيب وفاء
هنا حواري معه عندما عثرت علية وطلبت صداقته فكتب لي:

(( 13-03-2015 09:34
Wafa Mahdi Alzayady

تحياتي العطرة لك وللاخت ام كفاح المحترمة ويسرني التواصل معك علما انني مواظب على متابعتة منشوراتك على الفيسبوك واتمنى لك مزيدا من النجاح والتقدم ولكنني اتسائل ما سبب هذا الجفاء بينك وبين الحزب الشيوعي الحزب الذي قدمت له الكثير كما اتصور انت وزوجتك عندما كنتما في الشمال ولا يمكن ان يذهب ذلك هباءا بسبب ان بعض الاشخاص قد تكون قد اختلفت معهم فاعضاء الحزب لايمكن ان يكون جميعهم ملائكة منزلة ....على كل حال كان بودي حضور الندوات التي تقيمها في الديوانية لكن لم اسمع بها الا بعد انقضائها بمدة او اسمع بها من قبل ابو بشار ..اخيرا افتخر ان يكون احد طلابي النجباء كاتبا للرواية والقصة مشهورا ليس على مستوى العراق بل عربيا وعالميا وان القادم اكثر عطاءا مع تحياتي ثانية .
13. marts
Salam Ibrahim
13-03-2015 21:04
Salam Ibrahim

أستاذي العزيز وفاء سعدت جدا برسالتك ليس ثمة جفاء بيني والحزب الشيوعي العراقي تحدثت عن ذلك في فيديو نشرته في صفحتي. عن تغير قناعاتي الفكرية أبتعدت عن القناعات الأيدلوجية التي تعمي النظر وأقتربت من الإنسان وصار الإنسان ديني وحزبي.

سأكتب عنك بوست فأنا احبك وأحترمك جدا سأحكي قضية عن علاقتنا وأريد ان أنشر رسالتك هذه مع البوست أرجو أن تسمح لي محبتي بأنتظار جوابك أستاذي العزيز جدا جدا



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها المثقف العراقي لا تزيد سعار الحرب الطائفية العراقية الم ...
- فداحة العنف حتى الثوري -فصل يثبت العنوان-
- قصائد عن تجربة قديمة
- من كافكا إلى غوركي
- كّتاب قادسية صدام 9- جاسم الرصيف
- كتاب قادسية صدام 8- الكتابة المضادة.
- كتاب قادسية صدام 8- بثينة الناصري
- كتاب قادسية صدام 6- محمد مزيد
- كتاب قادسية صدام 5- المغني حسين نعمة
- كتاب قادسية صدام خضير عبد الأمير-4-
- كتاب قادسية صدام 3- حنون مجيد
- كتاب قادسية صدام 2- وارد بدر السالم
- أدباء قادسية صدام -1- عبد الخالق الركابي
- -مثل طفل يقفز من الرحم إلى العالم. قلب أبيض. عالم أبيض وصرخة ...
- من حصاد زيارتي إلى العراق الشهر الماضي 12-2014 1- حمود الخيا ...
- بمناسبة صدور -حياة ثقيلة- في القاهرة الأدهم 2015 سلام إبراهي ...
- في مديح المهبل
- لا تموت من وقت
- عددت مساوئي وهي خير من يعرفها
- صائد العصافير


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - أساتذتي 1- وفاء الزيادي الشيوعي الوديع