أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - بمناسبة صدور -حياة ثقيلة- في القاهرة الأدهم 2015 سلام إبراهيم: في العراق … إما أن تخنع أو تتمرد فتموت















المزيد.....

بمناسبة صدور -حياة ثقيلة- في القاهرة الأدهم 2015 سلام إبراهيم: في العراق … إما أن تخنع أو تتمرد فتموت


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 20:12
المحور: الادب والفن
    


سلام إبراهيم: في العراق … إما أن تخنع أو تتمرد فتموت

قاص وروائي يرصد في كتاباته ما يعانيه وطنه الذبيح

حوار – السيد حسين:

يقول الروائي والأديب العراقي سلام إبراهيم إن كل رواياته تتحدث وتروي هول العيش تحت ظل دكتاتور, ثم دكتاتور وحرب, ثم احتلال وسلطة طوائف, بمعنى أن رواياته ستكون شهادة بالإضافة إلى كونها روايات فنية لها ميزاتها الجمالية. ويؤكد أن الجوائز الأدبية لا تشكل دليلا على مدى إبداعية المنتج الأدبي إطلاقا.في الحوار التالي نستطلع وجهة نظره في كثير من القضايا
بأية هوية تفضل أن تقدم نفسك؟
قبل أن أصير كاتباً نشطت في العمل السياسي السري ضد سلطة حزب البعث منذ وقت مبكر جدا وتعرضت للاعتقال والتعذيب العام 1970 وأنا ابن 16 عاماَ والذي سيتكرر لأكثر من خمس مرات حتى العام 1980, وفي خضم هذه التجربة تولد منذ أوائل سبعينات القرن الماضي مشروع الكتابة وتبلور مع تصاعد التجربة وبلوغها أقصى العنف في الحروب التي لم تنتهِ في العراق. كنت مأخوذا ولم أزل بفكرة الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والمدينة الفاضلة, والانشغال هذا تعرض لتحولات أيضاً إذ ابتدأ مع من فكرة الكفاح المسلح من أجلها والذي جربته مع فصائل الأنصار الشيوعيين طوال ثمانينات القرن الماضي ليتحول مع استقراري في الدنمارك العام 1992 إلى النضال السلمي من أجل اشتراكية إنسانية عادلة كما هي في البلدان الاسكندنافية التي أعيش في إحداها, وفكرة الإنسانية هي المنطلق الأيديولوجي لكل نص كتبته.
كيف ترى الحالة الأدبية والوضع الثقافي العراقي حاليا؟
الثقافة العراقية تمر الآن في أسوأ فتراتها التاريخية. فالهوية على وشك التفتت بين الطوائف والقوميات, وثمة حرب أهلية مستمرة منذ الاحتلال الأميركي الذي عمل على تثبيت فكرة الطائفية فأتى بشخصيات معدومة الضمير تجردت من مشاعرها الوطنية, وشكل منها – مجلس الحكم – الذي رسم مساره الحاكم الأميركي – بريمر -, والمجلس خليط من رجال سياسة مشبوهين, طائفيين وقوميين, لصوص وعملاء طبقوا أجندة دول مجاورة ونهبوا المال العام ليتحولوا إلى مافيات مالية تدعمها ميليشيات مسلحة, أكملوا تفتيت العراق وأداروا حربه الأهلية المستعرة علنا وسرا منذ عقد من السنين, فعن أي ثقافة عراقية نتحدث وخيرة كتابه وفنانيه وكوادره العلمية هجروا جحيم وقته خوفا من القتل. عن أي ثقافة نتحدث-;- لا دور سينما ولا مسرح ولا منتديات اجتماعية, والمثقف نفسه في حالات كثيرة اصطف طائفيا وقوميا. العراق ممزق الآن فعلا وثقافته ممزقة.

هجرة الأدباء

تقول أن الأدب العراقي المكتوب خارج العراق هو الوجه الناصع للأدب العراقي لكونه مكتوبا في فضاء حر كيف ذلك؟
أنت تشير إلى شهادتي الأدبية والحياتية التي نشرتها جريدة »الصباح« العراقية الرسمية على حلقتين في 14-15 فبراير 2004 عقب الاحتلال الأميركي والتي أثارت لغطا كبيرا, وملخص الشهادة التي هي عبارة عن تجربتي وأبناء جيلي والموقف من السلطة الديكتاتورية, إذ غادرَ العراق قبيل الحرب العراقية الإيرانية الكثير من الكتاب والفنانين والعلماء بسبب بطش السلطة بالقوى الديمقراطية وحملة تبعيث المجتمع, فصلتُ ذلك مع مواقف الأدباء ذاكرا الأسماء التي غادرت العراق مبكرا, ثم ذكرت كيف أنني حاولت التأقلم أنا وعدد من الروائيين الذي سيصبحون أسماء لامعة مثل جنان جاسم حلاوي, شاكر الأنباري, حميد العقابي, لكنهم ساقونا كجنود في الحرب فهربنا إلى الثوار في الجبل وأنا الوحيد الذي بقيت إلى نهاية التجربة 1989 ولما صرنا في المنفى كتبنا رواياتنا وقصصنا التي صدرت تباعا من دور نشر عربية مشهورة وكلها عما يحدث في العراق وعما رأيناه وشهدنا عليه, بالمقابل ذكرت وبالأسماء حشد الكتاب الذي اصطفوا مع الدكتاتور ودافعوا عن قيم الموت والعنف فكتبوا نصوصاً تعبوية صدرت تباعا تحت سلاسل مختلفة مثل قصص وروايات قادسية صدام, وسلسلة تحت لهيب النار وغيرها.
تعيش خارج العراق منذ سنوات هل هذه الغربة أفادتك أدبيا أم أثرت عليك؟
منذ 1992 تفرغت للكتابة والقراءة بسبب وضعي الصحي فقد أصبت في قصف بالأسلحة الكيماوية لمواقع الثوار في 1987/6/5 فأورثني عجزا بوظائف الرئة بلغ 60 في المئة. فأحالوني على التقاعد, وتفاصيل ذلك تجده في روايتي الوثائقية – في باطن الجحيم – التي صدرت بالإنكليزية في الولايات المتحدة هذا العام عن دار -صافي-. صحيح أنني لم أندمج في المجتمع الدنماركي لكنني تفرغت لمتابعة ما يحدث في وطني والكتابة عنه. ولم أكن بعيدا عن الحراك الثقافي العراقي في المنفى أو العربي فقد كنت كثير الزيارات إلى دمشق وطبعت كتبي الأولى فيها, والآن كثير التردد على القاهرة وقد طبعت لي دور النشر فيها ثلاث روايات, ثم إن عدد الكتاب العراقيين كان ولم يزل كبيرا جدا في المنفى فقد أصدر العراقيون أكثر من 15 مجلة أدبية, منها مثلا الاغتراب الأدبي, فراديس, عيون, المسلة, أصوات وغيرها.
ماذا عن روايتك” حياة ثقيلة”؟
تتحدث عن ما آل إليه الوضع الإنساني للعراقي عقب الاحتلال وسلطة الطوائف التي نصبها المحتل عبر مجلس الحكم لتفتيت الهوية العراقية وتحيل الوطن إلى جحيم مدمر يتمنى المرء فيه أن يموت سريعا ليتخلص من ثقل الحياة. والرواية جاءت من زياراتي السنوية الطويلة لبقعتي الدامية ودراستي لما حدث للبشر والمكان والقيم ومنظومة التقاليد والأعراف عبر ثلاث شخصيات هم أصدقائي القريبون جدا فسردت تراجيدية تجربتهم وعلاقتي بهم ومصيرهم المأساوي في ثلاثة أقسام تكون جسد النص وهي مستقلة متصلة, وتغطي الرواية ما حدث في العراق عبر أحداثها من نهاية ستينات القرن العشرين وحتى 2010.
لماذا أهديت الرواية إلى عبد الحسين وناهده جابر جاسم دون غيرهما؟
ناهده رفيقة حياتي رافقت كل تجاربي التي خضناها معا وكدنا نفقد حياتنا مرات عدة في العمل السري داخل المدن زمن الدكتاتور وبين الثوار في الجبل وتجدها في غالبية قصصي ورواياتي. وبالمناسبة كل كتبي أهديتها لها, وثانيا هي شخصية محورية من شخصيات – حياة ثقيلة – ستظهر في القسم الثاني والثالث بكثافة وباسمها الحقيقي. أما عبد الحسين فهو صديقي وحبيبي سجلت سيرتنا معاً, في 1980/6/6 اختطفنا من بار وسط بغداد وكنا أربعة رأينا الجحيم ونجونا بفضل تحملنا التعذيب أما رفيقانا الآخران فقد كانا مطلوبين وأعدما لاحقا, وتجد ذلك مفصلا في القسم الثالث من الرواية وبقي حتى بعد الاحتلال, وكان يستقبلني في كل مرة أزور العراق في مطار بغداد إلى أن انتحر بالخمر يأسا من عراق لم يغادر جحيمه.
صدر لك الكثير من الأعمال القصصية والروائية منها ” رؤيا اليقين” قصص,و”رؤيا الغائب” رواية,و”سرير الرمل” قصص,و”الإرسي” رواية, و”في باطن الجحيم” رواية, ” كيف تقيم تلك الأعمال وأي منها الأقرب إليك؟
التقييم لا يعود لي بل للقارئ والناقد, لكن كل النصوص التي ذكرتها احتفت بها الصحافة العربية والعراقية وكُتبَ عن كل واحد منها عشرات المقالات أغلبها تشيد وبعضها تتهجم لشدة وضوحها وتعريتها للظواهر المجتمعية ولحياة الإنسان السرية. أما عن أقربها إلى نفسي, فكلها قريبة إذ لم أكتب نصاً متخيلا بل التقط من الواقع الأحداث ذات الدلالة وأدخلها في علاقات مع بعضها لترسخ ثيمة العمل سواء في القصة أو الرواية, بمعنى أخر نصوصي عن تجارب حقيقية وشخوصها مازالوا أحياء, وأنا الراوي والشخصية معاً في جميع هذه النصوص. فمثلا في روايتي الأخيرتين “في باطن الجحيم” و”حياة ثقيلة” أظهر باسمي الحقيقي, أنا وزوجتي القاصة ناهدة جابر .
حدثنا عن سنوات النضال والسجن والاعتقال التي قضيتها في السجون العراقية وكيف أثرت فيك أدبياً؟
عن ماذا أحدثك, فأن تعيش في بلدٍ مضطربٍ عاصفٍ مثل العراق معنى ذلك أنك أمام أمرين إما أن تخنع وتعمل كلُ ما يطلب منك, أو تتمرد فتلقى الشقاء والعذاب, وأنا متمرد منذ الطفولة والصبا شفت الويل من معلم المدرسة وعصاه ومن أبي النجار وعصاه, وعند النضج أراني شرطي الأمن الويل في أقبية سرية حيث أكون معصوب العينين مكبل اليدين يقودني شخص لا أراه نحو مجهول وجحيم ويذيقني الذل مكعباً, في آخر اعتقال 1980 بعدما عجزوا عن الإيقاع بي بالتعذيب. حاول المحقق الإيقاع بي بالكلام ولما فلت منه بالحدس طبعا لأن المعتقل مع عبد الحسين الذي أهديته روايتي الأخيرة. شتم وصرخ وسحق رأسي بحذائه. هذه التجربة مصورة بتفاصيلها في “حياة ثقيلة”.
كان لمدينة الديوانية حضور كبير وأثر في أعمالك, لماذا هي دون غيرها من المدن العراقية؟
من الطريف أنني اجلس الآن في بيت طفولتي وصباي وشبابي ونضجي في محلة حي العصري في الديوانية, وفي غرفة الضيوف. أجلس مستمتعا متعة لا تفوقها متعة وأجيب على أسئلتك. كل دراما حياتي وتراجيدية التجربة جرت لي وأنا في هذا البيت وهذه المحلة وهذه المدينة. الديوانية الرحم الاجتماعي الذي ترعرعت فيه وجرى ما جرى لي من أهوال. لم أغادرها سوى مرة حينما هربت مع زوجتي ملتحقا بالثوار في جبال شمال العراقي تاركين ابننا الوحيد وعمره ثلاث سنوات لدى عائلة زوجتي. ولم أستطع رؤيتها إلا بعد الاحتلال. في كل رواياتي تأتي ضمن سياق الأحداث. أما عنها فسيأتي في قادم الأعمال. مدينة الإنسان هي الأحشاء التي بنيت روحه وكيانه منها.
السيرة الذاتية حاضرة في كثير من أعمالك وكتاباتك ألا تخشى من ذلك على إنتاجك الأدبي أن يأخذ منحى أدب السيرة الذاتية؟
ولم الخشية؟ بالعكس كل أعمالي سيرة ذاتية, بحيث كما قلت سابقا بدأت أظهر باسمي الحقيقي بالإضافة إلى من يحيط بي, لكن لأسباب تتعلق بطبيعة مجتمعاتنا بدلت بعض الأسماء. هل من الصحيح نعت سيرتي بالذاتية وأنا خضت مخاضا عسيرا وكدت أموت في كل عطفة منها وخبرت البشر في كل الأمكنة والظروف, في حياتي الدراسية حتى الجامعة, وفي العسكرية زمن السلم والحرب, وفي السجون ومعسكرات اللجوء, وفي المنفى. أحتاج ثلاثة أعمار لأغطى ما رأيت من تجارب تخصني وتخص ما يحيط بي من بشر وأمكنة وأحداث.
كيف يمكن للأدب أن يخدم التاريخ من التزوير في الظروف السياسية المتغيرة؟
هنالك فرق كبير بين الرواية التاريخية وبين التوثيق التاريخي. فالرواية التاريخية معروفة يجلس الروائي يقلب الأحداث التاريخية ويبدأ ببناء رواية عنها مستعينا بالوثائق والمخيلة والتي ابتدأها عربيا المصري “جورجي زيدان” بروايته المعروفة “شجرة الدر” وغيرها, ومن المعاصرين اللبناني “أمين معلوف”. أما التوثيق في النص الروائي فأمر مختلف. أنا أعتبر الروائي مؤرخاً لتاريخ حي ينقل لك العصر بروحه ودمه بينما المؤرخ ينقل لك الأحداث جامدة ميتة, ليس هذا فحسب فالكثير من المؤرخين لا يمتلكون ناصية الحياد الموضوعي ويفسرون الأحداث حسب أيديولوجيتهم التي يؤمنون بها.
كيف ترى الأحداث العربية الحالية بعد تلك الثورات؟
ما يحدث الآن اضطراب شامل, فالأوضاع قبل الأحداث كانت مزرية من حيث المعيشة والحريات, ومشعل الثورة التونسي الذي حرق نفسه لم يكن مدفوعا لفكرة أيدلوجية بل كان عاطلا عن العمل لم يجد خبز يومه, وهذا صراع طبقي بالمفهوم الماركسي وصحيح وصحي, لكن تحول لاحقا وحركات الإسلام السياسي ركبت الموجة فخربت الثورات وجعلت الناس تستنجد بالعسكر كما حدث في مصر التي رجعت مؤسساتها القديمة وبرأت حسني مبارك فقد كان هذا أهون من الشر الذي لحق بنا في العراق وسورية. هل هنالك مؤامرة لجعل أولاد الوطن الواحد يقتل بعضه بعضاً, النتائج وما يجري يدعم هذا الرأي وأميركا وإسرائيل والغرب أيضا لهم اليد الكبرى في ذلك ساعدهم جمود الفكر العربي بشقيه الإسلامي والقومي وحتى اليساري, والحياة لا ترحم المغفلين.
ما رأيك بالقصة القصيرة جدا التي بدأت تشهد رواجا عربيا؟
القصة القصيرة جدا ليست جديدة, فمنذ بواكير تبلورها ظهرت لدى كتاب من الرواد كالمصري يوسف إدريس والسوري زكريا تامر. لكنها شهدت رواجا في السنين الأخيرة. شخصيا أعتبرها من أصعب النصوص. فأن تكثف حدث أو حالة في عدد محدود جدا من الكلمات تحتاج إلى عمق فكري وفطنة بالغة.أما الومضة فليس لها علاقة بالقصة جملة أو جملتين وبالكثير خمسة شعرية أو فكرية لا تشكل بنية قصة قصيرة جدا أو بتعبير أدق أقصوصة.
تتهم النقد العراقي أنه غائب عن بنية المجتمع العراقي والفرد الأديب ما سر ذلك الغياب؟
النقد وليس النقد الأدبي غائب من الحياة العراقية, فقد كرس العسكر منذ 1958 حكم الحزب الواحد الذي أدى إلى الدكتاتورية, فغابت بوادر النقد المجتمعي في الحياة والأدب, وتعمق ذلك مع بداية الحروب المدمرة 1980 ليستمر زمن الحصار, ثم بعد الاحتلال حيث سيطرت على السلطة مافيات الأحزاب الطائفية والقومية التي تقوم باغتيال كل صوت معارض مؤثر بكاتمات الصوت. وغياب النقد يبدأ من أصغر وحدة في المجتمع في العائلة حيث الأب هو الحاكم المطلق وبدلا من سماع رأي الأبناء يستخدم يده في فرض رأيه. فكيف ينشأ في مثل هذه الظروف نقد مجتمعي وبالتالي نقد أدبي يستند على بعد اجتماعي؟
لماذا يلاحظ على بعض كتاباتك توظيف للجنس ألا تخشى من ذلك؟
في الجنس تكمن جذوة الحياة, فلولا الشهوة لا معنى للمرأة والرجل ولما وجدت البشرية أصلا, وهو غريزة كي نتزاوج وتستمر الحياة, وكانت في الحضارات الأولى تلقائية حيث تجدهم في الآداب البابلية والسومرية والفرعونية يسمون الأعضاء بأسمائها والتي تدل على الخصب. مع تطور البشرية والحضارات والأديان تعقدت النظرة وعاد الجنس تابو في مجتمعاتنا, مما ولد عالماً سريا. فالغريزة حينما تكبتها الأعراف تمارس سرا في أفعال غير سوية وتصبح مشكلة, ومن هنا جاء عرضي للمشكلة فتكلمت عن هذا العالم السري وفضحته فأثار ذلك حفيظة المتحفظين بحيث إن الرقابة العراقية منعت بسبب ذلك روايتي الثانية – الإرسي – العام 2006 معزية سبب المنع كونها تتعارض مع القيم والأعراف الأخلاقية في المجتمع العراقي, فنشرتُ الرواية في القاهرة 2008.
هل ترى أن الحريات العربية مازالت تعاني من القيود؟
وهل ثمة حريات أصلاً في العالم العربي بالمفهوم المتسق مع حقوق الإنسان وتطور الحضارة البشرية حتى نتمكن من طرح مثل هذا السؤال الذي يشير إلى بقايا قيود. الحقيقية المرة التي لا يصرح بها احدٌ أننا مع ظهور داعش وسلطات الطوائف رجعنا إلى مرحلة البربرية في الحضارة فصرنا نقتل بعضنا بعضاً, في العراق-;- العراقي يقتل العراقي, في سورية كذلك, واليمن, وليبيا, وقبلها في الجزائر, وكاد يحدث ذلك في مصر وتونس. وكل بلد مرشح لذلك. فعن أي قيود للحريات تتحدث. نحن لم نتعلم معنى الحرية واحترام رأي الآخر بعد.
للمرأة حضور كبير في الكثير من أعمالك لماذا؟
الحياة تخلقت في رحم المرأة – البيت الأول للبشرية – مع كل دورة قمر, فتكوينها متسق مع حركة الكون. كلنا خرجنا رجالا ونساءً من محيطاتها المظلمة لنعيش عناء العمر وتسألني لم حضورها كبيراً في كتاباتي.
هي الكون ودونها الوجود أخرس لا معنى له.
كيف ترى دور الترجمة في خدمه الأدب العربي؟
لا وجود لدور ترجمة تعنى بالأدب العربي وتترجمه للغات أخرى, وثمة محاولة نبيلة لكاتبة وشاعرة عراقية تعيش بأميركا, فائزة سلطان ترجمت روايتي الوثائقية – في باطن الجحيم – والكثير من الروايات والكتب العربية لكنها لم تلقِ دعماً من أي سلطة عربية وحتى كردية لاستقلالية مشروعها النبيل فهي تنشر النداء تلو النداء في مواقع التواصل الاجتماعي لدعم مشروعها ودعمه دون جدوى, فلا من مجيب ومتبني لمشروعها النبيل.
هل ترى أنه توجد أزمة قراءة في الوطن العربي بشكل وخصوصاً الأدب؟
نعم, ثمة أزمة قراءة الوطن العربي في أمه تجاوزت نسبة الأمية فيها ال¯ 77 في المئة وهذه مشكلة حياة فكيف بالأدب.
ما جديدك في الفترة القادمة؟
مشغول بتدوين تجارب الطفولة والصبا أو بمعنى بأدق نشأتي والظروف التاريخية المحيطة بها من بشر وأمكنة وصراع في محاولة لتحليل ظروف مجتمعي والمدينة والعائلة وبنية المجتمع العراقي من خلال تقليب العائلة عائلتي والمدرسة والشارع والقيم والأعراف وطرائق التفكير في جهد لمحاولة فهم كيف وصلنا إلى هذا العنف والقسوة وعدنا إلى ظلام القرون السحيقة ومرحلة البربرية.



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مديح المهبل
- لا تموت من وقت
- عددت مساوئي وهي خير من يعرفها
- صائد العصافير
- الواقع كوحدة حية والنص الروائي
- شوقٌ مستحيل
- ليش.. ليش.. ليش؟!
- حصار وتبعثر
- ملف عن الفنان التشكيلي العراقي العالمي بشير مهدي
- عراقي.. وطني كابوس لا صحوة منه
- عالم بلا كراهية
- التيار الديمقراطي العراقي في الدنمارك - عيب والله عيب -
- مريم الأوكرانية
- «في باطن الجحيم» للروائي العراقي سلام إبراهيم تُترجم إلى الإ ...
- من سلام إبراهيم للعراق في لحظته الراهنة
- سلام إبراهيم: فى حواره مع الأهرام العربي: الأحزاب الدينية «ت ...
- لعنة الفقر
- تنغمس.. وتنساها
- حكمة قلب
- وساوس


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - بمناسبة صدور -حياة ثقيلة- في القاهرة الأدهم 2015 سلام إبراهيم: في العراق … إما أن تخنع أو تتمرد فتموت