عددت مساوئي وهي خير من يعرفها

سلام إبراهيم
روائي
(Salam Ibrahim)

الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 09:18
المحور: الادب والفن
    

عددت مساوئي وهي خير من يعرفها

ليس لدي ما أقوله
ضائعا في ليل المنفى
تشّبحني أشواق الليالي
أطوف خيالا في مراتع طفولتي
في الحي العصري الديوانية
حزينا أشرب وأشرب
في الصالة المطلة على خواء الوقت
على أشجار الخريف الباهرة الألوان
وفي الغرفة عبر البوابة المشتركة
تجلس رفيقة عمري
تبكي
معتقدة أنني أناني ومغرور
وغير إنساني
يا إلهي يا إلهي
يا إلهي الخاص
أهذه خلاصة حياتي؟
أهذه؟
ورفيقة عمري
وأنا أكاد أبلغ الستين
تجلس قبالتي لتعدد مساوئي
فقط
وهي خير من يعرف مساوئي
بعد أكثر من خمسة وثلاثين عاما من العيش المشترك
عددتها
فاكتشفت بدهشة مدى سوء شخصيتي
ومدى كراهيتها لي
الكراهية التي ليس لديها الشجاعة
لتعلنها
وتهجرني
عددتها
ونهضت لتلوذ في غرفة نومنا
تسمع رياض احمد وتبكي
وتبكي
أمعنت في سكري
أمعنت
أمعنت
نادبا نفسي
التي لم أدرك أبداً رغم أكاد أبلغ الستين
مدى حقارتها
عناق لرامبو* صديقي الذي وعى ذلك
وهو في العشرين
عناق
وكم كنت غبيا
9-11-2014
ــــــــــــــــــــــــــــ
رامبو: الشاعر الفرنسي المشهور الذي جدد القصيدة العالمية كتب الشعر وهو بعمر 14عاما وأشترك في ثورة كومونة باريس وهجر الشعر وهو في العشرين.

#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل