أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - كتاب قادسية صدام 8- بثينة الناصري















المزيد.....

كتاب قادسية صدام 8- بثينة الناصري


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 21:39
المحور: الادب والفن
    


كتاب قادسية صدام
7- بثينة الناصري
لابد من الإشارة أن بثينة الناصري ظلت وفيه للبعث حتى بعد ان وضع صدام في سجن الأمريكان وحسب موقع البصرة بأن صدام كتب لها قصيدة خاصة ويعتبرها هي وساجدة الموسوي وعبد الرزاق عبد الواحد أشرف ثلاثة لم يتخلوا عن الوطن ونشر الموقع رسالة بثينة الناصري التي تحقر من شأنها أمام جلال القائد وشخصه وقصيدته والرسالة منشورة في موقع البصرة ويستطيع القارئ العثور عليها بالبحث بمحرك غوغول
في الوقت الذي فيه يتنصل فيه العديد من كتاب السلطة حال عبورهم الحدود إلى دول الجوار مستنكرين الظروف التي اضطرتهم إلى كتابة نصوص تمجد قيم الحرب وتبارك سلطة القمع. نجد " بثينة الناصري" التي كانت مستقرة في مصر تكتب نصوصها بنفسٍ يدافع عن الأوضاع القائمة في العراق. ونصوص "وطن أخر" السبعة عشر تفتقد في غالبها إلى معاناة العراقي المصطلي بقمع السلطة من جهة وبالحصار من جهة أخرى. بل تنشغل غالبية نصوصها بشخصيات هامشية وموضوعات هامشية أيضاُ. حاولت فيها تزييف معاناة المنفي وتمجيد حرب الدكتاتور من خلال نماذج عربية. عدا أن نصوص المجموعة متواضعة المستوى في السرد والمعالجة والرؤية التي تحكمها حقد دفين على العراقي المقاوم الذي أضطر إلى مغادرة وطنه للحفاظ على كرامته وحياته.
و"بثينة الناصري" نشطت أدبياُ أوائل السبعينات، وصدرت لها ثلاث مجموعات قصصية "حدوة حصان" وزارة الثقافة والإعلام ـ بغداد 1974 ، وعن دار الثقافة الجديدة المصرية " موت إله البحر" 1977 ، وعن دار الخريف ـ بغداد 1990 "فتى السردين المعلب". أما "وطن آخر" فقد صدرت عن دار سينا ـ القاهرة ـ 1994 . كما ذكرت تمتاز قصص المجموعة بشخصياتها الهامشية وأحداثها التي لا تكتسب دلالة عميقة لسذاجة وجهة نظر السارد. ففي قصة "المنزل" مثلاً يتمنى الخادم في قصر مكون من طابقين موت العجوز المالكة والتي يقوم بخدمتها منذ نعومة أظافره، السارد بالضمير الثالث يستطرد في تفاصيل الأمنية هذه من خلال حوار مع زوجته. بنية القصة وتفاصيلها تقليدية لا تمت إلى الهم الإنساني الجديد بصلة، وتذكر بالقصة الرومانسية العراقية في بداية النشأة، لا بل تجد في بعض أقاصيص تلك المرحلة ما يرتقى على هذا النص رؤية وبناءً ولغة. هذه الملاحظة تنطبق على العديد من النصوص، ففي "جوع" تصور بعدسة فوتوغرافية تفاصيل رجل جائع يبحث في المزبلة ويطرد صبين حاولا البحث معه، ويعضه كلبان ويسيطرا على بقايا الأكل، فيسير على أربع مقلداً نباح الكلاب ويشاركهم الأكل، موضوعة الجوع الحيوية تناولها السارد بوجهة نظر ساذجة، تنظر إلى الإنسان من الخارج، فهي لا تشير إلى الزمن الخارجي ولا إلى مكان الحدث، ولا تستكشف ولو بجمل مكثفة معاناة وتاريخ هذه الشخصية وكيف انمحقت متحولة إلى شبه حيوان، فبدا النص مجرد وصف لكلب بشري ليس إلا فاقدا مغزاه الأدبي. يطغي على النص بناءً ولغةً مفردات البيئة المصرية، فالراوي يستخدم في وصف الأشياء مسميات تمتاز بها اللهجة المصرية، كما أن بعض الأحداث والشخوص هم مصريون وذلك ليس سبة، بل أن طريق التناول ومعالجة للحدث تشملها ملاحظتي حول سذاجة وجهة نظر السارد وفقر ثقافته. ففي "حكاية سماح" تسرد لنا قصة موت طفلة بواب في حادث دهس، وتصف كم تم غسلها من قبل امرأتين في حمام، أو تقوم بسرد أحداث يومية ثانوية لا دلالة لها في الكيفية التي بنت فيها النص، نجد ذلك واضحاً في "مصر آخر معياد" عن ركاب حافلة متجه من السويس إلى القاهرة، وتفاصيل ما يجري في الرحلة، عن توهم أحد الركاب ونزوله مسرعاً، عن عراك بين سائحين والمفتش مطالبين برد مبلغ المرجع الذي دفعاه عند قطع التذكرة، وحوار حول أم كلثوم بين السائق وأحد الركاب، وتوقف الحافلة في ورشة تصليح، وعند دعسه أرنب، تفاصيل مترهلة، لا تدل إلا على مستوى الحدث اليومي الروتيني، مما يؤكد هنا سذاجة السارد وفقره، ففي عملية انتقاء التفاصيل وترتيبها في النص تكمن قدرة كاتب النص المبدع في هذا النمط من الكتابة التي برع فيها الكتاب المصريين بشكلٍ خاص. في نصوص أخرى تسرد أحداث مبنية على الصدف، ومنطق الصدفة التي تبني عليها النص صعبة التصديق كونها مفبركة ومفتعلة، لنأخذ نموذجاً من هذا النمط ، في " الحظ تجلبه السلاحف" سيارة تتوقف أمام محل بيع الطيور ينزل طفلان يلحق بهما الأب، ثم الأم. يصر الطفل على شراء سلحفاة. تواصل السيارة المسير تترك السلحفاة حرة فيخاف الأطفال، ويناقش الزوج والزوجة حول حياة السلاحف وموتها عندما تنقلب على ظهرها. ويترك الأب السلحفاة تتسلق على ذراعه وهو يسوق إلى أن تربكه عندما تنحشر تحت دواسة البانزين، مما يؤدي إلى انقلاب السيارة لتستقر على ظهرها. وتتسلل السلحفاة وحيدة في إشارة إلى موت العائلة. هذه الفبركة لا معنى لها. بل أننا نستطيع قراءة العديد من أخبار صغيرة معنية بالصدفة في الصفحات الأخيرة من الصحف اليومية فيها الكثير من الغرابة والمعقولية. ينطبق هذا على العديد من نصوص المجموعة، ومن هذا النمط "دجاجة عمر" التي من المستغرب أن يعاد نشرها في ملف "آفاق" ملحق صحيفة الحياة الأدبي الأسبوعي الخاص بالأدب العراقي بمناسبة قرب الضربة الأمريكية بتاريخ (9 أكتوبر 2002)، وهي عن ابن الكاتبة عمر الذي ربى دجاجة في زمن الحصار كي يحصل على بيضها، فسرقها كلب جائع فطارده حتى عاد بها جريحة، ورفض ذبحها وفي اليوم التالي وجد عادت لوضع البيض، في معالجة شديدة السذاجة لوضع الإنسان العراقي زمن الحصار. في عدد من النصوص الأخرى تعقلن في سردها الأشياء كما في "السيارة الصغيرة الشجاعة" إذ يوحي السرد وكأن سيارة المرأة التي تود بيعها تحس إحساس عاقل في شأن هم يومي ليس له أي دلالة إنسانية عميقة تبرر فعل الكتابة. أو تسرد لنا قصة عن مشاعر حصان في "أحلام عنتر" عن حصان سيرك يباع بعد إفلاس صاحب السيرك فيتحول إلى حصان نقل يتعرف في إحدى المرات على أمه في سوق شعبي، فيجعله السارد يثور منتقلا إلى دهشة الناس من تلك الثورة ومعاناة صاحبه من أجلس الإمساك به.
في النص المعنون "وطن آخر" وهو عنوان الكتاب تقدم الكاتبة في بداية القصة بما يشبه المقدمة لكن في متن السرد " هذه حكاية فتى ظنّ يوماً أنه يستطيع أن يبحث عن وطن آخر.. فباع أشياءه وطوح على كتفيه بحقيبة سفر وراح يدق على باب العالم"(ص21). ثم تسرد تفاصيل وضعه في لندن منذُ لحظة تأجيره لغرفة في قبو مبرزة جشع الأجانب من خلال تبشيع صاحبة النزل وبرودة الأجانب حيث يداوم المهاجر على الجلوس في بار المحلة ليشرب البيرة بشكل يومي، ويحاول الاتصال بصديقه الشاعر المهاجر بشكلٍ مبكر، فيخبرنا السارد بأن المهاجر الجديد لم يعثر عليه لتغيير عنوانه، لكنه يقترح علينا مخرجاً آخر للنص، فيقرع الباب ويجده مقترناً بإنكليزية ولديه أطفال، فيكتشف المهاجر أن صاحبه ترك الشعر ونسى تقاليده متحولا إلى مقاول شره للمال، لكنه ينصحه بالعودة إلى بغداد كي لا يكون مصيره مثل مصيره، إذ سوف يتغير ويتلف ويلفه النسيان. فيخرج محبطاً، ويذهب إلى البار يحاول أن يكلم عراقيين سمعهم يتحدثون بالعربية في البار لكنهم يتجاهلونه مما يجعله يصرخ "أنا عراقي من بغداد" (ص27). مما يجعل صاحب البار يطرده بأدب، فتعلق الكاتبة على لسان العراقيين في البار ساخرين " لاجئ مستجد". هذا الحدث ممكن في أي ظروف أخرى، لكنه إزاء الوضع الدرامي الذي يعيشه العراقيين يجعل من هذا النص زائف وله أغراض أيديولوجية مباشرة تخدم السلطة القائمة، بنية النص بهذه الطريقة والزمن تشوه وضع المنفي العراقي والمنفيين بالتمويه على أسباب الهجرة الحقيقية المتمثلة بالقمع وظروف الحصار الناتجة عن سياسة الحرب والتجويع المدروسة من قبل السلطة، ويعرض عن الأعداد الهائلة والتي فاقت الملايين الثلاثة من العراقيين المنتشرين بأرجاء الكرة الأرضية. وذلك بتصوير الهجرة وكأنها مجرد رغبة والمنفي فاسد متغير لا يفكر بوطنه في مسعى يقول بضرورة العودة إلى الوطن رغم كل شيء، في معادلة تقلب الوقائع وتزييف عذاب المنفي سواء القديم أو الجديد في خصوصية التجربة العراقية.
في نص " زينب تتذكر" المبنية بهيئة حديث تسرده "زينب المصرية" للكاتبة ولنا في مصر حيث تتذكر تفاصيل حياتها عندما أحبت عراقياً يدرس في القاهرة واقترنت به وذهبت للعيش معه في البصرة ورزقت منه ثلاث أطفال أكبرهم جاء مع إعلان الحرب على إيران، وفيه تفاصيل عن وحشية القصف الإيراني على البصرة ورعبها ونضال المصرية في الدراسة والعمل كمعلمة في مدرسة، وتظل في العراق إلى حين مقتل زوجها في معارك أهوار الحويزة، لتعود بصحبة أطفالها إلى مصر. استخدمت الكاتبة لغة البيانات العسكرية العراقية في سردها " أضحك كلما أتذكر يوم كنا داخل المدرسة عندما أغارت طائرات للعدو"(ص56). كما يخلص النص إلى أن الموت بتلك الحرب مفخرة للعراقي والعربي. من خلال تصوير ابن القتيل "عماد" الذي يشبه أبيه في شكله وعناده وكبريائه الشديد، ويحمل ذكراه بالاحتفاظ رغم مرور كل تلك السنوات بالعلم العراقي الذي لفوا به تابوت أبيه في غرفته (ص58).
وهكذا تتشبث الكاتبة "بثينة الناصري" بقياق كوطن والعراقي كإنسان وما يجرى الآن من تمزق بقايا الوطن ما هو إلا نتيجة من نتائجها. واعترف الراحل القاص عبد الستار ناصر (وهو الوحيد الذي كان شجاعا) بتفاهة ما كتب وكتبوا عن تلك الحرب بدوافع نفعية ومادية لم يجبرهم احدُ عليها في مقال نشر في مجلة المسلة ـ العدد الثالث، السنة الثالثة، نيسان 2002 ـ



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب قادسية صدام 6- محمد مزيد
- كتاب قادسية صدام 5- المغني حسين نعمة
- كتاب قادسية صدام خضير عبد الأمير-4-
- كتاب قادسية صدام 3- حنون مجيد
- كتاب قادسية صدام 2- وارد بدر السالم
- أدباء قادسية صدام -1- عبد الخالق الركابي
- -مثل طفل يقفز من الرحم إلى العالم. قلب أبيض. عالم أبيض وصرخة ...
- من حصاد زيارتي إلى العراق الشهر الماضي 12-2014 1- حمود الخيا ...
- بمناسبة صدور -حياة ثقيلة- في القاهرة الأدهم 2015 سلام إبراهي ...
- في مديح المهبل
- لا تموت من وقت
- عددت مساوئي وهي خير من يعرفها
- صائد العصافير
- الواقع كوحدة حية والنص الروائي
- شوقٌ مستحيل
- ليش.. ليش.. ليش؟!
- حصار وتبعثر
- ملف عن الفنان التشكيلي العراقي العالمي بشير مهدي
- عراقي.. وطني كابوس لا صحوة منه
- عالم بلا كراهية


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - كتاب قادسية صدام 8- بثينة الناصري