أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - كتاب قادسية صدام 5- المغني حسين نعمة














المزيد.....

كتاب قادسية صدام 5- المغني حسين نعمة


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 4703 - 2015 / 1 / 28 - 04:01
المحور: الادب والفن
    


كتاب قادسية صدام
5- المغني حسين نعمة
لم يبق مغني عراقي عاش داخل العراق دون أن يغني للدكتاتور صدام حسين وأرشيف الغناء متوفر ومفضوح أكثر من أرشيف الكتابة التي يحاول كتبة القادسية التستر عليه بالتناسي وتلف ما يقع بأيديهم من كتب تحتوي على ما كتبوه من قصص وروايات تمجيدا لقادسية صدام. وبأدق ليس قادسية صدام ثمة حرب شعواء أشعلها خدمةً لأجندة خارجية أدت بالتالي إلى وقوع العراق برمته تحت السيطرة الإيرانية التي توغلت ورسخت عقب الإنسحاب الأمريكي بغطاء الطائفة والشيعة وهي لم تفعل شيء سوى تخريب ما تبقى من هيبة الدولة وجعل العراق عصف مأكول يتناهبه السراق والسياسيين السفلة.
هنا الغناء الجميع غنى ومجد صدام - العزيز أنت- وهذه الأغنية بالذات كانت أشد علي وأنا في خضم المقاومة بحيث ظهرت دون ان أدري في حومة الكتابة في روايتي الأخيرة التي صدرت هذه الأيام -حياة ثقيلة-
(كنت تسكن مدينة "الشعب" التي كنت أمر جوارها كل يوم حينما خدمتُ كجندي مكلف في الحقولِ المقابلةِ للمدينةِ بعد أكمال دراستي الجامعية، حيث أبكرُ مع صياح الديك مستقلاً سيارات الأجرة من بابِ المعظمِ، وأنزل عابراً جادة كركوك لأصل مشياً إلى موقعِ وحدتي العسكرية. في ذلك اليوم البعيد دخلتها مع "رعد" محتدماً بالغضبِ لسقوطِ نموذجكَ في نفسي، صحيح أنني لم أستطع الالتزام وأميلُ إلى الفوضى قليلاً، لكنني مدله بفكرة المناضل المخلص. وقتها لم أدرك أنا ولا أنت معنى فكرة عزفي عن العمل السياسي وإعجابي بالمناضل حد التدله إذ كنت أتهرب من دعوتك للالتزام بالتنظيم، كنتُ أحسها بالفكرة فقط، ورغم تبلور وعيي وخوضي التجربة بجسدي وكياني لاحقاً بقيت أتهرب من التنظيم وأنا وسطهم في الجبل رافعاً السلاح، وبقيت على حالي أتدله بالمناضل العنيد، وبنفس الوقت متمسكاً بحريتي طوال الرحلة.
عتمة الغروب نشرت ثوبها منذ أكثر من نصف ساعة. نزلنا من السيارة. عبرنا شارعين فرعيين قبل أن يتوقف صديقنا الشاعر أمام بوابة حديدية كبيرة لبيتٍ حسن البناء، قرعها بوجه باش، فتحتها أنت وحينما وقعَ بصركَ عليّ صرختَ باسمي وركضتَ قاطعاً الأمتارَ العشرة الفاصلة، عانقتني كأنك تريد صهري بأحشائك. مرآك خفف من احتدامي قليلا، لكن عقب تناول الشاي. تلبّك الحديث فالغرفة صغيرة، بابها مفتوح على فسحة وسطية ضيقة أيضا، مكتظة بالنساء والأطفال. كنت مزدحما بالأسئلة. همست لك:
- لازِمْ نْطْلَعْ.. أريدْ أَشْرَبْ!.
أخذنا سيارة أجرة حتى "باب المعظم". لزمتُ الصمت. أزداد احتقاني والسائق رفع صوت الراديو "حسين نعمة" يغني:
(العزيز أنت.. أنت
العزيز أنتَ يا شمعتنه وأملنه
يا أمل بيتنا وقائد وطنه
الممجدة بـ "صدام حسين" الذي حلّ محل "أحمد حسن البكر" قبل شهرين. شعرتُ بشدة الحصار.. أنت، والأغنية، ووجه الرئيس المتجهم تارة والمبتسم بافتعال في أخرى وهو يشهق في جداريات ضخمة منتشرة في الساحات، ومداخل الشوارع العريضة، المحروسة بميليشيات البعث، ببدلاتهم الخاكية وبنادقهم المعلقة على الأكتاف. بدأت أفور منك، من نفسي، من المحيط. لم تنفع تعليقات "رعد" الساخرة ونكاته في فك صمتي ووجومي. كنتَ واجماً أيضاً. ذهبتْ فرحتكَ وسقطتَ في الصمتِ. كنتُ أصوب نظري نحوك بين الحين والحين فأراك في دائرة ضوء سيارة قادمة من الاتجاه المعاكس مطرق الرأس، شارداً، بقسماتٍ صبها القلق صباً، فأنت خير من يعرفني، تدرك لِمَ أنا صامت؟!. ولِمَ طلبتُ الخروج من البيت؟!، وتتوقع مجرى الحوار القادم. ترجلنا في "باب المعظم" وقصدنا نادي "مصلحة نقل الركاب" القريب. دخلنا إلى حديقته الواسعة المزدحمة بالرواد، كان ذلك اليوم يوم لعبة "دنبله" انزوينا في ركن معتم جوار السياج. لم تشرب يومها، بينما عببتُ أنا نصف ربع عرق سادة دفعةً واحدة. فبدأ الخدر يتصاعد قليلاً.. قليلاً ليحل عقدة لساني، قلتُ لك:
- أحكي لي كيف تم الأمر؟!.
كنت أقصد اعترافاتك أنت وزوجتك وتوقيعك تعهداً بعدم النشاط السياسي مضاف للمادة 200!. (والمادة 200 تحكم بالإعدام على موقعها فيما لو عمل سرا بحزب أخر غير حزب البعث العربي الإشتراكي). تلكأتَ بالكلامِ. مما زاد من توقدي وجعلني أستعجل رويَ ما سمعتُ، وافقتني بهّز رأسكَ وسط ضجيج الأرقام ولغط اللاعبين. صببتُ ربعَ عرق كامل وجرعتهُ مرةً واحدةً. اتكأتُ على مسندِ الكرسي الخشبي. هبط صمتٌ قلق علينا برغم الصخب، فلم نعد نسمع شيئاً. كنتما تحملقان أنت ورعد في وجهي منتظرين. انفجرتُ في حديثٍ طويلٍ عن خيانتكَ ليّ كصديقٍ، قلت لك إنك أوهمتني طوالَ علاقتنا بشخصية المناضل المخلص بصمتكَ الأسمنتي ونظراتكَ المتأملة، أفضتُ بالحديث فقد أخذتني العاطفة والسكر قلتُ لكَ ساخراً:
- ليش بالبيت.. يعني عمرك النضالي تنزعه في بيتك.. ليش؟!. ).ص 59
لكن حسين نعمة ظهر بكل شجاعة وقال كلمته المموثقة في لقاء تلفزيوني شأن شجاعة الراحل القاص عبد الستار ناصر:
- كل أحنه غنينه للقائد ما جبرنه احد!.
أسوق ذلك وبذهني قصة قاص معروف -أحمد خلف- ترايخه معروف فقد كان حرس قومي عام 1963 وهي أولى مليشيات حزب البعث الذي خرب العراق وأقترب من اليسار لاحقا ليعود لبيته ويكتب مجموعة قصص عن القادسية، حاول ان ينفيها كما اخبرني شاعر متمرد وسلمني نسخة من مجموعته القصصية ستكون مدار حلقة.
ليش
وين الشجاعة
ليش ما تقول ظروف كتابتك مثل ما فعل حسين نعمة الشجاع وعبد الستار ناصر
ليش
نريد الجواب العراقي يريد جواب
وهذه دعوة لكي تغادروا روح النعامة التي تغط رأسها بالرمل ساعة الخطر
كي لا تواجه الحقيقة... مصيرها
شوية تشجعوا وأعتذروا
وإلا ستكونون مجرد لعنة بالتاريخ المأساوي للعراق

https://www.youtube.com/watch?v=foq84LA_uIQ



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب قادسية صدام خضير عبد الأمير-4-
- كتاب قادسية صدام 3- حنون مجيد
- كتاب قادسية صدام 2- وارد بدر السالم
- أدباء قادسية صدام -1- عبد الخالق الركابي
- -مثل طفل يقفز من الرحم إلى العالم. قلب أبيض. عالم أبيض وصرخة ...
- من حصاد زيارتي إلى العراق الشهر الماضي 12-2014 1- حمود الخيا ...
- بمناسبة صدور -حياة ثقيلة- في القاهرة الأدهم 2015 سلام إبراهي ...
- في مديح المهبل
- لا تموت من وقت
- عددت مساوئي وهي خير من يعرفها
- صائد العصافير
- الواقع كوحدة حية والنص الروائي
- شوقٌ مستحيل
- ليش.. ليش.. ليش؟!
- حصار وتبعثر
- ملف عن الفنان التشكيلي العراقي العالمي بشير مهدي
- عراقي.. وطني كابوس لا صحوة منه
- عالم بلا كراهية
- التيار الديمقراطي العراقي في الدنمارك - عيب والله عيب -
- مريم الأوكرانية


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - كتاب قادسية صدام 5- المغني حسين نعمة