(البيك ما يخليك..!!)

سامي كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 16:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

(البيك ما يخليك..!!)
سامي كاظم فرج
"احترم تحترم" هذه العبارة تجدها مخطوطة على لوحة معلقة في مقر كل السيطرات في شوارع العاصمة التي وضعت من اجل الحفاظ على امن المواطن..!!
ومن الضروري جدا ان نقوم بطرح بعض الاسئلة على بعضنا البعض فيما يتعلق بالمعنى الحقيقي لهذه العبارة..!!
هل ان مفردة (احترم) تشمل المواطن حصراً..؟!
يبدو ان الامر هكذا.. فالمواطن مطلوب منه (غصبن ما عليه وعلى الخلف الخلفوه) احترام العسكر واذا كان لايرغب باحترامهم فانه غير مخير باحترام لا بل واجلال الاسلحة التي يحملونها..!!
وعلى الرغم من ان احترام العسكر الذي لم يكن يوما ما نتيجة اعجاب او تقدير لجهودهم في حفظ امنه وتأمين امانه من المفخخات والعبوات الناسفة والكواتم لا بل هو نتيجة الخوف تحديدا.. وقد اصبح فعلا انعكاسيا وصار جزءا من سلوك المواطن العراقي والذي على ما يبدو يصر (اصراراً) ويلح (الحاحاً) على التمسك به وجعله من المسلمات..!!
من جهة فان مفردة (تحترم) لا تشمل غير العسكر اي هم الذين يقام لهم الاحترام اما فيما يخص احترامهم للمواطن فهو امرٌ متروك لهم فهم (مخيرون) اذا احترموه فـ(خير على خير) وان لم يحترموه فلا خيار لهذا (المكرود) غير السكوت والتقبل بـ(روح رياضية) لان اي ردة فعل مهما كان حجمها ضئيلا فمعنى هذا بان (الاهانة) ستأخذ منحى آخر فالعسكر اذا كان الكلام البذيء لايلبي طموحاتهم ورغباتهم في(تاديب عباد الله) فان الايدي والارجل يمكن ان تلبي الطموح والرغبة واذا كان غير ذلك واستعصت هاتان الوسيلتان في ان (تشفي الغليل) فحينها يكون (السيف) اصدق انباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب..!!
احد اقاربي غالبا ما يحن عليَّ ويقوم بنقلي بسيارته عندما يستوجب حضور مناسبات الحزن او الفرح غالبا ما كنت اوجه اليه اللوم على التحية التي ترافقها ابتسامة تنم عن (اللواكة) و(التزلف) التي يلقيها على افراد السيطرات التي نمر عليها.. هذه الملامة لم تكن تنم عن استعلاء او نرجسية ولكن الذي يدفعني الى ذلك هو اعتدادي بكرامة (الرجل) الذي يجابه على الدوام من هؤلاء (العسكر) باستعلاء وتجاهل مقيتين..ولكن هذا القريب الذي (يلدغ) على الدوام كان وهو يعتقد بانه يضحك على (ذقني) يرد عليّ بقوله: السلام لله..فاجيبه وبتهكم (لا والله بس البيك ما يخليك )!!!
سامي كاظم فرج

#سامي_كاظم_فرج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل