أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة إسماعيلي - ظهور المسيح الدجال في شخصية البغدادي : صراع الإسلام الإيطيقي بعصر ديموقراطية الأنترنيت














المزيد.....

ظهور المسيح الدجال في شخصية البغدادي : صراع الإسلام الإيطيقي بعصر ديموقراطية الأنترنيت


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4739 - 2015 / 3 / 5 - 22:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مجموعة من البحارة العرب، ترسو سفينتهم بجزيرة بعد صراع مع أمواج البحر، بالجزيرة يلتقون بغوريلا ضخمة يصعب تمييز أعضائها، هذه الأخيرة تتحدث. بفزعهم من المشهد يهرعون نحو دير موجود بتلك الجزيرة، داخل هذا الدير يجدون رجلا مكبلا، بادر الرجل المكبل بسؤال البحارة أسئلة غريبة نوعا ما ـ بالنسبة إلى حالته كسجين مهجورـ : سألهم عن نخل بيسان (مدينة فلسطينية قديمة)، وبحيرة طبرية (بالحدود الإسرائيلية السورية)، وعين زغر (قرية أردنية)، مؤكدا قرب تعرض هذه المناطق للجفاف: كعلامة على بدء مهمته..

المسيح الدجال يعرّف بالتراث الإسلامي على أنه أكبر فتنة أو أسوؤها، نظرا إلى ارتباطه بنهاية العالم ـ من منظور إسخاتولوجيا الإسلام (سيناريو النهاية). المسيح الدجال كما جاء في ذكره المتضارب، ذو نسب يهودي ـ كإسقاط أيديولوجي على العدو ـ يقوم بالتلاعب بالناس لاستعمالاتهم حسب أجندته ـ وهي التضليل الديني ـ بذلك سيتبعه العديد من اليهود ـ دائما بظل الإسقاط وما يوفره من تفريغ وجداني. الأمر نفسه ينطبق على البغدادي الذي ذهبت بعض الإشارات في نسبه للأجندة الصهيونية، شخصية كما هو ظاهر تعاني من عقدة المسيح (مهمة تخليص العالم من الشرور بأي وجه كان، وذلك قبل نهاية العالم !)، له قدرة على تضليل الأتباع ـ مثلما المسيح الدجال قادر على تضليل الأتباع كممثل للدين الحق ـ هنا يرى المسلمون أو ينعتون البغدادي بالجانب الدجلي (من الدجل) للإسلام، مثلما تم نعت المسيح الدجال (في المتخيل الدين- شعبي). المسيح الدجال تكمن قوته في قدرته على الإغراء، كذلك البغدادي الذي يصل مدخول تنظيمه لـثلاثة مليون دولار في اليوم ـ نتيجة فتح سوق سوداء لبيع النفط ومصادر إجرامية أخرى. نشاط البغدادي/الدجال يتمحور بين سوريا والعراق: وهناك رعب أو بالأحرى عجز عن الاقتراب من السعودية (مكة المحروسة من الدجال)، وبيت المقدس ـ المناطق الفلسطينية والإسرائيلية. الأهم في ذلك: هو أن كل ذلك إسقاط وهمي لحرب نهائية بين الشر والخير، على غرار نمط حرب النجوم التلفزيونية ـ دون اعتبار لحركة الكون، الذي يمتثل ـ بكامل هيبته ودوران نجومه وضخامته ـ لسلوكات الدجال الشاذة في صراعه مع ممثلي الحق (المهدي والمسيح المخلص الذي يعود لإتمام السيناريو).

إن الأمر لا يتعلق بأكثر من إيطيقا إسلامية جانبية، يتم السعي لفرضها على الرغم من عدم استيعاب ضيق مفاهيمها لشساعة المتغير الواقعي الاقتصادي، بظل أنظمة تكافح لتحقيق أرضية (سياسية) واقعية: فالديمقراطية لدينا ليست نظاما سياسيا ـ كما يحسب الجميع ـ إنما نظام إلكتروني افتراضي. كيف؟ الديمقراطية كحكم للشعب وتأثير للرأي العام لا تحدث من خلال النشاط السياسي للأفراد، إنما من خلال النشاط الالكتروني: وكمثال للتوضيح ـ يتضمن الفكرة التي حاولت بناء الموضوع عليها ـ فحينما يتعرض فرد / مواطن للظلم، فإن المؤسسات الحكومية بعجزها عن إنصافه أو رد حقه ـ نتيجة الالتباس الإداري والتمييز الطبقي الاجتماعي ـ يكفي أن يضع شريطا مصورا بحسابه الاجتماعي الالكتروني، حتى يهتز الرأي العالمي لوضع حل واحد لمسألته. الديمقراطية تنبع من الأنترنيت وليس من الأنظمة: صارت الآلة أكثر أخلاقية وقيمية من الإنسان وأيديولوجياته. الأنترنيت والمواقع الاجتماعية تضمن للإنسان نسبيا، ما تعجز الأنظمة والأحزاب الثرثارة عن تقديمه.

انفضاح العديد من الممارسات، وانكشاف العجز السياسي والديني، بظل الأنترنيت وعلى شاشاتها: وما تولده من ردود فعل جمهورية مؤثرة. لم يعد ـ إثر ذلك ـ للفرد/المواطن ثقة بالأخلاقيات السياسية والدينية، بقدر ثقته بما تفصحه شاشة هاتفه أو حاسوبه. فهل تكون نهاية الدجل الديني والسياسي ـ كنهاية للعالم من زاوية الإسخاتولوجيا الضيقة ـ على يد الأنترنيت كمهدي منتَظر لم يعد منتَظرا وإنما ناشطا، فاضحا، مؤثرا، ديمقراطيا، مفصحا؟ هل هي نهاية بوادر السياسة الميتافيزيقية (بمستبديها السياسيين والدينيين والمثقفين والموظفين على حد سواء) مقابل أخلاقيات الآلة الأكثر صدقا من الإنسان؟ نظرا إلى أنها لا تفعل أكثر من فضح تناقض الإنسان وانقسامه مع الآخر وذاته بنفس الوقت؟ حيث يتراجع مفزوعا من وجهه المعيب أمام مرآة الآلة، بعضُ استيقاظه من وهم الجمال والدلال والعناية السماوية العادلة رغم كل الشرور والظلم الممارس على ذاته ـ انطلاقا من ذاته ؟



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستطيقا القبح : كل ما هو قبيح يمكن أن يكون جميلا
- وهم المعرفة عند العرب
- رجل سبب خصام صديقتين
- شارلي إيبدو : حرية تعبير أم إهانة ؟
- من أين تحصل داعش على المال ؟ وكيف تغري الملتحقين ؟
- ساعات اللّيل والنهار : للشاعر الفرنسي جيرار دي نورفال
- الفلسفة والشعر والعبقرية، شذرات لوغولوجية لنوفاليس
- داعش : نساء يزيديات تفضلن الإنتحار على أن يتم اغتصابهن
- نداء من أعماق البحر يفتح الحياة
- كيف يقوم أبرز العلماء بفك أعظم ألغاز الحياة ؟
- علم نفس الفيسبوك
- الطبيعة الإلحادية للإله
- الهلاوس، الجنون، وألاعيب العقل البشري
- الكذب والنفاق هما أكثر السلوكات ممارسة في العالم
- حظ الجميلة وحظ القبيحة
- تقديس المغاربة للغة الفرنسية ونقد المهدي المنجرة للموقف كرفض ...
- هل طعن الإسلام نفسه بعد الربيع العربي ؟
- ما الذي تقدّمه الرسوم المتحركة (الكرتون) للأطفال ؟
- كل أنثى عاهرة
- إشكالية الثقافة العربية : أزمة دينية أدّت لتخريف سياسي


المزيد.....




- رئيس إيران يعلن موقف طهران من التفاوض بشأن برنامجها النووي
- سوريا: إيقاف وسيم الأسد المتهم بالضلوع في تجارة المخدرات خلا ...
- إسرائيل حاولت زعزعة إيران فساعدت في توحيدها
- بانون يعارض الانضمام للحرب على إيران ويوجه تحذيرات لترامب
- سي إن إن: السلطات تراقب التهديدات الإيرانية المحتملة داخل ال ...
- -حتى لو قتلوني-.. شاهد ما قاله الناشط الفلسطيني محمود خليل ب ...
- بعد انتقادات الصدر.. رئيس وزراء العراق يعلق على اختراق إسرائ ...
- فريق CNN يسمع دوي انفجارات قوية شرق طهران في إيران.. شاهد ما ...
- -سنعتبرها أهدافا مشروعة-.. جيش إيران يهدد باستهداف شحنات الأ ...
- الأزمة الدبلوماسية تتصاعد.. الهند تعلن تعليق معاهدة مياه الس ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة إسماعيلي - ظهور المسيح الدجال في شخصية البغدادي : صراع الإسلام الإيطيقي بعصر ديموقراطية الأنترنيت