أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - القراءة بوصفها هدف














المزيد.....

القراءة بوصفها هدف


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4737 - 2015 / 3 / 3 - 22:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التجديد الفكري واعادة قراءة الفهم الديني بربطه بالتاريخ أي أعادة قراءة الإسلام كفكر بمقاربة تاريخية لا يعني بأي حال من الأحوال أن نجعل من هذه الدعوة أعاد خلق منظومه فهمية وإدراكية للدين تبنى خارج ما هو عقلاني وأصولي بمعنى أن لا يكون هذا الطرح الليبرالي مدعاة للتجاوز عن حقائق تتصل بأصل وروح الحقيقة الدينية الجوهرية , وإن كنت أنا لا أمانع أن يطرح الموضوع على بساط البحث النقدي والبرهاني المتوافق مع توسع الأفق المعرفي والفكري الإنساني الذي راكمته البشرية في تاريخها ,وجعل كل الفهم الديني الأثري محلا للنقد العلمي وفق قياسات يتفق عليها أولا كونها معيار للبرهنة وقياس النتائج لكن دون ان نبني نتائج نظرية عن واقع يختلف تماما عن الفرض ولا يتوافق مع الموجود النهائي التحصيلي منه.
هذا المطلب ليس خياليا ولا يمس جوهرية الدين التي تمثل علاقة عمودية قائمة بين الوجود الإنساني الروحي وقيم السماء ,كذلك لا يمكن عدها انتهاك لركائز الدين طالما أنها ستمهد لصياغة وأعادة فهمنا لوظيفة الدين الذي يشكل جزء مهم من الوجود الحقيقي للإنسان طالما تعلق به وأنشد لها منذ أول مرة يطأ فيها الأرض باحثا عن جواب محدد وهو المطلوب من السؤال المتكرر بلا أنقطاع لماذا أنا في الوجود وما قيمة هذا الوجود بالنسبة للسماء وبالنسبة للأرض كوطن يحتوي ويضم هذا الوجود بعلاقته مع الإنسان وكيف يبرر فعله المباشر وغير المباشر على ما يمكن ن يجعل هذه العلاقة مفهومة ومنتظمة وحقيقية.
التأريخ ليس شاهد زور يمكن ن نجعله مطية نركبها كما أردنا أن نغير من قواعد المعاملة لأن في التأريخ خاصية الفهم بأشكال متعددة تبعا لمعنى قيمة الفعل التأريخي الذي يمتد من أقصى حدود الشر إلى أبعد حدود الخيرية وكل يحاول أن يفلت به إلى المنطقة التي تؤمن له مساغ لفعله وتشهد له بالصحية الكاملة ,والدليل كم من ممجد للطواغيت على وجه لأرض وكم من ضحية بات مسلوبة المعنى تبريرا لحكمية التأريخ الأعمى.
التأريخ الأعور لا يمكن أن يكون حاكما على الدين طالما أن الدين لم يكشف عن كامل إنسانيته ولم يفرض شروطه الحيوية في مجتمع تبرأ من الله في أحيان كثيرة وأنتهك حدوده بدواع لا تمت للتاريخ ولا للدين ولا للإنسانية ,بل فرض شروط صاغها صناع التأريخ ومرتكبي الحماقات ونسبوها للدين فأصبحت بنظر القارئ التأريخي مرتكزا وعملة قادر أن يتسوق به ويسوق فكره عن الدين من خلال عزل الكثير من المحددات المهمة والضروريةلاكتمالاستكشاف الحقيقية وهذا ما أسقط الكثير من الأفكار والنظريات التي اتخذت من التأريخ وجه واحد تفسيرالحركة الوجود كالنظرية المادية التأريخية التي أصبحت تراث أكثر من كونها رؤية حقيقية وإنجازية للتغيير والارتقاء الإنساني.
التأريخ بمعزل عن الروح الإنسانية وبمعزل عن قيم الأخلاق والخير والجمال يصبح قاسيا وعبثيا ينحاز للقوة والطاغوتية الفكرية ويتعامل مع الإنسان كفعل خارج عوامله الأساسية الدافعة والمؤثرة والتي في بعض جوانبها له امتدادات لا يمكن للتأريخ أن يستحضرها بالقراءة عن بعد وبتجرد ,لأنه يقرأ الصورة ويستحضر الشكل العام ولا يتوغل بالجوهر الإنساني الذي بنى وشيد الفعل بتداخلات واشتراكات متشعبة , هنا يقع التأريخ بمعنى القسوة بمعنى أنه لا يرى الإنسان إلا من وجهه المادي فقط.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان والبصمة الأولى
- بين مفهومي الجنة والنار أو الخير والشر
- مذكرات إنسان في أخر الطريق
- ما نريد من الله ؟. ح1
- أنتصار العقل الإنساني
- مستقبل رأس المال ح2
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ح1 .......قصة فصيرة
- مستقبل رأس المال
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح2
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح1
- فاكهة ممنوعة
- القاعدة الحيوية القابلة لمبدأ التثمير
- الحاجات والمطالب الضرورية وبالتدرج الواقعي
- نظرية رأس المال
- القاعدة الفكرية والأجتماعية
- المال ورأس المال ح1
- المال ورأس المال ح2
- المال ورأس المال في النص الديني
- إشكالية نشوء الدولة الإسلامية ح1
- إشكالية نشوء الدولة الإسلامية ح2


المزيد.....




- ترامب يخطئ باسم طبيبه أثناء تحدي بايدن لإجراء اختبار لـ-قدرة ...
- ألمانيا: الشرطة تطلق النار على رجل هاجم عناصرها قبل مباراة ف ...
- السعودية.. ضبط 16 مواطنا ووافدين اثنين ووزارة الداخلية تشهر ...
- من أول لمسة.. فيخهورست يمنح هولندا الفوز على بولندا
- -مستعدون لبدئها غدا-.. زيلينسكي يضع شرطا للمفاوضات مع موسكو ...
- صحيفة عبرية تحدد شريان حياة وحيد لإسرائيل بعد حرب غزة معلق ب ...
- زعيم حزب فرنسي يدعو لصحوة أوروبية بعد تصريحات لقادة الناتو - ...
- زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب جنوب البيرو
- ليبيا.. 145 إصابة بسبب الاستخدام الخاطئ لأدوات ذبح الأضاحي ف ...
- كأس الأمم الأوروبية 2024: البديل فيخهورست يمنح فوزا متأخرا ل ...


المزيد.....

- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - القراءة بوصفها هدف