محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4737 - 2015 / 3 / 3 - 12:25
المحور:
الادب والفن
المرأة تغنّي من كوّة في الباب: القدس من ذهب، فكأنّما يتأكّلها الحنين إلى حياة الليل في الخارج، والشرطي الذي اجتذبته موجة الهجرة الأخيرة، يعلن خطوه الثقيل في باحة السجن، يتوقّف أمام الزنازين، يراقب من الكوى الضيقة رجالاً يرسفون في قيودهم، ثم يبتعد أمام وطأة عيونهم التي تخترق الكوى، يتمشّى في الباحة وهو يؤنّب نفسه، ويحلم بأمسية هادئة على بحر بعيد مع امرأة يلتقيها صدفة في الطريق.
والمرأة تغنّي من كوّة في الباب ثم تصيح: أيّها الشرطي أعطني سيجارة من فضلك! يناكفها عن غير قصد: اخرسي أيتها الزانية.
المرأة تكفّ عن الغناء، تشتم أمّ الشرطي بلغة الإيديش دون اكتراث، ثم تصمت، يزحف الليل بطيئاً، والشرطي ينوء تحت وطأة الوظيفة وعبء الانتصار والعيون التي تخترق الكوى بحثًا عن وطن.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟