أمراء آل ثاني القطريون الحالمون

عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4727 - 2015 / 2 / 21 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في عوالمنا المفعمة بالعُقد الدونية , القاعدة تقول: أن العاجز أو محدود القدرة دوما يحاول أن يجد وسائل : تقمص أو تقليد أو إلتواءات من نوع ما لمسك خيطا حتى وإن كان هلاميا لكي يُدخله في عالم الملاحظة في منظور العالم . وتلك القاعدة تسري على كل صنوف التفاعل الحياتي , يعني مثلا شخص ما ليس بمقدوره ان يصير طبيبا او مهندسا او حقوقيا أو أديبا وحتى بلطجيا أو ألخ .. تراه يعمل علاقات صداقة مع تلك النماذج لكي يُنظر له إجتماعيا نظرة ترضي الدونية الراسخة في عمقه الواعي واللاواعي .

مثل هكذا وضع يسري على الأشخاص والحكومات , حكومات الدول الضئيلة أو الصغيرة , لكن ليس أية دولة صغيرة , يعني مثلا دولة مثل " كوبا " هذه الدولة إيقاعها شيوعي صِرف , فإذا كانت قد مارست دعائية ضد المشروع الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة فهذا ينطوي على عقيدة راسخة وذات أبعاد إنسانية بحسب منظورها العقائدي , وليس لأجل صيت عقيم .

دعني أنأى بنفسي عن المقارنة لأشير إلى شيوخ آل ثاني , شيوخ دويلة قطر العُظمى أرادوا أو طمحوا في لحظة ما , لحظة تبلغ فيها الدونية أشد غلياناتها , طمحوا أن يبنوا ذلك الـ Reputation - الصيت - , أظن تواردت في أذهانهم أشياء من قبيل : الثروة , المال هي أو هو الذي يخلق الصيت , فلماذا لا نخلق بثروتنا مثل هذا الصيت ! " ..

اشهد ما ب الله أن ما توارد على أذهان أولئك الشيوخ مضبوط مليون بالمئة , لكن ما خشيته هو على عقليات شيوخنا المبجلين هو خاطرة من قبيل : يقولون علينا دولة أو دويلة صغيرة , وماذا عن دولة هولنده , أليست دولة صغيرة وغزت العالم في السابق " أقول خشيت أن لا تنتاب عقليات الشيوخ مثل تلك الأفكار الغزواتية على الشاكلة الهولندية , ليس غزو على نطاق واسع كما فعلت دولة هولنده الصغيرة , إنما غزو جيرانها مثل : الإمارات والبحرين والسعودية ومن المحتمل عُمان والكويت !

.. ما أتذكره عن أولئل الشيوخ كانوا قد إبتدأوا تلك المناورات , أقصد مناورات الصيت , منذ زيارة وفد منهم لزيارة " عدي صدام حسين " عندما أصيب في محاولة الإغتيال سنة 96 إذا لم تخني الذاكرة , كانت الزيارة غير منطقية لسبب ان نظام بغداد أبان ذاك كان مُقاطعا من دول الخليج على خلفية احتلال الكويت , بعدها أخذو يقتربون من نظام الملالي في طهران , وأتذكر قولا لأحدهم عن ذلك التقارب لبغداد وطهران , قول ما معناه : ما قيمتنا نحن كدويلة صغيرة إزاء دول لها وزنها التاريخي مثل العراق الذي كان مركز الخلافة الإسلامية , وإيران صاحبة المركز الجغرافي المهم .." .. بعدها إستقطبوا الإعلاميين من كل البقاع على أسس مالية ليُكونوا قناة الجزيرة التي أخذت صيتا لوطر من الزمن ومن ثم إضمحلت على خلفية عدم المهنية وأنها ليست سوى إمتداد للإعلام الحكومي الكلاسيكي الذي نشأت عليه الأجيال العربية .. ومع دوي تلك القناة كان دوي مسؤوليها وشيوخها يتصاعد ويتطور , يتطور بطريقة دس الأنوف .. وعلى أي حال هذا الموضوع ليس إستعراضا لأنوف الشيوخ القطريين المدسوسة في كل صغيرة وكبيرة ومنذ أكثر من عقد الزمن ومنها إنقلابهم على حليفهم نظام دمشق وحليفه حزب نصر الله .. ومن ثم القذافي وغيرها وغيرها ..

الإستعراض الأخير عن دس الأنف هذا : هو ما يخص الدولة المصرية وما نتج عنه من إنذار ملك السعودية السابق الملك عبد الله عن الكف عن ذلك , ثم إنصاعت تلك الخشوم عن الدس .. لكن سريعا , فما أن إنتفضت الحكومة المصرية على قتل مواطينيها في ليبيا بدك موقع داعش حتى عاد الدس الخشمي القطري إلى سابق عهده ! .. فيا أولاد ال.. كما يقول الشاعر , عندما يكون تاريخكم بذلك المستوى من التأمرات القبيحة دون سبب وجيه , هذا الفِعل ليس محل جدال , أما الطيران المصري عندما يقوم بقصف لمواقع إرهابية ذبحت أبناء جلدته دون علاقة بأي مخاض سياسي , سوى أنهم أناس هجروا بلدهم طلبا للرزق , نقول لمجرد ذلك تنتفض خصيانكم وتنددون بهذا القصف , فأي خصيان أنتم يا أولاد ..

إذن فإن شيوخ خطر أو قطر ليسوا على إستعداد عن التخلي عن ذلك الدس موضوع الحديث !

وهنا نصل إلى الغاية التي يطمح إليها أولئك الشيوخ الحالمون .. منطقيا أن
ان أولئك الشيوخ ليسوا من النوع المتدين , كذلك ليسوا من نوع الأيديولوجي المرتبط بتاريخ ثوري أو فلسفي , فالواقع والتاريخ يقول أنهم مجموعة من الأثرياء إستولوا على مقدرات بلد متخم بالثروات الطبيعية .

أعتقد إنني أتفق مع أحد المواقع العالمية حين طرح سؤالا يقول : لماذا حكام قطر يدعمون بعض إنتفاضات الربيع العربي , فجاء الرد أتوماتيكيا : أنها تخشى أن يصل ذلك الربيع إلى ديارها .

وبالمناسبة ياشيوخ قطر : الشيعة نسبتهم كبيرة في دولتكم , عليه فمن المحتمل أن تستغلها قوى ذات تقاطع مع توجهاتكم , تستغلها في خلق إضطرابات في عوالمكم الرومانسية المستقرة , وعندما يحدث ذلك , عندما تُقدح الشرارة , أعتقد سوف يقولون لكم : لا ترموا القوم بحجارة الضغينة وبيوتكم تكتنفها الطوائف !

#عادل_الخياط (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات