الحوثيون والطاقة والموت لأميركا !

عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الحوثيون والطاقة والموت لأميركا !

عادل الخياط

ثورة إسلامية حوثية بقيادة عمائم إيران , لكن هذه الثورة تختلف في بعض حيثياتها . الثورة هذه المرة مزيج بين تعليمات الولي الفقيه الإيراني خامنئي , وبين خيام رابعة العدوية ! لماذا ؟ لأن نوعيات مثل الحوثيين من النوع الذي يمتلك قدرات فائقة على الخلط - الخلط الثوري - وُفق الوقائع والتوجهات , أو التوجيهات على نحو أصح .. لنر كيف ؟

في البدء لا بد من القول : ان الحوثيين , ليسوا أهل ثورة , يعني ثورة عصرية جماهيرية تلم الجماهير كلها على هدف محدد : إسقاط نظام الحكم الديكتاوري المتنفذ , ومن ثم بناء نظام حكم برلماني متعدد يقوم على الشرعية الدستورية .. الحوثيون عشائر , عشائر تهتف بهتافات تعكس مضمونها , وسوف تلتئم مضامينها لكي تنتج واقعا مضطرب في الشارع اليمني بعد المخاض العسير لتداعيات الواقع اليمني , في ظل إنزياح النظام القديم , وفي ظل كذلك ما تبعه من تأزمات قبلية وقاعدية وإنفلات أمني
تبعته تشعبات كثيرة , لا أظن ان هذا السرد موضع بحثها .

الموضوع الليلة هو عن إنفلاق ثورة حوثية لا عمدان ولا خرسانات ولا حتى حرفيات أبجدية ضئيلة تستند عليها .

سوف تُقاس على النحو التالي البسيط : في الوقت الحالي التلفزيون الفضائي والإنترنت تراقبه كل فئات المجتمع , لكن السؤال : هل كل صنوف المجتمع تفهم ما يُضخ عليها من معلومات ووقائع ؟ الطبيعي لا .. ألذي يفهمه من له صلة بالواقع , واقع سياسي , أو إقتصادي على وجه التحديد . الناس تثور من أجل معيشة أفضل . في اليمن " الحوثيون لا علاقة لهم بالواقع الإعلامي " . الحوثيون يتظاهرون منذ عدة أسابيع في العاصمة " صنعاء " عندما تسألهم السلطات : ماذا تريدون ؟ " . يقولون نريد الطاقة , الوقود , نريد تخفيف أسعار الوقود ." . السلطة تستجيب لهم وتخفف أسعار الوقود , بل ترجعها إلى عهدها السابق . في اليوم التالي ترى الحوثيين يتظاهرون مجددا . عجيب , ماذا يريد الحوثيون ؟!

التقارير الإعلامية تقول : أن الحوثيين إنتفضوا يريدون الطاقة أو الوقود , والسلطات اليمنية تقول انها وفرت لهم الطاقة واسقطت الأسعار على رغبة الحوثيين , لكن الحوثيين لا زالوا معتصمين في الجوامع وهم يهتفون الصرخة ؟

ما هي الصرخة ؟ .. الصرخة هي شعار الحوثيين والمخترعة بأحد قادتهم , والصرخة ليس إختراع في الواقع , أو ليس إختراع يمني أو حوثي .. الصرخة أيها السادة هي الشعار الذي يردده أنصار الخميني في إيران وفي كل البقاع التي تناصر التوجه الخميني , الشعار الذي يقول : الموت لإسرائيل , الموت لأمريكا , النصر للإسلام "

طيب , ما علاقة الصرخة بالوقود , ما علاقة الموت لأميركا وإسرائيل ونصر الإسلام بالوقود . أيها العالم , فقط أفهم الربط بين تخفيض أسعار الوقود , وبين الموت لأميركا وإسرائيل ونصر الإسلام !

على من يقع اللوم في هكذا وضع مضطرب ؟ . أعتقد انه يقع على عمائم إيران التي تدفع مناصرين لها على سلوك جاهل متخلف . يعني يا حضرات الملالي : هل معقولة بعد هذا الوطر الطويل في الحكم والمخاضات والتآمرات , يتمخض عنكم إنفلات في كيفية control انصاركم في المعمورة, فقد كان المفروض بكم تدريس أتباعكم على فِعل حضاري , مع علمنا ان العمامة الإيرانية لا تنسجم مع الحضارة ! التدريس الحضاري ينتج فعل حضاري , كذلك يُولد إحترام وقناعات الناس للمدرسة وطاقم التدريس .

نقترح على الملالي تغيير كليشة الموت لأميركا وإسرائيل والنصر للإسلام , إلى الموت للفقر والكراهية والنصر لكرامة الإنسان مهما كان دينه أو معتقده ... معذرة : سوف تضحك على عقلك العمامة المتنفذة في طهران !

#عادل_الخياط (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل