أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الخياط - - بوتين - يرسم تاريخ روسيا حسب مزاجه !















المزيد.....

- بوتين - يرسم تاريخ روسيا حسب مزاجه !


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" بوتين " يرسم تاريخ روسيا حسب مزاجه !
عادل الخياط
.......................................................

"عن موضوع يتحدث عن كتاب مدرسي جديد عن تاريخ روسيا وبالذات الحقبة السوفيتية وكيفية إنصافها "

.....................................................................................


التساؤل يتشظى عنه عدة تساؤلات , من ضمنها : من يكتب التاريخ في بلدان الغرب الأوروبي وفي الولايات المتحدة وكندا , من هو , هل هي الحكومة أو الحزب الذي يُمثل الحكومة ؟ بتعبير أكثر دقة : من هو الذي يضع المنهاج الدراسي الخاص بتاريخ البلد أساسا ؟

تلك المقدمة لا بد انها تشف عن موضوعة ما , يعني تشف عن تاريخ أمة أو بلد وكيف يُحرر القادة الطارئين مسودات التاريخ على بلدانهم .. كيف يُحرر أو يرسم ذلك الزعيم الطارئ نموذجه على البلد الذي يخط حروفه على الأقل في حُقبة زمنية ما ؟ الجواب ببساطة هو : ما يفعله هذا الزعيم من رفاهية لهذا البلد , لكن في ذات الوقت تظل التحديات الكُبرى من قبيل الحروب التي تهدد كيان البلد تظل شاخصة في المعيار التحديدي لهذا البلد أو ذاك .. لكن الأكيد إنها ليست أية حرب : الحرب الثمانينية كانت أشبه بنزهة لمعتوهين كل منهما يعتقد بقدسية فاجرة في تلك الحرب , مع التنويه إن " صدام " كان أقل إيغالا في تواصل الحرب من الخميني , لكونه كان على يقين ببطلان مُعتقده القومي وإنه كان يدافع عن غرض شخصي ليس أكثر , أما الطرف الآخر حتى وإن كان يطمح لتكوين خرافي طرأ على مُخيلته في غفلة من الزمن أو بالأحرى غفلة عقلية , أو بالتحديد تهويمة غبائية - تكوين إمبراطورية إسلامية تحاكي الزمن الغابر - مع إفتراق واضح يُحاكي إمبراطورية " فارس " بذلك فإنه سوف يوازي بل يتمادى البُعد الشخصي ل صدام , لا بل يتعداه , كون إن نظام صدام حسين قد أطلق الكثير من دعوات وقف الحرب , لكن الخميني هو الذي أصر على تواصلها , إلى سنة 88 وتصريحه الشهير عن وقف الحرب وكيف أنه تجرع كأس السم بقبول قرار مجلس الأمن على وقف الحرب !

في الحالتين لم يكن هناك إنتصار موضوعي , كان هناك إنتصار معنوي , المعنوي ان الجيش العراقي مع نهاية الحرب الثمانينية كان قد إستقر في شريط حدودي في الأراضي الإيرانية بعد هجمات إيرانية جحيمية تواصلت لسنوات في تصور خرافي لإسقاط نظام الحكم العراقي , بمعنى إن ملالي إيران بدل أن يحتلوا شريطا حدوديا مع فارق او مقارنة اسقاط الحكم في العراق , ترى القطعات العراقية قد تمركزت داخل الأراضي الإيرانية نهاية المطاف !

والطبيعي ان رئيس دولة مثل صدام حسين سوف يستغل هذا الواقع في العقلية العربية القومية عن أمجاد الإنتصارات في التاريخ العروبي الإسلامي .. وهذا ما حصل , فلقد أضحى هذا الديكتاتور الذي صرف في بلعومه السرطاني حتى مستنقعات الجنوب التي تُعد من أكثر الطبيعيات ثراءا في العالم , أضحى رمزا للجرأة القومية المُتخيلة , فهل ثمة سخرية مميتة أشد وطأة من تلك ؟!

وسائل إعلام الغرب صّورَت الحقبة السوفيتية في سنوات الحرب الباردة أشد فظاعة من حقبة صدام التي دمرت حتى الطبيعة التي تتنفس فيها الطيور والأسماك , وفي النهاية أحضروا لنا نظاما إسلاميا ربما يكون أشد خطرا من مُدمري الطبيعة السابقين !

أحد الذين روجت لهم وسائل إعلام الغرب بتماهي هو المستر " فلادمير بوتين " الرئيس الروسي الحالي .. ليس المعنى الترويج لـ " بوتين " إنما الترويج لأية شخصية تخلف الحقبة السوفيتية : يلتسين , بوتين أو أية شخصية , ليس المهم أن يتسلم ديمتري ميدفيديف او بوتين , المهم أن يتفكك الإتحاد السوفيتي , لكن للأسف الشديد , فرغم الإنهيار السوفيتي فقد ظلت روسيا قوة ستراتيجية عسكرية في وجه الحلم الأميركي الأوروبي للسيطرة ,, المشكلة إن تطورات العالم بعد ذلك قد أوجدت القوى الإرهابية حول العالم التي وازنت المعادلة , فمن هو الأكثر خطرا على الجنس البشري يا ترى : هل هي القوى النووية الكبرى مثل روسيا وبريطانيا وفرنسا وأميركا والصين التي تحتكم إلى عقلية التوازن وأن الحرب إذا وقعت فإنها سوف تحصد الجميع , أم القوى الإرهابية مثل تنظيم القاعدة لو توفر له مثل هذا السلاح الفتاك ؟

كل القول يدور في فلك الرئيس الروسي " بوتين " ففي خبر ضمن موضوع عن بوتين يقول التالي : بوتين ينتصر للحقبة السوفيتية " .. لا ندري ما هي أحقية " بوتين " في التقييم , ولماذا ينفلق هذا التقييم بعد أكثر من عشرين عاما منذ تفكك التكوين السوفيتي , وهل الذين حكموا روسيا بعد الإنهيار التراجيدي قد ساهموا في تشويه الحقبة السوفيتية كوسيلة قذرة لتبني سلطات عُليا في روسيا الإتحادية .. تلك ليست تساؤلات , إنما حقائق موضوعية إبتدأت بـ " بوريس يلتسين " وتوسطت وإنتهت بين " بوتين " و" ديمتري ميدفيديف " والغرابة إن معظم الذين شوهوا تلك الحقبة كانوا في جهاز الدولة السوفيتية , فهل هي عملية كشف لحقبة تاريخية أم عملية جلد للذات , جلد القادة الروس الجدد لذواتهم بعد أن تبينوا ان الغرب الأوروبي كان همه الأول والأخير هو إنهيار التكوين السوفيتي , لكن لماذا نقول " تبينوا " إذا كان أولئك القادة الروس أصلا قد ساهموا في ذلك التحشيد الإعلامي والإستخباراتي الغربي لسقوط الكيان السوفيتي .. وإذن ما قيمة إعتذار " بوتين " بصيغتي " التهويل والتهوين " : عدم التهويل للحقبة السوفيتية وكذلك عدم التهوين .. الذي يعنيه " بوتين " هو التهويل الكارثي على تلك الحقبة , وعدم التهوين هو إنجازات تلك الحقبة التي بدونها - الإنتصار على النازية - لكانت أوروبا والعالم إلى
اليوم تعاني من ويلات النازية !

فهل يا ترى هذا إعتذار أو جلد ذات من قبل السيد بوتين لمساهمته في إنهيار التكوين السوفيتي بتعاونه مع الضخ الغربي , أم إنه نوع ستراتيجي في مواجهة الغطرسة العسكرية الأميركية في تعاملها مع المستجدات الدولية وخاصة مع ملفات العراق وسوريا وإيران , وربما يُفصح عن هذا مقاله في نيويورك تايمز عن تلك العسكراتية الأميركية

بيد إن وجهة النظر المحايدة تقول إن سلوك " بوتين " لا يخضع لا لتلك ولا لهذه , قد يخضع للمصلحة وهذا هو الغالب , وكذلك للنرجسية الروسية المتميزة , لكن المشكلة هي ان النرجسية الروسية تقترن بعظمة الدولة السوفيتية التي وإن إنتهت حقبتها فقد ظلت تلك المنظومة ترتبط بروسيا إقتصاديا وفكريا , فهل سوف يرفض بوتين وأمثاله دعوات التشكيل السوفيتي مجددا ؟



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف إقترن البسطال بوزارة الثقافة العراقية ؟
- هل البي بي سي العربية جزء من قناة الجزيرة ؟
- مانديلا وحرب العراق
- صورة معبرة ل - إبراهيم الجعفري -
- آخر دالغة : جيش الحسين لمكافحة الإرهاب !
- سوف نقرأ العنوان التالي في الإيام اللاحقة
- هل جون كيري وزير خارجية فاشل بإمتياز أم ماذا ؟
- حزب البعث , حزب الدعوة , تماثل المضمون
- رئيس دولتنا يبيع سمك في الشط !
- سليماني غاضب !
- دهشة إمرأة صينية
- حسن العلوي يؤرخ خارج إطار التاريخ
- من هو الذي رمى الحذاء على سيارة - روحاني - ؟
- هاجس شعبي عراقي يقول : آه لو تصل ...
- المالكي وتكوينه الشيعي إختزلوها ؟
- رسالة دفع للرئيس - عُمر البشير -
- جون مكين - يبكي : لو كنت مكان أوباما !
- كيف إستفحلت الطائفية في الثلاين سنة الأخيرة -
- آخر معايير الدوبلوماسية : المالكي والعلواني !
- إيران والخطوط الحمراء !


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الخياط - - بوتين - يرسم تاريخ روسيا حسب مزاجه !