هل جون كيري وزير خارجية فاشل بإمتياز أم ماذا ؟

عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4270 - 2013 / 11 / 9 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أتذكر إن الرئيس الأميركي كان غاضبا نوعا ما أثناء سعيه لتشكيل حكومته بعد فوزه في إنتخابات الرئاسة الأخيرة . غضبه الذي إتضح من خلال المؤتمر الصحفي في البيت الأبيض والرد على جملة من قضايا البيت الأميركي بعد التجديد الإنتخابي لرجل البيت الأبيض .

غضبه تمحور حول نيته تعيين " سوزان رايس " سفيرة الولايات المتحدة في المنظمة الدولية , وإعتراض الجمهوريين بقوة على تلك النية , وأتذكر رده في هذا الشأن على الجمهوريين المعترضين بالقول أو مامعناه : إذا كانوا لديهم إعتراضات بهذا الخصوص , ليأتوا إلي وليس بنوع من التنكيل بـ " سوزان رايس " حول تلك القضية .. إعتراض الجمهوريين على تبني رايس بُني على تصريحها عقب إغتيال السفير الأميركي في بنغازي , والذي يُزعم عن عدم وجود نوايا إرهابية في عملية الإغتيال تلك , حيث إتضح لاحقا خطأ تقدير السفيرة الأمريكية في العملية , كونها , -عملية الإغتيال بالفعل كانت إرهابية مُبرمجة -

وعلى هذا التأسيس قرر أوباما فيما بعد الرضوخ قبالة رغبة الجمهوريين الصارخة لتعيين شخص آخر ينسجم مع تلك الرغبة الجمهورية . بعدها إتضح أو أعلن إن هذا الشخص هو " جون كيري " الذي لم يعترض عليه الجمهوريين .

واليوم , بعد أن أصبح كيري وزيرا للخارجية ليس بمقدور كائن من كان أن ينكر جهده في هذا السلك الخارجي . فلقد إنطلق في جولات مكوكية حول العالم ربما تفوق جولات السيدة الجميلة " هيلاري كلينتون " في تلك الفترة التي تولت فيها هذا السلك . إلى حد إني أعتقد إن زوجته وأبنائه ربما يعترضون على هذا الجهد الدبلوماسي الذي ربما سيقوده إلى وعكات صحية لا تُحمد عقباها مثلما حدث للسيدة كلينتون .

لكن مشكلة " كيري " لا أعتقد كانت موفقة رغم الجهد الكبير الذي بذله , كيف ؟ السيد كيري ضغط بكل قوة على أعصابه لجر الفلسطينيين والإسرائليين لمفاوضات كل الدلائل تنبئ أن نهايتها الفشل نتيجة التعنت الإسرائيلي حول بناء المستوطنات والتي يقودها يميني محافظ " نتنياهو" , طبعا كيري يعلم جيدا إن تلك المفاوضات سيكون مصيرها الفشل , فما الذي يدعوه أو دعاه لفعل فاشل , طبعا هذه هي مشكلة إدارة أوباما : إنها غير واضحة المعالم في كل سياساتها الخارجية وربما الداخلية أيضا التي لا شأن لنا بها في هذا السرد .

حسنا , دعنا عن القضية الفلسطينية , ولنتجه نحو قضية البرنامج النووي الإيراني - بالمناسبة : أهم ثلاث قضايا في برنامج " أوباما الخارجي هي : القضية الفلسطينية , وقضية البرنامج النووي الإيراني , ثم المسألة الكورية - .. البرنامج النووي الإيراني هو محور هذا السرد .

النووي الإيراني تدور رحاه هذه الأيام في جنيف .. خبر يصدر عن أحد المفاوضين الأوروبيين يقول التالي : المسائل الكُبرى لم تُحسم مع الجانب الإيراني , تأكيد المسائل الكُبرى " .. صدى آخر يقول : أشتون رئيسة الإتحاد الأوروبي رفضت الإدلاء بأي تصريح حول المخاض النووي في جنيف " ... في ذات الوقت يظهر " كيري " ليقول : المفاوضات على وشك الحسم !!

الواضح إن السيد كيري متفائل دائما , هل ان تفائل كيري يُفصح عن سياسة الديمقراطيين الغير واضحة المعالم والتي أشير لها هذا السرد , أم شخصية من نوع كيري يتهادى إلى مُخيلتها أشياء حالمة وهمية لخلق منجزات خارج إطار الواقع ؟ وإلا ماذا تعني تلك التناقضات بين أقوال أحد المفاوضين الأوروبيين ورئيسة الإتحاد وبين كيري ؟ وبالمناسبة , حتى المفاوض الإيراني لم يُعطي إيضاحا حول ما تمخضت عنه حوارات الجمعة عن تلك القضية !
سننتظر إلى يوم السبت إن كان السيد كيري خبيرا متوازنا في الخارجية الأميركية , أم إنه من نوع الذي يخلق مقدمات عاطفية أو تفاؤلية وربما خيالية عن عوالم ساخنة لم تُحسم بعد ؟

#عادل_الخياط (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل