أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين عبدالعزيز - كلمة في الإلحاد















المزيد.....

كلمة في الإلحاد


محمد حسين عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 12:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلمةُ في الإلحاد
حين تتحدث عن الإلحاد يجب عليك أن تعي ثلاث مناظيم أساسية ، أو ثلاتة مباحث أساسية
ولأننا في بلد ووسط أقوام لا يُقدرون علماً ، ولا يفقهون تأصيل المصطلحات ، ولا يعتنون بنسق إلا كما يعتني الببغاء بترديد ما يقوله صاحبه سوءاً بسوء وحُسناً بٍحُسن.
أولا : المنظومة القٍيًمٍية.
ثانيا: المنظومة المعرفية.
ثالثا : المنظومة الأخلاقية.
--------------------------------
أولأ من حيث القيمة
يٌعلي الإلحاد من قيم العقل في مواجهة النقل هوا لا يري قداسة في أشخاص ولا في كيانات تحتي أي مُسمي ووفق أي معتقد ، ولا يُشكل له جموع البشر ولا عادتهم ، ولا أعرافهم دوغما أو فزاعة تضغط علي رؤيته ، فهو يُخِضع كل الأمور للبحث، الفحص، والتدقيق والأهم هو إسقاطها علي الواقع ودورها في التحفيز الفردي ، الجمعي أو في التثبيط .
يُعلي الإلحاد أو يكرس لخاصية منهجية تُعتبر الركن الركين وهي النقد وإزالة تابوهات المُحرمات الثلاث ، كما يٌقيم أساس أو يُفند وفق ما يبرزه العصر من معلومات ومعارف شتي ، طالت كل الفروع والإتجاهات سياسية ، دينية، إنسانية
فالعُمده عنده - أي الإلحاد- ليست حدثنا ولأ أخبرنا ولا سمعنا ولا ما إتفق عليه أهل العلم ، ولكن العُمدة عنده هو الدليل وما يُقدمه الواقع من براهين هي وحدها الكفيلة بتعزيز العزيز وترذيل الذليل ، حتي وإن كان الذليل عندهم عزيزا أو العزيز عندهم ذليلا.
فليس هناك ما يصلُح لكل زمان ومكان ، بل هناك فقط من يصمد أمام التجريح ، التشريح وفق مقتضيات وبراهين العصر الحالي وهو بهذا يُعتبر عقبة كئودا أما أى أصولية أو دوغمائية أو بمعني آخر ضد قطعنة البشر كالخراف ، أو حشدهم في وعي جمعي لا يقدم ولا يؤخر سوي أهداف وسياسات تغيبية.
فلا مجال عنده لمعجزات ولا أحداث خوارق ولا تقيد بثقافة هذا ما وجدنا عليه آبائنا
------------
ثانيا : المنظومة المعرفية

المعرفة ككلمة تقع في هرم السُلًم النظري فوق المعلومات وفوق البيانات المٌجمعة ، فالمعرفة هي وعي في النهاية أو توظيف لما يُتاح لك من علوم ،فنون، معارف، أصبحت تتداخل فيما بينها أكثر مما تفترق ، وتتعاون أكثر مما تتنافر ، تقف بمجهر البحث المتناهي الدقة من أول عٍظم الأفلاك حتي مٍجهرية الذرة ، مقدمة المعلومات ، الأدلة ، النماذج ، التفاسير ، محطمة أو مؤكدة علي ما أنتجه الماضي.
يأتي الإلحاد مُتبنياً أو مُستخدما المعرفة كمصباح كاشف مقتحما دياجير الظلام ، فتتطاير الخفافيش ، وتنزعج العناكب ، وتُقًد مضاجع النيام ، يًمُد يده علي ما إكتسبت قداسته مكانتها وفق كم التراب المٌهال عليه ، فاتحا له ، مُسلطا ضوء العلم الحديث والمعارف المتجدده علي ما يقول أو ما يٌقال علي لسان مٌعارضيه، مؤيديه ، تاركل لك ولعقلك الحق في الإتباع أو الترك
فيًثبُت من يًثبٌت - وما أقله- ، ويترنح الكثير والكثير - وما أكثره - حتي يتهاوي
ويحضُرُني هنا القول " سراب بقيعةٍ يًحسًبُه الظمئآنُ ماءاً حتي إذا جاءه لم يًجدهُ شيئاٍ " فتنبه .

ولأن الناس بطبعهم أعداء ما جهلو ، ولأن المعرفه تتطلب جهدا ومثابرة ورغبة - قلت أن تتواجد جينيا في مجتماعتنا العربية- تجد الجموع المُقطعنة تخرج في أسراب كالخفافيش ، لا تهتم بالدليل ، ولا تتعاطي مع الرؤية الجديدة ، ولا تستمع للحجة ، ويُسيطر علي الوضع ثقافة الأكليشيهات وموضوعات التعبير
مثل
#يعني_هتفهم_أكتر_من_كل_دوول
#إنت_يعني_اللي_هتجيب_التايه
#تفتكر_يعني_كل_اللي_سبقوا_معداش_عليهم_الكلام_ده
#هتيجي_إنت_إيه_في_علم_الشيخ_فلان
وهلُم جرا ... مما يعرفه الجميع بل وعايشه الكثير منا في مناقشة أو محاورة.

ومن ناحية أخري تهتز الأرض من تحت عروش من تربعوا علي الأتربة سلاطينا ، يُكدسون الأموال ، يكرسون للجهالة ، أيادي في أيدي النظام، لتحقيق مكاسب شخصية أولا ، أو تمهيد الطريق للدعارة السياسية ثانيا.
ومن هنا تكمن الخطورة من وجهة نظرهم في الإلحاد ومتبعيه لا من حيث الوجهه الدينية إطلاقا ولكن من حيث تكريسة وتأسيسة لفكرة النقد ، البحث، وأنه لا صوت يعلو فوق صوت المنطق والحجه.
-------
أخيرا : المنظومة الأخلاقية

وأٌحيل القاريء العزيز في هذه النقطة تحديدا لكتاب علي صغر حجمه إلا إنه في منتهي الإحكام للأستاذ #محمد_العزب_موسي ، تحت عنوان #أول_ثورة_علي_الإقطاع ، وإلم تخني الذاكرة فتحديدا الفصل الثاني
ويمكنه أيضا الرجوع إلي السفر الرائع لأرسطو طاليس تحت عنوان "منبعا الأخلاق والدين"
حيث يقول مُفندا وجهة النظر المٌتبناه من قبل أرباب القطيع من أن الإلحاد ما هو إلا إنحلال من كل فضيلة ، وأن الدين هو الأساس في الاخلاق وأن بدونه ستتحول البشر أو الحياة إلي حقلا لدياثة ومرتعا للعٌهر.
فيقول إن الأخلاق وجدت في حياتنا من قبل الشرائع أو التنزيلات ، وتطورها وبقائها حتي يومنا هذا لا بسبب قال الله ولا قال الرسول وأرجو من القاريء العزيز التنبه لما هو قادم
ولكن بسب أن البشر تعارفوا علي كونها إطار مُنظم ، أو ضامن وحدود جيده تكفل لهم حقوقهم وتُسهل عليهم أمور دُنياهم ، وأن كلمة أو مفهوم الأخلاق في حد ذاته لم يٌعرف قديما كذلك ولكنه نشأ بعد جٌهد جهيد ، وتطور ، وممارسات عبر التاريخ البشري كله ( وراعي جيدا ما تحته خط ) ، في حقبه المتتابعه ، وبين أناسه علي إختلاف مشاربهم ، طوائفهم ، اجناسهم ، وأن المنبع الأساسي في الأخلاق ليس إلهيا أو فوقيا ولكن ، كونها تٌعزز من الروابط الإنسانية بين البشر وبعضهم إنطلاقا من فكرة إنك لست وحدك تحيا ، ولست وحدك دوما صاحب الحق ، وأن هناك حق جمعي أمام الحق الفردي أو المُكتسب الشخصي ، وأن الأخلاق كانت هي اللبنة الأولي في فكرة سن القوانين وروح نافخه في التشريعات إستُقت منها كل اللوائح أصولها ، جذورها كلٌ يضيف عليها ، يرتقي بها ، حتي وصلت لما هو معروف عندنا الآن بحجد بشري صرف ، وما وثيقة #المجناكارتا إلا أكبر دليل علي ذلك.

أما بخصوص الأديان فهي أتت علي ما هو موجود بالفعل ولم تُوجد شيئا من العدم ، مجرد أنها زادت من حدة القيد الأخلاقي مما زاد من تأثير ردة فعله علي الناس ، فارتبط ذهنيا عبر التاريخ بكون الاديان هي أساس الاخلاق.
ولكون معظم أمتنا كالببغاء عقله في أذنيه ، يستقي معلومته من مشايخ ، وأرباب لحي وجلابيب ، لا نقرأ ، لا ننقد ، تغلب علينا ثقافة الإستهلاك .. فرددنا ما يقال بل وتبنيناه في ضرب للحقيقة وللوقائع بمنتهي الصلف والغباء.



#محمد_حسين_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليه ؟
- الكذابُ الأشر
- الله أعلم
- مٌعلقٌ أنا
- الإرهاب لماذا ؟
- يوسف زيدان
- جين الدياثه
- الذات الناقدة
- من هنا وهناك
- شيخ المشخخة
- الفاحشة في فضح عائشة- 2
- الفاحشة في فضح عائشة- 1
- العنصرية في العائلة النبوية
- آلهة إلا الله
- العقيدة الطحاوية
- تجربة
- الأورجي النبوي
- الكازانوفية المٌحمدية
- لماذا أكتب
- هل كان رسولا أم ....


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين عبدالعزيز - كلمة في الإلحاد