أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين عبدالعزيز - لماذا أكتب














المزيد.....

لماذا أكتب


محمد حسين عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 15:38
المحور: الادب والفن
    


لماذا نكتب؟
قراءه في ذاتية نفس

صيعة الجمع في نكتب, لا أدري لماذا استخدمتها, من الممكن أن تراها نوع من أنواع التواضع ورغبه أكيده في المشاركه ، علي إعتبار أن الكتابه كفعل عقلاني هدفها التنفيس أو الترويح يتشارك فيه الكثيرون من الناس، ولكن هل الكتابه بالفعل عمل عقلي خالص؟
أو الرغبه في المشاركه, لأنك لم تعتد تحتمل أن تحمل كم هذا الألم وحدك , ولانك متأكد من أنه لا يوجد من سيتحمل معك هذا الألم , فبدأت تٌمني نفسك الأماني وتعللها عملا بقول الشاعر

أٌعلل النفسُ بالآمال أرقٌبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل !!

هذا السؤال هو ما دفعني لكتابه تلك المقاله. لماذا نكتب، أو تحديدا لماذا أكتب
أكتب بحثا عن ذاتي، اكتب رغبه في التنصل، أكتب لعل وعسي أن أتعرف علي كائن بشري يستطيع معي أن يشاركني همومي وآمالي.

لمن؟ هل سأجده؟؟ ,
أمارس الكتابه منذ كنت في المرحله الثانويه، أي ما يقرب الآن من الإحد عشر عاما, ولم أتعرف قط علي هذا الكائن, قد أكون هو انا المقصر، قد أكون لا أجيد لغه التخاطب، قد يعوذوني مهاره الجدب والإقناع, ولكن ما يعزيني ويجعلني أصبر وأتحمل هو الأمل, هو الدافع الداخلي بأنه قد يأتي اليوم علي غفلة مني بعدما قارب اليأس والقنوط علي التمكن من روحي.

الكتابه عندي هي ترادف لفعل عقلاني روحي. داخلي- ذاتي، خارجي مع البشر.

أكتب لأني أعلم تماما أن الجسد والروح كل واحد, وان باطن الإنسان له مقدره إستيعابيه محدده , خدعونا بأنها لا تٌقدر بمساحات التخزين الإليكترونيه!!!
فحين تفقد التواصل مع من حولك ، حين يتشبع العالم حولك بالنفاق، الخداع، الزيف ، حين تتمكن الأمراض النفسيه من الجميع وتتفشي لدرجة أنهم أصبحوا يمارسوها كجزء لا يتجزأ من شخصيتهم أي بمنتهي الأريحيه، وأحيانا يتفاخرون بذلك !!!, فبدلا من أنت تتنتحر .. ستلجأ للكتابه.

إذن الكتابه تعني الحياه؟ , وهنا أسأل نفسي لماذا لا تكوزن المشكله عندي أنا ؟؟ ، لماذا أرمي الغير بالسهام بينما قد أكون أنا مكمن العله وبيت الداء

سأجيبك بمنتهي الصدق والصراحه, لا غرورا ولا كذبا.. بأنني مررت بمواقف حياتيه أيقنت فيها أن الإنسان بداخلي مازال يحيا, وإن الروح الطيبه الحالمه, ما زالت تحافظ علي ركن منزوي بداخلي, رغم إنكماشه، تواريه، إحاطته بالكثير والكثير من العذابات، والأوجاع, التي من شأنها أن تعلي من منطق العقلانيه، البرجماتيه، النفعيه...
وصدقت نفسي بأنني تنصلت من إنسايتي, وكثيرا ما تفاخرت بذلك لأني إعتبرت ذلك جواز مروري لعالمي الفعلي الذي أحياه, وأني بهذا قد أصبحت قادر ع التفاعل والتلائم بل والتعايش.
. فالكل يتكلم عن الوحده, لكن من عايشاها وجربها واختارها يدرك أن عذاباتها وألامها , لا تقدر أن تعبر عنها الكلمات ولا الحروف, بل الأصح هو مجرد محاوله للتعبير.
الكل من حولك إحترفوا تقمص دور الحرباؤ في التشكل والتلون والتنطع , وماؤسوا دور البهلون بأقصي درجات الحرفيه وجعلو العالم من حولك أقرب إلي السيرك القومي.

لكني لم أنجح، وأيقنت بأنني مخدوعا, وكأن الروح الصافيه, خرجت من مكمنها, وايقظت المارد, الذي أبي أن يصبح مجرد صوره أو برواز مركون يعلوه التراب, في دولاب النفس. بقدر ما فرحت, بقدر ما دٌهشت...

هل الكتابه إذن عمل إنقلابي كما قال مولانا نزار قباني ؟؟, قد أجيز هذا التعريف, علي إعتبار انه يحمل في طياته التمرد السلمي علي كل ما هو مٌزيف وخداعي, إنها صوت من يملكون بداخلهم بقايا الصفاء في زمان أصبح الأساسا فيه هو الزيف والمظهرية.
في رايي المتواضع أن الكتابه كعمل لا تستطيع أن تقف واراء حافز واحد أساسي يٌحركها، بمعني أنك لا تستطيع أن تعرف تحديدا ما هو المحرك الداخلي تجاه الكتابه.

نحن نحاول أن نضع محددات وتعريفات وطرق, رغبه منا ووفق لطبيعتنا باننا نرغب في ان نعرف ما وراء كل شي وهنا مكمن المآساة.

الكاتب شخص مٌبتلي, فهو واقع بين منطقتين بين بين، بين واقع يرفضه ولكنه مجبر أن يتعايش معه, وبين ما يتمناه ولكنه يعجز عن تحقيقه!!! هل تعرفون المدرسه الرومانسيه ومشكلة روادها الأساسيه.... ببساطه هي أنهم عجزوا عن تحقيق أحلامهم في الواقع فحققوها في الخيال؟؟

فالكتابه وسيله من وسائل الفرار, نوع شيك من الهروب, تحركه رغبات دفينه برغبه في الوصول إلي الكمال للنفس الكاتبه أولا ثم مع المجتمع المحيط ثانيا.

لإن كنت ت عرف صديق لك يمتهن الكتابه, فعليك أن تٌعزيه, عليك أن تعرف إنه ليس الشخص الذي تعرفه. فالكاتب إن كان كاتبا بحق بداخله طبقات من البشر، عوالم من الحياة تعجز عقليه واحده أن تستوعبها أو تتفهمها.

. وهذا يحيلنا بأن فعلا الكتابه نقمهّّ !!! وكأنها عقاب إلهي علي اشخاص بعينهم إن جاز التصديق بأن هناك إله وبأن فعلا هناك قدر محتوم وأننا نتصرف وفق سيناريو موضوع لنا آنفا.

أنا أكتب لذاتي, أكتب لأتواصل مع شخص يقدر أن يستوعبني, أكتب لأنني قاربت من الإنفجار, أطتب لأنني أدركت كم العبث من حولي, أكتب لأني بداخلي رغبه في النقاء وحب للصفاء.



#محمد_حسين_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان رسولا أم ....
- السهام النارية علي الأحاديث القدسية - 3
- الرد علي أبو يعرب المرزوقي - (2-1)
- الرد علي أبو يعرب المرزوقي - (1-1)
- أمهات المؤمنين قراءة مغايرة 2-1
- أمهات المؤمنين - قراءة مغايرة (1-1)
- الفلسفة الإسلامية
- الرد المٌلجم علي صحيح مسلم - 1
- الرد المُلجم علي صحيح مسلم - 3
- الرد المُلجم علي صحيح مُسلم - 4
- بين الماضي والحاضر - فصل من رواية مشتركة
- بين الماضي والحاضر - فصل من رواية مشتركة
- الغربة
- رحلتي - مع العريفي
- عم مُختار المكوجي
- لروح الراحل أحمد فؤاد نجم
- الآثار الجانبية للمعرفه
- سلسلة الرد المٌلجم علي صحيح مسلم-2
- إنتي مين -قصيده
- قطار البدرشين-قصيده عاميه


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين عبدالعزيز - لماذا أكتب