هل ان الدول العربية دمى تحركها الخيوط من الأعلى ؟ !

فريد الساعاتي

الحوار المتمدن-العدد: 4723 - 2015 / 2 / 17 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل ان الدول العربية دمى تحركها الخيوط من الأعلى ؟ !

من المعتاد ان يعلق الكتاب والمثقفين العرب ان كل ماتفعله مثلا السعودية وقطر او تركيا هو من تأثير أمريكي، !. وهذه عندهم حقيقة يستندون عليها ويبنون عليه قصورا من الحقد والاكاذيب لاتنتهي ويبكون على اطلال بنوها هم بأنفسهم بان مافعلته هذه الدول او غيرها بانه من تأثير أمريكي !!.

لامريكا علاقات مع كل دول العالم عدا كوبا وكوريا الشماليه ، علاقات مصالح وهذا لايعني ان امريكا ترسم سياسة هذه الدول ان كانت خارجيه او داخلية ، وأكثر دول العالم هي تحتاج الخبرة والتقنية العلمية الامريكيه ، ولذلك لامريكا علاقات اقتصادية وتقنية مع دول العالم ، ولو قطعت امريكا علاقتها مع الأنظمة الدكتاتورية لقطعت امريكا علاقتها مع دول كثيرة ومثلا الصين الشيوعية. هناك مصالح مشتركة بين دول العالم ، وهذا لايعني تبني امريكا لسياسة الدول التي لها علاقات معها ، وقد ساعدت امريكا دول كثيرة اقتصاديا ومنها العراق، الاردن ، مصر والسلطة الفلسطينية ،

وبالمقابل السعودية وقطر وتركيا وغيرها عندهم علاقات مع كل دول العالم ، وهذا لايعني ان السعودية ترسم سياسة الصين او الهند او او غيرها ، ولماذا لاتقولوا مثلا ان ماتفعله السعودية من دعمها لداعش العراق هو من تأثير وتوجيه روسي مثلا ؟!.، الم تكن روسيا من المعارضين لدخول الجيش الامريكي وإسقاط صدام ؟!.

وهل عملية جلد الكاتب الشجاع التحرري في السعودية هو أمريكي ؟!. وهل اختفاء الاستاذ عبد الله مطلق القحطاني هو أمريكي ؟!. او هل اضطهاد المرأة في السعودية هو أمريكي ، وغيرها من الاعمال الاجرامية في هذا البلد او اي بلد عربي او إسلامي تعزوه بانه أمريكي !. هذا غير صحيح ، هذا تضليل تعيشون على أنغامه وتستمدون مع الاسف قوتكم منه ،
وكل مايحدث تربطوه بامريكا وتعملوه شوربه تشربوها تاكلوها وتتخمون انفسكم منها ،


ويقول الكاتب راسم عبيدات بعنوان ( إسقاط الطائرة الأردنية وحرق الطيار الأردني مخطط مدروس ). ويقول في مقال ممل ( ما يجرى الآن هو عملية غش كبرى في التاريخ،تسوّقها الإدارة الأميركية بالتعاون والتنسيق مع الحكام العرب،وتشترك فيها أوروبا و«إسرائيل»، والهدف واضح تقسيم وتجزئة وتفتيت وتذرير الجغرافيا العربية ،وإعادة تركيبها خدمة للمشاريع الأمريكية والإستعمارية الغربية في المنطقة،دويلات مذهبية وطائفية هشة مرتبطة بأحلاف عسكرية وإتفاقيات أمنية مع أمريكا والغرب الإستعماري،وفاقدة لسيطرتها على أرضها وقرارتها،وتدار إقتصادياً مباشرة من قبل المركز الرأسمالي العالمي في واشنطن،وبما يضمن بقاء "اسرائيل" قوية ومسيطرة. ).
والسيد عبيدات هو ليس حالة خاصة فالكل يكتب على هذه النغمة ، والحبل على الجرار

وكل ماتكرهوه في حياتكم هو أمريكي، وكل شيء تربطوه بإسرائيل ، " امريكا تريد تفتيت العراق وسوريا ومصر في خدمة اسرائيل " ولقد تكلمت عن هذا سابقا ، ياخواني يااعزائي صحوا النوم !. إنتوا وين وإسرائيل وين ! . اسرائيل اثبتت قوتها في كل الحروب مع العرب !. وأقول لكم لاتوجد قوة في العالم تؤثر على اسرائيل عسكريا !. فلا ايران ولاتركيا ولا روسيا ولا الصين ولا كل الدول العربية بامكانها ان تؤثر على اسرائيل ، وانا ضد احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية ، ولكن أقول لكم ماتدعوه وتفكروا فيه من اكاذيب وتضليل لايخدم أبدا القضية الفلسطينية ولايحل التخلف ولإرهاب الموجود في الدول العربية ، انتم تخدرون انفسكم ومن معكم بأكاذيب لاتخدم قضيتكم أبدا،

ان كل مانكره أمريكيا، ، وكل فئة سياسية او طائفية تتهم خصمها بانه من دعم أمريكي. هذا هو شعور تلقائي موجود داخل عقول اكثر العرب، فالرئيس الدكتاتور والملوك العرب مدعومين من امريكا، والخلاف بين السنة والشيعة أمريكي ، والتظاهرات التي حدثت في تونس ومصر وسوريا أمريكية ، وداعش أمريكية .وغلاء المعيشة سببه الأمريكان ، . والزكام والرشح وضعته امريكا بين المواطنين العرب خدمة لإسرائيل ،!

وهذه النغمة نسمعها دائما . ويوميا تكتب مقالات هنا وتعلق كل خلاف او حرب او قتل او انتهاك لحقوق الانسان بانه أمريكي !. والحقيقة ان فشل العرب في كل المجالات ليس أمريكي ، الفشل هو عربي إسلامي بحت ، ومن المخجل والطريف والمحزن ان الظالم والمظلوم عند العرب متفقين ، امريكا السبب ، داعش يقول امريكا السبب ويشاركه في الرأي اللذين يحاربوه !. الاسلاميون والشيوعيون يكرهون بعضهم البعض ولكنهم في نفس الوقت عشاق ومغرمون عندما يتعلق الامر في التضليل والكره عن هذا البلد،
وحتى الاكراد يُتهمون بأنهم موظفين عند الأمريكان !. وعندما رديت على كاتب في هذا الموضوع وذكرت هناك تقارب وليسوا موظفين عند احد ، أجابني بمقال إنشائي فارغ المحتوى يؤكد انهم موظفين عند الأمريكان ، وانه بنفسه كردي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته !.
وهل ذكر احدكم ان امريكا ساعدت في تحرير مثلا مدينة كوباني من خلال ضرباتها الجوية ؟!. وهل يذكر احدكم ان نفس الطيران قد فك الحصار مرات عن الجيش العراقي ؟. وهل يذكر احدكم انه ومنذ ايام بدأت طائرات الأباتشي بقصف مواقع داعش ؟!. وهل يعرف احدكم بان استعمال الأباتشي له خطورة كبيرة على الطيارين لقربهم من ارض المعركة ؟.


الاخوة اللذين لاتكتبون مقالات جربوا ان تكتبوا اي شيء سلبي في الوطن العربي واعزوه الى امريكا،وشاهدوا النتائج !.جربوا !.
مثلا موضوع الطلاق في الوطن العربي !؟. جربوا اكتبوا ان الطلاق هو بتحريض من المخابرات الامريكية من اجل تفتيت وحدة العائلة العربية ومنها تفتيت البلاد العربية ؟!. جربوا وستحصلوا على تايد كبير وبراعة اختراع ، وانكم أصبتم حقيقة أسباب الطلاق عند العرب ، وسوف يتبنى هذا الكُتاب والمثقفين العرب يكبروه ويلمعوه ويرفعوه ويستندون عليه !.

ويتهم العرب بمختلف الفئات السياسية الاعلام الامريكي والغربي، في المسؤلية عما يحدث في الوطن العربي ، سوالي وهل من المعقول ان يؤثر الاعلام الامريكي والغربي على عقلية المواطن العربي ؟!، انا في رأي ان أقوى إعلام في العالم هو الاعلام العربي ، وخصوصا عندما اقرأ مايكتب هنا من سباق في الحقد والتضليل بشكل اعمى وغير معقول .

ولو سلمنا جدلا ان ماتدعوه صحيح وان كل مايحدث في الوطن العربي من مأسي هو بسبب امريكا ، . فهذا معناه ان العرب هم ----- اللذين يعرفون ان كل هذا الاجرام والقتل والتخلف هو أمريكي ويستمرون به !!!.


ان ما تقولوه عن تأثير المخابرات الامريكية في عقل الانسان العربي بكافة اتجاهاته السياسية والطائفية وتوجيهه بهذا الشكل اللذي تعرضوه يدعوا للتسائل هل ان الشعوب العربية هي دمى تحركها امريكا بخيوط من الأعلى !!؟. ، وهل ان الانسان العربي هو --- او فاقد الإرادة بهذا الشكل اللذي تدعوه !؟. ام أنكم تتغابون وتضللون ؟!!!. فكروا ! وفكروا . أنكم توجهون الاهانات للإنسان العربي في تفكيره وفي اتخاذه للقرار .

#فريد_الساعاتي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل