أمريكا لم تخلق القاعدة وطالبان. انا اثبتها لكم . فندوها ان تستطيعون

فريد الساعاتي

الحوار المتمدن-العدد: 4698 - 2015 / 1 / 23 - 17:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أمريكا لم تخلق القاعدة وطالبان. انا اثبتها لكم . فندوها ان تستطيعون

ياما كتبت الاقلام عن أمريكا وافغانستان ، وياما جعلوا منها قصيده يرددوها ، وكيف ان أمريكا قد خربت أفغانستان ، وان أمريكا قد خلقت بن لادن وطالبان ، ولهذا اكتب الان عن هذه القصيده التي يرددها الجميع ، احاول ان اكتب ماعرف وبحيادية بضمن ماقرات وعرفت عن هذه القصيده ، مااكتبه معروض للمناقشة والتكملة ،
تاريخ أفغانستان يشهد عن احداث وانقلابات جداً عديدة ، وانا سوف ابدأها من سنة 1978 حيث زاد الصراع بين حكومة تراقي الماركسية والمعارضين له ، ولقمع المعارضة قامت الحكومة باعدامات جماعية هائلة يقدر عددها 27000 سجين ( ولاادري صحة هذا الرقم ) ، وهذا دعى الى تمرد كبير ضد الحكومه في جميع البلاد ، وَقّاد هذا التمرد حركه مجاهدين الاسلامية، احست الحكومة خطورة الموقف.. لهذا عملت اتفاقية مع السوفيت ليسمح لهم بألدخول الى أفغانستان ، وفعلا في سنة 1979 بدأ دخول القوات السوفيتيه الى أفغانستان لحماية الحكومة ضد المعارضة الافغانية
التدخل السوفيتي دعى الى احتجاج أربعة وثلاثون دولة إسلامية في الامم المتحدة ، وعلى اثرها صدر قرار احتجاج للجمعية العامة للأمم المتحدة ضد تدخل السوفيت في أفغانستان ، القرار كان بنسبة 107 ضد 18.
المعارك بين السوفيت والحكومة من جهة وحركة مجاهدين من جهه كانت تتزايد مع الوقت وتزداد دموية ،وبعد عشر سنوات اجبر الجيش الروسي على الخروج نهائيا من ، والخسائر البشرية كانت جداً كبيرة بين الطرفين حتى يعتقد انها وصلت الى مليون ونصف

حركه مجاهدين كانت مدعومة من السعودية ، باكستان، أمريكا ، مصر ، الصين وإيران ( ايران كانت تدعم الفصيل الشيعي من الحركة ).
أمريكا كانت من احد المساعدين لحركة مجاهدين ، وكان من البديهي ان تساعد أمريكا هذه الحركه ذالك جزء من الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والغربي ، ومع الأسف كان هولاء يساعدون عدو العدو ويعتبروه كصديق، ومن المهم لي ان اذكر ان في ذالك الوقت لم تكن حركة طالبان موجوده او معلنه ، والقاعدة لم تكن موجوده ايضا ، ولم تكن هناك عمليات ارهابيه انتحارية خارج أفغانستان تهدد أمن العالم ،
في سنة 1992 استلمت حركة مجاهدين السلطة بعد خروج الجيش الروسي في سنة 1989
في سنة 1996 وبعد صراع مسلح استلمت طالبان السلطة ولتفجع العالم بهمجيتها وإجرامها ، فبدأت بقتل الهيئة الدبلوماسية الإيرانية ، وإخراج الرئيس الماركسي وأخوه المحمي في دار الامم المتحده في كابول وشنقهما ، وكذالك تفجير المراقد الاثرية المهمه ومنها تماثيل بودا الشهير التي كانت تعتبر ثروة للبلد لعدد الزوار اللذين ياتون لزيارة هذه العتبات من الدول الاخرى ، وليس هذا فقط فلقد جرى تطبيق الشريعة الاسلامية بأبشع صورها ،

حركة القاعدة تأسست بين سنة 87-88. كفرع موازي ومشترك لحركة طالبان ، وهو يضم العرب المتطوعين في أفغانستان ، والمؤسس هو الثري بن لادن وبدعم سعودي مباشر،

التواريخ تتكلم ! .دخل السوفيت أفغانستان1979عندها بدأت دول عديدة بدعم مجاهدين، ولم تكن القاعدة موجودة في ذالك الوقت إنما تأسست بين 1988-1987 اي بعدها بثمان او تسع سنوات ، يعني عندما بدأت دول عديدة بمساعدة مجاهدين ومنها أمريكا لم تكن القاعدة موجودة ،

حتى نفهم لماذا ظهرت القاعدة علينا ان نرجع الى الثوره الإيرانية في سنة 1979 ، هذه الثورة ابتدأت باحتجاز الدبلوماسيين الأمريكان في طهران ، وإغلاق السفارة الإسرائيلية ووضع محلها سفارة فلسطينية ، وليس هذا فقط فقد أعلنت يوم القدس ،وهو اخر جمعة من شهر رمضان ، الدول العربية السنية خافت من هذا التطور ، من قيادة ايران للصراع ضد اسرائيل وكبر الحجم الشيعي في المنطقة ، ولهذا بدأت بالتسابق مع ايران في قيادة الدور الاسلامي ضد اسرائيل وأمريكا ، وكجواب على يوم القدس الإيراني دعت الدول العربية الى أسبوع القدس وكأن القدس عرضة للمزايدة !، وحتى صدام دخل المزايدة ! ، فعندما دخلت القوات العراقية ايران 1980، كتبت جريدة الثورة ( الطريق الى القدس يمر عبر طهران !).
ايران دعت الى تصدير الثورة ، ولكنها لم تمشي كثيرا في هذا لانها كانت مشغولة بالحرب مع العراق ، ولكن هذا لم يمنعها من دعم حزب الله في لبنان وان اول عملية انتحارية ضد الأمريكان قام بها حزب الله في لبنان في ابريل سنة 1983 ضد السفارة الامريكية في بيروت وقتل فيها 63 شخصا ، وبعدها في اوكتوبر نفس السنة ضد القوات الدولية لحفظ السلام في لبنان وبالذات القوات الامريكية والفرنسية وذلك في عمليتين انتحارتين في نفس الوقت من خلال شاحنتين قتل فيها 299 أمريكيا وفرنسي واحد ، وعمليات اخرى ليس انا بصدد تعديدها،
همممم ومرة اخرى همممم، السُنة او بالأحرى الوهابية وهم الطرف الطائفي المعاكس للشيعة شعروا بتزايد الوجود الشيعي دوليا وسياسيا وبالأخص اسلاميا ، ولهذا كانت ظروره انبثاق منظمة القاعدة الاسلامية العربية السنية بعد حدود اربع سنوات من عمليات لبنان الشيعية الانتحارية ضد أمريكا وإسرائيل ، باموال ودعم مباشر من السعودية، وهي منافسة بين طائفتين في قيادة العالم الاسلامي ، والمنافسة في عمليات العداء لإسرائيل وبالطبع أمريكا، وهل يكون الصراع عربي سني- إسرائيلي ام إيراني شيعي - إسرائيلي ؟! مزايدة في الصراع ضد اسرائيل . !
واختلفت القاعدة مع السعودية بعد دخول القوات الامريكية المملكة لتحرير الكويت في النصف الثاني من سنة 1990واعتبروه تدنيس للأماكن الاسلامية المقدسة .
عندها بدأت القاعدة عملياتها ضد أمريكا ، اول عملية كانت في عدن اليمن ديسمبر سنة 1992 عندما وضعوا قنابل في فندقين يسكنها قوات أمريكية ، وبالصدفة لم يقتل اي أمريكي وانما أدى الى مقتل سائحين أستراليين ، وفي نوفمبر 1995 سيارة مفخخة في الرياض قتلت 5 امريكان واثنين هنود و ستين جريح، في الشهر الثامن سنة 1998عمليات انتحارية في سيارات مفخخة ضد السفارة الامريكية في نيروبي كينيا و دار السلام تانزانيا . قتل فيها 200 شخص وجرح 5000 اخرون ، وبعدها عمليتين ضد بارجتين أمريكيتين في اليمن احدهما فاشلة والأخرى احدثت ثقب في البارجة ، وطبعا عمليات 11 سپتمبر 2001 والتي راح ضحيتها 2996 أمريكيا
وماذكرته أعلاه من احداث وتواريخ وأسباب يبين ان أمريكا لم تَخلق القاعدة ، ظهور القاعدة كانت لك علاقة مع تزايد النفوذ الإيراني الشيعي، القاعدة هي نتيجة التنافس بين السنة والشيعة في قيادة العداء لامريكا وإسرائيل

السيدة و السيد القاري أريدك ان تتصور معي : لو سلمنا جدلا ان أمريكا لم تساعد حركة مجاهدين !. هل كان هذا كافي لان يبقى الحكم الماركسي في أفغنستان على دفة الحكم ؟! وهل يحكم الشيوعيون في اي بلد إسلامي اخر حتى يستمروا في حكمهم لاافغانستان ؟! البلد الاسلامي الوحيد اللذي جرب حكم الشيوعية عدا أفغانستان هو اليمن ، وفشلوا هناك ايضا ، وفشلت الشيوعية في أوربا الاشتراكية المثقفة فكيف تنجح في أفغانستان الاسلامية المتخلفة ؟! ان مساعدة أمريكا لحركة مجاهدين قد أسرع فقط من خروج الروس وسقوط الحكومة الماركسية ، ان مايسمى بالصحوة الاسلامية هي حقيقة بدأتها الثورة الاسلامية الإيرانية واستلمها الوهابيون كمنافسة، والصحوة الاسلامية هي رده حضارية ضد الانسانية والتطور

ولاادري لماذا تعيبوا على تايد أمريكا للمعارضة في أفغانستان ولا تعيبوا على الاحتلال الروسي لافغانستان ؟ ولما لاتعيبوا مثلا احتلال الجيش السوفيتي لجكسلفاكيا في سنة 1968 ؟ !.

أمريكا من احد الدول التي ساعدت المعارضة الافغانية ضد الاحتلال السوفيتي لافغانستان ، والمعارضة كانت حركة مجاهدين ولم تكون في ذالك الوقت حركة طالبان او القاعدة ، او لم تكن معلنة بصورة رسمية ، ولم تكشف عن انيابها البشعة ،

ولاتنسوا ان أمريكا وبعد عمليات 11 سبتمبر 2001 قد دخلت بصورة مباشرة أفغانستان وساعدت المعارضة الافغانية بطرد طالبان والقاعدة من الحكم، السنة الماضية جرت انتخابات فاز بها الليبرالي اشرف غني ، وهو اقتصادي كان يعمل في البنك الدولي التابع للأمم المتحدة قبل عودته الى أفغانستان في سنة 2002. وهذه اول مرة تنتقل السلطة الى رئيس جديد بصورة ديمقراطية . ولاتزال حركة طالبان تعمل ضد الحكومة في سبيل خراب البلد وتهديمه ، والصراع مستمر

ناقشوني وقولوا لماذا انا على خطاء ؟ او ان كان مقالي ناقص او نسيت شيء،
حكموا عقولكم قبلة ان تحكموا قلوبكم ، اخلعوا النضارة السوداء ، انا لم أقول قال فلان وحلل فلان كما تقولون وكما تدعون، انا ذكرت احداث وتواريخ تثبت لكم انه عندما دعمت أمريكا حركة مجاهدين لم تكن هناك القاعدة ،
القاعدة وطالبان ليست صناعة أمريكية ، فلا تخلطوا الأوراق وتعملوها شوربة
القاعدة كما ذكرت هي نتاج التنافس الإيراني العربي او التنافس الشيعي الوهابي في قيادة الصراع الاسلامي ضد اسرائيل وأمريكا

#فريد_الساعاتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات